الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي

فالح الحمراني

2013 / 8 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هل فشل المشروع الاسلامي لحكم الدول العربية؟ نعم كل الدلائل تبرهن على فشله، وانه يوتوبيا عكسية لن يمكن تحقيقها. اننا لا نعرف لحد الان عن طبيعة وماهية المشروع الذي يتحدث عنه الاسلاميون، هل هو زمن الخلفاء الراشدين (رض) الذي لم يحقق احدا منهم اهدافه المنصوص عليها في القران والسنة النبوية والاجتهادات المتعلقة بها، علما ان ثلاثة من الخلفاء (رض) اغتيلوا، ولاسباب سياسية بحتى وليست دينية ابدا. ام الدولة الاموي والعباسية وما بعدهما ودولة بني عثمان ام عن مشروع نظري لم ير النور بعد. اذن حان زمن، ما ادركه الاوروبين قبل اكثر من قرن، بان الدين والسياسة، الدين وادارة الدولة والحكم متنافيان تماما. رجل الدين لا يمكن يمكن رجل سياسة. وان العصر يستوجب فصل الدين عن السياسية.

الدين الذي يحاول باسمه اصحاب مشروع " الاسلام السياسي" الوصول للسلطة وللابد، هو ليس جوهر الدين المنصوص عليه في الكتب المقدسة. ان العقلانية لا يمكن ان تقترف خطأ فاضح بوضع قانون خالد وابدي للسلوك والتعامل البشري، ان الحياة تتطور وتتغير في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية في معرفتها واكتشافها للكون ، وان الانسان منذ ظهوره على الارض اكتشف الكثير من الذي غير وجه نظره للحياة والكون والتعامل الاجتماعي. وهذه حقيقة لا يمكن ان ينفيها اي انسان عاقل. ولا اعتقد ان علماء الدين ضدها. لذلك فان الدعوة بممارسة جرائم القتل العشوائي ( وللمسلمين انفسهم) لتطبيق شريعة دين حنيف " و شريعة اي مذهب واتجاه منها؟ غير معروف" هي دعوة تتناقض تماما مع الروح الالهية والاديان السماوية جميعا، وتضر بسمعة الدين الذي تنفذ بأسمه، انها تتنافي واحكام الاديان كافة، وبالدرجة الاولى الدين الاسلامي.

لقد اظهرت التجارب الاخيرة في العراق وتونس ومصر وليبيا وقبلها في دول اخرى تعكزت على الاسلام لإحتفاظ الملوك بعروشهم، بانها غير قابلة على الحياة، العجز الكامل عن تحقيق دعوات الاسلاميين لشعوبهم المظللة، بانه وباستلامهم السلطة سوف تنحل كل المشاكل العالقة، الحياة المعيشية والاخلاقية والعدالة الشاملة وموجهة التحديات التي تجابهة الامة سواء كانت اسرائيل اوالحضارة الغربية بكل موبقاتها ناهيك عن الامراض والفقر والامية... ستحل، وسيكون السكان على عتبة الجنة. على العكس الخارطة امامنا كئيبة ومحزنة: المعارك تدور اليوم بين حلفاء الامس التي جاؤا لسلطة وهم يرفعون الشعار الاسلامي، والحصول على السلطة والنفوذ ووضع اليد على اموال وممتلكات الدول، اصبح هدفهم الحقيقي، وليس تحسين وتطوير وتجميل حياة المسلم. ابدا. من وصل للحكم مارس الفساد الحكومي، ومن لم يصل له بعد حمل البندقية لقتل كل من يقف امامه.

ان رافعي الشعار الاسلامي خانوا قيم الاسلام الفعلية بالاخاء والمساواة والعدالة، وقيمه الفاضلة الاخرى، وتنكروا لها وتمسكوا بالطقوس التي تموت مع الزمن لاستحالة تطبيقها واستخدامها كحجة للاطاحة بالمتنافسين معهم والمعارضين لخططهم.

ان حكم دولة ليست هواية وتمني يمكن ان يمارسها كل شخص، وانما هي خبرة وعلم ومهارة وتدريب ودراية وفي نهاية المطاف مؤهلات شخصية عديدة، ولذلك فليس كل من ادعى انه مسلم نظيف! يستطيع حكم الدولة او الجلوس في برلماناتها او مسؤول في حكومتها.

ان الدين قبل شئ ممارسة روحية خالصة، يلتزم الشخص الذي وهب بها بالصدق والنزاهة وممارسة العدل والدعوة للاخوة الانسانية والانتصار للمظلوم وتربية عائلة بقيم سامية وبالتالي الارتقاء في روحانتيه لتعانق الجمال الاصيل وما تمنحه الطبيعة للانسان، والدعوةلإناقة الفكر وتعميقه للكشف عن اسرار الطبيعة التي وهبها الله للبشر وتوظيفها لخدمة الانسان وحياته على الارض، لصحته ووعيشه بكرامة.

لقد استغلت القوى التي انتحلت الاسلامية قيم العصر، بما في ذلك الديمقراطية وحرية المعتقد، لتصل الى سدة الحكم، مستغلة بذلك ثقة الجماهير بالدين الحنيف (وليس بها) وممارسة التظليل بها، وخانت حان وصولها للحكم،القيم التي مهدت سبيل الصعود للسلطة قيم الديمقراطية وباشرت ببناء انظمة استبدادية متخلفة وظلامية وابعدت القوى المعارضة لهذا التوجه، وحرمتها من الحياة.

ان الحياة الخضراء وقوانينها الصارمة، اقوى من الانحراف بها من جادة التطور والتقدم وتحسين الحياة وتطويرها وبناء الدول التي تتلائم وعقلية الانسان المعاصر، وترفض العودة الى القرن السابع ميلادي (الاول هجري) وسحب قوانينه وعاداته وخطابه للقرن الواحد العشرين. لنبحث عن طريقنا ولنساهم في رفد الحضارة البشرية، مسترaدين بقيم الحاضر ومستفادين من المورث الحافل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب