الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سُحقاَ للتبعية

أماني فؤاد

2013 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




سُحقاً للتبعية...

لأن الألهة الحُكام في الغرب شديدي الغطرسة والهيمنة، شديدي الاستعلاء علي المراهقين إنسانيا وفكريا وعقائديا من سكان العالم الثالث ، لذا قرروا عقاب الرعايا المتخلفين، الذين يمدون الأيدي لاستجداء قرض من صندوق النقد الدولي، أو من يحيون علي المنح المشروطة من أمريكا وأوروبا، الذين لا يملكون قوت يومهم الأساسي ، و لا يكفيهم احتياطيهم الإستراتيجي أكثر من ثلاثة شهور، من لا يمتلكون قاعدة صناعية ولا تجارية، والذين تتغطرس جيوشهم علي مواطنيهم بأسلحة الغرب ومعونتهم ــ الملوح بمنعها دوما عند أول خروج عن السياق الموضوع سلفا ــ.
ولأن الألهة شديدة الزهد في القربان الذليل؛ لها أن تتحكم في مصائره وأقداره ، حتي و أن أبادته فمن ذا يُساءلها ؟ فما أسهل التقارير التي تعد بليلٍ، وتحكمها مطامح سياسية لا واقعية، وكأن العالم يملك قانونا دوليا مُنظِّما ، وأمم متحدة من شأنها أن تتصدي لكل جور علي الإنسانية !!
...ولأن العالم ليس كذلك، ولا تحركه سوي مصالحه الاقتصادية، لذا يعطون أنفسهم حق العقوبات المادية، وفرض حظر جوي، ومنع المساعدات والمنح، ومن حقهم توجيه الضربات العسكرية...ومحاربة الإرهاب، تصنيف ما حدث بمصر في الثالث من أغسطس بالانقلاب العسكري، ورفضه والتلويح بالتدخل العسكري، السعي الحثيث لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وحشد المجتمع الدولي ودفعه إلي الإدانة والمشاركة، كما سبق وحدث في العراق وليبيا .
من حقهم وضع خطط التقسيم والشرذمة كما حدث بالسودان وليبيا، وما هو متوقع لليمن وسوريا ومصر، من حقهم المراقبه الدولية من خلال المؤسسات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني علي كل الممارسات الخاصة بحقوق الإنسان، وتفعيل ما اسموه بالفوضي الخلاقة ، وإلا أصبحنا لدي الرأي العام العالمي هذا المارق الهمجي الدموي، الذي توصف ثوراته وموجات تصحيحها بانها انقلابات علي الشرعية.
إن لم يخططوا لكل هذا ، أين يُسوّقون إذن ترسانات الأسلحة التي تضخها مصانعهم كل دقيقة ، وعلي رقاب من تستفحل قوي الرأسمالية العالمية؟ كيف تأخذ امريكا سيادة العالم هي وحليفها الاتحاد الأوروبي، وتصبح هي القطب الوحيد والأوحد ، كيف تُطهر أراضيها وأوروبا من كافة العناصر الإرهابية؟.. إن لم تجد لهم بيئة خصبة وأرض حاضنة تجمعهم؛ ليمارسون فيها كل شراستهم وتخلفهم ودمويتهم التي تتقنع بقناع الدين والاصوليات البالية ، كيف تُؤمّن وجود حليفتها في منطقة الشرق الأوسط ، إن لم ترع وتهيمن علي هذه القوي الإرهابية، وتهيئ لها مجتمع بديل في سيناء وغيرها من مناطق ساخنة، وبمساعدة من أكثر الجماعات الدينية غباءا وانتهازية.
ولأن القربان ذليل بالفعل (أعني سكان العالم الثالث)، من ينتظر الطعام والدواء والأسلحة، وكافة وسائل العيش اليومي تقريبا، حتي الثقافة وبرامج الإعلام الموجه ؛ لإذكاء الفتن بعناية فائقة، وبث اليأس في احتمال الخروج من هذا النفق المظلم، يضطر أن يرضخ.
ولأن القربان شديد البلاهة الفكرية و الوجدانية ، ينقصه النضج الفلسفي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ؛ يهب مسوغات استعباده علي الوجه الاكمل، يتواجد لدينا بوفرة العقول الأصولية التي لم تزل لا تدرك متغيرات العالم ، تتصور أن الرجوع إلي الماضي بمعطياته الفكرية التي تعتمد علي سلطة التراث والسلف يمكن أن تهب دفعا إلي المستقبل، تهدر البعد التاريخي عن جهل وانتهازية، ترد الظواهر إلي مبدأ واحد ألا وهو الاستهداف من الغرب، وهي أول المتحالفين معه للاحتفاظ بالسلطة كما رأينا في الأيام القريبة الماضية، الجماعات التي تتصور أنها وحدها تملك الحقيقة والصواب والدين.
لا للأحزاب السياسية التي علي أساس ديني، لا للتحالف والمهادنة، حتمية التعجيل ببناء اقتصاد وطني مؤسس علي قاعدة تعليمية ثقافية متطورة معاصرة، علي قاعدة زراعية صناعية سياحية مبتكرة ومتطورة، كفانا تبعية للغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتنظروا الى الذين يستحمرون الدين
حكيم العارف ( 2013 / 9 / 3 - 04:22 )
فى الحقيقه ... هناك بعض العناصر تعطل الناس كلها لاجل اجنده خاصه واتجاهات مختلفه لاتقود مصر الى التقدم بل للتخلف ...

فصل الدين عن السياسه وحل الاحزاب الدينيه التى تؤمن بتفضيل دين على دين .... لان هذا هو اساس تخلفنا ..

على بلاطه يعنى اى حزب تابع للاخوان والسلفيين يتم ابعادهم عن السياسه ... ,

والا فهم يستحمرون الدين ...يعنى يستخدمون الدين كمركوب للوصول لاغراضهم

اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني