الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم صافع صفعة

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل

(Ahmad Ait Ouakrim)

2013 / 9 / 11
المجتمع المدني


أكتب خربشاتي في أول إشراقه لجريدة إلكترونية بالمدينة والحقيقة أنها ولأول مرة أتردد في الكتابة وأعجز عن التعبير عما في دواخلي من طموحات وأفكار ومبادئ خلت أنها تقادمت وأصبحت على أهلها وبال ... تمنيت لو كان بالإمكان أن أضع كاميرا التصوير لتصور ما أختزنه في دواخلي المكبوتة منذ عهد سنوات الجمر والرصاص وعن أسئلتي الكثيرة التي تأبى الخروج لأرض الواقع المرير خوفا من سجون تازمامارت وأكدز والنقطة الرابعة ودرب مولاي الشريف والكوربيس و.... وسجن الهوارب بتونس وسجن أبو زعبل وطرة بمصر وسجن في ....
كانت أمنيتي تسافر معي أينما رحلت وارتحلت لكن لم يكتب لها أن تخرج إلى أرض الواقع واليوم أخبرونا بأننا في دولة الحق والقانون نستطيع طرح السؤال تلو السؤال في بلداننا –شمال إفريقيا- لكن كل ذلك مجرد كلام في كلام وكما يقول إخواننا في تونس –كلام الليل مدهون بالزبدة—
كانت أمنية ومازلت انتظر تحقيقها بقلمي أو أراها قد تجسدت بقلم أحد الشرفاء في بلدانا --المغرب الكبير— لكن هيهات تم هيهات حيث تم قص أصابيع أحد الواهمين بحرية التعبير في بلدنا المغاربي وبالضبط في القطر الليبي ضيف الغزال الشهبي شهيد الصحافة المغاربية والعربية ضحية الوهم العربي الإسلامي.....
الآن أدرك تماما أن كلماتي المبحوحة ستبقى بدواخلي وأنها لن تستطيع الخروج من مخابئها لتصبح حروفا مدونة على جداريه الصفحة الالكترونية لأكتب الحرف الكوفي الناطق بالمخزون المتراكم من عهد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي لكي أدون به ما بداخلي.....
تمنيت وطمحت أن أكتب دون أكون رقيبا على نفسي وقلمي وأن لا أجد رقيبا من زبانية الأنظمة العربية البشعة.....
جداريه تحمل حرفي ومخزون مكنوني التي تسري في دمائي الأمازيغية الاسلامية العربية الإفريقية الأندلسية كان حلي حلما بسيط وقفت في وجهه آليات أنظمة فاسدة ومتعفة أخر نتانة....
في دمي حب أكنه لبني جلدتي في الآدمية لكن كانت هناك بالمقابل أيادي ملطخة بالدماء وعرق الأبرياء تقف بالمرصاد لكل من سولت له نفسه أن يطال خطوطهم الحمراء والزرقاء و..... والتي تسافر بصاحبها للجحيم فوق الأرض ...
سمعنا عن الجحيم وحكاه لنا من زاره على وجه البسيطة في بلداننا المغاربية المتشدقة والمتبجحة بالديمقراطية –ديمقراطية الفيترينا --
كنت هناك بجسد وفكري وحلمي وطموحي لكن خانتني الكلمات ورحلت عني وتمنيت كما سلف أن قلت سابقا لو كانت لي القدرة على إدخال كاميرا إلى دواخلي لتصوير طموحاتي لتخرج إلى العلانية وتصدح جهرا بالمكنون ....ضاعت الكلمات.بدواخلي والتصق اللسان في حنجرتي خوفا من البثر الممارس في بلداننا وتذكرت مقولة أمازيغية –بي أوال فالسنك اداك تربين— اقطع الكلام عن لسان حتى لا يقطع لسانك .....
تمنيت لحظتها لو نطق لساني وليبتر في ما بعد لأني لا حاجة لي به في عهد الصمت وأي صمت إنه صمت القبور على وجه البسيطة....
ولم يكن لي في يوم من الأيام فضاء أمارس فيه حلمي كنت أرنوا إلى الغرب وكانت الغبطة تأكل قلبي العليل وأطرح السؤال في دواخلي خافتا خوفا من جدران بيتي خوفا من ملابسي حتى لا تسمع بحلمي وتشي بي لدى زبانية النظام التي لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلوبهم الآثمة اسألوا عن الحجاج في تلك الزنازين أسألوا الناجين من تازمامارت اسألوا الخارجين من سجن الهوارب اسألوا خريجي سجن طرة وسجن أبو زعبل أما سجون القطر الليبي لم تسمح لأي سجين بالحياة 1200 معتقل رحلوا في ظروف غامضة والخافي أعظم ..... لم أمتلك حلما خاصا بي بل هو مشترك مع العديد من أمثالي لكن الألسنة عاجزة لأنها ترى ما يقع في فضاءات لم تلد فيها الأرحام كلمات....وظل الحلم يحترق في ظلمات دواخلي حتى رأينا كيف بدأت بلدننا –المغاربية- تحترق وتتفجر وتأتي على الأخضر واليابس بسبب قمع الكلمات والأحلام وهانت الحياة لدى البعض حتى أصبحت أجساد البعض مسرحا للمحارق على وجه الأرض كم بوعزيزي أصبح لدينا اليوم في بلدنا المغاربي أو المغرب الكبير.؟؟؟؟؟؟
وكم من بوعزيزي سيحترق في الغد القريب ؟؟؟؟؟؟؟
تمر سنوات العمر بشبابنا المغاربي مترهلة ملفوفة في صمت القبور وحرقة الانتظار المجاني المتخلل بالاعتقال الاعتباطي عفوا الاحتياطي وفجأة وأنا الذي يئست من صفحاتي وكلماتي ودفتر الحنظل والنبيذ رأيت القلم والقرطاس تتوج في أصابع شريفة من جديد بعد أن نالت حريتها المقيدة في بلداننا المغاربية لتصدح بآهات شبابنا المطعون باسم الحرية والديمقراطية والتقدمية وباسم الشرعية الإسلامية التي تبيح سفك الدماء وهدرها....
عمر بن جلون ...سعيدة المنبهي شباضة ...محمد كرينة ..... الحسين بن محمد بوكرين .... فرحات حشاد ..... شكري بلعيد...... شموع لن تنساها الشعوب المغاربية
أمينة عيوش ..... خديجة الرياضي.... سهام بن سدرين...... نساء في الواجهة أمام فوهات المدافع الظلامية والمخزنية البليدة
فتذكرت كلمات الشاعر العربي والمصري الجنسية –عبد الرحمان يوسف- وأخذت الدندنة بهاته الكلمات

اضرب فلسنا نخاف السوط والوجع
اضرب لأنك تبدوا خائفا جزعا
الضرب قشة قسمت ظهري في بلدي
فاضرب فما كنت في ذا الأمر مبتدعا
واضرب برأسك حيطانا وأعمدة
واضرب بظلمك أحزابا ومجتمعا
الضرب بالكف سهل إن صبرت له
والضرب بالحرف دوما يورث الهلع
فأضرب بكفك طول الليل توأمها
حتى بدوت كمن في أهله فجعا
الضرب بالصفع في أرضي مخاطرة
كم قد رأينا مرارا صافعا صفعا
واضرب بليلك أخماسا لتسكتنا
ترى النتيجة صوت الحق مرتفعا
كم مارس الضرب قواد وعاهرة
كلاهما لصنوف العهر قد رضعا
فضرب دفوفك يا مغوار بلدتنا
ونم بنصرك طول الليل منخدعا
لا الضرب يجدي ولا الأجناد ترهبنا
كم ضارب قد دفنا بعدما قمعا
وفر سياطك ليس السوط يرهبني
فاضرب لتسكت شعري في الدجى الودع
يا من بدا بارعا في ضرب إخوته
لكن بضرب عدو الأرض ما برعا
راقب خطاك فتلك الأرض ناقمة
والأرض تطرح دوما جنس ما زرعا
يكفيك ما قد جمعت العمر من عرقي
يا من خزائنه لا تعرف الشبع
لا تعرف الزهد إلا في كرامتنا
وإن بدا مالنا تبدي به طمعا
مازلت تضرب إخوانا بإخوتهم
حتى ضننت بأن فرقتنا شيعا
اليوم كل رجال الحق قد وقفت
هل فرق الضرب هذا الشمل أم جمعا
وحتى كل جنود الرفض لبلدي
واشكر لضاربنا وافرح بما صنعا
مازلت تكره صوت الحق مبتذلا
الظلم نارا
مهما بدا عرشهم فحذر من النار إن النار محرقة
فال ترتدع مرة لو كنت مرتدعا


وأرنو في مخيلتي إلى صورة الفار من البلد المغاربي –زين الهاربين بن علي- والمصري المرمي في سجن طرة خيبة امبارك والمبطون -عمر بودربالة- أو ابو منيار ومجنون إفريقيا .....
وقلت ما أًصدق أنباء شعراء الوطن العربي لأني رأيت فعلا عدد من الصافعين قد صفعوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين بإسقاط الح


.. #المشهد_اللبناني - سيليا خاطر: هذه أبرز الإرشادات لحماية الأ




.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي