الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات في توضيح رؤية اليسار- الحالة المغربية-5/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 5 / 21
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


2- نقط ضعف البرنامج :
حين عرضنا نقط ضعف القيادات اليسارية المغربية، لم نغيب ولم يغب عن بالنا(بالنسبة لبعض القيادات)، دورها وتاريخها ونضاليتها وتضحياتها لكن هذه المميزات لم تعفنا من إبراز نقط الضعف، لأن مصائر الشعوب لا تؤخذ بالنيات بل بما يتحقق يوميا على أرض الواقع لمصلحة هذه الأخيرة ومستقبلها.

كذلك الشأن بالنسبة للبرنامج، فالتراكم الفكري والسياسي والتنظيمي الذي أنتجه اليسار خلال تجربته التاريخية المغربية لا يمكن نفيه بجرة قلم أو بتصريح من هذا أو ذاك، وهذا لن يعفنا من النظر النقدي في البرامج الحالية مع استبعاد :
النظرة التي تعتبر أن لا شيء قد تم إنجازه تاريخيا، وبالتالي الانطلاق من الصفر لإنتاج "البرنامج اليساري". وهذه النظرة تجد أرضيتها في أوساط مجموعات فاعلة على أرض الواقع، وغير راضية على قياداتها.
النظرة "الصحفية"، والتي "تمارس النضال" في "الأخبار الرائجة" حول الاستراتيجيات والخطط المزمع إنجازها وتنفيذها على المدى القصير والمتوسط، وهذه النظرة تتعيش من موائد الأطراف المختلفة للسلطة الحاكمة ، وتجعل من "الأخبار الرائجة" برنامجها الذي تدافع عنه داخل اليسار.
النظرة "المتخصصة"، والتي يقودها مجموعة من الذين يعتبرون أنفسهم "متخصصين" في علم اجتماع السياسة والتنظيم وفي علاقة الدولة بالمجتمع، وأغلب هؤلاء سبق لهم (أيام ادريس البصري) أن قاموا بدراسات لمصلحة وزارة الداخلية وغيرها حول هذه المواضيع، في إطار صفقات سمينة ، واليوم يقومون بتأطير "حملات" حول "ضعف الأحزاب" و"غياب البرامج" و"قوة الإسلام السياسي" .

يسار التحالف الحكومي الحالي:

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و" الديمقراطية الاجتماعية" :

لعل الوضوح الذي يزداد يوما بعد يوم في برنامج "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" من حيث اختياره للاشتراكية الديمقراطية ونفضل استعمال "الديمقراطية الاجتماعية" كمقابل ل"social-démocratie" يعطينا بعض الأمل في إمكانية أن تتبلور قوى يسارية واضحة المعالم على المستوى البرنامجي.
ورغم اختلافنا مع البرنامج المذكور من حيث استجابته لمطالب الشعب في الديمقراطية الحقيقية، نظرا لكونه يغرق في "الخصوصية" المغربية التي لا تترك من كنه "الديمقراطية الاجتماعية" إلا الشكل وبالتالي فمآله لن يكون بعيدا عن مآل "حكومة التناوب" في تكريس اليأس والفشل لتجربة ليست وليدة الأمس ، و"الخصوصية" التي ينبغي في رأينا أن تطبع "الديمقراطية الاجتماعية" هي الخصوصية "الشعبية" وليس الخصوصية "السلطوية" .
ونحن نعتقد أن الاتحاد الاشتراكي سيتوجه نحو تبني اختيار سياسي واضح المعالم، يمثل شرائح اجتماعية واسعة تجد في المجتمع الحداثي والديمقراطي الليبرالي مجالا لتحقيق مصالحها وطموحاتها. لكن هذا التوجه لن يكون سهل التحقق نظرا "لخصوصية استقلال الأحزاب السياسية عن السلطة"، وسوف يكون المؤتمر السابع المقبل محطة أساسية في هذا السياق.





حزب التقدم والاشتراكية :

لعله الحزب المغربي، الذي تأثر أكثر من غيره بزلزال أوروبا الشرقية ، خاصة وان الحزب كان يشكل حلقة من حلقات "الرقعة" السياسية المغربية في مفهوم السلطة ، باعتباره "الحزب الشيوعي" الرسمي .
وهذا الدور الذي أوكل له تاريخيا جعله يتقلص في امتداداته الجماهيرية إلى حدود قصوى، رغم أنه كان الحزب الوحيد الذي طرح وإلى الآن مع بعض التعديلات، برنامجا للثورة الوطنية الديمقراطية، وفي انسجام مع هذا البرنامج وأخذا للتطورات الحاصلة بعين الاعتبار نعتقد أن هذا الحزب كان واضحا في برنامجه، أما الصراعات التي شهدها مؤتمره الأخير فهي نتاج لصراعات زعاماتية ثانيا ولظهور تيار يدعو إلى استقلال القرار السياسي للحزب أولا.
ونقطة ضعف برنامج حزب التقدم والاشتراكية الأساسية هو غياب ممارسة سياسية له ، واقتصاره على لعب دور التابع.

الحزب الاشتراكي الديمقراطي:

العديد من المناضلات والمناضلين اليساريين وجدوا أنفسهم داخل هذا الحزب، نظرا للعديد من العوامل (تاريخية وتنظيمية وسياسية وشخصية....) ، ورغم علمهم بأن هذا الحزب صنيعة من صنائع وزارة الداخلية سابقا، حين تقرر "عقاب" "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" على موقفها من الاستفتاء حول الدستور، ورغم محدودية إشعاعه وضعف قياداته و"ارتباطات" وجوهه التلفزيونية ، فإننا نعتقد أن انضمام طاقاته لحزب التقدم والاشتراكية يمكن أن يشكل نقلة ايجابية في موقع اليسار على الخارطة السياسية. أما بالنسبة للبرنامج فنعتقد أنه لا يختلف في شيء -على الأقل سياسيا- عن الأخير وعن جزء كبير من برنامج الاتحاد الاشتراكي مع "تميز" بغياب العمق الجماهيري.

أحزاب تجمع اليسار الديمقراطي :

حزب المؤتمر الوطني الاتحادي :

نعتقد أن من نتائج التجزيئية التي مارستها السلطة خلال مرحلة تاريخية إلى أن يثبت العكس ، و"الشعبوية" التي مارستها بعض "القيادات" الكاريكاتورية هو وجود أحزاب بدون توجه فكري أو سياسي، ومن هذه الأحزاب "حزب المؤتمر الوطني الاتحادي" ، فقد سبق أن أشرنا إلى كون المتتبع لا يستطيع أن يحدد أين تبدأ المركزية النقابية "الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل" و"الحزب" تنظيميا وماليا وسياسيا وفكريا !!!!! وبالتالي فإننا نعتبر أن وجود هذا الأخير ما هو إلا صيغة لضمان تلاحم تنظيمي لنقابيين لاستمرار مصالحهم ووحدتهم في مواجهة القوى السياسية الأخرى، وحزب من هذا القبيل لا يمكن أن ينتج برنامجا سياسيا فكيف له أن ينتج فكرا.

جمعية الوفاء للديمقراطية:

لا يختلف برنامج هذه المجموعة كثيرا عن برنامج الاتحاد الاشتراكي إلا فيما يتعلق بدور الزعامات، ولذلك ينبني برنامجها على قراءة مختلفة للممارسة السياسية ، وهذه القراءة تتشبث بالشكل أكثر مما تخترق المضمون ، ولذلك لم يتجاوز إنتاجها السياسي والفكري حدود استيهامات "قائدها"، الذي غير خلال خمس سنوات "إستراتيجيته" من "شعبوية" النقابيين إلى "النهاية السياسية" للمرحوم "الفقيه البصري" إلى "الصحافة المستقلة" لأبناء الذوات إلى البحث عن موقع داخل "حزب اليسار الاشتراكي الموحد"، ونعتقد أن المجموعة تتوفر أكثر على كتابات صحفية منها على برنامج سياسي بمرجعية فكرية .

حزب اليسار الاشتراكي الموحد:

رغم الاختلافات التي حملها تشكل هذا الحزب، حين استطاع أن يوحد تنظيميا ثلاث تنظيمات ويضم إليه بعض "الأطر" ، ورغم الاختراق الذي تعرض له من أطراف متعددة سلطوية وغيرها، فإنه حمل معه أملا للكثير من اليساريين باعتباره فرصة تاريخية إضافية لتستطيع قوى يسارية متميزة أن تنتج فكريا وسياسيا وتنظيميا وتساهم في تراكم التجربة اليسارية .
وفي قراءة الوثائق التي بدل فيها مناضلات ومناضلو اليسار مجهودا كبيرا يتبين أن الأفق النظري والسياسي أوضح من الواقع، وخاصة بعدما صارت الممارسة إلى غير الطموح، لكن هذا لا يلغي غنى التجربة وإمكانات تطورها.

حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي:

يمكن القول بقراءة متأنية للوثائق التي أنتجها هذا الحزب أن إضافاته كانت أساسية في تشكيل الفكر السياسي المغربي ، فرغم التعتيم الإعلامي الرسمي وغير الرسمي على هذا الحزب فإنه استطاع في بعض الأحيان -وليس دائما- أن يترك بصمته على برامج القوى الأخرى المنتمية لصفوف اليسار، أما بالنسبة للبرنامج فيمكن القول أن هذا الحزب لم يستطع أن يوفر الشروط الذاتية لتنظيم إنتاجه لبرنامجه السياسي الذي لا زال يرتبط بعموميات ، خاصة حينما يتعلق الأمر بقضايا ترتبط بالتغييرات المتسارعة، مما يجعله يسقط في انعزالية يرفضها بنيويا باعتبار امتداداته الجماهيرية.

حزب النهج الديمقراطي:

في قراءة للوثائق الصادرة عن المؤتمر الأخير لهذا الحزب ، نعتقد أن هذا الحزب قد بدأ بوضع اللبنات الأولى لبلورة برنامج سياسي يساري متميز بجدريته.
لكن نقطة الضعف الأساسية في برنامج هذا الحزب هو أسبقية "المبادئ" على الواقع ، و لا نعني ب"المبادئ" النظرية التي تؤطر منهجية وممارسة الحزب، بل نعني بها المواقف السياسية المتوارتة عن التجربة التاريخية للحركة وقوى اليسار عموما. وفي تقديرنا ان هذا الأمر سيتم تجاوزه عبر مراكمة تجربة الممارسة السياسية في ارتباط بأصحاب المصلحة التي يعبر عنها البرنامج من كادحين وبرجوازية صغيرة وعاطلين وفلاحين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل