الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيلملي - أن تكون قاتلا خير من أن تكون عاشقا- .

صالح حمّاية

2013 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"" لم يمهلها القدر وقتا كافيا لقصة حب ؛ في مدينتها تلك الحب ضرب من الإثم لا يدري المرء أين يهرب ليعيشه ..في سيارة ؟ أم في قاعة معلمين ؟ أم في مقعد في حديقة عامة ؟ الخيار هو بين تفاوت الشبهات ليس أكثر .
أخر مرة حاولا فيها الجلوس معا على كرسي في الحديقة ، كان مجرد الجلوس فضيحة إنتشرت بسرعة الخبر العاجل .

كان يمكن أن تكون الكارثة أكبر ، فيحدث أن تقوم قوات الأمن بمداهمة الحدائق و التحقيق مع كل أثنين يجلسان متجاورين . ( في نوبة من العفة تم إلقاء القبض ذات مرة في العاصمة على أربعين شابا وصبية معظمهم من الجامعيين ، و أودعوا السجن فيما كان الإرهابيون يغادرونه بالمئات مستفيدين من قانون العفو !) كان زمناً من الأسلم فيه أن تكون قاتلا على أن تكون عاشقا . "" (الأسود يليق بك ..أحلام مستغانمي)

في الواقع هذا المقطع كان أول ما بدر إلى ذهني و أنا أشاهد التقرير الإخباري الذي بثته قناة النهار حول جسر تيلملي * (الجسر الذي حوله بعض العشاق إلى مكان لتخليد مشاعرهم بتعليق إقفال عليه ، على غرار جسر الفنون في فرنسا ) فالواقع أن العصر الحالي الذي نعيشه (عصر المصالحة) هو العصر الوحيد الذي يفضل فيه أن تكون قاتلا على أن تكون عشاقا ، أو على رأي الشيخ شمس الدين ، " الزمن الذي يفضل أن يبقى الجسر كوسيلة للموت أفضل من أن يتحول إلى مكان لتخليد الحب والحياة ".

الحقيقة أن الجزائر ومنذ المصالحة المشئومة قد تحولت إلى مكان معادي للإنسان للأسف ، فالظاهر أن هذه المصالحة و التي كان المفروض أن تعني أن يتصالح فيه الإرهابيون مع المجتمع وان يتوبوا على جرائمهم بموجبها قد جرت عكسا ، فالدولة الجزائرية هي من تابت عن انقلابها عليهم، وليس الإرهابيون وعليه فقد كان أن نراها الآن تكفر عن خطيئتها هذه بمحاربة العشاق و المحبين .

حاليا ليس من الغريب أن يدان الحب فيما ينال الإرهاب المديح ، فالعصر اليوم هو عصر التصالح مع الإرهاب .. لهذا فلا غرابة في أن تكون المشاعر الإنسانية تهمة ، بينما الإجرام و الكراهية قيما .

____________________________________

* http://www.youtube.com/watch?v=MzSpttHGBSc








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah