الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة

مزوار محمد سعيد

2013 / 9 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة

فجأة يقع الإنسان بين طريقيْن: إمّا أن يعيش للناس، و إمّا أن يعيش لنفسه، و يكون عليه الاختيار بين طريقيْن لهما نفس الضرر، فإمّا يختار الناس فيخسر نفسه، و إمّا يختار نفسه فيخسر الناس.

".... و بين هاتين الحالتين، بين الاستسلام التام لـ (الواقع) و بين الثورة العنيفة على أي (واقع) لا يستساغ، درجات من الخنوع و التقوقع و الهروب من المسؤولية، هي بالضبط درجات الأزمة الثقافية.... "
مالكـ بن نبي

دمعة تنساب على الخد الأيسر للبكماء التي تحاول التغلب على واقعها المرير، و ضحكة تلك التي تخرج من فؤاد مقهور بسبب الظلمات التي يتخبط فيها، هي الحال التي لا مفرّ منها على حسب طبائع البشر الذي لم و لن يرق إلى مستوى الإنسانية رغم محاولاته المتكررة، فلقد سارت الأمم على حافة حذفها كلما ناداها القدر من بعيد، و على شواطئ المتوسط كانت بداية الحكاية، تلك التي سردت على مسامع الجميع، و لكنّ الجميع لم يتذكرها حينما طلب منه ذلك، هكذا ضاع كل شيء له قيمة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا دون انتباه، و هكذا أصبحت العراقة صماء في وجه الحضارة، بينما هذه الأخيرة بقيت منذ أمد بعيد عقيمة عن إنجاب الرجال؛ المسألة ليست سهلة كما تبدوا، لأنّ تضحيات ساحات الشرف بقيت من الأساطير دون أدنى شك، بقيت كأيقونات تزيّن صفحات الروايات، و لم يعد لها وجود على الأرض، هذه التي تبكي خيبتها، و هي تلبس أحلى ما لديها، هذه التي لم تعرف من هي حتى الآن، فمنذ أن بكى آخر أمراء غرناطة و هي تبكي أيضا، حتى لم يبق أمامها أمر تبكيه، فهي لا تكلّ و لا تملّ من صديقها الوفيّ، من ذاك الذي طلّق كل الأمور ما عدى هي، ذاك الذي اسمه: الخنوع، ذاك الذي يسمّى بـ: الخضوع.
موت الذات الإنسانية في أجساد الأحياء نوع من المذلة، و هوان الدنيا أمام العيون البراقة هو تنكيل بالنفس الجميلة، و ما عدى ذلك لا يمكن للكثيرين الإبقاء على حياة الحياة، فالأمر ليس هيّنا على الإطلاق، الأمر يخرج عن السيطرة حينما ينام الضمير، و حينما تجود رحمة الناس على البشرية بفتات الملل، يا لها من حال تموت كلّما يموت العطش في الحناجر.
دواء الداء من مسميات العلامات، و قطرات المؤهلات لا يمكن أن تسير على وقع المساءلات، المسائل لم تعد واضحة، و العلاقات لم تعد واقعية، الكلّ ضاع في الكلّ، و الكلّ تاه في الجميع، إنّها الفوضى التي أبقت على المبايعات كغذاء لها.

" .... رجل قوي، جياش الطبع، شديد الشكيمة، مؤمن بالحق و حرماته، قادر على تقويم من يحيد عنها، و يجترئ عليها .. ...."
عبّاس محمود العقّاد

هذا المعدن لا يزال يكافح وحده، في زمن اختلط فيه معنى الكفاح بمعنى النكاح، في زمن أصبحت الضحكات مجسات قياس التوتر، ضحكات السخرية طبعا!! لأنّ الوجود المباشر أصبح مستحيلا في بلاد تنطق على الطريقة القديمة.
بل و هناك أيضا مضاد للمضادات، المستحيل لم يعد مستحيلا في قاموس الموجودين الأحياء، الحياة تخشى المستحيل، فبدل أن نتغنّى بالفرصة الأخيرة يجب أن ننشد للإمكان، فالقداسة لم تعد لها قيمة، بل القيم لم تعد لها قيمة، فقط هناك سراب يطاول العباب، و هناك باب أقفل بمنقار الغراب، تبا للجديد من الأعراب.
ألم الأمل حلو، و علقم العمل نبيذ ذهبيّ، الكثير من الكثيرات لم تعد مهمّة، نفسي و ذاتي هي المهمّة بالنسبة لي، لا أكترث بالكثير، و لا أريد أن أكون قليلا، أريد و أعمل فقط على أن أكون: أنا.

السيّد: مــــزوار محمد سعيد











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح