الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن العراقي .

علي عبد الرحيم صالح

2013 / 8 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعاني العراقيون اليوم الكثير من السلوكيات الخاطئة والمتأصلة في خزينتهم السلوكية المتوارثة عبر الأزمات الغابرة التي مروا بها ، والتي تدل على قلة الوعي والتمدن مثل عدم وضع النفايات في الاماكن المخصصة لها ، وعدم الحفاظ على الاماكن العامة ، وعدم الالتزام بالقواعد المرورية وغيرها من السلوكيات التي تثير غضبك واشمئزازك في البلد الذي تعيش فيه .
وفي وضع الانفلات الذي نعيش فيه حيث لا رقيب فيه ولا حسيب (والذي هو سبب تفلتنا وهروبنا من المسؤولية) نجد أن أغلب إجابات المواطنين العراقيين تتمحور في مركز واحد (ليش قابل بس أني تحاسبني ليش ما تروح لغيري) ، ولهذه الاجابة العميقة في الشخصية العراقية مدلولان :
1. مدلول تبريري : إذ نجد أن المواطن العراقي يحاول أن يستعمل بعض الافكار والاساليب التبريرية كي يخلص نفسه بما يقوم به من أفعال مزعجة أو غير قانونية . وقد لا يحدث ذلك لدى المواطن العادي فقط بل نجد أن هذه السلوكيات التبريرية لدى الكيانات والمسؤولين في الدولة ايضا ، على سبيل المثال يصرح البرلمانيون ومن يتولى السلطة عندما ينحصرون في زاوية ضيقة في وسائل الاعلام نجده يكررون نفس التبرير (ليش قابل بس أحنه روح شوف بقية الكيانات الأخرى) وهكذا فأننا واقعون في ظل تشوهات معرفية تبريرية تجيز لنا مخالفة القوانين والانظمة وحتى نهب أموال الشعب ونحن مرتاحون البال والضمير .
2. مدلول تشكيكي : فتظهر هذه الاستجابة اللفظية القاتلة والبغيضة من خلال اعتقاد الشخص المخالف بأنه موضع تشكيك أو أن الأخرين يريدون تسقيطه والنيل منه ، على سبيل المثال عند محاسبة الفرد أو المسؤول أو السياسي عما يرتكبه من مخالفات وسرقات واضحة ممكن أن يحولها إلى أن الأخر يريد التشكيك والتسقيط منه ( فلماذا تتهمني أنا وليس الآخرين؟) مما يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك ضده (نظرية المؤامرة) وهذا ما شاهدناه في جلسات البرلمان وفضائحهم الاعلامية التي تحولت فيها عمليات محاسبة الشخص أو المسؤول او السياسي الى عملية تسقيط شخصي او سياسي او حتى طائفي ، وبذلك تتيح هذه العملية للشخص المتهم أن يتحول من موقف دفاعي الى هجومي ، فبعد اتهامه والنيل منه يتخذ هذا الأمر كحجة أو برهان تتضح فيه نية الطرف الأخر مما يتيح له تسقيط الشخص المتهم وتصفيه حسابه معه .
وما بين هذا وذاك نجد أن القسم الكبير من العراقيين يعجزون عن اصلاح انفسهم ، وحتى لو حاول البعض تغيير هذه العادات مثل العمل بإخلاص ورفض اخذ الرشوة ، نجد أنه سيصبح اضحوكة وسخرية من الآخرين بحجة (ولك هيه تايه) أو (راس السمجة خايس) ، وبذلك فأنه هذه التبريرات والتشكيكات ستجعلنا نعاني ونتألم ونكره هويتنا العراقية بدلا من الانتماء والافتخار بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي