الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرس و جودة التعلمات

حميد المصباحي

2013 / 9 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


هناك حقيقة غالبا ما نتهرب منها,و قبل البوح بها هناك سؤال يحيل عليها,و
هو لبساطته يشكل حرجا لمنظومتنا التعليمية,و يمكن صياغته على الشكل
التالي,هل كل رجالات التربية و التعليم اختاروا عن قناعة مهنة التدريس؟
و هل حصلوا عليها بشفافية المباريات أو بالمياشر القديم و ليس الحالي؟
الكثير من المدرسين باستياء يتحدثون عن مهنة التعليم,حتى قبل أن تصل
المؤسسات التعليمية إلى ما هي عليه اليوم في المغرب,بحيث كانت قديما
مجالات موازية للتوظيف,لكن لعتبارات عديدة يختار الخريجون القدامى مهنة
العطل كما قال أحدهم,لكن عندما انتشرت آفة العطالة,لم يعد الخيار
حاضرا,خصوصا و أن وزارة التربية حافظت على نسبة عالية من التوظيف في كل
سنة مقارنة مع القطاعات الأخرى,قد يقول قائل و كيف يمكن التوصل إلى هذه
المعطيات من خلال المقابلات أو تقنيات استقراء الآراء المعروفة في
السوسيولوجيا؟
أكيد فإن حرج السؤال إن أدرك المستجوب رسميته لن يأتي بالجواب
الصحيح,لذلك فإن هناك استنتاجات تعتمد قياسات عقلية,أولها فإن أهم مظهر
حب المهنة,حتى لو لم تكن تعليمية,هو الإجتهادات المهنية المرتبطة
بالمعرفة او المهارات التقنية,و هنا يطرح سؤال,ما هو حجم مطالعات رجالات
التعليم و نسائه,مع استثناء الموضوعات المرتبطة بمباريات التأهيل
المهني,حتما سوف تجد غياب المكتبات كثقافة في تأثيث بيوت أغلب رجال و
نساء و التعليم,و حتى المجدون أيام الجامعات توقفوا عن المتابعة,و صارت
لهم عداءات غير مبررة للكتاب و الكتابات خصوصا المغربية منها,أما
الأجنبية الغالية الثمن فلم يعد يقرب ساحتها حتى المختصون من أهل التكوين
و التربية ,وهنا أستحضر مثالا مصريا,يقول إن كل المهن تكتسب مهاراتها
فيتقنها متعلموها,إلا القضاة و المدرسون,فإنهم كذلك بفطرتهم,و هو مثال
طبعا قابل للكثير من المناقشات,غير أن ذلك لا يلغي أهمية تحليل أبعاد هذه
الفكرة,
فالقاضي ليتشرب روح العدالة ,لا تكفيه الإحاطة بالقوانين و الفصول,و لا
تكفيه ترجمة الحق ليغدو قانونا منفذا,بل لابد للقاضي من تشرب روح العدالة
بالتنبه إلى أن الحق لا تتسع له كل القوانين,التي تحتاج لروح المجتهد
ليكيفها من متطلبات العدالة الخارقة أو المؤولة لنصوص القوانين,و أعتقد
أن الأمر نفسه ينطبق على المدرس,فهو منهجي بطبعه,يقود بوجدانية عميقة فكر
المتلقين و يحفزهم بإبداعية عميقة على حب ما يقدمه قبل إفهامه,فهو رسول
المادة,إم أحبه المتعلم أحبها و إن كرهه كرهها.
هكذا يساهم الإختيار المفروض أزمة,تنعكس سلبا على نفسية المدرس,و تحبطه
بل قد تقوده إلى اختلالات عاصفة بصحته و حتى توازناته النفسية و أحيانا
العقلية,بعد هذه الملاحظات يمكن الإنتقال إلى آليات التوظيف القديمة و
التي كانت مباشرة,و تتحكم فيها الإعتبارات السياسية و الجهوية,و حتى
النقابية,فقد كانت الخدمة المدنية أقرب البوابات للتوظيف,تنظاف إليها بعض
المباريات التي يعرف الكل كيفيات مرورها و انتقاء الخريجين خصوصا في
مرحلة الصراعات السياسية الساخنة التي عرفها المجتمع المغربي,و قد كانت
الدولة المغربية,من خلال أجهزة الرصد و التتبع,تتصدى للخريجين الذين لهم
ماضي نضالي في الكليات,فإما أن تفرض عليهم الخدمة العسكرية انتقاما أو
تتركهم لجحيم العطالة يفترسهم,و مارست الدولة فرضها لوجوه أخرى أكثر
قبولا للعبة السياسية أو بعدا عنها,فقد كان هناك طلبة يمشون على جوانب
الحيطان,لا يجدون حرجا في التقرب من هذا المسؤول أو ذاك,بغية الحصول على
الوظيف,و قد كان التعليم و الجاعات حقلا شاسعا لمثل هذا النوع من
التوظيفات.
في الحالتين معا,فإن حب المهنة سوف يكون غائبا,و من الصعب العطاء في مهنة
غير محبوبة,حتى إن أكره العامل في مجال التدريس على ذلك,بالمذكرات و
المراقبة و كل أشكال التتبع,لكن يمكن الرهان على الوعي الأخلاقي و حجية
الضمير الفردي و فعاليته,فالحوافز المادية رغم أهميتها كما بينت النقابات
لم تكن كافية.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز