الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يعجز المنطق

هادي بن رمضان

2013 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما أسدل الليل ستاره إلا وتقلبت في فراشي محاولا فهم منطق الإله او بعض منطقه دون القدرة على الفهم او التبرير .. لقد جائت كلمات وسلوكات الإله خروجا على المنطق ... كلما استمعت يوم الجمعة إلى سورة الكهف إلا وحاولت ان افهم إحدى الايات العجيبة والمنطق العجيب .. حادثة "خضر" نبي "موسى" الذي قتل ذلك الغلام .. قتل ذلك الغلام الذي كان سيصبح يوما ما طاغية كافرا .. لقد قتله خشية أن يرهق والديه طغيانا وكفرا .. أي أن الله يكره كل الطغاة والكفرة .. فلماذا يخلقه إذا إن كان سيصبح يوما ما شيئا يبغضه .. لماذا يقتله قبل ان يصبح طاغية كافرا .. كنت كلما سألني أحد الاصدقاء من الملحدين عن سبب مجيئنا لهذا العالم إن كان الله يعلم قدرنا اي انه يملك القدرة على جزائنا وعقابنا بلا حاجة لان نحيا .. كنت أجيب حينها أن هذه الحياة ستكون حجة الإله علينا .. اي ان الإله لو حاكمنا قبل ان نحيا فللجميع حينها الحق في الإحتجاج لانهم لم يملكوا فرصة للتفكير أو الإختيار .. لقد كان هذا جوابي .. لكن ذلك الغلام قتل قبل ان يمارس طغيانه وكفره .. قبل أن يملك أي فرصة للتفكير او الإختيار .. إذن إن كان الله يامر بالقتل خشية من الكفر والطغيان فلماذا مر بالتاريخ كل اولئك الطغاة والكفرة والزنادقة .. إن ذلك الغلام مهما كان سيوقع بوالديه من كفر وطغيان لن يكون بمثل قسوة و وحشية الزعماء والقادة والاباطرة والملوك الذين أذاقوا الشعوب كل انواع الظلم والقهر والطغيان .. لماذا لم يقتل الإله هؤلاء .. لم يقتلهم قبل أن يرهقوا الإنسانية بطغيانهم وكفرهم .. لماذا يعطف الإله على والدي الغلام ولا يعطف على الالاف بل الملايين من البشر الذين قتلوا وذبحوا وعذبوا من قبل أولئك الطغاة او الكفرة الذين كان يستطيع الإله ان يقتلهم قبل أن يمارسوا طغيانهم وكفرهم .. كان يستطيع أن يقتلهم حين كانوا غلمانا .. كيف لهذا المنطق ان يخشى على والدي الغلام ولا يخشى على الملايين من البشر الذين مر بهم أقسى واكفر الطغاة .. لماذا غير الله منطقه مع هذا الغلام .. هل يمكن لوم الكهنة الذين يتهمون المنطق بالزندقة .. لقد كان الفقهاء والكهنة دائما مايخرجون على المنطق والاخلاق والضمير الإنساني بمحاولتهم تبرير منطق السماء .. بمحاولتهم تبرير القبح والعبث والوحشية في الأشياء .. إن كل الكهنة في التاريخ بنوا حصونا منيعة من الكتب تبرر أغبى وابشع تناقضات كتبهم المقدسة وتصرفات ملوكهم و اباطرتهم وزعمائهم وأنبيائهم .. إن الذي يقول انه رحيم بمخلوقاته ثم لا يتدخل لإنقاذها من الطغاة والمذابح والحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن الذي يقول انه يخلق الإنسان في أحسن تقويم ويحسن تسويته ثم يذهب يصنع التشوهات والإعاقات والدمامات لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن الذي يقول انه خلقنا فقط للعبادة ثم يسلط علينا الأبالسة والشهوات والقدرة على الكفر لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن في مثل حادثة الغلام يعجز المنطق عن الفهم او التفسير او التبرير .. فكيف يخاطبنا الإله بمنطق لا يمكن فهمه ? إحذر ان تتهم عقلك بالنقصان فالإله لابد ان تكون حكمته من قتل الغلام مفهومة لكل الناس في كل الازمنة .. إن خاطري تجول به الاف الاسئلة التي لم استطع ان اجد لها اي اجابة او تفسير .. كيف لم يتسائل اولئك الذين عاصروا عصر الوحي عن كل هذا !!! ما اكبر حظ والدي الغلام, ما اكبر حظهما حين تدخل الإله لإنقاذهما من الكفر والطغيان .. ما اتعس حظ كل البشر الذين داست جيوش ومقاصل وادوات تعذيب الطغاة والكفرة على اجسامهم وكرامتهم .. يا ليت إلهي عمل بنفس المنطق الذي عامل به ذلك الغلام في كل العصور .. لما احتجنا حينها لكل تلك الثورات والثوار والقتلى واليتامى والدموع والصرخات. بل لما احتجنا حينها لانبياء او رسالات من السماء تنهانا عن الكفر او الطغيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة