الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علموا أولادكم اليهودية والمسيحية والإسلام ... أيا معشر الملحدين!

توماس برنابا

2013 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكون رد فعل الملحدين الذين عانوا من ويلات الإيمان أثناء تدينهم؛ أنهم حينما يتزوجون وينجبون؛ سيجنبون أطفالهم أي شئ يختص بالدين؛ لا مدارس دينية، ولا برامج تثقيف ديني في المساجد والكنائس، ولا سماع برامج دينية في القنوات التلفزيونية... بإختصار يريدون لأبنائهم أن لا يعلموا ولا يتعلموا أي شئ عن الدين ! وهنا الخطأ والخطر الذي وقع فيه الغرب حينما تركوا المسيحية في معظم البلاد الأوربية وربوا أولادهم على اللادينية في غياب الاديان عن الأذهان! هذه الأذهان الان هي في عرضة لهجمات الاسلام الفكرية في أوروبا ... ذلك الاسلام المُحسن والمُعدل خصيصاً ليناسب الاوربيين دون قتل ودون تمييز ... بإختصار دون ما يميزه حقيقةً من شنيع القول والفعل! لذا نجد الكثير من الاوربيين يدخلون الى الإسلام ... لأنهم لم يهيأوا ويستعدوا منذ طفولتهم لخطره الأخاذ على العقول!


فعموماً الملحدون الذين ولدوا في أسرة ملحدة داخل وسط الحادي داخل بلد يشجع على الالحاد... دون دراسة لأي دين!!! هؤلاء يكونون في عرضة لرجال الدين المسيحيون والمسلمين خاصة حينما يحاورونهم عن الاله الراعي المحب الرحمن الرحيم...! والملحد في هذا الوسط يكون بحاجة الى راعي محب بديلاً عن أبيه وأمه ( وخاصةً عند موتهما أو إقلاعهما عن رعايته لنضوجه وكبره ليعتمد على نفسه) فحينما يسمع عن وجود كائن خفي يستطيع رعاية الجميع كأب محب بذل الكثير ليتبناه...! يجثو سريعاً حينئذ ليعلن عن قبوله الله ( المسيح في المسيحية إن لم يكن قد درس المسيحية ) ( أو الاله الاسلامي والرسول محمد إن كان المجتمع قد نبذ المسيحية عن دراسة ) !!! والمجتمعات الاوربية حالياً هم في خطر من الجماعات الجهادية الاسلامية التي تحاول نشر الاسلام في بلاد نبذت المسيحية من قرون ويقدمون حلاً أفضل للأيمان بالله... دون أن يعرف هؤلاء الاجانب أي شئ عن الاسلام سوى الجوانب المضيئة ولا يعلمون أو يُعلمهم أحد عن الجوانب المرعبة لعدم ترجمتها للغاتهم !!!


ولكي أوضح لك الأمر يجب أن تعلم عزيزي الملحد/ اللاديني ويا عزيزتي الملحدة/اللادينية أن الدين في علاقته بالعقل البشري يشبه الفيروس في علاقته بجسم الانسان! ولقد علمنا الطب أن الوقاية خير من العلاج؛ بمعنى أنك يُفترض أنك لا تنتظر أن تمرض حتى تعالج نفسك، بل يمكنك تجنب مسببات المرض منذ البداية حتى لا تمرض. ومن هنا ظهرت الحاجة الى الأمصال Serums و اللقاحات Vaccines لوقاية البشر من خطر الفيروسات المميتة!


المصل Serum هو اجسام مضادة مجهزة مسبقا فى جسم حيوان وتم استخلاصها وتنقيتها لتحقن هذه الأجسام المضادة فى جسم إنسان لتحمى الانسان فورا من اصابة بفيروس او بكتريا مثل فيروس داء الكلب و لدغة العقرب والثعبان و سم بكتريا التيتنوس وغيرها. اما اللقاح Vaccine فهو حقن الانسان بالميكروب ذاتة ( بكتريا أو فيروس ) او جزئ منه فى صورة ضعيفة او مقتول لكى يحفز جهاز مناعة هذا الشخص من تكوين اجسام مضادة لهذا الميكروب ويستغرق جسم الانسان اسبوعين تقريبا لتكوين هذة الاجسام المضادة وفى بعض التطعيمات يحتاج الى عدة جرعات على أزمنة متباعدة لكى يتمكن جسم الانسان من تكوين الاجسام المضادة لمقاومة هذا الميكروب لاحقا عند دخولة جسم الانسان.

ولإستنباط وإستخلاص الدروس المفيدة من هذه المعلومات الطبية مع قناعتنا التامة بأن الاديان عملها فيروسي في العقل البشري، فلا يجب أبداً على الملحدين تجنيب الدين عن أولادهم. بل أنه من الضروري تعريضهم للأديان بصورة مخففة على جرعات متباعدة. فيمكننا تعليمهم جميع الأديان كما هي ... نعلمهم الأسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الاديان ... تطبيقاً لنظرية اللقاح! التي تؤكد على إعطاء الفرد نسبة ضعيفة من الفيروس فينشط جهازه المناعي لإنتاج الاجسام المضادة للفيروس! فحينما يكبر الطفل يجد بداخله الاسلحة الوافية الكافية Antibodies التي سترد كيد الأفكار الدينية السامة!

ولا يجب الاكتفاء بهذا الفهم اللقاحي في التعامل مع هذه الفيروسات الفكرية الدينية ؛ بل يجب تفعيل أسلوب المصل أيضاً ألا و هو حقن الفرد بالاجسام المضادة للفيروس (التي سبق تحضيرها( ... وهذا معناه نقل الاجسام المضادة التي كوناها نحن في عقولنا الى أبناؤنا... أي تقديم خبراتنا الشخصية وخبرات أصدقاؤنا عن الاديان والالحاد لهم ولكن في مرحلة المراهقة وليس الطفولة .. وبذلك يجب تخصيص أسلوب اللقاح في الطفولة ... وأسلوب المصل في فترة المراهقة والشباب! ليحكم الأبن بنفسه عن إقتناع مما يجعله قادراً على الرد والصد ومجاوبة الجميع عن سر تماسكه الفكري!

فحذاري أخواني وأخواتي الملحدين والملحدات أن تجنبوا أطفالكم وتعزلوهم عن الفكر الديني ... بالعكس تماماً! فتعريضهم للفكر الديني سيخلق منهم ملحدين أقوياء لن يقوى عليهم أي فيروس فكري أيدولوجي قد تبثه ثعابين وحيات البشر فيما بعد في المستقبل- الذي قد لا نكون معهم فيه!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي