الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟

إدريس نعسان

2013 / 8 / 28
القضية الكردية


ليس من باب التشاؤم و معاداة الوحدة الوطنية السورية أو القومية الكوردية، أتنبأ بصعوبة نجاح ما يتطلع إليه الائتلاف و بعض الأطراف الكوردية، لكنها حيثيات الواقع و تركيب القوى المنخرطة ما تدفع المرء إلى استنتاج الكثير من مسببات الفشل إذا ما سار الوضع ضمن مسار معين، لقد سبقت الكثير من اللقاءات و الحوارات الفاشلة ما يدور اليوم في اسطنبول بين المجلس الوطني الكوردي ممثلاً في لجنته الخارجية للعلاقات و الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة و المعارضة الذي ولد من رحم المجلس الوطني السوري، و كانت النتائج دوماً صدمة الكورد بفكر المتحاورين الضيق و خلفيتهم المبنية على اسس شوفينية لا تختلف كثيراً عن عقلية البعث العروبي، و كان ذلك لجملة من الاسباب أهمها:
1. أرتهان الائتلاف على الإرادات الخارجية إلى درجة الدوران في فلكهم و ضمن رغباتهم و ليس الواقع السوري.
2. توهمه بإمكانية تدخل المعسكر الأمريكي في سوريا لصالحه عنوة عن رفض أصدقاء النظام، دون أي أعتبار لمصالحهم، و هذا ما لم و لن يحدث إلا بعد تفاهمات بين المعسكرين تحت الطاولة.
3. محاولاته الدائمة تقزيم الأطر الكوردية عبر محاولات بث الشقاق فيها و السعي لاستجرارهم منقسمين إلى بوتقته و بالتالي تغييب التكتل الكوردي و التحكم بقيضتهم وفقاً لرؤيته و قناعتاته.

لكن جميع رهاناته بائت بالفشل و انتقل من صدمة إلى أخرى أكثر قساوة و من وعود معسولة إلى دعايات إعلامية لم تترجم إلى واقع عملي، إلى أن وصل به الأمر إلى طريق شبه مسدود، فتعالت أصوات الداخل المطالبة بسقوطه و استقالت كافة شخصيات المعارضة من الهيئات و الأطر التي يعملون فيها بسبب عجزهم عن تمثيل الشعب و ثورته و فشلهم في إيجاد حل لإيقاف النزيف السوري المستمر و دمار الوطن الذي تحول إلى أطلال و اكوام من الحطام.

و الكورد ليسوا أفضل حالاً من الائتلاف و غيره من أطر المعارضة الخارجية، فالكورد الذين اختاروا حالة الثورة السلمية وفق خصوصياتهم القومية ممسكين بمنتصف العصا مع تبني شعارات الثوار بكل ألوانها، لم يكن في حسبانهم أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي رفضوا قبوله ضمن شروط معينة في عضوية المجلس الوطني الكوردي، سيتمكن يوماً من سحب البساط من تحت أقدام الجميع و سيتربع على إدارة المناطق الكوردية عبر اللعب على التقاطعات المشتركة بينه و بين أطياف الصراع السوري، و أن الدبلوماسية الإقليمية ستنفتح عليه و تحاوره كأصدقاء بعد أمد طويل من العداوة و الرفض، و هذا ما أفشل وعود حكومة إقليم كوردستان التي قطعتها للمجلس الوطني الكوردي بتدخلها في حال حدوث تجاوزات كبيرة بحق الكورد من أي طرف كان، أو أمكانية توزيع المناطق السورية بين التدخل التركي و الكوردي، بحيث تكون المناطق الكوردية من حصت الإقليم الكوردستاني إذا ما قرر المجتمع الدولي التدخل في سوريا، فبعد اليأس من حدوث كل ما سبق نجد اليوم البعض من الأطراف الكوردية الدائرة في دائرة كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني و ربما بدفع من رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني شخصياً و بوساطة تركية و مباركة أمريكية، تعود الحياة مجدداً إلى جثة العلاقة الكوردية مع المعارضة السورية في الخارج، بحلة جديدة و تطلعات مختلفة اتسع معها أفق المئتلفين و تغيبت تهمة الخيانة عن الساحة الكوردية و تمثيل للكورد السوريين جميعاً، ربما ليس لقناعة الفرقاء الكورد بوجوب العمل بصورة موحدة، أكثر منه تحقيقاً لإرادات القوى الكوردستانية و خلفياتهم الإقليمية و الدولية، و تيقن الجميع استحالة حل المعضلة السورية دون تجسيد لإرادة المعسكرين الروسي و الامريكي معاً.
هذه المحاورات و إن تتكلت بعضوية كوردية في الائتلاف له غايات نستخلص البعض منها:
1. تذويب الثقل الكوردي في الائتلاف بحيث يكسب الاخير المزيد من الشرعية الداخلية و الدولية و يضمن السيطرة على مناطق الشمال السوري الكوردية لتقوى كفته ميدانياً على كفة النظام.
2. كسب القسم الكوردي المتقاطع مع المعسكر الروسي و المتهم بتفاهمات مع النظام السوري أو دحض حججه أمام طرح حلول مناسبة للقضية الكوردية بحيث يضعف موقفه كوردياً و إقليمياً فيرضخ لإرادة القسم الراغب بالتوجه نحو الائتلاف منذ البداية.
3. محاولة الجمع بين الحد الأدنى من مصالح جميع الفرقاء في المعسكرين و هذا ضروي لإنجاح مؤتمر جنيف2.
4. تغيير الصورة اللاديمقراطية عن الائتلاف و المجلس الوطني السوري المتهمين بإقصاء و تهميش الاقليات العرقية و الدينية و المذهبية.
5. تضييق الخناق على الجماعات المتطرفة التي أصبح المعسكرين يخشيان خطر سيطرتها على المناطق المحررة في سوريا بشكل يصعب انتزاعها منهم دون أثمان باهظة و الخشية من تداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة و العالم على حد سواء.

قد تدفع المصالح السياسية مختلف التوجهات إلى إبداء تفاهمات بضغط ما أو العمل مرغمين في مرحلة من المراحل، لكن تبقى الخلفيات الثقافية و الأهداف السياسية سيدة الموقف و الحكم الفاصل في تحديد مصير تلك العلاقات، لذا فإن الكورد سينقسمون حيال الانضمام إلى الائتلاف بين الكتلتين الموجودتين حالياً (المجلس الوطني الكوردي و مجلس غرب كوردستان) مع تغيير لبعض الأعضاء هنا أو هناك، لأنه إضافة إلى العوائق السابقة الذكر، فإن الائتلاف يصعب عليه احتواء المفرزات الناتجة عن إدارة مجلس غرب كوردستان للمناطق الكوردية، و التي أنجبت قوة عسكرية منظمة (وحدات الحماية الشعبية YPG) التي أثبتت قدرتها على سد محاولات كتائب من المعارضة السورية الدخول إلى تلك المناطق، إضافة إلى منظمات متعددة و إلى قوة شرطية منظمة، تفرض على الجميع التعامل معها وفق خصوياتها لا خصوصياتهم، و هذا ما يدفع المرء إلى التساؤل: هل سيأتلف الكورد في الائتلاف هذه المرة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق