الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعداء الإنسان وأصدقاؤه

هادي بن رمضان

2013 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان خطيب الحي يصيح باعلى صوته: "يجب ان يقام شرع الله .. يجب ان تكون الحاكمية لله وحده .. تقولون لي يجب ان نستشير الشعب اقول لكم مادخل الشعب في تطبيق الشريعة .. من يرفض سنقاتله" ... كان يدعو بكلامه إلى قتال الشعب .. إلى قتال كل المعارضين والمخالفين لشريعته المذهبية الممزوجة باقبح اشكال الفاشية وكل أكاذيب ورغبات الإمبراطوريات القديمة وفقهائها المتاجرين بكلام إله محمد ..

كان هذا الداعية السلفي يتضرع إلى الله أن يدمر كل الكافرين واليساريين والشيوعيين والعلمانيين والشيعة والمعتزلة وحتى الأشاعرة .. كان يصب في دعائه كل احقاده المذهبية بلا اي شكل من اشكال الرحمة على كل الناس .. كان يطالب بتطبيق حد قطع يد السارق حتى ولو كانت البلاد تحت اطول واقسى المجاعات والجفاف, يكاد يتقيأ بلعومه صائحا مشككا نافيا لحديث عمر انه ألغى هذا الحد في عام المجاعة . إن أمثال هذا الداعية يرون أن حدود الله جائت لحماية الإله لا لرعاية حقوق الناس .. أمثاله ماتت في قلوبهم الإنسانية بتحولهم إلى وحوش والات تخال نفسها حامية للإله .. لقد مرت امام ناظري صور المذابح والمجازر التي ارتكبها اولئك المبشورن بالالهة و المدافعون عنها ...

إن أقسى القساة هم اولئك الذين يقفون في صف الالهة والمذاهب والتعاليم مهما كانت غبية و وحشية .. إن المتعصبين إلى الالهة والمذاهب والتعاليم كانوا اقسى الطغاة والجبابرة الذين داسوا على كرامة وحرية الانسان .. أقسى القساة هم اولئك الذين يقفون في صف الالهة والمذاهب والتعاليم مهما تعارضت مع اخلاقهم وضميرهم بل انهم يجعلون قسوة الالهة والمذاهب والتعاليم أخلاقهم وضمائرهم التي تحولهم إلى الات قتل عديمة الرحمة تقودهم في حروب ضد الإنسان .. إن أقسى القساة هم الذين قادوا جيوشهم تدوس على كرامة وحرية الشعوب مبشرين بالإله او المذهب او التعاليم .. وهل تحتاج الالهة والمذاهب والتعاليم الصادقة إلى جيوش وسيوف !! إنه هؤلاء هم أعداء الإنسان فاحذرهم .

إن الالهة والمذاهب والتعاليم الصادقة العادلة والرحيمة هي التي تقبل بها الشعوب دون اي مقاومة مسلحة أو التي تقبل بها الشعوب ويعارضها النظام الظالم القائم على تلك الشعوب فتقاتل هذه الالهة والمذاهب والتعاليم الرحيمة بجنودها ذلك النظام او الطاغية لا ان تقاتل الشعوب وتحول ابنائها إلى عبيد وبناتها إلى جواري في قصور الإمبراطور وتقتل كل مثقفيها ونخبتها .. إن أرحم الرحماء هم الذين يتعصبون ويقاتلون فقط من أجل الإنسان لا من اجل الالهة او المذاهب او التعاليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد