الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والحجاب

امال قرامي

2013 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من فرط تعلق الإخوان بالحجاب ساسوا الناس من وراء حجاب برعوا فى إظهار أشياء وتفننوا فى إخفاء أخرى.. وما خفى كان أعظم.

وحين ندرك أن الحجاب فى أصله، وسيلة للتمييز بين الحرائر والإماء، لا نستغرب أن ترسى العلاقة بين القياديين والأتباع على أساس التراتبية الهرمية التى تميز بين الذين يعلمون واللذين يحجبون عن رؤية خفايا الأمور وإدراك كنهها.

ولأن الأتباع منضبطون فإنهم لا يسألون حتى لا تبدو لهم أشياء قد لا تسرهم أو تزعزع قناعاتهم أو تربك هواماتهم.. يقبلون أن يسدل الحجاب عن حقائق لا يجب أن يعلمها إلا المقربون من المرشد. ولا يختلف الوضع مع العوام الذين يساقون قسرا ولا يتساءلون. أما المخالفون فيتم التعامل معهم وفق منطق الحجب. فأنى للمرء أن يكشف نواياه للعدو؟


بالطبع تحتج المعارضة وتتهم قيادى الإسلام السياسى بازدواجية الخطاب وعدم الإيفاء بالوعود والمواثيق والتنكر للالتزامات، ويتكفل المحللون السياسيون ببيان أسباب لجوء قياديين فى حركة الإخوان أو حركة النهضة أو غيرها إلى «التقية». ولكن فات هؤلاء أن أدبيات الإخوان ترتكز على نسق رمزى لا يزال يفعل فعله فى متخيل الجموع كتفسير الرؤيا والأحلام فمن «رأى أن الله يكلمه من وراء حجاب، حسن دينه وأدى أمانة إن كانت فى يده، وقوى سلطانه. وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب، فإنه يكون خطأ فى دينه، لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لبَشَرِ أن يُكَلِمَهُ الله إلا وَحْيا أوْ مِنْ وراءِ حِجَاب» هذا ما فسره ابن سيرين بشأن دلالة الحجاب، والعهدة عليه، وتحليل ما وراء الكلام شأننا، فالسياسة تقوم من هذا المنطلق، على الحجب إذ به وعليه تتأسس السلطة وتتكرس الهيمنة وتصان المصالح ويغض الطرف عن التجاوزات فى الصفقات وغيرها.

وحين نعلم أن فضائل الحجاب لا تحصى ولا تعد كدفع أسباب الريبة، وستر العيوب.. لا نستغرب اعتماده قاعدة فى إدارة الشأن السياسى. ولكن هل أدرك الإخوان الحكام أن التوسل بالحجاب فى تسيير شئون البلاد قد أوقعهم فى شراكه فحجب عنهم حقائق جمة من ذلك سوء التسيير، وغياب التصور، وانعدام توفر منوال اقتصادى اجتماعى لحل الأزمات.. وبذلك ما كان بإمكانهم الاعتراف بالفشل وقلة الخبرة وسوء تقدير عاقبة الخيارات التى دافعوا عنها فباتوا غير قادرين على رؤية ذواتهم دون حجاب.

ولئن كان الحجاب لدى العلماء داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى وحصانة ضد المفاسد فإن أصحاب الإسلام السياسى ما نجحوا فى إبراز المنظومة الأخلاقية حين اعتلوا سدة الحكم بل سقطوا ضحية فتنة السلطة وغواية الملك فانكشفت على مر الشهور عوراتهم، فما جدوى اعتماد الحجاب حينئذ؟

أليس من العبث تشدق الإخوان بتمسكهم بالحجاب الشرعى وتحويله إلى رمز دال على الهوية الإسلامية، وعلامة على سمو المرجعية الإسلامية لأحزاب سياسية والحال أنهم تقلبوا ذات اليمين وذات اليسار وجربوا مختلف النماذج الحجاب التركى والحجاب العلمانى، وحجاب التبرج.. ليفضى بهم الأمر فى النهاية، إلى اختيار البرقع والنقاب فهو الخيار الأوحد والأكثر ملاءمة لسياق جردهم من فضائل ادعوها، وانتزع منهم شرعية نافحوا عنها بلا هوادة وحتى الرمق الأخير، وكشف عوراتهم.

وحين لا يملك الإخوان الشجاعة الكافية لمواجهة الذات والاعتراف بالمسئولية عن ارتكاب الأخطاء والتورط فى العنف ونشر الإرهاب فى البلدان.. لا يبقى أمامهم إلا اللجوء إلى النقاب: وسيلة تنم على مزيد التعنت فى حجب الحقائق وعلامة دالة على ثيوقراطية الحكم وفاشية الأساليب.

وإلى أن يتخذ الإخوان قرار نزع الحجاب وإدارة السياسى بمعايير المسئولية والشفافية والحوكمة الرشيدة وغيرها من الأساليب الديمقراطية نقول: اللهم قنا فتنة الحُجب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندما يتم توظيف الحجاب و النقاب
Amir Baky ( 2013 / 9 / 10 - 22:41 )
بناء على شهود عيان أصبح الحجاب ملبس يتم إخفاء خزائن البنادق الآلية ليتم إعطائها للقناصة و حاملى البنادق لإستخدامها. اصبح النقاب يتخفى به قادة الإخوان الهاربين. أصبح النقاب وسيلة تخفى للهروب من الجرائم. فالأمة التى تضع الشرف و الفضيلة فى قطعة قماش أكيد هذا الفكر لترويج فكرة سياسية أو لأجل خداع سياسي..


2 - الحجاب كمفهوم علماني
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 11 - 17:02 )
الحجاب ليس اختراعا اخوانيا
هوموجود في اليهودية ولدى الراهبات المسيحيات وفي ثقافات كثيرة
ونص عليه القران والسنة وعمل أهل المدينة عبر التاريخ
حجاب , لثام , ازار , ملائة , برقع ...الخ وتدل عليه الرسوم واللوحات محلية وغربية في مرحلة ماقبل الاستعمار وظهور مايسمى حركات الاسلام السياسي حتى قبل انشاء جماعة الاخوان المسلمين سنة 1928
الحجاب لغة هو الستر واصطلاحا مايستر مفاتن المرأة تفاديا لفتنة أو اغراء لذلك تعتمد
الموضة والأزياء على تشييئ المرأة وجعلها وسيلة اشهار تجارية ودغدغة الغرائز بل وتحويلها جنسيا الى بضاعة
لاحظوا المصطلح الجديد للعاهرات - عاملات الجنس - في الترغيب في ازالة مفهوم الزنى
للعلاقات غير الشرعية
الحجاب في المفهوم السياسي الغربي هو سياسة مبنية على التأمر الخفي وتجنيد أجهزة الجاسوسية والمخابرات في جمع المعلومات ونشر الأكاذيب والشحن الاعلامي وتكوين وشراء العملاء
الحجاب هو ستر الحقائق عن الشعوب وتضليلها
جنود مجندة كانوا في خدمة انظمة فاسدة واليوم يفتون في كل شيئ ويطالبون بالمستحيل
ويلبسون الحق بالباطل ويستشهدون بحقائق يراد بها باطل
هم الشياطين الخرس وخطباء الباطل

اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري