الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدود في الأسلام والمعاصرة

أماني فؤاد

2013 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحدود الشرعية.. والمعاصرة
د.أماني فؤاد
أعلت الرسالات الإلهية من قيمة التعقل، وتاريخية الظاهرة،ومواكبة التطور الحضاري. وقدَّم الإسلام: الرسالة، وتفتح ومرونة عقلية الرسول، وبعض الصحابة، وبعض الأمة والفقهاء، النموذج الذي يجب أن تحتذيه كل المؤسسات والجماعات التي تنطلق من أرضية إسلامية إن أنصفت، وأعادت النظر في تفسيرات وتأويلات السلف للنصوص الدينية، والتطور بها بحسب ما تقتضيه المعاصرة.
تحولت القضايا التي كانت تؤكد علي التوحيد والسواسية في القرآن المكي، إلي إقامة مجتمع مدني بتنظيم تشريعاته ومعاملاته التي تشكَّل نواة دولة وليدة في المدينة المنورة،وروعى في ذلك التحول التاريخي والمجتمعي،وأوقف الخليفة عمربن الخطاب حد قطع يد السارق لتردي الأحوال الإقتصادية في عام المجاعة،غيَّر أيضا الأمام الشافعي في فقهه بعد أن استوطن مجتمعا زراعيا تجاريا في مصر،تحتم التطوير لديهم مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية السياسية، ويمثل ذلك: المعني الحقيقي لكوِّن الإسلام صالحا لكل زمان ومكان،يقترن الصلاح هنا بالقدرة علي التطور والتحديث لا الثبات والركود ،وهو مايجب أن نلفت الأنظار إليه مرارا.
سُنت الحدود منذ مايقرب من ألف وخمسمائة عام، لمجتمع صحراوي تسوده القبلية والعصبية،مجتمع رعوي تجاري،كان لابد من ضبط أمنه بطريقة عاجلة وقاطعة،في حدود سياقاته الثقافية المرتبطة بزمنها ،مجتمع لم يكن العلم بكل تخصصاته وفروعه قد انتشر أوتجذر في مكونات ثقافته أو تسيير الأمور به، ومن خلاله.
في العصر الحديث كان للعلم فتوحات متعددة في مجال علم النفس وخفايا الذات الإنسانية،واثبت أن بالإمكان تعديل السلوك البشري وإعادة تأهيله،والرجوع به إلي السواء في القدر الأعظم من الحالات المرضية الإجرامية.
أقر العلم أيضا بأن هناك لحظات في حياة الإنسان يفقد فيها سيطرته علي أعصابه وردود أفعاله،وفيها من الممكن أن يأتي بتصرف خارج عن طبيعته، ويندم عليه طيلة حياته،بالإضافة إلي هذا هناك لحظات ضعف بشري :غرائزي،أومرضي، مثل المريض النفسي المصاب بداء السرقة.
في ظل هذا التطور العلمي أليس من حق الإنسان الذي أتى جرما ما، أن يمنح الفرصة لبحث الحالة وإعادة التأهيل؟هل يعقل ان من يَسرَق تُقطع يده دون الكشف عن دواعي السرقة؟ ووصمه بهذا العار دون محاولة العودة به إلي السواء الإنساني مرات قبل هذا البتر؟هذا فضلا عن بحث الدواعي الاقتصادية وحالة الكفاية،التي لا أتحدث عنها في هذا المقام وسأتناولها فيما بعد.
خلق الله الإنسان، وخلق معه ضعفه، وأوجد من أجله التوبة،ويتمثل جوهر الإسلام في الفهم والتعقل والنزاهة،لا في حد الحرابة الذي يقيمه المواطن المصري البسيط الأن بيديه، والذي تجاوز أكثر من ستة عشر حالة في ظل غياب دولة القانون،وقصور أداء المؤسسة الأمنية،ودعاوي السلفيين المتشددة بإقامة الحدود الشرعية دون التفات لمستجدات العلم والظروف الاقتصادية والاجتماعية،والتعامل مع مناطق مضيئة في الفقه الإسلامي مثل "الاستحسان" و"التعذير".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل