الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار أملاه الحاضر 17 العدالة في الإسلام 1 الغنائم

عبد المجيد حمدان

2013 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حوار أملاه الحاضر 17
عدالة الإسلام 1 الغنائم
قلت لمحاوري : أما وقد عدنا إلى مسار حوارنا ، وبعد هذا الانقطاع الطويل ، دعني أقترح عليك تجاوز قصاص الجراح ، والانتقال إلى موضوع آخر . قال : أنا موافق على الاقتراح ، ولكنني أسأل : ولِمَ ذلك ؟ قلت : على سبيل التغيير نوعا ما ، ولأن قواعد قصاص الجراح هي ذات قواعد جناية القتل . قال : نعم هي كذلك ، ولكن كيف هي في رأيك ؟ قلت : رأينا في قواعد جنايات القتل ، أن هذه القواعد متغيرة ، حسب الوضع الاجتماعي لكل من القاتل والمقتول . هي للمسلم غيرها لغير المسلم . وهي للمسلم الحر غيرها للمسلم العبد ، وهي للمسلم الذكر غيرها للمسلمة الأنثى ، وهي للمسلمة الحرة غيرها للمسلمة الأمة أو العبدة ، وهكذا . يعني أن القاعدة هنا أن ساكني الدولة ، وفي عموم الجرائم ، غير متساوين أمام القانون . القانون هنا قائم على التمييز بين أبناء البلد الواحد ، وليس قائما على المساواة . قال : هذا صحيح من الناحية الشكلية الحسية ، لكن دعني أفهم ماذا يعني لك ؟ قلت : يعني لي أن الشرع الإسلامي هنا يتناقض مع مبدأ المواطنة ، أحد أركان الديموقراطية كما سبق وقلت لك ، وثبتناه في حوار سابق . والأهم هو يضع سؤالا كبيرا ، وكبيرا جدا ، عن مفهوم العدل والعدالة في الإسلام . وأضفت : وهذا هو موضوع الحوار الذي أقترحه عليك اليوم . قال هازئا ، ساخرا ، مستفزا ، وهل سيادتك تشك في عدالة الإسلام ؟ قلت : ليست المسألة في أنني أشك أو أثق . المسألة أننا وحين يتكرر على مسامعنا حديث العدل والعدالة في الإسلام ، يقفز أمامنا سؤال كبير : هل العدل والعدالة التي يتحدث عنها العلماء ، الأئمة والوعاظ ، نسبية أم مطلقة ؟ قال ولهجة السخرية لا تفارقه : وسيادتك ترى أن عدالة الإسلام نسبية ، أليس كذلك ؟ قلت : دعنا مما أرى أنا أو أنت . فقد أشرنا قبل قليل إلى أن قواعد الجنايات ، وقوانينها للعقوبات ، ومثلها سائر الحدود ، السرقة والزنا ، وشهادة الزور وخيانة الأمانة .....الخ ، مختلفة باختلاف الجاني أو المجني عليه ، من أهل البلد الواحد . وأنا لا أشك أنها كانت عادلة في ذلك الزمن البعيد الذي نزلت فيه ، وجرى تطبيقها فيه . والآن هناك من يطالب بالعودة إلى تطبيقها كما هي ، باعتبار أنها تمثل العدالة المطلقة ، كونها نزلت من عند الله سبحانه وتعالى . وصحيح أنه لم يعد في مجتمعاتنا وجود للتقسيم بين الأحرار والعبيد . وبين الفاتحين وأهل البلد ، العلوج . لكن ما زال هناك المرأة والرجل ، والمسلم وغير المسلم ، وابن البلد والوافد الأجنبي . فهل بتطبيق هذه القواعد والقوانين ، بما تنطوي عليه من التمييز ، يمكن القول أنها عدالة الإسلام الناجزة ؟ أليس العودة لتطبيقها على ذات الصورة التي وقعت في ذلك الزمن البعيد سيقود إلى كارثة ، لا أحد يقدر على التنبؤ بمدى أضرارها ؟ قال : ولكن القوانين المطبقة لا تعرف هذا التمييز ، والتأكيد عليها ، وعدم التفكير في تغييرها ، أمر مفروغ منه . قلت : أنت الآن تراوغ . فتيارات الإسلام السياسي لا تكف عن وصف هذه القوانين بالوضعية الكافرة . ولا تكف عن المطالبة بإلغائها والعودة لتطبيق الشريعة ، وتطبيق الحدود كما وردت في النص ، أي بالعودة إلى التمييز ، الذي كان عدلا وعدالة في ذلك المجتمع القديم ، ولكنه جور وظلم وعسف ، غير منطقي ، وغير معقول أو مقبول ، في مجتمعاتنا الحاضرة . قال وقد انمحت من على وجهه تعابير السخرية : لا أعرف ، ولكن لا أظنك تسير بنا على طريق الحق . قلت : يا صديقي : لهذا طلبت أن يتمحور حوارنا اليوم عن العدالة في الإسلام . فليس التمييز في قواعد الحدود وقوانينها هو وحده ما يدعونا إلى التوقف عند النظر في طبيعة هذه العدالة ، نسبيتها أو إطلاقها . قال : وقد عادت تعابير السخرية تكسو وجهه ولهجته : وهل في رأي سعادتك هناك موضوعات أخرى تشك في عدالتها ؟ قلت ضاحكا : كثير ، ولنأخذ منها في حوارنا اليوم مسألة الغنائم في الإسلام .
الصحراء تفرض قوانينها :
أما وقد أضاف محاوري تعابير الدهشة والاستنكار ، إلى تعابير السخرية وحتى الاستهزاء ،التي ظلت تكسو وجهه ، فقد عاجلته بالقول : دعنا نتوقف قليلا عند خلفية المسألة ، علَّها – الخلفية – تساعدنا على فهم أفضل لهذه المسألة التي ربما تبدو صعبة للقارئ ، بسبب ابتعادها عن حياتنا الحاضرة . وبعد موافقة بهزة الرأس منه ، مضيت قائلا : أظنك تعرف أن الطبيعة ، البيئة ، التي يعيش فيها الإنسان ، تترك بصماتها على حياته ، وبالأخص على طبائعه وسلوكه ، وحتى على منظومات علاقاته وقيمه . قال : أظن أن ذلك صحيح . قلت : وبيئة جزيرة العرب صحراوية في أغلبيتها . والصحراء ، أو شبه الصحراء ، شحيحة الرزق . وشحة الرزق هذه تفرض على أحيائها صراعا من أجل الفوز بما يبقيهم على قيد الحياة . وأظنك تعرف أنه لهذا السبب ، ومنذ القديم القديم ، نشأت ظاهرة غزو القبائل لبعضها البعض . وفيها يخطف الغازي ، إن تهيأت له الفرصة ، بعض ما لدى المغزي من وسائل الرزق ، وأحيانا كلها . وهذا المختطف يسمى غنيمة ، وجمعها غنائم . وفي غالب الأحيان يحدث صراع ، بدفاع المغزيين عن أرزاقهم ، تحدث فيه إسالة للدماء . ومع الزمن تطورت تقاليد الغزو لتشمل خطف أولاد وبنات ونساء ، يحولهم الغزاة إلى عبيد ، والبنات بصفة خاصة ، إلى أدوات استمتاع لهم . وبمنظور اليوم ، وحتى بمنظور تلك الأيام ، فالغزو ، وناتجه الغنائم ، هو فعل عنف ، استخدام للقوة ، وللقوة المفرطة أكثر الأحيان ، ولذلك هو سلب بالإكراه . فيه يستولي القوي على قوت الضعيف ، وأحيانا على أبنائه وبناته . ولأنه يتم باللجوء للقوة ، يقع فيه قتل . ويلفت النظر أنه في هذا النوع من القتل المصاحب للسلب ، تسقط قوانين جنايات القتل . لا دية للمقتول ، ولا غرم أو عقوبة على القاتل . وبالعكس فالقاتل بطل ، والمقتول نذل . باختصار تنطبق على الغزو قوانين الحرب . المنتصر بطل ، والمهزوم إما أن ينتظر فرصة للثأر ، وإما أن يبتلع خزيه ، ويتعايش معه ، ويرضى بمذلة تحول أطفاله إلى عبيد ، وبناته ، وربما زوجته أيضا ، إلى خادمات متعة للسيد الجديد .
وتابعت قائلا : وأظنك تعرف أن توزيع الغنائم احتاج إلى اعتماد نظام خاص . نظام يسمح لمن أبلى في القتال بالحصول على بعض التمييز ، وللضعفاء ، والأيتام والصغار الباقين في مضارب القبيلة ، نصيبا يسد رمقهم . ولشيخ القبيلة شيئا من التميز . وكان أن صار نظام التوزيع هذا عرفا ثابتا ، يرضى به الجميع ، يحترمونه ويطبقونه بدون أية اعتراضات . ويلفت النظر فيه أمران : الأول منح شيخ القبيلة حق اصطفاء شيء مميز لنفسه من بين مجموع الغنائم . فرس ، سيف ، درع ، ناقة ذات مواصفات خاصة ، بنت جميلة تمنحه استمتاعا مميزا ...الخ . الثاني يتعلق بتوزيع ما تبقى من هذه الغنائم . في بعض القبائل تقسم إلى أربعة أرباع ، واحد منها لشيخ القبيلة ، يصرف منها على احتياجات بيته ، ومتعلقات الضيافة ، ورعاية ضعفاء القبيلة ، ومن بينهم أيتام قتلى الغزوات ....الخ ، وتوزع الأرباع الثلاثة الباقية حسب نظام خاص ، يراعي دور الرجال في الغزو والدفاع عن القبيلة . وفي قبائل أخرى ، يتم التقسيم إلى خمسة ، يؤول الخمس منها إلى شيخ القبيلة ، ليوزع حسب النظام السالف .
ولأن محاوري وافقني – عموما – على هذا الطرح مضيت قائلا : وأنت تعرف أن بعض القبائل قويت وعلا شأنها ، وأقامت ممالك ، وإن كانت محدودة الإمكانيات ، قياسا على الدول المجاورة . زبدة القول هنا أن مسمى الغزو تحول إلى مسمى الحرب . والملفت للنظر أن أعراف الغنائم ظلت هي نفسها ، وإن أضيف لها مشروعية الحرب . وهذه المشروعية شملت توسعا في ضم البشر ، أسرى المعارك ، النساء الأطفال ، إلى مجموع الغنائم ، وتحول هؤلاء جميعا إلى عبيد أرقاء ، والبنات إلى إماء تنحصر مهامهن الأساسية في إمتاع مالكيهن الجدد ، بموجب نتائج وقوانين الحرب .
عدالة الصحراء :
نظرت في عيون محاوري التي انسحبت منها نظرات السخرية وسألت : هل في رأيك تتفق مسألة الغنائم هنا مع أي جوهر ، معنى أو مظهر ، من معاني أو مظاهر العدل والعدالة ؟ قال ، وقد بدت الحيرة تكسو ملامحه ، كما نبرة صوته : بداية لا أتفق مع طريقة تناولك لهذه المسألة . فأنت ، كما أرى ، وكما عهدتك من مجمل حواراتنا ، تمهد لِجَرّي إلى ما أرضاه . قلت : وكيف ذلك ؟ هل تجاوزت الواقع في أية تفصيلة ، أو معلومة ، في طرحي هذا ؟ قال : لا ولكن ....قلت : لماذا إذن لا تقلها صريحة واضحة : هي عدالة الصحراء . عدالة اقتسام الرزق الشحيح . عدالة لم تعرفها البيئات الحضرية : المجتمعات المستقرة ؛ مجتمعات الفلاحين المزارعين ، ومجتمعات المدينة . بل وهذه المجتمعات الأخيرة تراها جريمة لا يمكن القبول بها ، وشرعت لها قوانين وعقوبات رادعة . قال : أفترض أن ما تقوله صحيح وأسأل : ما هو غرضك : هدفك ؟ قلت : أظنك تعرف أن الإسلام ، وقد نزل في تلك البيئة الصحراوية ، ليس فقط لم يعترض على ، أو يعارض ، تلك الأعراف والتقاليد الخاصة بعدالة الصحراء تلك – الغزو والغنائم - ، بل وأقرها كما هي ، وبكامل تفاصيلها . وأكثر من ذلك قام بتقنينها ، عبر تحويل تلك الأعراف إلى تشريعات وقوانين واجبة القبول والتنفيذ وليس لقبائل الصحراء فقط ، بل ولتصبح قانونا ملزما للحضر الذين لم يعرفوها ويستنكرونها أيضا . قال : ولكن لم تكن الحجاز بيئة بدوية فقط ، فقد ضمت الحضر أيضا ، كمكة والمدينة والطائف . والأخيرون كانت أعراف وتقاليد الغزو والغنائم قائمة ، بل وراسخة عندهم . قلت : لنأخذ مكة كمثال . هي كانت حاضرة لبيئة بدوية محيطة . وتعبير حاضرة هنا نسبي ، لا يعني أنها كانت مدينة بصفات ومواصفات المدينة الحاضرة . كانت مكة حاضرة متبدية . بمعنى أن أهلها، إذ تغلب عليهم حالة الاستقرار ، ويمارسون عادات وتقاليد يمكن وصفها بالمدنية ، إلا أن هذه العادات والسلوكيات كانت تشوبها ، والأصح تغلب عليها ، عادات وسلوكيات بدوية . خشونة في الطباع ، قسوة في الملامح ، فظاظة غالبة في تصرفات وسلوكيات البعض ، ...الخ . ومن واقع معيشتهم – اعتمادهم على الماشية - واختلاطهم بالقبائل – لا تنس أن مكة كانت قبلة الحجاج ، ومركز تجارة الجزيرة – كانوا على معرفة دقيقة بأعراف وتقاليد وعادات تلك القبائل ، ومن بين كل ذلك أعراف الغزو والغنائم . ولأن مكة اعتمدت التجارة كمورد أساسي لرزقها كان من غير الممكن أن تمارس الغزو . فالغزو هنا قاتل لها ولرزقها . وأنت كما تعرف ، اعتمدت مكة الإيلاف ، أي تخصيص مبالغ محددة لشيوخ القبائل التي تمر طرق تجارتها بالقرب من مضاربهم ، مقابل حماية قوافل التجارة تلك من اللصوص ، كما من هجمات الغزاة . وكان أن نجحت هذه الوسيلة لدرجة أن القرآن أشاد بها . وما حدث لمكة ينسحب على كل من المدينة والطائف . ومن ناحية أخرى هذا لا يعني أن أهل هذه الحواضر لم يقبلوا هذه الأعراف ، بدليل تجاوبهم معها حين نزل بها القرآن . وإذا ما خرجنا من جزيرة العرب ، وبيئتها الصحراوية ، وأعراف الصحراء وعدالتها ، فلن نجد الغزو عرفا مقبولا عند الفلاحين المزارعين ساكني ضفاف الأنهار – النيل ، دجلة ، الفرات ، العاصي ...الخ - ، ولا عند ساكني الحواضر الحقيقية . ولا أظنه يدور في ذهنك الآن أن من الممكن أن يقبل أهل رام الله ، أو أهل نابلس ، أو دمشق أو حلب ، أو القاهرة أو بغداد ، بتشريع الغنائم كما ورد في النص وفي الحديث ، وأن يروا فيه عدلا وعدالة من أي نوع .
النبي وغزواته :
قال : في الحقيقة أنا منبهر ، ولا أقول مندهش ، من طريقتك ، ومن قدرتك على لوي عنق الحقيقة . يا أخي لم يأت الحديث عن الغنائم ، سواء في القرآن أو في السنة ، لكي يتحول تشريعا ، ويعاد تطبيقه في أيامنا هذه . ألم تسمع ، أو تقرأ حديثه صلى الله عليه وسلم ، الذي يقول فيه " ......رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا " . ثم يا أخي غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزوات عدة فهل كانت الغنائم هي هدف تلك الغزوات ؟ . ثم هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ غنائم من غير ساحة القتال ؟ قلت : من منا هنا يا صديقي يتعمد لوي عنق الحقيقة ؟ قال : بالتأكيد هو أنت . قلت : أنت تعرف أن موضوع الغزو والغنائم احتل مكانا واسعا في القرآن . سورتان ، هما العاديات ، وهي مكية ، والأنفال وهي مدنية . وذكر الغنائم والمغانم ، والفيء ، ورد في آيات عدة ، وفي سور النساء، والحشر والفتح . ثم جاء ذكرها في العديد من الأحاديث ، كما رواها البخاري ومسلم وغيرهما . وبعد هذا تأتي أنت لتقول لي أن الغرض من نزولها كان آنيا ، محددا بفترة زمنية ، هي فترة ضعف أصحاب الرسول عليه السلام . دون أن تعي أنك تنقض مبدأ أساسيا في القرآن ، أعني صلاحية التشريع لكل زمان ومكان . وأيضا أنت تقر بمبدأ النسخ في القرآن ، وهو هنا نسخ يفرضه التطور . وعلى الهامش أذكرك أن الغزو والغنائم ، ظل قائما عند القبائل البدوية ، في الأردن مثلا ، حتى قبل خمسين أو ستين سنة . وأما وقفه فجاء بفعل التطور الحضاري ، وكأمر واقع لا فضل فيه لاجتهاد المجتهدين ، أو لعلم العلماء والمتفقهين . وقبل وقفه لم ير فاعلوه فيه عيبا أو عارا ، أو مناقضا للعدل والعدالة . ثم تعال هنا . من قال أن غزوات النبي لم تستهدف الغنائم ؟ قال مستفزا : ماذا ؟ أتنوي الافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما الافتراء على التاريخ ؟ قلت : لنضع الاتهام جانبا ، ولنحاول استكشاف الحقيقة . أنت بلا شك قرأت السيرة النبوية ، لواحد ، على الأقل ، من الكثيرين الذين كتبوا فيها . فيها – السيرة – وقفات عند المواجهات التي وقعت بين النبي وصحابته من جهة ، وبين خصومه الكفار ، أو اليهود من جهة أخرى . وسألته : ألم يلفت نظرك أن هذه المصادمات ، المواجهات ، لم تطلق عليها تسمية المعارك ، أو توصف بصفة الحرب ، وإنما سميت كلها ، التي بدأها النبي وصحابته مهاجما ، أو التي وقف فيها مدافعا ، بالغزوات ؟ . ألم تلفت التسمية انتباهك ؟ أتدري لماذا هذه التسمية ؟ رد هازئا : نعم لفتت انتباهي ، لكن لماذا في رأيك يا فالح ؟ قلت : لأنها جميعا وبلا استثناء ارتبطت بالغنائم . أي بأعراف الصحراء وعدالتها ، أو بأعراف الجاهلية ، كما تحب أنت وأمثالك تسميتها . وغير ذلك تتفق روايات السيرة على أن النبي قاد بنفسهما بين 23 و 27 غزوة ، وقام صحابته ب38 أخرى . وفي أكثريتها حصل المسلمون على الغنائم . ويذهل القارئ أن عشرة منها كانت بغرض الغنائم لا غير . قال : هذا غير صحيح . والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ غنائم إلا ما كان منها في أرض المعركة .
غنائم حنين :
قلت : للتأكد ، ومعرفة الصحيح من غير الصحيح ، يمكن إعادة قراءة إحدى السير ، ولكن بتمعن . أما عن الغنائم وأرض المعركة فتعال نحصي معا غنائم غزوة حنين- خسائر قبيلة هوازن ، ومنها بطن سعد بن بكر ، قبيلة حليمة السعدية ، مرضعة النبي ، ومربيته لست سنوات - كمثال . فيها جاءت أرقام الغنائم على النحو التالي : السبايا : ستة آلاف من النساء والذراري . الإبل 24 ألفا . الأغنام 40 ألفا . والأموال 4 آلاف أوقية من الفضة . وسؤالي لك : هل كانت هذه الغنائم تخالط المقاتلين ، وتتحرك بين أرجلهم على أرض المعركة ؟ قال مرتبكا : في الحقيقة لا أعرف . قلت : واضح أنها أخذت من المراعي ومن داخل البيوت ، كما كان حدث في كل الغزوات الأخرى ، خصوصا تلك التي أخذت فيها السبايا . وما انتبهت له وأمثلك من قراء السيرة ، أن توزيع هذا الكم الهائل من الغنائم على المقاتلين يحولهم ، وفي ساعة واحدة ، إلى أغنياء – بمقاييس ذلك العصر - . وسؤالي : ماذا عن حال معيشة أسر وأفراد القبيلة التي خسرت كل هذه الأموال ؟ قال : بالتأكيد تحولت من الرغد إلى الفاقة ، أو من فاقة إلى فاقة أشد . قلت : جواب صحيح . لكن لقصة غنائم حنين بقية . فرجال القبيلة – قبيلة هوازن التي وقعت المعركة معها – الفارين من الأسر ، اجتمعوا ، وتداولوا في كيفية إنقاذ أهلهم وأموالهم . أعلنوا إسلامهم ، وذهبوا إلى النبي ، يطلبون منه ، بما لهم عنده من سابقة – رضاعته في بيوتهم - ، إعادة أموالهم وأهلهم . فماذا كان رد النبي ؟ خيرهم بين أحسابهم – نسائهم وأطفالهم ، وكانت أخته في الرضاعة ، الشيماء بينهم - وأموالهم ، فاختاروا أحسابهم ، وحيث لم تكن استعادتهن سهلة . كانت السبايا قد تم توزيعهن . ورفض بعض الزعماء ، من الأعراب بالأساس ، الاستجابة لنداء النبي بإعادتهن . وحل النبي المشكلة بأن عوض الرافضين ، المتمسكين بنصيبهم من سبايا النساء والأطفال ، بعدد من الإبل ، إبل الغنائم ، - قيل ستة ، وقيل 12 – مقابل كل سبية . ومرة أخرى أسألك : كانت تلك عدالة الصحراء التي استعارتها عدالة السماء ، فهل برأيك يمكن اعتبارها عدالة، بمعايير العدالة في يومنا الحاضر ؟ وهنا لنؤجل السؤال عن ذنب الأطفال ، عن ذنب النساء ، الذين تحيلهم عدالة الصحراء تلك ، وفي لحظة ، إلى سبايا فعبيد ، كون هذا موضوع للعدالة كبير ، أقترح أن نفرد له حوارا خاصا . قال : مع تسليمي بأن ذلك حدث في حنين ، لكنه لم يكن القاعدة كما تقول . فالنبي صلى الله عليه وسلم ، لم يأخذ غنائم إلا ما كان منها في ساحة القتال . قلت : مشكلتك أنت وأمثالك أنكم تختارون واقعة بعينها وتعممون عليها ، رغم أن حقائق الوقائع الأخرى تغايرها وتفقأ العين . أنتم تلتصقون بمثال غزوة بدر ، وتنسون أنها وقعت في ساحة قتال بعيدة عن العمران ، مضارب قبيلة كان ، أم مساكن حضر . وطبعا لا تتذكرون إلا أن غزوة أحد كانت كذلك . في بدر نعم تم جمع الغنائم من ساحة القتال ، وما تركه الهاربون مما جلبوه معهم . لكن لم يكن ذلك حال الغزوات الأخرى ، كبني النضير وبني قريظة وبني المصطلق ، وسائر الغزوات التي حدثت على مضارب القبائل . ففي بعضها – بني سليم مثلا – فر الرجال إلى رؤوس الجبال . لم يقاتلوا . فما كان من الصحابة إلا أن استاقوا ما صادفوه من النعم والشياه ، ومعها سبايا أيضا – غزوة زيد بن حارثة لبني فزارة مثلا - . قال : لأسلم معك بأن ذلك صحيح . لكن ما بالك تعيد علي وتزيد : عدالة الصحراء ، وأعراف وعادات الجاهلية ...الخ . فمن أين لك أن الإسلام تبنى ، كما قلت أنت ، أعراف الجاهلية بحذافيرها ، ومن ثم عدالة الجاهلية ، أو عدالة الصحراءكما تزعم ، في شأن تحليل الله الغنائم للمسلمين ؟
الأنفال وخمس الغنائم :
قلت : كنت قد أشرت لك أن حديث الغنائم والفيء والأنفال ورد في أكثر من سورة ، واحدة منها مكية والأخريات مدنية . والآية 41 من سورة الأنفال التي حددت حصة الله ورسوله بالخمس تنص على : { واعلموا أنما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله .........إلى آخر الآية } . وقلت لك أن هذه هي النسبة التي كانت مخصصة لشيخ القبيلة ، والربع في بعض القبائل ، وأن ما ورد في الآية عن أوجه صرفها ، هي تحديدا أوجه الصرف عند القبائل . وتسألني إلام استندت ؟ وأقول : تعال نراجع أحداث السيرة ذاتها . فيها نرى أن سرية عبد الله بن جحش ، والتي وقعت في مطلع السنة الثانية للهجرة ، قد احتلت مكانة مميزة بين غزوات النبي كلها . سبب التميز ، والذي استأثر بالاهتمام ، ذلك القتل الذي وقع في الشهر الحرام . وما لم تلتفت له أنت وأمثالك من القراء ، أن عبد الله بن جحش حين ساق الغنائم ، قام بتوزيعها على أعضاء سريته ، على ذات الأسس التي اعتمدها النبي في التوزيع فيما بعد . وأول هذه الأسس أن ابن جحش عزل الخمس ، وقبل نزول الآية السابقة ، وقدمه حين عودته للنبي ، الذي رفضه في البدء ، ثم قبله بعد نزول آية تحليل القتال في الشهر الحرام . وقلت لمحاوري، مخرجا إياه عن صمته . أنت ولا شك تذكر هذه الواقعة ؟ قال : نعم . ما قلته صحيح . قلت : وكانت هذه واحدة . والثانية في لقاء النبي مع عدي بن حاتم الطائي ، الذي كان وقبيلته طيء ، مسيحيا ، ومن طائفة عرفت بالركوسية ، سأل النبي عديا : أكنت تأخذ المرباع - ربع الغنائم - ؟ قال : نعم . قال : ألست ركوسيا وهذا محرم في دينك ؟ قال : نعم . وسألت محاوري : أنت ولا شك تعرف هذه الحادثة . قال : نعم وهذه صحيحة أيضا . قلت : هذا يعني أن قبيلة طيء ، وأكيد هناك قبائل أخرى غيرها ، كانت تأخذ بالربع بدل خمس الغنيمة ؟ قال : وهذا صحيح أيضا . قلت : والثالثة أن بني شيبان – بطن من تميم – وفي معركة ذي قار التي سجلوا فيها أول انتصار للعرب على الفرس ، عزلوا خمس الغنائم ، ولم يكونوا حينها مسلمين ، وبعثوا به للنبي ، الذي كانت سيطرته على جزيرة العرب آنذاك توشك على الاكتمال ، رغم عدم معرفتهم ، بسورة الأنفال ، وبآية الخمس ، لأنهم كما قلنا لم يكونوا قد أسلموا بعد . قلت : وبعد هذا هل نكتفي ، أم أورد لك حججي عن الصفية والاصطفاء . قال :ذلك يكفي . لكن ما زلت غير قابل ، وغير متفق معك ، لما تصفه بعدالة الصحراء ، واستعارة الإسلام لهذه العدالة ، وفرضها على الناس جميعا . وأضاف : يا أخي ، أنا مؤمن إيمانا قطعيا بأن حكمة الله واسعة ، وأننا قاصرون عن إدراكها . وما دامت حكمته قد رأت تحليل الغنائم للمسلمين ، فليس من حقنا مراجعته في عدله . وليس من حقنا القول ، كما قلت أنت ، أنها أعراف جاهلية ، حولها النص إلى شرع من شرع الله . ثم يا أخي تعال وانظر في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي كفتنا عناء البحث عن تفسير ، أو مسبب ، لحكمة الله وعدالته في هذه الجزئية .
حديث الغنائم :
قلت : ها أنت قد نقلتنا إلى مسألة في غاية الأهمية . دعنا إذن نحتكم في مسألة الأحاديث هذه إلى صحيح البخاري . نوردها أولا ، ثم نتحاور حولها . قال : موافق . قلت : الحديث رقم 335 نص على : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلي ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة ." قلت : يا صديقي ، هذا الحديث رغم أنه محقق متنا وسندا ، ورغم أنه ورد في البخاري ومسلم ، وربما في سائر الصحاح ، إلا أنه غير صحيح . هو حديث موضوع . صاح محدثي : وهل بلغ بك السفه أن تشكك في صحة حديث للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : أتقبل شتيمتك ، لو أن الحديث هو حديث الرسول فعلا . وأقول أنا أنه حديث منسوب للرسول ، حديث موضوع ، وليس حديثا للرسول . صاح من جديد . أزبد وأرعد وقال الكثير . ولما هدأ بما يسمح لي بالحديث قلت : لا يمكن يا صديقي أن يغالط الرسول نفسه . الحديث يبدأ بالقول أن الرسول نُصر بالرعب مسيرة شهر . هذا كلام فيه مبالغة كبيرة . فجزيرة العرب ، التي لم يتخطاها النبي في غزواته ، لا توجد فيها مسافات تتطلب مسيرة شهر . ثم متى كان هذا النصر بهذا الرعب ؟ فغزوة بدر نفسها ، رغم نصر المسلمين فيها ، كانت دليلا على عدم خشية كفار قريش للمسلمين . وغزوة أحد التي أعقبتها قدمت دليلا آخر . ثم كان حادث يوم الرجيع ، سنة ثلاث هجرية ، وتجرؤ عضل والقارة على المسلمين بقتلهم أصحاب النبي الستة غدرا . تلتها حادثة بئرمعونة ، سنة أربع ، وتجرؤ بني سليم - قبائل عصية ورعل وذكوان – على المسلمين ، وقتلهم أربعين من القراء ، شكلوا خيرة صحابة النبي . وفي هذين الحادثين الفاجعين ، لم يملك النبي قدرة على الثأر ، غير رفع يديه وحتى انكشاف إبطيه ، وهو يدعو على الفاعلين . ثم كانت غزوة الخندق ، الأكثر جرأة على المسلمين سنة خمس للهجرة . ونختم بغزوة حنين التي أعقبت فتح مكة ، حيث بلغ جيش المسلمين اثنا عشر ألفا ، في مقابل أربعة آلاف من هوازن . ولم يرتعب هؤلاء ، بل صمم قائدهم خطة لمفاجأة المسلمين عند مضيق وادي ، وفي عتمة الصبح ، فلحقت بالمسلمين هزيمة مدوية ، وحيث كانت شجاعة النبي ، واستصراخه الأنصار ، الفيصل في تحويل هذه الهزيمة ، التي كادت تودي بالإسلام ، إلى نصر . وهذا النصر هو الذي قلب الميزان ، ومثل بداية التحول الكبير ، تحول دانت فيه القبائل لطاعة دولة النبي ببدء عام الوفود . قال : أقر بأنك تقدم سردا صحيحا للأحداث ، لكنني مضطر للقول بعدم موافقتك على قراءتها . قلت : هذا حقك . لكن دعنا قبل التوقف عند الجزء الأخر من الحديث " وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي " ، نقف قليلا على الحديث الآخر ، المفسر له ونصه الآتي :" غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها . فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس : إنك مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه ، فجمع الغنائم ، فجاءت – يعني النار – لتأكلها فلم تطعمها . فقال : إن فيكم غلولا ، فليبايعني من كل قبيلة رجل ، فلزقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول ، فليبايعني قبيلتك ، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها ، فجاءت النار فأكلتها . ثم أحل الله لنا الغنائم ، رأى عجزنا فأحلها لنا " . ومن جديد أقول لك أن هذا الحديث موضوع . قال : يا رجل اتق الله ، هو وارد في الصحاح فكيف يكون موضوعا ؟ قلت : دعك من ضعف المتن فيه ، وهو ضعف واضح ، ودعنا نتمعن في موضوعه . هذا الحديث يجمع بين اسطورتين . الأولى وقف الشمس عن المغيب من أجل عيون نبي يريد إكمال غزوته . الشمس ثابتة كما تعلم . ولو وقفت الأرض عن الحركة ، أو لو أبطأت بضع سنتيمترات من سرعة دورانها حول نفسها ، لتطايرت شظايا . ولا تقل أنها معجزة لذلك النبي . الأسطورة الثانية أسطورة وضع الأضحيات – الغنائم هنا – على المذبح لتحريقها فيأتي الله علىشكل نار لتأكل هذه الأضحية . هذه جزء من العقيدة اليهودية ، كما ثبتتها التوراة ، وجاء الإسلام فألغاها . ولا تقل بعد ذلك أن النبي ، وكما يبدو من القص مؤمن بها . فالله لا يأكل شواء ولا يأكل أي شيء آخر . وميزة الإسلام أنه قدم لحم الأضاحي للفقراء من الناس ، أي للبشر . ثم تريد أن تقنعني أن النبي هنا يؤمن باسطورة لحس النار المقدسة ، الكناية عن الله ، لما يقدم لها من أضحيات ؟ الأمر الثالث أن الغلول وتحريمه هو موضوع الحديث . فحين أعيد الغلول ، الذي كان رأس بقرة من الذهب ، رضيت النار = الله - وأكلت ما قدم لها . وهذا يعني عدم تحريم الغنائم على ذلك النبي ، الذي هو بالمناسبة يشوع بن نون ، إذ النص مأخوذ من التوراة ، ولكن بتصرف ، ومن سفر يشوع . الأمر الرابع جاء الحديث عن تحليل الغنائم للنبي على شكل إضافة لا علاقة لها بالموضوع . والأهم تبريرها بأن الله رأى عجزنا فأحلها لنا . هذا التبرير يفرض السؤال : هل يعني أن التحليل آني ، سقط بزوال العجز ؟ أم أن العجز الآني ، المؤقت ، المحدود ، كان سببا لتحليل دائم ، وليبقى بعد زوال العجز وتحوله إلى قوة ؟ . ولما كان محاوري يتابعني والذهول مسيطر عليه ، وإمارات غضبه تتزايد ، قال محاولا منع انفجار غضبه : يا رجل حرام عليك . ما الذي قوله ؟ هذا كفر ، وأنت تسحبني إلى دائرة الكفر معك . قلت : هدئ من روعك وتعال نعود إلى الجزء الذي تركناه من الحديث الأول . الجزء القائل :" وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي " . وأضفت : أنا أؤكد لك استحالة أن يقول النبي ذلك ، لأنه قول يخالف معرفته . قال : اللهم طولك يا روح ، وكيف ذلك . قلت : النبي كان يعرف ما جاء في التوراة ، وأن الغنائم أحلت لموسى قبله . والتوراة مليئة بالآيات التي تنص على ذلك . يا أخي أعطى إله إسرائيل فلسطين غنيمة لبني إسرائيل . حرضهم إلههم ليس فقط على احتلال فلسطين وطرد أهلها ، بل وعلى ذبحهم وإبادتهم وأخذ أرضهم وأملاكهم ، ومواشيهم ....الخ كغنائم ، وتأتي لتقول لي أن الله لم يحل الغنائم لأحد قبل النبي ؟ قال : قولك هذا غير صحيح . قلت : لماذا إذن لا نخصص له جلسة حوار قادم ؟ قال : موافق . قلت : وهل اقتنعت أن العدالة الخاصة بالغنائم هي عدالة الصحراء ، وأن الإسلام استعارها كما هي بدون زيادة أو نقصان ؟ قال : لا بالطبع لم أقتنع . قلت : وهل أقتنعت أن موضوع العدالة كله هو موضوع العدالة النسبية ، وليس العدالة المطلقة ؟ قال : وهذه أيضا لم أقتنع بها . قلت : إذن دعنا نتفق على موضوع حوار حلقتنا القادمة ، موضوع متعلق بالعدالة ، وأقصد به موضوع السبايا ، أو للدقة أكثر موضوع العبودية في الإسلام . قال : لك ذلك وافترقنا .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان