الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة البكاء!

رعد اطياف

2013 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما يحسدنا الكثير على كثرة خطباء المنابر المتوفرة في مجتمعاتنا العربية وخصوصاً في العراق. فهم يندرجون في المرتبة الثانية بعد الكتب المؤلفة فيما يخص وجوده الله وصفاته وافعاله!.. وكثرة المنابر هي بشارة خير،ومؤشر يبعث على الطمأنينة وعلامة فكرية بارزة في أي بلد يهتم بالفكر والثقافة ويحاول النهوض بالمجتمع أسوةً بباقي المجتمعات المتحضرة. فإذا كان الخطباء يندرجون في المرتبة الثانية بعد الكتب الإلهية، فهم من ناحية أخرى يتصدرون المرتبة الأولى قياساً إلى المفكرين والأدباء وكل النخب المثقفة في مجتمعاتنا العربية. ومثقفونا(الله يكون في عونهم!)لا يمتلكون القدرة السحرية لإقناع(الجمهور) في كلماتهم المعسولة وأفكارهم المنظمة على نحوٍ صارم،لإقامة ندوة فكرية يحضرها الناس،على الأقل تقترب من ربع عدد المتواجدين في حضرة الخطيب.

لكن يبدو إن خطبائنا أتقنوا اللعبة جيدا(وبصرف النظر عن مقولة مرتضى مطهري فيهم بأنهم قتلوا الحسين!)، وأمسكوا العصى من الوسط كما يقولون. فلا أفكار طنّانة تشعر الناس بالغثيان الفكري،ولا مشاكل راهنة تمس واقعنا المعاش، أو محاولات نقدية خجولة من هنا وهناك. المهم في الموضوع هو النفاذ إلى رغبات الناس، فسائق الكيا وبائع الخضار والموظف الحكومي،والعاطلين عن العمل،وطلبة الجامعات!،ولا بأس بالتجار فهم يحتاجون إلى من يخفف معاناتهم وقلقهم المستمر!.

فالمرشح الأول والأخير هو البكاء!.. البكاء عن ألامنا وخرابنا وفقرنا وسطوة النخب السياسية على حياتنا التي تتجه إلى المجهول،وعن عدد الأيتام والأرامل، والشهداء، والفقراء ،وعمال النفايات الشباب، والبنية التحتية المحطمة ،والمليارات المتجهة دوماً وأبداً إلى الثقب الأسود!، والمرتشين،والبرلمانيين مزوري الشهادات، والأرصدة المالية الثقيلة في مصارف الدول الكافرة، والفلل الفارهة في شرم الشيخ، والاغتيالات المستمرة للكفاءات العلمية،والصراع - الذي يبدو لا يحسم - بين الأحزاب الشيعية والسنية،والنسب المخيفة من الأمية، والقيم الاجتماعية النبيلة المهددة بالانقراض، ومقاهينا التي تعج بالمثقفين، وجامعاتنا المُسيّسة حد النخاع..

فلا شيء هنا غير البكاء!.. بدلاً من شغل الناس في مالا يعنيهم، وعلى طريقة الشركات الرأسمالية الضخمة، أفتح باب الرغبة على مصراعيه، وافتك بهولاء المساكين بكل ما يمت للأستهلاك بصلة، سطح القول والضمائر. حول هذا العقل المبدع إلى عقل أداتي، لا يختلف عن الروبورت بشيء. والتسطيح هنا لا يحتاج إلى كلفة كبيرة. فقط اجعلهم يبكون!.. فليس في الإمكان أفضل مما كان...
الكونية الانسانية : مدرسة فكرية وسلوكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في