الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخلاق ومقامات النفس

عباس ساجت الغزي

2013 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاخلاق ومقامات النفس
تعتبر الاخلاق من اهم المفاهيم الانسانية لنشأة العقل البشري الذي ميز بني البشر عن باقي المخلوقات الاخرى , وقد اكد الاسلام في منهجه القويم على هذه الصفة البشرية الملازمة للمنجيات من غير الزمان حيث قال تعالى ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا , فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا , قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا , وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) وهي اشارة واضحة على اهمية الاخلاق في مسيرة الانسان واختيار النفس بين الفلاح او الخيبة والخسران في الدنيا والاخرة .
وكان ذلك واضحاً وجلياً في قول الرسول (ص) حين قال (إنّما بُعُثتُ لأتمم مكارَم الأخلاق ) ومن هنا يمكن الوصول الى حقيقة مهمة عن طبيعة تعامل الانسان مع نفسه وقدرته على تنمية النفس وان يختار لها طريق الكمال من خلال الجد في طلب الاخلاق الحسنة والتي تعتبر منهج القرآن والرسالة الاسلامية , وكمال قال الشاعر احمد شوقي ( وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بقيت ..... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) واعلم ان افضل ما يوضع في الميزان حُسن الخلق .
اما النفس فهي همّة الروح في الجسد ويراد بها جهاد الانسان في اختيار النجدين بين حب الدنيا ومطامعها الفانية بزوال الجسد الهرم والفوز بالآخرة التي هي دار القرار , وللنفس مقامات تعرف بالمقامات السبعة بين العرفاء وهي ( النفس , العقل , القلب , الروح , السّر , الخفي , الاخفى ) واذا تحققت تلك المقامات والمراتب في انسان زهد وعزَف عن حب الدنيا ورأى اهل الجنة يتنعمون في ظلالها ويشيرون اليه ان اقدم فما تبقى سوى خطوات وان الطريق امامك قويم .
ومن كل ذلك تيقنت ان الصراع مع النفس البشرية والجهاد في كبح جماحها هو انتصار لي على قواي الظاهرية وانقيادي لله ( الخالق ) ( المصور ) والائتمار بأوامره سبحانه وتعالى والتي كانت سبب خلقي بدلالة قول النبي محمد (ص) " أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل . ثم قال له : أدبر فأدبر . ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك : بك آخذ وبك أعطي -;- وبك أثيب وبك أعاقب ) , وهذا ما عودت عليه نفسي حين البلوغ المعنوي والرشد الباطني بالاستحكام بالملكات والاخلاق الباطنية حتى اواري عيوبي في صراعاتي النفسية بين ما هو صائب ومشين لأخرج بمحصلة انقذ بها نفسي من غضب الله ونظرة المستهزئين الذين يرقبون تحركاتي ليشيروا أليَّ بتلك الصفات .
وما اراه من محدودية الدنيا وانقطاعها وخلطها الالم بالتعب والمشقة على بني البشر يجعلني اختار الحياة الاخرة الدائمة الباقية , واعيش في الاولى من اجل حصاد ثمار الاخرة لعلمي بانهما ضرتان كلما اقتربت من احداهما ابتعدت عن الاخرى ودليلي في ذلك قوله تعالى ( ما جعل الله لِرَجُلٍ من قلبينِ في جوفهِ ) .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran