الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ريم الدندشي والتجديد في الفكر الديني

اسامه الدندشي

2013 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تستحق الكاتبة ريم الدندشي أن يقف عندها المفكر العربي , ليرصد تجديدا في تناول الفكر الديني الذي جمده العلماء المسلمين منذ سقوط بغداد عندما أوقفوا ألاجتهاد , وتحول الدين من مناقشة الأمور الحياتية ,والتأقلم مع ا لتطورات الفلسفية والمجتمعية التي يحتاجهاالانسان المتجدد والمطور في المكان والزمان , بقي الدين يراوح حول النص الديني الشرعي . وأصبحت الصلاة مطلبا حصريا للدين بعدما أسقطوا عنها شرطها النهي عن الفحشاء والمنكر , والي جمد الفكر الديني حول نصه الشرعي , العقل الجديد الي انتقل اليه الأسلام غير العرب واعادة صياغته وفق تلك العقلية , وبلغة قد لاتستوعب الصور والخيال والتأويل التي تملكله اللغة العربية , لذلك نرى جنوحا في كثير من المفرادت كالكفر والجهاد والكفار والمؤمنين وحمولات في المتخيل اللغوي هي غيرها عند العرب الذين تعمقوا تفهموا فلسفة اليونان والأغريق والرومان وطوروا فيها .
لذلك رأيت في مقدمته السيدة ريم الدندشي مقدمة فكرية وفلسفية لنهج جدي في فهم الدين وخروجه من هذا الجمود الى فضاءات القرن العشرين ليتماها مع الحداثة ألأولى كشرط مكوضوعي لفهم الحداثة الثانية التي تطرق الأبواب , وتلح على أجوبة مقنعة لما بعد الدولة القومية وما بعد الدمقراطية وما بعد حقوق المرأة والأنسان ,وعندما تكشف العولمة عن أسرارها أما أ ن نكون محمية حيوانية خارجة عن العالم الآنساني او بشرا نتأقلم مع ثورة الأتصالت والمعلومات ونسير مع العالم لجديد.
اسامه الدندشي
تقول ريم الدندشي
مع الزمن نكتشف جدلية الأمور وتعقيدها..وأن ما نغفله من معضلات منذ عشرات السنين يعود ليظهر حياً بعد عقود ...ونكتشف أننا نغفل معالجة مشاكلنا بطريقة عميقة ..ويظهر أنه من الضروري خلق قاعدة ثقافية معرفية تعمل على تصفية الحسابات مع العديد من العثرات علنا بعدها ندخل دروب التنوير....
اولها مع مفاهيم دينية خاطئة نكتشف مع الأيام رسوخها وثباتها ساهم في تراكمها تجاهلنا لنشر منهجية تدرس تاريخ الأديان المقارن ..والعمل على إيجاد الروابط المشتركة بينها ومن ثم تمايزها حسب المرحلة الحضارية والثقافية التي ظهر فيها ...لتكتشف أصولاً واحدة اختلفت بعدها كلاً حسب البيئة والحاجة وحسب التطور و التناول والصراعات والمواجهات مع الذات ...غير متناسين ما أضفى الأنسان نفسه في رحلته هذه من لمسات أرضية ( إنسانية) أثناء رحلته في الكشف عن هذا الخالق الأوحد.. إضافة إلى ما قدمته السلطة والسياسة في رسم صور لصراعات شكلت مذاهب ليس لله فيها من يد ...ولصراعات زمنية ثبتت من تراث ديني فيه من أحاديث وسنن ومفاهيم تشبه زمنها وأصبحت جزءاً عن قابل للفصل عن الدين...وأصبح لكل طائفة دينها وتراثها الديني المتتزج بتاريخ تشكلها واضطهادها وصراعاتها وأدبيات أنها الفرقة الناجية..
.وتأكيداً ان التحريم للفلسفة في رحلة الفكر الإسلامي وضع القيود على الفكر ( منذ أزمة المعتزلة والمأمون مع ابن حنبل وتحريم الفلسفة مع ابن رشد...) ...جعل من الدماغ آلية للإجترار ...وجعل من القرون الأولى ساحات فكر وطروحات علمية و فلسفية أكثر إنفتاحاً ورقياً وتقبلاً من وقتنا الراهن ..منها علم ( فقه اللغة) التي هي بواكير علم الفللوجبا وما توصلت إليه حديثاً من أليات تخرجنا من هذا الجمود في تفسير النصوص والتاويل والتكفير والحقائق المقدسة.. علنا ننشر ثقافة التفكير والعقل والإنكفاء عن فضاءات التبعية والتقليد ....ونجد أن إختفاء تلك الطروحات الفكرية والوجودية الجريئة والسباقه من علوم الكلام والفلسفة والفقه .. أوقعنا في براثن أحادية الفكر بإتجاهين أحدهما من آمن به دون معرفة حقيقية بتاريخه وآفاقه وتفاعلاته الفكرية وتأويله ..فتبناه بصورة أحادية الوجه ولم يعد يحمل له تصوراً أرحب .. ومن أعدائه من أعطاه صفة الجمود والثبات وخلوه من أمكانية وصفات الحضارة الطبيعية..
وكذلك العمل على مواجهة هذا الهروب الدائم من دراسة التاريخ بطريقة جديدة تمكننامن فهم ذاتنا وتراثنا ضمن سياقاته الزمنية والأنثروبولوجية ودون انفصال عن العلوم الإجتماعية رالأقتصادية والانسانية على غرار مدرسة الحوليات الفرنسية في دراسة التاريخ التي اعتبرت نقلة نوعية في منهجية تناول التاريخ وتحليله ...وضرورة الإطلاع والمساهمة في العلوم الانسانية والانثربولوجية التي تدرس الإنسان ودوافعه وسلوكياته وتدخلنا في آفاق التنوير والمعرفة العلمية وجعلها منهجية في التعليم في المدارس والجامعات..مع اعتبار أن الدين لا يمكن انسانياً تجاهله في التركيبة الوحودية والفلسفية للإنسان ..ففلسفة مابعد الحداثة أعادت التفكير بمطلقية العقل وأعادت الإعتبارات للدين والحياة الروحية...
و معرفة أن الاستبداد ( وخاصة الفكري منه)الذي نعانيه والذي يعرقل رحلتنا الحياتية الحضارية فيغلق الفكر ويشغله في لقمة العيش والخوف من الإنسان وحراكه خوفاً على مصالحه ...فما شهدت البشرية إبداعاً إلا مع الحرية ...وإلا عودة إلى متاريس الدين كلما فقد الإنسان قدرته على تحقيق ذاته ورغد الحياة آملاً في حل سماوي لمشاكله ومصائبه..
وعلى قول لأحد أصدقائي أنها مشكلة أخلاقية .. نعم فنحن لم نمارس الأخلاق إلا مؤدلجاً ..ولم يتسنى للإنسانية أن تجلت في تاريخنا بمنظومة أخلاقية بعيداً عن الفساد والتناقض والخوف وقمع الفكر ...
وفي النهاية أعتقد إنها مشكلتنا مع رجالات الدين وطوائفه.. ..وهذه البنيوية المعرفية الموروثة الضيقة لديهم .. وإرتباطهم المتبادل مع السياسيين والسياسة وعملهم على نبش الصراعات الطائفية كلما أرادوا هم و الساسة ذلك ...يتوجها تبعيتنا العمياء لهم ...فإذا أرادوا أردنا ... وإذا امتنعوا أمتنعنا... والعجب كل العجب أننا وكلما زادت الأمور تعقيداً، يزداد تسليمنا لهم رقابنا، سهولة ويسرا....
1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا