الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة

إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ

2013 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا والله، لم يكن الأمر غريباً.
كان طبيعيا.
وأنا عن نفسي اندهشت من ردة فعلي. كنت أظن أني سأتلعثم أو اتجلجل.
لم يحدث ذلك.
وقفت هادئة أمام الرحمن، اشكره على كل نعمه، أدعوه أن يتقبل صلاتي، ثم أميت الصلاة، صلاة مختلطة، بجمع صغير من رجال ونساء، وشعري سافر. يتنفس.
وسيقولون كفرت من جديد.
وسأرد، وهل الصلاة كفرٌ يامن تطعنون؟
أما كوني امرأة أمت صلاة مختلطة، وانا بشعري يتنفس، فلا أظنه يجرح إيماني، أو إيمان من تبعني من الرجال والنساء.
في النهاية، هو الرحمن من نصلي له. لا رجل ذكر، يخاف من شعر امرأة.
لكن دعيني عزيزتي القارئة، دعني عزيزي القارئ، اقص عليكما القصة من البداية
-----
جاءتني الدعوة من مؤسسة مبادرة "المسجد للجميع".
كنت قد كتبت عن هذه المبادرة في مقال "مسجد شامل، مسجد بدون تمييز" (الوصلة أدناه).
مبادرة تسعى إلى تأسيس مسجد يقبل الإنسان كما هو. مسجد للجميع.
يحترم الإنسان، وأدميته. يتسع للرجل والمرأة معاً. يصليان معاً. جنباً إلى جنب. يقبل بالمرأة وهي تؤم الصلاة، تماماً كالرجل، يصليان معاً، امام الرحمن، متساويان في الكرامة والحقوق.
كانت مؤسسة المبادرة تعرف أني قادمة إلى لندن من جديد. كنت أعد لزيارة بحثية ثانية من أجل جمع معطيات كتابي الجديد عن محاكم الشريعة في بريطانيا.
سألتني ونحن نتحدث عما إذا كان يمكنني أن القى محاضرة عن الإسلام الإنساني، الذي كتبت عنه بالعربية ثم نشر في كتاب بالألمانية.
تقبلت الدعوة ممتنة.
ثم بعد فترة، أرسلت لي رسالة تسألني، هل أرغب في أن أؤم صلاة مختلطة قبل بدء المحاضرة.
رددت عليها قائلة: "سيكون لي الشرف، لكني اصلى دون غطاء للرأس، ولا أدري إذا كان ذلك سيسبب مشكلة".
ردها جعلني أقتنع من جديد بأهمية مبادرتها. قالت: "نحن نقبل بالشخص كما هو. بغطاء رأس او بدونه".
ابتسمت.
وكنت ممتنة.
-----
قبل أن أؤم الصلاة، حذرت الحاضرين والحاضرات.
لم أشأ أن اخدعهم/ن.
قلت لهم وهن أني اصلي سافرة، دون غطاء للشعر، وأني احترم قرار من لا يرغب في أن يتبعني. وكما توقعت، تردد الكثيرون.
تبعني خمسة.
ثلاث رجال وامرأتين.
كانوا خمسة. لكن التغيير يبدأ هكذا. بقلة تتحول مع الأيام إلى كثرة. تذكروا ثم تذكرن كيف تمكنت المرأة من أن تصبح قسيسة في الكنيسة البروتستانتية. كيف كان الأمر صعباً كالحفر في الصخر بالأظافر. لكنه حدث. واليوم لم يعد الأمر يستحق الكثير من التفكير. الكنيسة الكاثوليكية لا زالت تصر على الرفض. لكنها مسألة وقت قبل أن تتغير هي الأخرى.
نفس الجدل يحدث ايضا في الديانة اليهودية الكريمة. وهناك اليوم معابد يهودية ليبرالية يصلي فيها الرجل والمرأة معاً دون حرج.
والأمر كذلك بالنسبة لنا.
فكما كانت صلاة المرأة مع الرجل في المعبد الهندوسي غير مقبولة قبل أكثر من نصف قرن، ثم اصبحا يصليان معاً دون حرج، سيكون الأمر كذلك بالنسبة لنا.
المسألة مسألة وقت لا غير.
-----
كانوا خمسة.
وكنت ممتنة لهم وهن جميعاً.
لم أشعر أني ارتكب جريمة وأنا أؤم الصلاة.
امرأة أنا. والله خالقي. ما الذي يجرح في كياني كي يجعل من فكرة أمامة المرأة للصلاة "جريمة" تستحق "التكفير"؟
كون ان ما يحدث أمر جديد، لم نعتد عليه، أمرٌ أفهمه. لكنه ليس جريمة. ليس كفراً.
وشعري لا يجرح صلاتي. لو كان كذلك، لجرح صلاة الرجل. اليس كذلك؟
كوني أطلق شعري دون غطاء، يتنفس حراً كالإنسان، لا يجرح إيماني أو خشوعي للرحمن وأنا اسجد له.
في الواقع، عندما نصل إلى مرحلة نساوي بها بين الإيمان بالرحمن وغطاء للشعر، سيكون علينا أن نتساءل عما إذا كانت المسألة تتعلق فعلاً بالأيمان بالله، أو بعادات وتقاليد حولت الدين إلى "كتلة من طقوس" نؤديها دون أن نتدبر فيها.
الله، الإيمان به، لا علاقة له بالموضوع.
-----
والغريب أني لم أتلعثم. لم أتجلجل. بل كان الأمر طبيعيا.
كنت أشعر كما لو كنت افعل ذلك كل يوم جمعة.
كان الأمر طبيعيا.
وكنت هادئة أنظر إلى السماء من الحديقة العامة التي صلينا فيها.
اشكر الرحمن. أدعوه أن يبارك مسجدنا.
مسجد للجميع.
مسجد بدون تمييز.


وصلة الموضوع في الحوار المتمدن، مصر المدنية، والفضول:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=364187
http://alfudhool.net/news/819/
http://civicegypt.org/?p=41586








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسب اله الاسلام
اشور عمانوئيل ( 2013 / 9 / 17 - 19:10 )
لا يهم صليت او اميت فانت في نظر اله المسلمين ستبقين ناقصة عقل ودين وانت من جنس النساء الذين يرى اله الاسلام ونبيه اشرف الخلق انكن اكثر ساكني جهنمه


2 - شكوك
عمران ملوحي ( 2013 / 9 / 18 - 01:56 )
أشك في أنك تستطيعين الدخول إلى أي جامع في العالم العربي، أو العالم الإسلامي، كباكستان وأندونيسيا، أو الشيشان... وأنت حاسرة الرأس... والأفدح أن تتخذي لك موضعاً في صفوف المصلّين... هذه أضغاث أحلام... وحتى في الجامع الأموي في دمشق لا يمكنك الدخول، كسائحة، أو زائرة إلى حرم الجامع من دون تلفعك بعباءة سوداء، تُعتـِّم على كل طموحاتك السريالية..
نحتاج إلى عشرة قرون كي نتقبل صلاة المسيحي والمسيحية، جنباً إلى جنب، من دون أفكار شيطانية تفصل بين الرجل وزوجته، أو ابنته، أو أخته، في الصلاة!..
أفكارك نيّرة، لكنها طوباوية... هذا لا يعني أني أشكك في نواياك الطيبة...


3 - صلاة صحيحه
طلعت خيري ( 2013 / 9 / 18 - 17:03 )
تحيه طيبه
الصلاة لا علاقة لها بالحجاب
.. لان الدين الاسلامي قائم على الصالحات قال الله .. {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ... ثم للصلاة قاعده ثابته .. من خالفها لاصلاة له ..فالحجاب ليس من شروط الصلاة .. لان القاعده تقول ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر بمعنى اذا العبد لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر لن تزده عن الله الا بعدا .. قال الله

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45


4 - التغابي و الماكياج لا ينفع
حمدي بن جبالي ( 2013 / 9 / 19 - 07:29 )
انك تضحكين على نفسك، هذا الإله الذي تصلين له رجولي، كيف تصدقين ان إلهك ساوى بينك و بين الرجل لماذا لم يفرض على الرجل ان يتغطى بالحجاب و فرضه على المرأة ؟ هل كل هؤلاء الشيوخ لا يعرفون ما فرضه الله و انت الوحيدة التي عرفتي ما يريده الله؟ لماذا لم يعطك الحق بالزواج بأربع و لماذا حرم عليك الزواج من كتابي و حلل للرجل الزواج من الكتابية لماذا لم يسمح لك بالتمتع بما ملكت إيمانك من الكفار الذين تغنمينهم في غزواتكم، هذا ما عدا مسائل الميراث و الشهادة في المحكمة - أصلا أنك تخالفين بعملك ما أوصاه إلهك لك انت كإمرأة ان تلزم دارها - قرن في بيوتكن- و تحافظ على فرجها و لم يطلب من الرجل المحافظة على عضوه الذكري و أباح له التسري ، التغابي لا يغير من حقيقة الامر و المكياج ليس حلا فقط انه يخفي القبح المستتر


5 - هل النيات الطيبة تغير من واقع الامر
حمدي بن جبالي ( 2013 / 9 / 19 - 07:48 )
أنا استنتج من مقالتك انك الفت كتاب عن الاسلام الإنساني !! هل يوجد إسلام إنساني وإسلام غير إنساني ؟ النيات الطيبة لا تغير من واقع الامر ، الا تعرفين ان الاسلام الإنساني نسخ و لم يعد يعمل به بعد ان تقوى عود المسلمين و بعد نزول آيات القتال و التوبة اصبح إلزاميا على المسلم ان يقعدوا كل مرصد للكفار و ان يقتلونهم حيثما ثقفوهمم!!!هل يمكنك ان تنكري ان إله المسلمين اوصى اتباعه ان يضايقوا اهل الكتاب اذا لقوهم في الطريق و ان يضطروهم الى سلوك أضيقه! !!! هل هذا هو الاسلام الآنساني الذي تتحدثين عنهم و فرض عليهم دفع الجزية و هم صاغرون بمعنى أذلاء


6 - أنت لم تفكري في امامة الصلاة هم اقترحوها
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 7 - 08:23 )

السؤال من هم من هي هذه المؤسسة هل هي من مسلمين ؟
هناك واحدة في أمريكا سبقتك الى ذلك. الأمر مسير من أطراف معروفة
بأي مقياس يمكن أن تؤمي الناس رجالا ونساء في الصلاة؟ هل بالمقياس الشرعي أو اللاشرعي؟ هل تحفظين القران وقرأت الحديث لاأقصد التخصص لأن كثيرا من الأيات والأحاديث لاتبيح لك ذلك
أتعجب ممن تؤم خمسة - ولم تذكري عدد الذكور- ولاتعرف حتى لغة الفقة بل الصرف
فهل تقول أميت بدل أممت لايهم التخصص في اللغة لكن هذا فعل شرعي بمبناه ومعناه
فكيف تجهله من تؤم الناس للصلاة؟
لنعد مقالتها هنا ..كيف خذلني الاسلام ومقال أنا لم أختر الاسلام كي أترك الاسلام.. وغيرهما
فزوووورة هو الشيطان يعظ ؟؟؟

اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran