الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءةٌ في سِفر الوثنية

هشام آدم

2013 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعونا أولًا نبدأ من هذا الحديث النَّبوي الوارد في صحيح البُخاري: (عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان النبي (ص) بارزًا يومًا للناس فأتاه جبريل، فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث) وأبدأ بهذا الحديث الصَّحيح لأنَّ فيه تعريف الرَّسول للإيمان. فإذا ما قارنَّا هذا التعريف النبوي بالآية القرآنية التي تقول: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ)(الشُّورى: 52) فما الذي نفهمه على وجه التَّحديد؟ الله يُخاطب رسوله فيقوله له: إنَّك يا محمَّد لم تكن قبل البعثة تعرف لا القرآن ولا الإيمان، والإيمان كما عرَّفهُ النَّبي نفسُه هو الإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسلُه بالإضافة إلى الإيمان بالبعث. فماذا يُسمى الذي لا يُؤمن بهذه الأشياء مُجتمعةً؟ الاستنباط المبدئي يُوحي بأنَّ الرَّسول كان غير مُؤمنٍ قبل بعثته، ونقيض المُؤمن إنَّما يكونُ المُلحد.

في الحقيقة، لم أجد نفسي مُرتاحًا لهذه النتيجة المنطقية، لأنَّ ثمَّة عددًا من الآثار تدل على عكس ذلك، ولكن دعونا نستدعي آيةً ثانيةً، لإجلاء الصُّورة أكثر، ولنُحاول ربط كُل هذه المُعطياتِ ببعضها لنفهم الأمر على وجهه الأقرب إلى الصِّحة، تقول الآية: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)(سورة الضُّحى: 7) فما المقصود بهذه الآية؟ وقبل الرُّجوع إلى التفاسير دعونا نُراجع قواميس اللغة العربية، ونستفهم عن معنى كلمة (ضَلَّ) لنجد أنَّها تأتي بمعنى ضياع الشَّيء في غير حقِّه، والضَّلال والضَّلالة ضد الهُدى والرَّشاد، وضللتُ الطَّريق أي أضعتُ الطَّريق إذا سرتُ في الطريق الخطأ، فما كانت ضلالة محمدٍ قبل بعثته؟ وماذا يعني أن يكون نبيٌ ضالًا قبل بعثته؟

نقرأ في تفسير الطَّبري قوله في تفسير هذه الآية: (وَقَالَ السُّدِّيّ فِي ذَلِكَ مَا : - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ السُّدِّيّ {وَوَجَدَك ضَالًّا} قَالَ : كَانَ عَلَى أَمْر قَوْمه أَرْبَعِينَ عَامًا) هذه إشارةٌ إلى محمَّدًا كان وثنيًا على دين قومه قبل بعثته. وفي تفسير ابن كثير نقرأ: (وَقَوْله تَعَالَى " وَوَجَدَك ضَالًّا فَهَدَى " كَقَوْلِهِ " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحًا مِنْ أَمْرنَا مَا كُنْت تَدْرِي مَا الْكِتَاب وَلَا الْإِيمَان) يُشير ابن كثير إلى أنَّ هذه الآية تحمل معنى الآية التي أوردناها سابقًا عن عدم إيمان محمدٍ قبل بعثته، ويُضيف بعض التفسيرات الغريبة كقوله بأنَّ محمدًا ضاع وهو صغير في شعاب مكة، ومرَّةً، نقلًا عن البغوي، بأنَّه ضاع من قافلة عمِّه في طريقهما إلى الشَّام، ونلاحظ النفحة الأسطورية في هذه القصة إذ نقرأ: (وَكَانَ رَاكِبًا نَاقَة فِي اللَّيْل فَجَاءَ إِبْلِيس فَعَدَلَ بِهَا عَنْ الطَّرِيق فَجَاءَ جِبْرَائِيل فَنَفَخَ إِبْلِيس نَفْخَة ذَهَبَ مِنْهَا إِلَى الْحَبَشَة ثُمَّ عَدَلَ بِالرَّاحِلَةِ إِلَى الطَّرِيق) ما يجعلنا نستبعد هاتين القصتين لأنهما تأويلات تلفيقية لا يُعتد بهما. وقال بعض المُفسِّرين أنَّها تعني وجدكَ في قومٍ ضالين فهداهم الله بك، ولا أدري إن كان يصح إطلاق وصف (ضال) على شخصٍ، فقط لأنَّه يعيش بين قومٍ ضالين؟ عمومًا دعونا نضع هذه التفسيرات جانبًا الآن، لنعود إليها لاحقًا، مع استصحابنا لها في مُحاولتنا للرد على هذا السُّؤال: (ما كانت ديانة محمَّد وعقيدته قبل الإسلام؟)

لعلَّ من أبرز ما يُمكن أن يُذكر في هذا المقام، حادثة الغرانيق التي تناولتها كُتب التفاسير والسَّير، ومُختصر القصَّة أنَّ الرَّسول كان يقرأ سورة النجم فلمَّا بلغ آخر السُّورة، وهي قوله: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)(سورة النجم: 62) سجد، فسجد معه المُسلمون والمُشركون، وقصة سجود المُشركين وردت في صحيحي البخاري ومُسلم، ولكن أُختلِف في سبب سجود المُشركين. يُنكر أهل الحديث حادثة الغرانيق، وهي أنَّ الرَّسول قال عند قراءته: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فتلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لَتُرتَجَى) ولكن أهل التفسير مُجموعون على أنَّ هذه القصة كانت السَّبب في نزول آية: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(سورة الحج: 52) وفي تفسير الجلالين نقرأ في تفسيره لهذه الآية: (قَدْ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَة النَّجْم بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْش بَعْد: "أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر عِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ : تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى فَفَرِحُوا بِذَلِكَ)(انتهى الاقتباس) وكذلك نقرأ في تفسير الطبري: (ثنا حَجَّاج , عَنْ أَبِي مَعْشَر , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَمُحَمَّد بْن قَيْس قَالَا : جَلَسَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَادٍ مِنْ أَنْدِيَة قُرَيْش كَثِير أَهْله , فَتَمَنَّى يَوْمئِذٍ أَنْ لَا يَأْتِيه مِنَ اللَّه شَيْء فَيَنْفِرُوا عَنْهُ , فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى } فَقَرَأَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى إِذَا بَلَغَ : { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى } أَلْقَى عَلَيْهِ الشَّيْطَان كَلِمَتَيْنِ : " تِلْكَ الْغَرَانِقَة الْعُلَى , وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى " , فَتَكَلَّمَ بِهَا . ثُمَّ مَضَى فَقَرَأَ السُّورَة كُلّهَا , فَسَجَدَ فِي آخِر السُّورَة , وَسَجَدَ الْقَوْم جَمِيعًا مَعَهُ)(انتهى الاقتباس) فمن الواضح أنَّ القصة حدثت فعلًا، ولكن أهل الحديث يُنكرونها جُملةُ وتفصيلًا، وأهل التفسير يذكرون أنَّ الشيطان هو من تكلَّم بلسان محمَّد، وأنَّه لم ينطق بها، وهذا ما عليه جمهور السَّلف كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية(كتاب (منهاج السُنة النبوية في الرَّد على الرَّافضة) المُجلد الثاني، ص243)، وفي ذلك شطط.

أمَّا لماذا أرفض شطط المُفسِّرين، فهذا مردُّه إلى أنَّ الأُمة الإسلامية مُجمعةٌ على حفظ الله للقرآن بقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(سورة الحِجر: 9) والقول بإلقاء الشيطان في القرآن والزيادة عليه يطعن في هذا الحفظ الإلهي، حتى وإن تم نسخه. ونعلم من التراث الإسلامي أنَّ الله شدد الحِراسة على السَّماء قبل بعثة محمَّد، وما ذلك إلَّا حفظًا للوحي قبل نزوله، أفلا يحفظه بعد نزوله؟ أمَّا الأخرى فإنَّ الآية تقول، وتمعنوا في قراءتها جيِّدًا: (إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) فإن نحن صدّقنا أنَّ عبارتي: (تِلْكَ الْغَرَانِقَة الْعُلَى, وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى) نطق بهما الشيطان على لسان محمدٍ أو بصوته، فوفقًا للآية تكون هاتين العبارتين مما تمنى الرَّسول قوله ولم يقله، فالأمر هنا ليس وقفًا على ما قاله الشَّيطان، وإنَّما على ما تمنَّاه الرَّسول، ولإيماني بعدم وجود شياطين فإنَّ ما حدث يُمكن أن أُصنِّفه في خانة زلات اللسان التي تكشف كوامن العقل الباطن، ولكن دعونا نلتزم العقلية الدِّينية ونتظاهر بوجود شياطين فعلًا، فكيف لا يُمكن اعتبار هذه القصة كسرًا لقاعدة الحفظ الإلهي للقرآن؟ وإن قال قائلٌ إنَّ آية حفظ الله للقرآن نزلت بعد قصة الغرانيق فإنَّ السُّؤال الذي يطرح نفسه عندها: (هل ذلك يعني أنَّ القرآن لم يكن محفوظًا قبل هذه الآية؟) من الواضح أنَّ الله تعهد القرآن بالحفظ حتى قبل نزوله منذ البعثة، وآية الحفظ تدل على ذلك، لأنَّه، ببساطةٍ، لم يقل: (من الآن فصاعدًا سوف نحفظ القرآن) بل عمَّم ذلك بالنزول والتنزيل، وهو ما حدث منذ اللحظة الأولى للبعثة.

ومن الغريب أنَّ القرآن كلُّه لم يشهد حادثة إلقاء الشيطان في أُمنية الرَّسول إلَّا في حادثة الغرانيق، فهل لم تكن للرَّسول أُمنياتٌ أخرى بعد تلك الحادثة؟ ولم نسمع بنبي تمنى أُمنيةً فألقى الشَّيطان فيها، هل سمع أحدكم بشيءٍ من هذا، ولو في الإسرائيليات غير الموثوقة؟

حسنًا، لنتجاوز حادثة الغرانيق بكل مدلولاتها، ولنتناول قصةً أخرى وحديثًا آخر، ففي كتاب (الأصنام) يقول المُؤلف في معرض حديثه عن صنم العُزى: (كانت أعظم الأصنام عند قريش. وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح. وقد بلغنا أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ذكرها يوما، فقال: لقد أهديت للعزى شاةً عفراء، وأنا على دين قومي)(كتاب (الأصنام) لابن الكلبي، تحقيق أ. أحمد زكي باشا ص19) وبالطبع فإنَّ أهل الحديث طعنوا في هذا الحديث ورفضوه، ولكن لماذا؟ حِجة هؤلاء أنَّ مؤلف كتاب الأصنام (وهو أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ بنُ مُحَمَّدِ الكَلْبِيِّ) متروك الحديث، فلماذا هو متروك الحديث يا ترى؟ هل هو ليس من الثقات أو من الحُفَّاظ أو من قليلي العلم؟ لقد تركوا حديثه والنقل عنه فقط لأنَّه شيعي، وما لا يُعجبهم من أحاديثه تركوه، وإلَّا فهو ثقة، وعلامة عصره، وهو حُجة في الأنساب ونقل عنه في الأنساب والتاريخ كُثر، منهم ابن حزم والميداني والعسكري والبلاذري والطَّبري والمسعودي وياقوت الحموي وابن الجوزي وابن كثير وابن عبد ربه وابن حجر العسقلاني وابن منظور وآخرون، فهو علامة ولاشك، وحتى علماء السُنة يأخذون عنه لموثوقيته، ولكنهم يتعاملون مع أحاديثه بانتقائية، فيأخذون منه ما يُعجبهم، وما لا يُعجبهم يتركونه بحجة أنَّه شيعي متروك الحديث، ولا أدري كيف يكون علامةً ومتروك الحديث في الوقت ذاته؟ أو كيف يكون ثقةً وغير ثقةٍ في الوقت ذاته؟ عمومًا فهذا يُلقي بظلالٍ من الريبة والشَّك على منهج قبول وتصحيح الأحاديث عن أهل السُّنة.

وعلى أيِّ حال فإنَّ كون محمدًا كان على دين قومه أورده السدي في بعض تفاسيره كما تقدَّم، كما أورده أهل السِّيرة، فقد ذكر ابن إسحاقٍ في سيرته: (عن نافع بن جبير بن مطعم قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على دين قومه، وهو يقف على بعير له بعرفات، من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقاً من الله عز وجل له) ومما يُمكن أن يُذكر هنا للتأييد، ما نجده في كتاب (فتح الباري في شرح صحيح البُخاري) لابن حجر العسقلاني، في كتاب الذبائح والصَّيد، باب ما ذُبح على النُّصُب حديث: (أخبرنا موسى بن عقبة قال أخبرني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذاك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه)(حديث رقم: 5180) والنُصُب هي الأصنام لأنَّها تكون منصوبةً عادةً، وقيل هي حجارة تُنصبُ حول الكعبة للذبح للأصنام، والقصة تذكر أنَّ محمَّدًا (قبل البعثة) كان يأكل لحمًا، ومرَّ عليه رجلٌ اسمه زيد بن عمرو بن نفيل، وهو من الأحناف المُتعبدين بدين إبراهيم، فلم يسجد لصنمٍ قط، فدعاهُ الرَّسول للأكل، فاعتذر زيد بن عمرو بن نفيل، وأوضح أسبابه بأنَّه لا يأكلُ مما يُذبح لغير الله، أو مما لم يُذكر اسم الله عليها، ما يعني أنَّ محمدًا لم يكن يعبد الأصنام فحسب، بل ويذبح لها أيضًا، وهذا مُصادقٌ لحديث الكلبي أنَّ الرسول أهدى للعزى شاةً عفراء.

وتذكر كُتب السِّير أنَّ بعض الأذى الذي تعرَّض له الرَّسولُ كان وهو يُصلي أمام الكعبة، ومن ذلك قصة محاولة أبي الحكم بن هشام قتله، وهو يُصلي، كما أوردتها كُتب السيرة، ونأخذ منها هذا المقطع: (فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته إلى الشام، فكان إذا صلى صلي بين الركن اليماني والحجر الأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل)(سيرة ابن هشام ج1 ص194 وسيرة ابن إسحاق ص236) فإلى من كان يُصلي محمد بالتحديد؟

دعونا نأخذ في عين الاعتبار أنَّ الدَّعوة المكيَّة استمرت في مكة لمدةٍ تقارب الثلاثة عشر عامًا، كانت السَّنوات الثلاث الأولى منها سريَّةً، فنحنُ أمام عشر سنواتٍ من الدَّعوة الجهرية، ونعلم أنَّ الصلاة لم تُفرض إلَّا بعد حادثة الإسراء والمعراج، أي قبل عامٍ ونصف العام من الهجرة. فنحن الآن أمام ثمان سنوات ونصف، تقريبًا، من الدَّعوة الجهرية التي لم تكن فيها الصَّلاة الإسلامية قد فُرضت بعد، ولو قاربنا هذه التواريخ بتاريخ الهجرة الأولى إلى الحبشة، والتي كانت بعد خمس سنواتٍ من البعثة، أي قبل أن تُفرض الصلاة، فسوف نجد من الأحداث التي وقعت في هذه الفترة ما يُؤكد أنَّ الرَّسول كان يُصلي فيها داخل الحرم، فإنَّ السُّؤال يتجدد مرَّةً أخرى: إلى من كان يُصلي؟

كُل هذه القصص والآثار تُؤكد على أنَّ مُحمدًا كان من عُبَّاد الأصنام الوثنيين، فلا يُمكن أن تتوافر هذه الآثار في رجلٍ واحد دون أن تجعلنا نشك، ونتحرى في الأمر مُتمترسين حول عقيدتنا الرَّاسخة بأنَّ الرَّسول لم يسجد لصنم قط مُتجاهلين كل هذه الآثار والأدلة القوية. ولكن ينبثق سؤالٌ آخرٌ من ثنا هذا التتبع التَّاريخي لسيرة محمدٍ قبل البعث: (إذا كان محمدٌ وثنيًا قبل البعثة فلماذا عدل عن ذلك لاحقًا؟)

هنا تجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ محمدًا كان يعبد هُبلًا، وهو الصَّنم الذُّكوري الذي كانت بنو هاشمٍ تعبده، ومن هذا نقرأ في كتاب الأصنام للكلبي آنف الذِّكر، وهو يتحدث عن الصَّنم هُبل: (وعنده ¨أي عند هُبل¨ ضرب عبد المُطلب بالقِدَاح لابنه عبد الله والد النَّبي صلى الله عليه وسلَّم)(ص28) فقد كان هُبل صنم والده وجدِّه وصنم بني هاشمٍ في العموم، ويبدو أنَّ محمدًا في بحثه عن (الهداية) مرَّ بفتراتٍ تقلَّب فيها بين عبادة هُبل والعُزى وربما غيرها من الأصنام، حتى نضج فكره الدِّيني، فرفضها جميعًا وبدأ يسبُّها كرد فعلٍ طبيعي لأرجحته الفكرةِ تلك. ولاشك أنَّ في مرحلة مُتأخرةٍ، وبالتحديد بعد زواجه من خديجة ومعرفته اللصيقة بورقة بن نوفل بدأت تنكشف أمامه عوالم دينية جديدة، تعرَّف فيها على عقيدة رآها أفضل من عبادة الأوثان إلى عبادة الله مُباشرةً، وكانت هذه النقلة الرُّوحانية سر إحساسه بالانتقال من الظُّلمة إلى النُّور، وقد يكون ذلك تفسيرًا جيِّدًا لآية: (ما كنتَ تدري ما الكتاب ولا الإيمان) لأنَّ الوثنية عبادة غير كتابية، فلا كتاب مُقدَّس للوثنيين، ولاشك أنَّ محمدًا انبهر أول الأمر باطلاعه على الكُتب المُقدَّسة، واعتبرها صحوةً فكريةً بالنسبة إليه، وكذلك آية: (ووجدكَ ضالًا فهدى) وهكذا أرى الأمر أقرب للقراءة الموضوعية الصَّحيحة من تلك التلفيقات الماكرة للمُفسرين وأهل الحديث، ويظل الأمر مفتوحًا لمزيدٍ من البحث والدِّراسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مداخلة - 1
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 18 - 06:19 )
المقالة تتضمن تحري دقيق وبأسلوب راقي وذكي في ربط الأحداث واكتشاف الحقيقة ، هناك حنين
واضح يفيض بين فترة وأخرى عند محمد للرجوع الى عبادة الأوثان ، ويظهر هذا الحنين من خلال التوبيخ المستمر من قبل المرشد الروحي له ، فنرى في القصص 88 يقول له المرشد ولا تدع مع الله الها آخر ، وفي الشعراء 213 يهدد المرشد ويقول لمحمد فلا تدعو مع الله الها آخر ستكون من المعذبين ، ويلاحظ ان المنادى له جاء بصيغة المفرد لأن الآية لا تقول فلا تدعون ، وفي القصص 86-87 وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب فلا تكن ظهيرا للكافرين وأدعو الى ربك ولا تكن من المشركين ، وهنا نلاحظ عتاب واضح موجه الى محمد من قبل المرشد عندما كان محمد يخرج عن الطاعة والخطة المرسومة له ، وفي سورة هود 12 فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضايق به صدرك ، وفي الشورى 15 توضح انحراف محمد وعودته الى عبادة الأوثان حيث يقول له المرشد فلذلك فأدعُ واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم ، وفي الأسراء 39 يعيد المرشد تهديده بقوله ولا تجعل مع الله الها آخر فتلقى في جهنم … يتبع لطفا


2 - مداخلة – 2
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 18 - 06:21 )
ومما يؤكد حنين محمد لعبادة الأوثان انه ادخل شعيرة السعي بين الصفا والمروة كركن أساسي من أركان الحج والعمرة رغم ان هذه الأماكن كانت محل لأصنام قريش ، كما ان هناك حوادث كثيرة تدل الى حنين محمد الى عبادة الأوثان ومنها طلبه الى اهالي قريش في وقت صلح الحديبية ليسمحوا لوفد من المسلمين لكي يحجوا للدوران حول اصنام قريش ، ولا ننسى ما قاله لعائشة حين سألته وأنت هل معك قرين شيطان فأجاب محمد نعم وقد اعانني الله عليه فأسلم وهذه الحادثة تظهر بأن محمد قبل ان يعينه الاهه على الشيطان ليسلم كان قد تلقى عشرات الآيات القرآنية من وحي الشياطين حين كان يعبد الأوثان ، تحياتي للجميع


3 - الى شاكر شكور
سناء نعيم ( 2013 / 9 / 18 - 09:31 )
اراك تتهافت على أي مقال ينتقد الاسلام ومؤسسه وتنهال مدحا وثناء على الكاتب حتى وان كان ملحدا كافرا بالاديان كلها لكن التعصب والحقد يحجبان نور الحقيقة ويفقدان الانسان صوابه فيصبح كائنا مسيرا فاقدا للبوصلة تتلاعب به المشاعر السلبية وتتحكم به الامراض والعقد.
اين كان الهك (الحقيقي )عندما كان محمد ينشر دينه باللين تارة وبالعنف احيانا اخرى ؟لماذا لم يتدخل ليمنع محمد من بسط نفوذه وتشويه دينه الحق كما تدعون أي المسيحية؟لماذا سمح لمحمد باكتساح الجزيرة وجوارها ونشر الاسلام على انقاض دينه الحق؟ طبعا لم يستطع لان الغلبة للقوة وليست لإله ضعيف ترك ابنه المزعوم يصلب وينكل به ثم يخرج علينا متعصبو العقيدة الفاسدة ليشتموا الاسلام بأقدح الكلام فمن كان بيته من زجاج لايرمي الناس بالحصى.


4 - الى الست سناء نعيم المحترمة
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 18 - 16:09 )
عن اذن الأستاذ هشام ، اسلوب جر القراء للأنشغال في سجال جانبي لا يمت بصله لموضوع المقالة يستعمله غالبا الأسلاميون الذين يتصرفون كرجال في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعتبرون انفسهم كشرطة الأنترنت تراقب التعليقات ، وكما قال عمر بن عبد العزيز (رحم الله إمرىء عرف قدر نفسه) هكذا نريدك ان تكوني حيادية لأن حياديتك تسقطت عندما تنتقدين جهة وتتركين جهة اخرى تسب في معتقدات الآخرين ككتابات طلعت خيري وغيرها ، لقد ولى زمن الذمي وفرض الجزية وتصغير الناس واتهامهم بالكفر وتهام كتبهم بالتحريف ، الآن جاء وقت الدفاع عن النفس لكشف التزوير والتحريف وبيان من هم المواطنين الأصليين ومن هم الغزاة المحتلين الذين احتلوا البلدان بقوة السيف ، لن تستطيعي يا ست سناء ان تقفي امام القطار السريع للأنترنت وأنصحكِ ان تلعبي في ساحة بيتكِ ولا تقفزي الى ساحة الجيران لأنكِ ستسقطين يوما ما من الجدار وتتألمين ، تحياتي ومودتي


5 - الاسلام جاء يؤكد التوحيد
رائد الحواري ( 2013 / 9 / 18 - 18:00 )
لمعرفة مسار الدعوة الاسلامية لا بد من معرفة التركيبة الدينية السائدة في الجزيرة العربية، اولا: كانت العرب في مكة على دين ابراهيم ـ الذي انحرف عن مسارة التوحيدي، نتيجة الزمن الطويل بين عصر ابراهيم وعصر العرب، اكثر من 2000 عام، جاء ابراهيم بكتاب (صحف ابراهيم) وهذا الكتاب مع الزمن تم بقاء جذور بيسطة منه، الكرم الابراهيمي ( ذبح العجل السمين للضيفين) استمر حتى العصر الجاهلي ( الكرم الحاتمي) قطوس العبادة التي وضعها ابراهيم استمرت حية ( الذبح ـ الاضحية ـ السعي، الطواف) كلها كانت من شعائر الدين الابراهيمي، لكن اصابها التحريف ـ اما زيادة او نقصان ـ من هنا جاء محمد (ص) ليعيد الدين الى مسارة الصحيح، فلا نستغرب وجود بعض الجوانب المشتركة بين الشعائر الاسلامية والجاهلية، فقدكانت العرب تقول في طوافها -لبيك الهم لبيك، لبيك لا شريك لك تمكله ولا يملك، اذن من الطبيعي ان نجد ما هو مشترك ـ بطريقة محرفة ـ بين الشعائر الاسلامية والجاهليةـ


6 - رائد الحواري و التمني
جابر ( 2013 / 9 / 18 - 19:07 )
للإسلاميين تاريخ أسطوري ليس له أي سند علمي ، نحن نعرف الآن و بالأسانيد العلمية أنه لا يوجد دليل واحد على وجود بني إسرائيل في مصر ، بل كل الأدلة تشير لأسطورية هذا الوجود ، و لا ذكر لموسى و لا خروج ، بل كل الأدلة تنفيه ، أما حكاية إبراهيم الأسطورية فلا دليل عليها ، أما العادات و الاعتقادات التي نشأت في الجزيرة العربية فهي نتاج تطور و تلاقح لزمن مديد ، و نسبتها لموروث من عهد إبراهيم هو هراء كنسبتها لعهد إبليس أو (كوفكون) و هو اسم وهمي خطر لي هذه اللحظة و هي أشياء يمكن أن يدعيها أي كان و الادعاء يظل إدعاء ... الكعبة بناء مكعب كان منتشرا في الجزيرة العربية باعتباره بيت الرب و أغلبه كان فيه حجارة نيزكية سوداء لاعتقاد العرب إنه سقطت من السماء من ملاط بيت الرب ...راجع (المفصل في تاريخ العرب ... جواد علي) و له مصادره المختلفة منها الأصنام للكلبي ... صناعة تاريخ وهمي هو ديدن أهل الأساطير لأنهم ينطلقون من كتبهم الأسطورية التي لم تتنبأ بنهاية الرق أو كروية الأرض أو دورانها أو كيفية نشوء الجبال فتخيلتها ألقيت من عل لتثبيت الأرض و هو من ضمن التصورات الطفولية المضحكة ... تحاتنا هشام


7 - السيد سناء المحترمة :
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 9 / 18 - 19:56 )
اولاً للكاتب اسلوب رزن ومجميل ومُسهب في تناول الحدث واي حدث كان ولهذا يسحق الشكر من القراء ؟؟
ثانياً : كل الذين عاشوا فترة قبل اكتشاب الإله كانوا عابدي الاصنام او الآله الاخرى المختلفة إذا كانت حيوانية او طبيعية او وهمية لأن الأنسان لم يكن قد اكتش او وجد الآله وهذا امر طبيعي فلماذا هذا التعجب ؟؟ أم انك ستقولين بأنهم كانوا يعبدون الإله اباً عن جد وحتى قبل صناعة الآلهة؟؟ تحية لك ولقاريء الكاتب السيد شاكر ولكاتب كلمة ..


8 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2013 / 9 / 18 - 23:40 )
1- الرسول الكريم كان مؤمن و على الحنفيه قبل الرساله , و هو يعرف الإيمان , الآيه تتحدث عن قواعد الإيمان .
2- الرد على شبهة : (فوجدك ضالا فهدى) , :
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=News&file=article&sid=1066
و
http://www.burhanukum.com/article421.html
و
http://sbeelalislam.org/index.php/2011-11-29-20-59-44/587-2011-12-11-20-11-14
و
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=28086
3- الرد شبهة : ( حادثة الغرانيق) :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=146270
و
http://www.ebnmaryam.com/vb/t8477.html
4- الرد على شبهة : (العزى و الشاة العفراء) :
http://www.sonnaonline.com/DisplayData.aspx?ID=31&PID=1&Pages=2&index=0
5- كان من باب أولى للكاتب أن يعرف معنى الصلاه في اللغه , ثم يناقش في هذه النقطه .
6- رسولنا الكريم أُميّ (لا يقرأ و لا يكتب) فكيف أطلع على الكتب المقدسه؟!... ثم كيف يُعجب بها و هو محارب لها؟! .


9 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2013 / 9 / 18 - 23:40 )
أخيراً : الإسلام هو دين الحق , و دين المنطق , لذلك , فالمسيح بالقرآن ليس سوى عبد من عبيد الله , أكرمه الله , و العلم يقرّ بذلك , فكيف يكون المسيح إله و هو خاضع لقانون الماده؟ .


10 - عبد الله خلف
هشام آدم ( 2013 / 9 / 19 - 04:11 )
أرثي لحالكَ إذ تنقل دون هدى ولا وعي، طالما أنَّ ما تنقلهُ مُعنونٌ بعبارة (ردُّ الشبهة) فهذا يُريحك ويهبك الطمأنينة حتى وإن كلام تدليسًا وكلامًا لا يستندُ على شيء من المنطق. أرثي لحالكَ ولمن هم مثلك، وحتى لا يكون كلامي مسفوحًا على جدران هذا الموقع، فسوف أقوم بالرَّد على ردِّ الشُّبهة الذي نقلته عن مُشتركٍ آخر، ظنًا منك بأنَّه قد أراحك. وسوف يأتي ردي في حلقات، فصبرٌ جميلٌ


11 - عبدالله خلف2
هشام آدم ( 2013 / 9 / 19 - 04:17 )
فيما يتعلق بآية (ووجدك ضالًا فهدى) فالرَّد حاول إيجاد مخرجٍ للآية بالتلاعب على اللغة وحبائلها، كما هي عادة المُلفِقين، ولكنه وقع في شر أعماله، فأوقع نفسه في مُعضلة (نفي النفي إثبات)، إذ يخلص الرَّد إلى القول: (فإنه لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه) فإذا كان الضَّلال هو شهادة براءةً من الشِّرك فمن ماذا هداه الله؟ هذا التفسير التلاعبي يدحضه القرآن في قوله: (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) فنوحٌ عندما قيل له: إنك في ضلال (أي خارج عن مألوف قومك حسب هذا التفسير الملفق) رد عليهم بأنه ليس في ضلال، فهل هذا يعني أنه كان على دين قومه؟


12 - عبدالله خلف3
هشام آدم ( 2013 / 9 / 19 - 04:23 )
بالنسبة لموضوع الغرانيق، فأنا لستُ بحاجة للنظر في الرُّدود التي جلبتها، وأنا على استعدادٍ كاملٍ لرفض القصة جُملةً وتفصيلًا، فحادثة الغرانيق كذب وزيف ولا صحة لها على الإطلاق، وهي من الكذب على الرَّسول. الآن: كيف تُفسِّر آية (إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) دون هذه القصة؟ ما معنى هذه الآية دون قصة الغرانيق؟ ستجد نفسك مضطرًا للتصديق بها، ولكن مع وضع اللائمة على الشيطان، فالشيطان هو الذي قال هذا الكلام، وليس الرَّسول. وأنا سأقبل منك ذلك شريطة أن تُجيب على أسئلة المقال: (1) ألا يتعارض إلقاء الشيطان في أمنية النبي مع تعهد الله بحفظه؟ (2) ما هي الأمنية التي تمناها الرَّسول وألقاها الشيان على لسانه؟


13 - عبدالله خلف4
هشام آدم ( 2013 / 9 / 19 - 04:25 )
أمَّا قصة العزى و الشاة العفراء، فالرَّابط الذي جلبته لا يُقدِّم أي دليل على بطلان القصة إلَّا الطعن في ناقليه فهل تملك ما تطعن به في موثوقية أبو المنذر هشام الكلبي صاحب كتاب الأصنام الذي أورد القصة؟ إن الرابط الذي جلبته يتحدث عن نهي محمد زيد بن حارثة عن لمس الصنم إساف، ونحن هنا نتكلم عن العزى وليس عن إساف، وإن كنتَ تعتقد أنَّ قريشا كانت تعبد أي صنمٍ والسَّلام فتلك مُشكلة كبرى، وحان أن تعرف أنَّ كل قبيلةٍ كانت تعبد صنمًا بعينه، وكان تُجل وتُقدِّس هذا الصنم أكثر من غيره، وحتى إن نحن تنازلنا هذه القصة فماذا ستفعل بقصة الرسول الذي كان يأكل مما ذُبح على النُّصب وهو حديث صحيح ورجاله ثقات ولم تُورد ردًا عليه؟ أتمنى لكَ الهداية


14 - الى شاكر شكور
سناء نعيم ( 2013 / 9 / 19 - 05:45 )
أولا شكرا للانترنت التي كشفت لي حقيقة كنت اجهلها بحكم خلفية الاسلامية ونشاتي في مجتمع مسلم .لقد كنت اعتقد خطأ ان التعصب للدين صفة اسلامية بحتة لكن وجدت ان بعض المسيحيين تفوقوا على بعض المسلمين في التعصب والحقد والكراهية الممجوجة .لماذا تحلل لنفسك ما تحرمه على الاخر ؟تعليقاتك أصبحت مثيرة للغثيان بعدما أفتضحت لكل ذي عقل يامن امتدحتني عندما كنت انتقد محمد وسيرته ثم انقلبت علي لمجرد كلمة حق قلتها في دينك فتحولت بعدها الى شيطان رجيم وانسانة غير محايدة ...
اتمنى ان تعمل انت اولا بالنصيحة التي قدمتها لي قبل أن تمارس استاذيتك علي .فانا لست بحاجة لنصائحك ولا لترهات الحاقدين


15 - الى السيد نيسان سمو الهوزي المحترم
سناء نعيم ( 2013 / 9 / 19 - 06:11 )
تحية عطرة،
لو تتبعت تعليقاتي لوجدت انها تنتقد الاسلام ،قرآنا وحديثا وسيرة،نقدا لاذعا بدون مواربة .ونقدي للإسلام لم يات عن حقد او غيره.فانا من خلفية اسلامية واعيش في مجتمع مسلم وارتديت الحجاب سابقا ثم خلعته بعدما اكتشف خزعبلات الدين وتلك القدسية الكاذبة التي غرسوها فينا منذ الطفولة .ورغم المشاكل التي سببها لي خلع الحجاب الا أنني أصريت على موقفي واستمريت في القراءة والاطلاع فكل ماهو ديني وتاريخي وتراثي الى ان اقتنعت نهائيا ببشرية الاسلام وكل الاديان وان كل مؤسسيها كانوا بشرا عاديين استثمروا اسم الله في تمرير مشاريعهم لاغير ناهلين من الحضارات والثقافات السابقة .هذه الحقيقة التي يجهلها أغلب المؤمنين.
اذا فنقدي اولا كان للإسلام ولم اقترب من المسيحية فأهلها اولى بها.لكن ما ألمني ان بعض المسيحيين في الموقع يتهجمون على الاسلام ورموزه ببجاحة ويثنون على كل ناقد له لكنهم ينقلبون فجاة عليك لو تقربت من دينهم.هل حلال عيهم حرام على غيرهم؟
النقد يجب ان يوجه لكل الاديان أما الهجوم على الاسلام دون غيره فلن يزيد المسلمين الاتعصبا على تعصبهم المقيت.
شكرا جزيلا على تعليقك الراقي وتقبل تحياتي


16 - هشام لا تتهافت!
عبد الله خلف ( 2013 / 9 / 19 - 12:51 )
لا ترثى على حالي , بل قل : أهتم بمواضيعك , لأنها قد تحرجك , المهم , نرى تعليقاتك ثم الرد عليها :
1- الضلاله في اللغه تركب على عدة معاني , هل أستوعبت هذا؟... فقد تجد الضلاله تختلف من معنى إلى معنى .
فما هي الضلاله التي نسبها قوم نوح لنوح؟... و هل هي نفس معنى الضلاله التي في مقالتك؟... أنصحك بالبحث في قواميس اللغه .
2- الآيه تتحدث عن أمنيّه , و الأمنيّه في القلب و النفس , فالآيه لم تتحدث عن وقع الأمنيّه في القول .
ثم , لا تنسى أن في القرآن عتاب من الله لرسوله الكريم , و يكفينا قوله تعالى : (و قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا) .
3- لا تنسى إن هنالك علم (الجرح و التعديل) , فكيف تأخذ عن إنسان روايّه و هو مشهور بالكذب؟!... لذلك , الروايّه في الإسلام تخضع لقواعد و تحقيق , و ليس كما في المسيحيّه , نحن أمة (قل هاتوا برهانكم) .


17 - رد الى سناء تعليقها رقم 14
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 19 - 14:29 )
عن اذن الأستاذ هشام ، من حقنا ان نكشف خطر التعاليم المحمدية وهذا طبعا ليس حقد على الأخوة المسلمين بل لأن هذه التعاليم تسيئ الى بقية الأديان وتعتبر اهل الكتاب من الكفرة ومحرفين لكتابهم وآلاف البشر ذهبوا ضحية القتل بسبب هذه التعاليم ، كنت اتمنى ان تناقشي مقالة الأستاذ هشام وما جاء فيها من حجة وبرهان بدلا من تحويل مسار النقاش الى مهاترات وعتابات جنونية رخيصة القصد منها تحويل انظار القراء عن المقالة الرائعة وهذا يعتبر خلو فكري وتخلف ثقافي ، رغم ادعائك بالليبرارية الا انكِ لا تزالين تعيشين في جبة انسان عاش قبل اربعة عشر قرن وتريدين التستر على تاريخه الدموي التي لا تزال آثاره تهلك البشر، أعتذر من الأستاذ هشام لأضطراري اجابتك لأنكِ تريدين اخذ حقك وحق الآخرين للحرية التي منحها هذا الموقع لذا نراك وبدون اذن من الكاتب تصولين وتجولين في صفحته بجهل وقلة ذوق ، كفاكِ محاولة تكميم افواه المعلقين وقلتُ لكِ رحم الله إمرىء عرف قدر نفسه ولكن يبدو انكِ لم تستوعبي المقولة ولم تلتزمي بحدودك ، سنظل ندق ونفضح التعاليم الشيطانية شئتِ ام ابيتِ ولو سكتُ انا فحتى الحجارة ستتكلم من خطر هذه التعاليم


18 - شاكر!!!
عبد الله خلف ( 2013 / 9 / 19 - 15:55 )
أنت تقول : (من حقنا ان نكشف خطر التعاليم المحمدية) .
أقول : لا يوجد خطر إلا التعاليم المسيحيّه , فكيف تعتقد بأن هذا الإنسان , الخاضع لقوانين الماده إله؟! .
ثم , أنظر إلى هذه الفتاه التي سحقت الديانه المسيحيّه :
http://www.youtube.com/watch?v=nt2eR194G-4
و أيضاً :
https://www.facebook.com/notes/ربحت-محمدا-ولم-اخسر-المسيح/إهانة-المرأة-في-النصرانية-وإذلالها-من-كتبهم-المقدسة-بالجزء-والرقم-وكذلك-من-القوا/234188406599543


19 - الاخت سناء نعيم المحترمة : 1
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 9 / 19 - 18:48 )
في البدأ اعتذر لعدم توافقي مع الصدفة في التعرف عليك وعلى افكارك وتعليقاتك فهذه هي المرة الاولى التي اتشرف بذلك . انني لم اقل غير كل الذين كانوا قبل اكتشاف الاديان او صناعتها كانوا عابدي الاصنام او الآله الاخرى حيوانية كانت صنمية نارية طبيعية وغيره وهاذا كان امراً طبيعياً بسبب ظروف تلك المرحلة والتي كانت مرحلة صناعة آله خاصة تعبيراً للتفسير العلمي فلا لوم على احد ولم احدد بل عممتُ ذلك وقد يكون للمسلمين شأن آخر لأنه دين متأخر عن باق الاديان ولأنه جاء بعد ظهور واتضاح اغلب الاديان فليس ببعيد ان يكون هناك منهم مَن عبد وآمنة بالله مباشرة وهذا ليس بسبب فطنتهم او افضليتهم بل بسبب تأخرهم في مسألة الدين وصناعته .. يتبع ..


20 - الاخت سناء نعيم المحترمة : 2
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 9 / 19 - 18:52 )
اما بالنسبة الى نقدك للذين يهاجمون الأديان والمذاهب المعاكسة وبشكل شخصي او عنصري حتى يتحول النقاش الى عنصرية حاقدة وتخرج من إطارها الفلسفي والأكاديمي فانا اتفق معك مائة في المائة وقد تطرقت الى هذه المسألة وترجيت الكثيرين في عدم الخوض في مثل هذه المسائل وكذلك رجوت من بعض الكتاب في عدم النقد المباشر والذي لا يؤدي ألا الى زيادة الاحتقان والاحتقار والعنصرية والتي هدفنا هو تقليلها وليس في زيادتها وحتى على صفحة السيد سامي ذكرتُ ذلك اكثر من مرة ولكن وللأسف نحن نقرأ ما نرغب سماعه وليس ما يجب قراءته .. اشكرك على وعيك الكبير وخطوتك الصحيحة ولك كل التحية والمحبة ..


21 - ملاحظه
عبد الله خلف ( 2013 / 9 / 21 - 21:14 )
تم الرد على هذه المقاله من قبل الأستاذ | خلدون طارق , راجع :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=379050


22 - سناء نعيم
md0906 ( 2014 / 1 / 15 - 12:38 )
الظاهر من من كلامك انك تركتي محمد ونصبتي نفسك مكانه! الذي تقوليه لا يخالف افكار محمد وشريعته ! اطيعوا سناء او والا !! عيب عليكي ان تتعدي الى من لم يتعدى عليكي !! انتي يا من تدعين الالحاد! لا زالت شريعة محمد وافكاره متزمته في عروقك

اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت