الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤمن بالمطلق : ازدراء الدين

مصطفى الصوفي

2013 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول المفكر الاجتماعي علي الوردي : "لم يبتكر العقل البشري مكيدة أبشع من مكيدة الحق والحقيقة. ولست أجد انساناً في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة. حتى أولئك الظلمة الذين ملأوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الأبدان، لا تكاد تستمع الى أقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق والحقيقة. والويل عندئذ لذلك البائس الذي يقع تحت وطأتهم. فهو يتلوى من شدة الظلم الواقع عليه منهم بينما هم يرفعون عقيرتهم هاتفين بأنشودة الحق والحقيقة".

ازدراء الاديان تلك التهمة الخطيرة التي باتت ترمى على كل انسان يتعرض لدين الاخرين , باعتباره المقدس الثابت المطلق الذي لا يجب ان يمس بأي شكل من الاشكال .
يرفض جميع المتدينين انتقاد اديانهم بشكل او بأخر , وتُجرح مشاعرهم بشدة حينما يتناولها احدهم في أي طرح من الطروحات الناقدة لهذا المقدس القديم , ذلك الخلل والمشكلة تعود لكونهم مرتبطين عاطفيا ونفسيا مع هذا الدين , اي حديث او نقد لهذا الكيان المقدس , سيؤخذ على محمل شخصي يجرح المتدين مما يجعل ردة فعله شديدة جدا وعنيفة .
الارتباط العاطفي الكبير بالدين، أحد أسبابه هو محبة الإنسان للراحة والسكينة التي يوفرها الحفاظ على ثقافة الاباء والاجداد في مجتمع محافظ يفتخر أبنائه بأنهم مستمرين على الحفاظ على هذا التراث . لذلك أن أي تغيير وتشكيك يعني القلق وعدم الاستقرار والثبات والاحراج , وسيجعل من المدتين تائه وسط كم هائل من الافكار والقناعات الجديدة التي لم يألفها من طفولته ولا يقدسها مجتمعة .

لماذا يؤخذ على محمل شخصي ؟:-
يقول المفكر الايراني عبد الكريم سروش "بالنسبة لنا نحن المسلمين الذين نعيش في مجتمع ديني فأننا محكومون بذهنية لا نستطيع الفكاك منها , وهي ان قوانا نشأت وتبلورت داخل فضاء ديني , ولهذا السبب عندما نفكر ونحكم على الاشياء فأن اذهاننا تميل صوب أفكار متوغلة في اعماقنا ولا يمكننا الافلات منها "
لن تجد غرابة في وجود ارتباط عاطفي للشخص مع فئة في مجتمعه , خصوصا بالشرق , فالإنسان الشرقي ينتمي لمجتمعه وأي قرار يتخذه يجب أن يراعي فيه مصلحة مجموعة أخرى محيطة به قبل مصلحته أو قناعته الشخصية, لذلك فالرأي العام والمنطق الشمولي هو ما يحرك المؤمن الشرقي , خصوصا باعتقاده المطلق بأن ما يعتنقه هو حقيقة ثابتة وازلية وان تغييرها تجلب الشؤم والقلق على حياته لأنه سيخالف الجماعة , ويعرض نفسه لخطر التكفير والاقصاء خارج المجموعة التي ينتمي لها .

المقدس عندك هو غير مقدس : -
كثير من الناس من يعتقد الثوابت المطلقة المقدسة ,وينسى أنها غير مقدسة وغير موجودة عند غيره , فهي لا تعد سوى انعكاس للثقافة الاجتماعية في تلك البيئة ,
و ما هو مقدس في تلك البيئة والثقافة لن تجده مقدسا في مكان اخر , بل ستجد ان هناك مقدسات وعقائد ودين مختلف , والمؤمن بدين معين دائما ما ينظر على ان أديان الاخرين هي خاطئة وخارجة عن الحقيقة ويعمل على انتقادها لكنه في نفس الوقت يرفض انتقاد دينه .
هل تعتقد ان نقد اي مقدس عند الاخرين هو يروق لهم ؟
فاذا كنت شيعي فهل تعتقد ان انتقاد العريفي هو امر يروق لمن يتبع العريفي ؟.
اذا كنت سني فهل تعتقد ان انتقاد السيستاني هو امر يروق لمن يتبع السيستاني؟
اذا كنت سني فما هو شعورك وانت ترى الشيعة يلفون حول قبر احد ابناء علي ابن ابي طالب ويقبلون القبر ؟.
هل تعتقد ان نقد الكنيسة هو امر يروق لمن يؤمن بحقها الالهي في الحكم ؟.
هل تعتقد ان نقد التوراة هو امر يروق لليهودي ؟
هل تعتقد ان نقد الانجيل هو امر يروق للمسيحي ؟.
هل تعتقد ان السلفي المتطرف سيعترف بوجودك اذا كنت شيعي؟ واذا كنت شيعي فهل تعترف بوجود السلفي المتطرف وقناعاته ؟
ماهي قداسة كتاب "فيدا" عندك حينما ترى هندوسي يتلوا نصوصه ؟.
هل تسخر من هندوسي يصلي امام تمثال شيفا ؟.
ماذا تضن ان الهندوسي يفكر حينما يراك تقبل حجر قبر لاحد ابناء الرسول ؟.
ماذا تشعر وانت ترى احدى القبائل الافريقية وهي تتعبد حول شجرة مقدسة ؟
ماذا تضن انهم سيعتقدون لو شاهدوك تطوف حول مربع الحجارة في مكة ؟.
الا ترى ان للأخرين ايضا مقدسات انت لا تقدسها ؟
الا تعتقد ان هذا يدل انهم يمتلكون نفس شعورك واحاسيسك تجاه عقائدهم ومقدساتهم ؟.

" اليست العقيدة التي تمارسها هي العقيدة المهيمنة في ثقافتك؟ إلا تجد ما يلي مدعاة للشك ولو قليلا: ان الاغلبية الساحقة من كل المؤمنين في العالم، يعتنقون ديانة المجتمع الذي ولدوا فيه، ومع ذلك فهم مقتنعون ان الحظ قد حالفهم او ان الههم جعلهم يدخلون العقيدة المحقة؟ إلا يجعلك ذلك تدرك على الاقل، ان كل شخص تقريبا يختار عقيدته، ليس بسبب فضائلها او الادلة التي تدعمها او فعالية نظمها الاخلاقية او بسبب التعبير عن التعبد وإنما لأنهم ولدوا وتربوا عليها، بغض النظر عن وفرة الخيارات المتاحة، لماذا تقريبا كل مؤمن على وجه الارض يختار العقيدة التي في متناول يده، هل انت مسيحي لأنك ولدت في امريكا او اوربا ؟ مسلم، لأنك ولدت في المملكة العربية السعودية او اندونيسيا؟ بوذي، لأنك ولدت في اليابان او الصين؟ هندوسي لأنك ولدت في الهند؟ هل يمكن ان يكون الايمان في اغلب الاحيان، مجرد مصادفة جغرافية؟ هل تعتقد بصدق انك لو كنت قد ولدت في بلد آخر، كنت بلا شك ستمارس نفس العقيدة التي تعتنقها الان؟ " *

كل القناعات المقدسة هي موروثة من ابائك واجدادك فلا داعي لتكميم افواه الاخرين حينما يذكروها في احاديثهم , لا تجبر الاخرين ان يتعاملوا معها باحترام وتبجيل كلما ذكروها لأنها فقط مقدسه عندك !. البحث والنقد والدراسة هو اساس كل بحث , اذا كان الانسان والمجتمع يصاب بالضرر , نتيجة خرافة من الخرافة وعقيدة من العقائد , فلا بد من تجاوزها عن طريق النقد , اكبر معاناه للبشرية في زماننا تكونت بأسم الدين والرب والاله والجهاد والنكاح والحرام والحلال والنبي والسلطان ,مما توجب علينا صناعه مدرسة كبيرة لنجعل الناس يتجاوزون هذه الافكار والعقائد والقناعات , لكن المشكلة التي امامنا هي ان اي نقد سيعتبر نوع من انواع الاساءة , وهذا هو حال المؤمنين بالأديان , فهم يربطون عقائدهم بشخصياتهم , ولان الثقافة العربية التي تربى عليها العرب المسلمين ترفض الصراحة ونقد الشخوص , تسبب هذا لنا الاحراج والقلق الدائم .

غالبية المؤمنين لا يحملون ثقافة او اطلاع حتى على دينهم , وكل ما لديهم من ثقافة حوله , لا تتجاوز ما تربوا عليه من طفولتهم , وقد قلنا سابقا انهم مرتبطين عاطفيا بها , هذا ما يجعلهم رافضين بشدة لأي نقد مهما كان لانهم يرون ان في افكارهم وعقائدهم هي الحق المطلق والحقيقة فقط لانهم تربوا عليها .


لا نستطيع ان ننتقد ما يقدس دون ان نجرح مشاعر المؤمن بالحقيقة المطلقة , وهو من يجرح مشاعره بنفسك , لأنه هو من يقوم بربطها مع شخصه ونفسه.
رغم تنويهنا الدائم بأننا لا نقصد شخص المؤمن , انما نشكك ونناقش ما يعتنق.
.ثم لماذا كل هذا الخوف اذا كان الاعتقاد والثوابت التي لا تتزحزح , تستمد من السماء مثلما يعتقد المؤمن ؟.
لو كانت من السماء فعليها الصمود في الارض وان لم تصمد فهي لن تستحق التقديس الذي يكنه لها , اما الدفاع عنها فلن يوقف من يشك ولن يسكت احد مهما فعلنا وحاولنا ...

هذا لا يمثل ديني :-
المؤمنين يعتنقون منطق او مبدأ شمولي دائما , وهو مبدأ تعميم القناعة الشخصية على الجميع , وكل مؤمن يعتمد على حقيقة مطلقة وهي ان قناعته الايمانية والعقائدية التي يحملها هي تمثل الحقيقة المطلقة , او النسخة الصحيحة الغير محرفة للدين , وهو بالحقيقة لا يعكس سوى فهمة وميراثه من هذه العقيدة , لذلك أي فعل يصدر من الاخرين بأسم دينه الشمولي سيقول عليه انه لا يمثل ديني , وليس الدين الحق , وهو بالحقيقة صادق تماما , لأنه فرداني النزعة , ولديه ايمان خاص, لا يرغب في ان يتحمل ذنوب الاخرين واخطائهم , كذلك اختلاف المذهب والعقيدة تجعلة يرفض هذه الاديان (رغم تشابهها اسميا على الاقل مع دينه ) , لكنه في ذات الوقت صاحب منطق شمولي ويفترض ان اعتناقة هو حقيقة مطلقة او النسخه الصحيحة عن الدين .
على كل مؤمن ان يفكر في فردانيته وايمانه الخاص , فإذا كنت كمؤمن تريد ان يحسبوك فردا خاصا لك حالتك وحدك فالنقد لن يشمل عقيدتك الخاصة بالتأكيد , ولا داع لان يحسب نقد الدين العام او الشامل موجه شخصيا لك نقد لقناعاتك .
لأنك صاحب افكار خاصه بك .
اما اذا تريد ان تقتص ما تشاء وتحسب ما تشاء ومن ثم تسمي قناعاتك هي الحق الصحيح والمفروض ان يسمى بالدين العام الذي يعتنقه الجميع , فهذا مستحيل ولا يمكن الوصول له لأنك بالتأكيد ضمن مجموعة اكبر لا ترضى بما تقول ولا تجتمع عليه , فلم يجتمع فقهاء او كهنة المعابد لليوم حول قضيه او تفسير او رأي ابدا و كل ما موجود هو نسخ كثيرة لا يمكن اعتماد احداها والتحدث عنها دون اعتراض احدهم بعبارة ان هذا لا يمثل ديني وديني هو دين الحق والحقيقة المطلقة !!.


لماذا تستهدف ديني او قناعتي الفكرية وايماني بالذات ؟:-

هذا السؤال منطقي جدا ومن حق أي انسان صاحب أي دين ان يسأله , والاجابة ايضا جدا بسيطة وواضحة جدا , وهي :-
أن دينك يعتدي ويتقاطع مع حياتي ومشاعري وافكاري وحقوقي الانسانية , وانت كإنسان تقدس شريعة و نص او فكر يقوم على تسبب الضرر لحياتي وحياة الاخرين , فهو المبرر الذي يتيح لمن يعتنقونه التسبب بهذا الضرر, وتلك الحقوق تم اقرارها عالميا بالإعلان العالمي لحقوق الانسان وبعض فقراته بالذات تنص على ما يلي :-
المادة 18 , لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
المادة 19 , لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

تلك الحقوق هي تشمل الانسان المتدين وغير المتدين وهي توفر الحماية للجميع , وهي حقوق اجتمعت عليها البشرية واقرتها قانونيا , لكن كل الاديان ترفضها فهي تكفر كل من خرج عنها وتخلف , وهو تتدخل في حريات الاخرين وتسلبهم حقوقهم بشكل او بأخر .
لكن دعونا نأخذ الفكر الاسلامي كمثال للنقد , فحينما تتناول نصوص تقول :-
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} سورة محمد: 4
قول النبي محمد بن عبد الله: " من بدل دينه فاقتلوه " رواه البخاري (2794) .
يقول القرآن وَمَنْ( يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
وهي اجزاء من بعض النصوص المقدسة التي يستغلها الكهنوت الاسلامي في تبرير القتل وسفك دماء من يخالفهم في الرأي والعقيدة .
اضيف عليها نتيجة بحثي في أحد المواقع بحثا عن من تطلق عليه صفه الكافر في الشريعة الاسلامية :-
الكافر في اللغة العربية هو المنكر و الجاحد ، و هو أيضاً المنكر للنعمة المتناسي لها ، و هو ضدّ الشاكر ,أما المراد منه في الشريعة الإسلامية فهو المقابل للمسلم ، فمن أنكر الأركان العقائدية الثلاثة : التوحيد و النبوة و المعاد عُدّ كافراً ، و عليه فالكافر يشمل :
1 ـ المُلحد الذي لا يعترف بوجود الله تعالى .
2 ـ المُشرك ، و هو الذي يعترف بوجود الله و لكن يُشرك معه في ألوهيته أرباباً آخرين .
3 ـ الوثني ، و هو الذي يعتقد بوجود إله أو آلهة غير الله سبحانه و تعالى .
4 ـ من أنكر نبوة نبي الإسلام محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) أو رسالته .
5 ـ من أنكر المعاد في يوم القيامة .
6 ـ و ألحَقَ الفقهاء بالكافر من أنكر ضرورياً ـ أي بديهياً ـ من ضروريات الدين الإسلامي ، كالصلاة و الحج ، مع التفاته إلى كونه ضرورياً .
أقسام الكافر :
ثم إن الكافر ينقسم إلى :
1 ـ الكافر الأصلي : و هو الذي لم ينتحل الإسلام و ولد على الكفر .
2 ـ الكافر المُرتد : و هو الذي انتحل الإسلام ثم كفر ثانية بعد إسلامه .
و الكافر المُرْتَدُّ ينقسم إلى :
1 ـ المرتد عن فطرة : و هو الذي ولد على الإسلام ثم كفر .
2 ـ المرتد عن ملة : و هو الذي كان كافراً فأسلم ثم كفر .
أحكام الكفار :
و ينقسم الكفار من حيث الحكم عليهم بالنجاسة و الطهارة إلى :
1 ـ الكتابيون ـ أهل الكتاب ـ 1 . : و هم اليهود 2 و النصارى 3 ، و المجوس 4 ، و قد اختلفت آراء الفقهاء فيهم ، فقال جمع بنجاستهم ، كما قال آخرون بطهارتهم .
2 ـ المُشركون : و هم ماعدا الكتابيين من أنواع الكفار ، و قد أجمع الفقهاء على نجاستهم . "

الدين والمعتقد لا يمكن تجاوزه حينما تحوي كل هذا الكم من الدعوات للعنف ورفض الاخر والاعتداء , وبعد أن دخل المعتقد في السياسة وحياة الاخرين توقف عن ان يكون شأن شخصي , و تحول الدين ونزل من قلب الانسان الى الشارع ليكون مقيد لحقوق الانسان وحريته , ويكون هو الصوت الناطق في الانتخابات والمحرك العام للمجتمع ليسبب الدمار والخراب عن طريق الصراع الطائفي والمذهبي , بالإضافة الى تكفير الناس واباحة قتلهم والتعرض لهم ولأملاكهم , وحينما تكفل كل مؤمن بالدين على مضايقة قناعة واعتقادات الاخرين ورفضها ومحاربتهم لانهم يخالفوه في عقيدته وأفكاره ودينه انطلاقا مما ورد سابقا في ايمان مطلق وقناعة تامه بأن عقيدته هي الحق المبين الذي لاشك فيه ؛
لم يعد من الممكن تجاوز الاذى الذي يسببه من يعتقدون انفسهم اوصياء على الناس بأمرهم بالعروف عن المنكر الذي يخالف دينهم , وبات من الانسانية ايقاف خطر تلك الافكار وابعادها عن عامة الناس ممن نحب .

كيف يمكن ان تحترم من خرج شاهرا اسلحته راغبا بإدخالنا بحروبه المقدسة المملوءة بالدموية الدينية والطائفية , كيف نقبل بمن يسبب الموت لأحبابنا واهلنا ويخرب بلادنا, رغم هذا تم التعامل بكل انسانية مع هذا الموضوع , وتم استخدام الطف واجمل واكثر الردود تحضرا ووعيا في ايقاف ما يحدث , وهو النقد .
فعلى المؤمن ان يحترم ايمانه ولا يدخله في صراعات تسلب حقوق البشر الاخرين , والا فالنقد سيبقى ويستمر باستمرار هذه المهزلة التي تجري الان بسبب الهوس الديني الذي ضرب الغالبية العظمى من الناس في البلدان العربية الاسلامية .

هناك عبارة لطيفة جدا وهي الحد الفاصل والختام فيما اريد ايصاله هنا " أعبد حجراً إن شئتَ، ولكن لا تضربني به " ..

هوامش
كتاب مهزلة العقل البشري, علي الوردي
كتاب التراث والعلمانية , عبد الكريم سروش
أيها المؤمن لماذا تؤمن , كارل ساغان
كتاب القرآن
مركز الاشعاع الاسلامي , للدراسات والبحوث الاسلامية .باب المجيب, من هو الكافر ؟) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من منهم سيدخل الجنة؟
تولام سيرف ( 2013 / 9 / 13 - 17:28 )

السيد مصطفى الصوفي
شكرا على المقال القييم
جميعهم يسيرون على قرآن يدعو الى قتل كل ما هو غير مسلم...ويدْعون بأن مصير غير المسلم هو نار جهنم
الغريب في الامر محمد ذاته قسم المسلمين الى 73 فرقة وواحدة فقط تدخل الجنة
تصور....مسلم يدعو الى قتلك لانك ستدخل نار جهنم وهو نفسه سيدخل نار جهنم لانه ليس من تلك الفرقة

مودتي


2 - مقال رائع
علي ( 2013 / 9 / 13 - 19:09 )
مقال اكثر من رائع استاذ مصطفى , لخصت فيه كل ما يعانيه الانسان العربي والشرقي بسبب الدين المورث و افكاره المدمرة للانسانية .

مع التقدير

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah