الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية

حيان الخياط

2013 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في هذه السلسلة سنتناول كتاب "العقيدة الاسلامية الميسرة وآثارها في حياة المسلم" الذي وضعه أبي عمر عبد العزيز فتحي بن السيد عيد ندا، وقد راجعه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء). يقع الكتاب في 271 صفحة من القطع المتوسط، وهو مليء بالاستشهادات القرآنية والحديثية وأقوال ائمة المذاهب ورجال الدين المشهورين. والسبب الذي حدا بنا الى اختيار هذا الكتاب بالذات ونقد العقيدة الاسلامية من خلاله هو صدوره من اكثر الدول ارتباطاً بالدين الاسلامي (السعودية) وامتيازه بالبساطة والصراحة في عرض العقائد الاسلامية بدون لف ودوران او لي لأعناق النصوص، فبعد كل شيء يبقى الفكر السلفي من اكثر التيارات الاسلامية التزاماً بحرفية النصوص الدينية والاعتقاد بأولويتها دائماً وابداً، على العكس من المحاولات الفكرية المعاصرة التي تحاول ان تعقلن العقيدة والشريعة الاسلامية وذلك بتشذيبهما ونفي كل مفهوم فيهما يتعارض مع الواقع المعاصر والقول بأنه ليس من العقيدة او الشريعة الاسلامية في شيء. بقي ان نذكر معلومة مهمة وهي اقتصار نقدنا على العقيدة الاسلامية من وجهة نظر اهل السنة والجماعة، حيث ان واضع الكتاب نصب نفسه كشارح ومبين لعقائد هذه الفئة حصراً وهو يقول في ذلك: "فقد كتبت هذا المختصر في عقيدة اهل السنة والجماعة، السلف الصالح، الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، واجتهدت في ان يشمل اصول عقائد اهل السنة والجماعة، والتي نص عليها السلف في مؤلفاتهم في هذا الباب." ص 5. والذي يجب الالتفات اليه ان هذا الكتاب لا يمكن تصنيفه ضمن خانة المؤلفات اللاهوتية او علم الكلام، وذلك لأنه يستدل بالنصوص الدينية لإثبات كل ما يدعيه ويؤمن به، وهذا يعني افتقاده للدعم العقلي والفلسفي، وعليه لا يمكننا ان نواجهه بالعقل والدليل العقلي وحده حينما ننقد ما اتى به، فهو ليس عبارة عن مقولات لاهوتية يمكن تفتيت الاسس التي قامت عليها ان كانت ضعيفة، وهذا الامر يجبرنا على بناء نقدنا وفقاً لحقائق موضوعية من جهة وتقديم اعتراضات على التناقضات الظاهرة من جهة اخرى.
بعد هذه المقدمة القصيرة ندخل في صلب الموضوع، الباب الاول من هذا الكتاب مخصص لـ "الايمان بالله" وهو يتكون من عدة فصول، تحتوي على تعريف الايمان من وجهة نظر اسلامية وبعدها يبدأ الكاتب بشرح اقسام الايمان وهي:
1 ـ الإيمان بالربوبية: ويعني الايمان بكون الله هو الخالق لكل شيء، المدبر، القدير ...الخ.
2 ـ الإيمان بالإلوهية: ويعني الايمان بان الله مستحق للعبادة وتجب طاعته، وهذا الايمان اكثر سعة من الايمان بربوبية الله وقدرته على الخلق فقط.
3 ـ الإيمان بالأسماء الحسنى والصفات: وهو الايمان بالصفات والأسماء الحسنى المذكورة في القرآن.
في فصل الربوبية يضع الكاتب الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويسطر الكلمات التالية: "وكل الخلق مقرون بأمر الربوبية، لم يعرف أن أحداً منهم أنكر ذلك الا فرعون وقومه في القديم، وأهل الالحاد والشيوعية في هذا الزمان" ص 12. وهذا المقطع يدل على فقر وعي الكاتب وخلو عقله من أية ثقافة في مجال التاريخ او الفلسفة، فالملحدون موجودون منذ فجر التاريخ وعلى الارجح ان تاريخ الالحاد قديم بقدم تاريخ الدين نفسه، واشهر الملحدون هم الفلاسفة الاغريقيون ثم فلاسفة القرون الوسطى سواء في الجانب الغربي او الجانب الاسلامي (ومن المرجح ان "أبي عمر" لم يقرأ عن ديوان الزنادقة الذي أسسه الخليفة العباسي المسمى بالمهدي في القرون الوسطى حيث كان الهدف من هذا الديوان هو تتبع جميع الزنادقة والملحدين وقتلهم والتنكيل بهم) وبعد ذلك يأتي عصر النهضة وعصر التنوير ليزخر بفلاسفة ملحدين هم الاشهر على الاطلاق، ولا ننسى الملحدين في بقية اصقاع الارض على امتداد التاريخ.
نأتي الان الى فصل الإلوهية الذي شرح فيه معنى الايمان بالإلوهية ليصل الى موضوع مهم وحيوي بالنسبة للكثير من الناس، وهو التقرب الى الله عن طريق الموتى من الصالحين، يقول الكاتب في هذا الصدد: "ولا يجوز لأحد من الناس التقرب الى أهل القبور من الصالحين وغيرهم، وصرف شيء من العبادة لهم، او اتخاذهم وسائط بينه وبين الله، فان الكفار صرفوا العبادة لغير الله تعالى، وقالوا: (ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى) الزمر:3. وكذلك لا يجوز اتيان قبور هؤلاء الصالحين بغرض الاستغاثة بهم، او التماس جلب النفع، او دفع الضر منهم، او دعاؤهم من دون الله، والنذر لهم، وغير ذلك، فهذا كله شرك أكبر ناقل عن الملة." ص 17. بعيداً عن حكم التكفير الذي تم اصداره في اخر جملة من الاقتباس الذي نقلناه، من الضروري ان نوضح عدم اقتصار هذه الممارسات على مذهب الامامية (الشيعة) فالناس العاديين في كل مذهب يقومون بنفس هذه الافعال لأنهم تربوا عليها منذ الصغر، ومسألة كون هذه التصرفات موافقة او مخالفة للعقيدة الاسلامية لن يفرق في شيء، ولن يساهم في ابعاد الناس عنها، فهي مترسخة في العقل الجمعي ويقف رزق آلاف الناس على مثل هذه التصرفات. مهما يكن من امر يجب ان يبحث رجال الدين عن وسيلة جيدة تساهم في ابعاد الناس عن مثل هكذا تصرفات لا عقلانية بعيداً عن اجواء الوعظ والمجاهرة بقراءة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الله ضعيف من وجه نظر السلفيين
Amir Baky ( 2013 / 9 / 6 - 19:58 )
اللة فى فكر السلف وجب عبادتة و نصرتة. فالسؤال هنا كيف لعاقل أن يعبد إله يحتاج لنصرة البشر العابد له؟؟ إنهم يدافعون عن ربهم العاجز أن يدافع عن نفسة و عن شريعتة. فنحن هنا أمام منطق أعوج أو فهم خاطئ لشرع الله. فالله يملك الكون كلة و بالتالى من المنطقى أنه يفرض شرعة على منظومة الحركة الكونية بما فيها الإنسان. فكيف لبشر يدعون إنهم سينصرون الله الذى بالمواصفات السالفة الذكر؟ من جهة أخرى لم يحدد السلف شروط إستخدام علم القياس؟؟ فصناعة السيوف و الرماح و الدروع تصنع حتى الآن و الخيل موجود أيضا ولم يندثر فلماذا لا يطبقون الكلام المنسوب لله بإستخدام هذه الآلات الحربية لو كانوا متمسكين بظاهر النصوص. إن الموضوع يخضوعونه للتعقل تارة و يرفضون إستخدام العقل تارة أخرى و أصبح الدين قطعة قماش يفهمها كل شخص حسب ما يريد و الكل يدعى أنه الوحيد الذى يفهم شرع الله و المخول أن يطبقة فى المجتمع.

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج