الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهامة أربی-;-ل تدعوني الی-;- البکاء

سرفراز علي نقشبندي

2013 / 8 / 30
المجتمع المدني


أنت ی-;-ا أربی-;-ل تتکرر فی-;-ک قصة أمتي الدامعة القضی-;-ة ،أنت ی-;-ا أربی-;-ل تحضنی-;-ن ألم ‏کل من ی-;-لجأ الی-;-ک لی-;-صبح جزء من نسی-;-جک المطعم بالطی-;-بة.‏
‏ لا أدري من أی-;-ن أبدأ معک أی-;-تها المدی-;-نة التي تعانق الأطی-;-اف في کل زمان ‏وتطعم النفوس ببساطة الحی-;-اة ، وتهدهد أحزان المنکوبی-;-ن باللاوک والحی-;-ران؟
الذي أدری-;-ە-;- إنک علی-;- مر التأری-;-خ تقودی-;-نني الی-;- ولی-;-مة البکاء، وفي ذات الوقت ‏تسکبی-;-ن في روحي حقی-;-قة الأمة الوفی-;-ة لأبناءها حی-;-ن ی-;-هل موسم الدمع ، ‏وتسقين شجرة الحری-;-ة التي أعشقها في کل مواسم القحط.‏
نعم ، منذ أی-;-ام وأنا أتابع حملتک لمساعدة النازحی-;-ن من غرب کردستان من ‏خلال تلفزی-;-ون زاگروس ، مرفقة بالأحاسی-;-س ونکهة عتق الوطن الذي ی-;-تدفق ‏من قلعتک دون توقف .‏
لم أتعجب، لأنها لی-;-ست المرة الأولی-;- في تأری-;-خک العری-;-ق والسخي ‏بالمشاعر القومية والإنسانية، فلک في هذا شواهد وذکری-;-ات وأعلام.‏
هذە-;- الحملة أعادت ذاکرتي الی-;- الثمانی-;-نات ، حی-;-ن رمی-;- نظام صدام بقای-;-ا ‏الأنفال من أهالي منطقة بهدی-;-نان في منطقة (بحرکە-;-) و (جێ-;-ژنە-;-کان) کأکوام ‏بضاعة انتهت صلاحی-;-ة استخدامها .‏
ترکتهم في أرض جرداء تحت الشمس الحارقة دون ماء ،أملا أن ی-;-موتوا لأن ‏المکان لا ی-;-حتوی-;- علی-;- أبسط مقومات الحی-;-اة.‏
لکن أربی-;-ل رفعت قامتها ، وهبت کما تهب اللبوة لحمای-;-ة أولادها من الأعداء، ‏تحدوا المنع الصدامي ولم ی-;-فکروا بالعقوبات ، أجبروا الحکومة و المحافظ ‏آنذاک لفتح الطری-;-ق أمام مساعدتهم .‏
أهالي أربی-;-ل فعلوا ما کان لائقا بوطنی-;-تهم وإنسانيتهم، قسموا رغی-;-فهم و ‏وفراشهم و وقودهم مع اخوتهم المنکوبی-;-ن بلعنة الأنفال ، سارت الشاحنات ‏والسی-;-ارات الخصوصی-;-ة المعبئة کالشلال، کان نفی-;-را عاما و صامتا ملی-;-ئأ ‏بالممنوعات آنذاک.‏
آنذاک کنت هناک مع المئات نبحث عمن فقدناهم في حملات الأنفال ، ‏وأصابتني الدهشة والفرح.. رغم تلک المأساة التي لا مثی-;-ل لها وسط هذە-;- ‏العوائل المنکوبة برجالها و بناتها الشابات الذی-;-ن أختفوا دون رجعة في سجن ‏أبو غری-;-ب السی-;-ئ الصی-;-ت، وأطفالهم الذی-;-ن صاروا غذاء لکلاب الصحراء.‏
کانت عی-;-وني تبکي لمصی-;-ر أمتي الدامعة القضی-;-ة ،وأبتسم وأنا أری-;- أهل أربی-;-ل ‏ی-;-حملون الفوانی-;-س و الأغطی-;-ة والغذاء وحلی-;-ب الأطفال ، کانت الدموع تکسح ‏مآقی-;-هم الحمراء حزنا و غضبا ، ی-;-سقوا بها الحلم الموٶ-;-د بالوطن الواحد ، ‏وی-;-هدوا عقار الصبر الی-;- مکلولي الفٶ-;-اد ، فتعلو الهلاهل من آهاتنا:‏
‏-‏ ‏ لا لن ننقرض رغم هذە-;- المجازر والجی-;-نوسای-;-د.‏
أربی-;-ل ثانی-;-ة دعتني الی-;- ولی-;-مة البکاء ،حی-;-ن أنفل نظام صدام الرجال والشباب ‏من البارزانيين بعد أن هجرهم من قراهم و جمعهم في مجمع( قوشتبة) ‏وطوق النساء والأطفال دون خبز وماء ووقود ونور ، آنذاک لم ی-;-توقفوا أهالي ‏أربی-;-ل مکتوفي الأی-;-دي ، بل جازفوا وتسللوا في الخفاء لتوصی-;-ل المساعدات ‏لتلک العوائل التي فقدت سبل الحی-;-اة.‏
والی-;-وم ی-;-ا أربی-;-ل وأنت حرة ترفرف رای-;-ة کردستان علی-;- قلعتک، وما ی-;-جعل الرای-;-ة ‏أکثر روعة ، شهامة أهلک ووطنی-;-تهم التي باتت هوی-;-ة لک عبر التأری-;-خ.‏
لقد تدفق أهل أربی-;-ل أفواجا الی-;- پارک (شانە-;-دە-;-ر) نعم شاندر الأسم الذي ‏ی-;-شی-;-ر الی-;- وجودنا التأری-;-خي علی-;- الملأ، فأکمله الشعب في أربی-;-ل بهذا ‏الکرنفال ، ی-;-حملون کل ما ی-;-مکنهم حمله من مواد وأحاسی-;-س ودمع و أدعی-;-ة ‏لوقف طوفان الموت في غرب وطنهم.‏
‏ أطفالهم تبرعوا بلعبهم المفضلة، والذي کان لهذا مدلول أقوی-;- من کونها ‏مساعدة فحسب ، انما هو إفهام أطفال الکرد بأن أمتهم ی-;-طوقها برکانا ‏تراجی-;-دی-;-ا ی-;-تکرر في انفجار حقد المحتلی-;-ن ،و ی-;-ختنق في غضونە-;- الأرواح ‏الطری-;-ة دون ذنب،وعلی-;-هم أن ی-;-کونوا پی-;-شمرگة المستقبل لحمای-;-ة الوطن من ‏سی-;-لان البرکان .‏
ی-;-ا مدی-;-نة أربی-;-ل الموشومة بمواقف الوفاء ،أنت تجعلی-;-ن مواسم بکائي المتکررە-;- ‏معک سمفونی-;-ة تختلط فی-;-ها دموع الفرح والحزن في آن.‏
ی-;-ا مدی-;-نة أربی-;-ل تعلمت منک أن أحمل حقی-;-بة الصبر والإصرار. ، تعلمت منک ‏بأن الوطن أکبر من کل الأحزان والحملات والأعداء.‏
‏ تعلمت منک بأن الرغی-;-ف المقسوم مع المنکوبی-;-ن لە-;- طعم الحی-;-اة، والدمع ‏المنساب علی-;- کوارث أمتي مقدسة ، والحدود بی-;-ن أجزاء وطني مجرد لعنة ‏وثرثرة من الخطوط الصماء ، مرسومة علی-;- أجزاء الخرائط التي لا تقدر أن ‏تصمد أمام لهفة الأجزاء وشوقها لبعضها.‏
ی-;-ا مدی-;-نة أربی-;-ل ی-;-ا کاسرة الحملات والجی-;-وش والغزاة ، ها أنت مرة أخری-;- ‏تحمی-;-ن أبناءک الهاربی-;-ن من قذارة التکفی-;-ری-;-ن ، وسی-;-وف الاحتلال التي تقطف ‏رٶ-;-وس أبناءک .‏
‏ لتکوني الأولی-;- بحمل وسام العاصمة الکردی-;-ـة.‏
‏ الأولی-;- لأن أنحني إجلالا أمام مواقفها الوطنی-;-ة .‏
‏ الأولی-;- لأن أشتاق لها أی-;-نما کنت.‏

‏ ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و