الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة في تاريخ و جذور العرب

موريس رمسيس

2013 / 9 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هل العرب امة واحدة؟ .. هل العرب هم ، قومية واحدة و عرقية واحدة؟ .. هل اللغة العربية لغة العرب؟
لأسف لا يوجد أي إجابات علمية على الأسئلة السابقة ، باستثناء منطقة اليمن فليس هناك أي شواهد أثرية أو تاريخية وثائقية لتواجد شبه حضارة ما في منطقة الجزيرة العربية على مدى تاريخها قبل و بعد الإسلام ، كما انه لا يوجد أي كتابات منقولة عن حضارات آخري في تلك المنطقة عما يسمى اليوم بـ"العرب" و يعتمد المؤرخون المسلمون على إثبات نظرية محددة النتيجة مسبقا و فرضها على الواقع الحالي بأسلوب القهر و الإجبار الفكري اللا منطقي على شعوب المنطقة متبعين نفس الثقافة .. كذبة يتم تكرارها و يجب تصديقها كما هي تحت التهديد و الوعيد .. فكر ثقافي إقصائي متوارث

لا تخلو بلد في أوربا من روسيا شرقا إلى اسبانيا غربا من تواجد أقوام "الغجر" (روما / سندى / جيتان / جلواز / جيبسى / سيجونا / ..... ) يعيشون على أرضها .. هؤلاء "الغجر" لا يشكلون قومية أو امة واحدة من نفس الأصل و الجذر .. منهم الأشقر الذي يعيش في الشمال و الغامق اللون في الجنوب .و يختلفون أيضا في الشكل العام لكنهم فى جميع الأحوال يمتلكون نفس الثقافة و أسلوب المعيشة
يعيش "الغجر" في كانتونات شبه عشائرية منغلقين على أنفسهم و يتحدثون بلغة أصحاب البلد الأصليين و هم لا يعملون فى الغالب و لا ينتجون و يعيشون على هامش المجتمعات الحاضنة لهم معتمدين على الاستجداء و غيره و لهم أيضا بعض الأفعال السلبية وسط تلك المجتمعات و لا يتأثروا كثيرا بالثقافات المحيطة بهم على الرغم من انتمائهم إلى المسيحية عقائديا و كما أن المال أو الثروة لا يؤثر كثير على ثقافتهم و طريقة حياتهم
أختلف العلماء في الغرب في تحديد هوية و أصول "الغجر" و أرجعوا ذلك نظريا إلى الهجرات التاريخية القادمة من منطقة الهند إلى أوربا من مئات السنوات و يعود هذا الاختلاف إلى عدم وجود شواهد و أدله مادية تاريخية يمكن الرجوع إليها

أنا أعتقد .. وجود تشابه كبير بين حالتي "الغجر" في أوربا و "البدو" العرب في بلاد الجنوب و المشرق" و يتجلى هذا التشابه في كلتا الحالتين فى عدم الرغبة في الزراعة و العمل و الإنتاج لديهما و لا توجد عندهما الرغبة في الاندماج أو الذوبان في المجتمعات الحاضنة لهما .. لا تختلف ثقافة و طريقة حياة العشائر البدوية في السعودية و في الشرق و العراق و الشام عنها في مصر و دول شمال إفريقيا و دول جنوب الصحراء
يعتبر هؤلاء جميعا كون "الثقافة البدوية" جزء لا يتجزأ عن الدين .. فيتم "بدونة" الدين الإسلامي و تطويعه ليتماشى مع ثقافتهم المتوارثة
أنا أعتقد أيضا بأن الخلاف الوحيد بينهما .. كون الغجر" هاجروا إلى بلاد أوربا مسالمين بحثا عن الخبز و الحياة الأيسر ، أم "البدو العرب" فهاجروا إلى بلاد المشرق غازيين لها بحثين عن السبايا و النساء و المال و الثروات و لازالت أيدي أبنائهم ملطخة بدماء أصحاب الأوطان الحقيقيين

كلتاا (الغجر/ العرب البدو) يستغلان المال و الثروة المتوافر لديهما في تقوية و المحافظة و ترسيخ الثقافة الخاصة بهما رافضين أي تطوير و تحديث .. كلتاهما يتشاركان في عدم الولاء لأراض و لأوطان التي يعيشون عليها و في عدم الولاء و الانتماء إلى المجتمعات الحاضنة لهما ولاءهم الأول دائما إلى الأهل و العشيرة!

كانت اللغة الآرامية (السريانية) السامية ، لغة جميع دول الشرق لعدة قرون قبل الميلاد و يقول المتحدثون بها حتى الآن (الأشوريون و السريان) ، أن لغتهم تمثل على الأقل (80%) من اللغة العربية المحاكة حاليا و أن الحرف الآرامي الغير منقط قد استخدم في كتابة أقدم النصوص القرآنية المتواجدة حاليا في عدة دول (اسطنبول /القاهرة / بخارى) التي لا يستطيع قرأتها و فهمها على صححيها غيرهم و يعتبرون اللغة العربية الحالية عبارة عن أحدى اللهجات الآرامية لتلك اللغة السامية

لم يتم ذكر كلمة "العرب" في التراث الإنساني القديم غير مرة واحدة في الإنجيل ، عندما تم ذكر أسماء الأقوام الأجناس اللذين تجمعوا في "يوم الخمسين الشهير" بعد "الصلب" لأخذ بركة حاول الروح القدس و كان من ضمن تلك الأجناس "عرب" و لا يُعرف من هم هؤلاء .. هل هم البدو الرحل في منطقة شرق و جنوب الأردن و شمال الجزيرة العربية الحالية

كلمة "أربا" الآرامية تعنى "الغنم" و منها تم اشتقاق كلمة "عربيا" أو "عربايا" و التي تعنى "راعى الغنم" و هي تعتبر الكلمة الأقرب إلى الكلمة المتداولة الآن "العرب" .. قد قسم المؤرخون المسلمين أصول العرب الحاليين في الجزيرة العربية و الدول المحيطة إلى ثلاث أقوام أو أنواع
العرب البائدة
العرب العاربة
العرب المستعربة

« العرب البائدة
هم أقوام "ثمود" (تمود) و "عاد" و قد تم ذكرهما في القرآن و على لسان بعض شعراء الجاهلية مثل "أمية ابن أبى الصلد" و غيره .. هل سكنوا الجزيرة العربية .. لا يعرف عنهما شيء .. أين و متى سكنوا؟ .. قوم "مالق" أو (العماليق) التي تم ذكرها في "العهد القديم" وقد سكنوا منطقة صحراء النقب .. وجدت بعض الكتابات الأشورية القديمة التى تتحدث عن قبائل "بدوية" متنقلة في منطقة شمال الجزيرة العربية الحالية من غرب الفرات إلى البحر الأحمر و نزولا جنوبا إلى اليمن و قد أطلق عليهم "تمودو"

يعتبر المؤرخون المسلمون هؤلاء العرب "البائدة" قد اندثروا و لا علاقة أو امتداد لهم مع العرب الحالين لعدم معرفة أي شيء عن تاريخهم و أصولهم و أماكن تواجدهم ، كما يتم تفادى القليل الذي قيل عنهم و هم بالتالي قد أغلقوا الباب على محاولات البحث و التنقيب عن أصول تلك الأقوام المدعوة "بائدة" .. أنا أرى أن هناك اعوجاج كبير في المنطق و الأمانة العلمية عند البحث التاريخي!

« العرب العاربة
سفر التكوين(10) .. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.(24) وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.(25) يَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ (26)

يستغل المؤرخون المسلمون "آيات التوراة" لإثبات نظرية تواجد "عرب العاربة" و كونها آتت من "عابر" و قبيلة "قحطان" تعتبر هى "يقطان" و من ثما "حضرموت " الشهيرة حاليا
أعتبر المؤرخون "اليمن" هي الموطن الأصلي "لعرب العاربة" اللذين يميلون إلى الاستقرار و العمل في الزراعة و أقامة الممالك قبل هجرة البعض فيما بعد إلى الشمال .. يَدَعُون بكون "القحطانية" تنقسم إلى قبائل "ربيعة" و "حمير" و منهما خرجت أشهر قبائلهم .. /مالك / قضاعة/ كلب /جهينه / كندة / الأوس / الخزرج / حاشد / قيس / تميم / طائي / ......(*)

لم يجد المؤرخون المسلمون شيء يستدلوا بيه غير تلك الآيات القليلة في التوراة لإثبات فكرة تواجد "عرب العاربة" في التاريخ و انأ أتساءل .. لماذا لم يتم ذكر كلمة "العرب" غير مرة واحدة بشكل عابر في الكتاب المقدس مقارنة بباقية الأجناس التي كانت متواجدة في المنطقة.

« العرب المستعربة
كما يقال هم العرب "العدنانية" اللذين يميلون إلى الترحال و عدم الاستقرار و البداوة و يرجع المؤرخون منشئهم إلى "فالج" الابن الثاني "لعابر" كما تقول التوراة في سفر الخروج فى أصحاح (10) و إلى "مدين" في أصحاح (25) و أشهر قبائلهم .. كنانة/ هوزان / اسد / ربيعة / سليم / خزاعة / تميم / شيبان / قريش / تغلب / بكر / وائل / ..... (*)

« الخلاصة:
الأصول المؤرخة لعرب عموما تعتمد على افتراضات نظرية بلا أدله مادية و وثائقية و جميعها لا تعدوا عن كونها افتراضات "عاطفية" و "سياسية" و "دينية" قد رأى البعض أنها تساعد في تجميل ما يسمى "العروبة" و "الإسلام" و بالتالي اختلاق "قومية" ليس وجود حقيقي في التاريخ القديم المكتوب مثل باقية الأقوام و الأجناس في المنطقة

محاولات البعض على مدى التاريخ الإسلامي إلصاق كلمات "الشرف و الأصالة و السيادة" لتلك القبائل و العشائر المدعوة عربية واضحة لأي باحث و دارس و أرى أن أصول تلك القبائل تختلف عرقيا و تتعدد
باختلاف القبائل ذاتها

لم يستطع كاتب القرآن أن يذكر لنا شيء مفصل عن أصول العرب و قبائلهم و عن سبب اختلاف لهجاتهم و ألسنتهم التي هي في حقيقة الأمر عبارة عن لهجات آرامية مختلفة قد أطلق عليها فيما بعد "لغة عربية"

لماذا أضطر رسول العرب و الإسلام " محمد" في أحاديثه (البخاري) أن يوبخ و أمراً أتباعه في حالة التباهي و التفاخر والتعصب إلى الأهل و العشيرة بأن يتم سب و تشم الفاعل و توصيفه "بعضاض بذر أمه و ماص هن أبيه" و هذا لكونه يعلم جيدا أن القبائل و العشائر يشابهون مثل "الأعداء الأخوة"

ليس هناك ما قد يسمى "امة عربية" أو "قومية عربية" في التاريخ القديم ، فقد أراد "محمد" أن يوحد تلك الأقوام المختلفة عرقيا و لهجة تحت راية واحدة "الإسلام" و أراد بذلك التشبه باليهود كقومية عرقية و دينية واحدة في نفس الوقت (حقد نفسي قبلي شهير)

أراد المؤرخون المسلمون أن يؤرخوا لمقولة واهية كون " العرب ساميين من أبناء إسماعيل ابن إبراهيم" فلم يجدوا أي شيء مادي محترم في التاريخ يتشبثوا بيه غير كلمات التوراة التي يعتبرونها في نفس الوقت محرفة

أنها العملة البائدة و المنهارة دائما ذات الوجهين القبيحين التي يتم فرضها على الشعوب بالقهر و بالقوة لتعامل بها و إحدى أوجها البداوة و القومية العربية و الوجه الأخر الإسلام و شريعته الإسلامية!

مع شكري و محبتي

« ملحوظة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) خرائط توزيع القبائل في الجزيرة العربية شجرة / العرب العاربة / العرب المستعربة/
http://algenena.blogspot.de/p/blog-page_15.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتقدير
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 16 - 18:22 )
شكرا جزيلا استاذ موريس على افادتنا بهذه المعلومات التاريخية القيّمة علما بأن كلمة (أربا) التي تعني الغنم في السريانية لا تزال مستعملة لحد الآن للناطقين بالسريانية ، تحياتنا


2 - تحية عاطرة استاد موريس ومقال تاريخي راءع جدا جدا
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 9 / 16 - 19:05 )
تحية عاطرة استاد موريس ومقال تاريخي راءع جدا جدا فانت فعلا كتبت اليوم حقاءق صحيحة عن العرب وكشفت لنا سبب كرههم لبعضهم البعض وكرههم للآخر من الدول المستعمرة كالاقباط في مصر و الامازيغ في شمال افريقيا رغم انهم كرموهم و احتضنوهم في بلدانهم ( مصر لبنان سوريا العراق ليبيا تونس الجزاءر المغرب موريطانيا ) كل الدول المدكورة ليست عربية و لكن بعد الغزو اصبحت تسمى عربية رغم ان كل الدلاءل والتراث تثبت عكس دلك واليوم بعد البحث هاد تاكدت ويقينا بان البلدان المدكورة سترجع لاصلها يوما وتعيش حياتها العادية كما كان اجدادهم الاولين ( أقباط أمازيغ اكراد آشوريين فينيقيين كنعانيين ) المهم ترجع الاراضي لاهلها ويرفع البدو ايديهم عن حضارات الغير تحياتي


3 - يتبع .. ملحوظة
موريس رمسيس ( 2013 / 9 / 16 - 19:18 )
قد استخلصت الدراسة من عدة مصادر ، لكنني اريد اختص بذكر محاضرة سمعية قد استمعت إليها على النت من قبل الأستاذ -الأخطل- و هو أسم حركي و كل ما أعرف عنه .. كونه عراقي .. و أعتقد شخصيا من أسلوب كلامه بكونه .. دكتور في التاريخ القديم .. لذا اوجه الشكر له و أعتذر عن عدم ذكر اسمه في المقالة لعدم وجود موقع خاص به يمكن الرجوع اليه ... شكري و محبتي


4 - مسألة التوثيق
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 16 - 21:44 )
الكاتب موريس رمسيس -ان كان هذا هو اسمه الحقيقي-؟
يقدم نفسه كمصري مهنته دكتور مهندس ومستشار المشروعات الفنية والهندسية
التوجه السياسي علماني ليبرالي مستقل
اهتماماته أدبية التاريخ الفلسفة الاجتماع العقائد الشعر الجاهلي
فالتاريخ ليس تخصصه وأي تاريخ يتحدث عنه بالذات؟
في التسلسل3 في ملحوظة يقول
وقد استخلصت الدراسة من عدة مصادر-دون أن يذكرها-ولمني أريد اختص بذكر محاضرة سمعية قد استمعت اليها على النت من قبل الأستاذ -الأخطل- وهو اسم حركي وكل ماأعرفه هنه أنه عراقي وأعتقدشخصيا من أسلوب كلامه بكونه دكتور في التاريخ القديم لذا أوجه الشكر له وأعتذر عن ذكر اسمه في المقالة لعدم وجود موقع خاص به يمكن الرجوع اليه
ماهذا؟ أية مصداقية في الاعتماد على مجهول؟؟؟؟؟
بالرجوع الى مقالات المدعو موريس رمسيس في هذا الموقع وغيره نستغرب كونه علماني ليبيرالي؟؟
أنا أرى عن ثوثيق أنك أقرب الى واعظ مسيحي متخصص فقط في الهجوم على الاسلام والعرب يبث مشاعر العنصرية والكراهية والطائفية
لماذا الاقتصار على الشعر الجاهلي في القرن21 ؟من التفاهة مناقشة مضمون المقال
اذ مابني على باطل فهو باطل


5 - تصحيح خطأ
موريس رمسيس ( 2013 / 9 / 17 - 14:40 )
أعتذر عن الخطأ الغير مقصود ... سفر - التكوين - بدلا عن سفر - الخروج
...تكون الجملة هكذا
كما تقول التوراة في سفر التكوين فى أصحاح (10) و إلى -مدين- في أصحاح (25) و أشهر قبائلهم ... شكري و محبتي


6 - فضائــــــــــــــح اللغة
كنعان شماس ( 2013 / 9 / 17 - 14:40 )
للدكتور جمشــــــــيد ابراهيم مقالات لغوية علمية قصيرة قاصفة في اصول الكلمات والاسماء هنا في الحوار المتمدن منها مثلا عراق دمشق بيروت طرابلس فلسطين بغداد وحتى الفلوجة لانصيب للغة العربية فيها فكيف صارت عربية يذكرني بكذبة لغة اهل الجنة عربي لكن حتى الجنة ليست عربية وماذا عن جبرائيل وميكائيل ورطة جنة وعرب واسماء لاعلاقة لها بلغة العرب تحية ياموريس

اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ