الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو علي مصطفى ..الفدائي الثائر

كفاح كيال

2013 / 8 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



في مثل هذه الساعة وقبل اثنتي عشر عاما أُطلقت صواريخ الغدر والخيانة الى مكتب الرفيق أبوعلي مصطفى لتستقر في ذاكرتي حتى اللحظة وتدوي في وجداني ألما وحزنا وافتقادا وليتحول المكان الذي كان مهبطا لكل الناشطين والمناضلين والفدائيين من كل أنحاء فلسطين ومن كافة تشكيلاتها وفصائلها لخراب ودمار وأشلاء وبقايا مجد وعزة ..ويرسل حتى الان من شرفاته ونوافذه عبق الفداء والشهامة وأيونات القومية والاشتراكية من على بعد أمتار من ضريح الرئيس ياسر عرفات الى كل العالم ..
في حضرة الغياب تصغر الكلمات ..وفي عبق الشهادة تتلاشى كل التفصيلات ويتعملق المعنى والجوهر وتنجلي كل الغمامات وتصدق رؤيا الثوار والفدائيين ,هكذا نحن مع قصص الشهادة عامة وبخاصة مع من تركوا لنا من وقائع الحياة المشتركة معهم ما لا يمكن ان يتحول الى ذكرى بل بقي حضورا نوويا يتفاعل كل لحظة ويزلزل كياننا الإنساني ويحول فضاءات حياتنا إلى سفر من العطاء لنكون جديرين بحيزهم في أرواحنا ووجداننا.
وفي حوزنا والرفيق أبو علي مصطفى تتعملق كل تفاصيلنا معه لتتحول الى منارات درب وبيارق المسير الشاق في ردهات الخنادق وزوادة صمود وتصبيرة أمل لديمومة الفعل المحمول على فوهة الكفاح ..
شكل الرفيق المناضل الفدائي الثائر الامتداد الجيفاري الحقيقي في الثورة الفلسطينية وفي حركة التحرر العربية والأممية وكرس بشفافية أدائه وفطرية ثوريته وقياديته العفوية الأبوية الطبيعية غير المتكلفة فهو قائد بعمله ورياديته ومسئوليته وأبويته للجميع ..وبتواضع العمالقة وعظمة الأداء والترفع عن تفصيليات الحسابات الضيقة وحساسيات التحزب والذاتية انتزع دون قصد منه القيادة الثورية على مستوى وطني وقومي ..
لم يقصف مكتب الرفيق ابو علي مصطفى فحسب ..لم يستشهد الرفيق ابو علي مصطفى فحسب , لقد ضرب الاعداء والخونة صمام أمان ديمومة الثورة الفلسطينية وصمام تدفق القومية العربية الثورية المدركة لبوصلتها والعالمة بدقة موقفها وعقائدية أدائها ومهماتها. بوصلة لا تشير إلا لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين , بوصلة لا تخضع لأجندات التمويل ولا تفصل موقفها السياسي على أهواء دول او أحزاب ..بوصلة تفرض بنقائها وصدقها وقوة يقينها ونظافة يدها حضورها واحترامها حتى للخصوم والأعداء.
كانت كلمات ابو علي مصطفى رصاص صائب على رؤوس الأعداء وبلسم شافي لجراح شعبه ,وكانت جولاته وزياراته لأزقة وحواري فلسطين المحتلة تشكل زغاريد أمل في ذاكرة فقراء ومناضلي ومهمشي فلسطين الذين حملهم الرفيق على أكفه وفي وجدانه وقلبه رفاق درب وشركاء مسيرة فكان حضوره في المسيرات الشعبية او في الخنادق الأمامية وفي عزاء الشهداء او جنازات الشهداء وفي استقبالات الأسرى وفي بيوتات المناضلين وفي مسارح الفن وفي معارض الرسم وفي التفاصيل الإنسانية لكل الذين عرفناه تكريسا لإنسانية ثائر وريادية قائد حاول الكثيرين المضي على هذا النهج ولكن بقي الموقف لا يشبه روح أبو علي مصطفى .
هي الروح التي تحلق على مسارات الجغرافية وردهات العصور دون توقف وتعيش رغم الرحيل دونما افتعال وتنبعث في ذاكرة كل منا كلما مررنا قرب معالمه الثابتة أو تمترسنا في مكان تَمَنطَقه رفيقنا الغائب عنا الحاضر بيننا روحا وفكرا وعبقا وحبا وانتصارا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا