الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينقصنا شيء ما...

نهار حسب الله

2013 / 9 / 19
المجتمع المدني


للأسف الشديد، ان أحداً لا يشك بأن الشعور بالرضا قد انعدم فينا منذ سنوات طوال، وبات الأمل في حياة هانئة هادئة أبعد بكثير من مساحة أحلامنا.
الجميع هنا في العالم العربي، وفي العراق على نحو خاص متفقون على الصمت.. الجميع يعون خراب الأذهان والأجساد في آن واحد، فيما الفوضى تتسيد عقولنا وتسيطر عليها، وكل واحد منا يعرف بان شيئاً ما ينقصه، أو أشياء أكثر بكثير وأصعب من أن تختزل بأرقام أو تصنيفات.. وبما أنه ينقصنا شيء ما، فلا فائدة ترجى من الصمت.
الغريب في الأمر أن مسؤولي الدولة يعرفون ذلك النقصان وأي معارض للحكم والسياسة الحالية يعي النقصان ذاته، ولكنهما يشتركان في تعطيل الحواس، ويمارسان صمته حسبما يشاء ومتى يشاء.
وواقع المشكلة تائه ما بين الخلافات والأزمات التي تشتد وتتراكم وتتسارع، لا بسبب فهم أن شيئاً ما ينقصنا، بل بسبب الفهم المختلف لما ينقصنا بالذات.
كم هو عظيم ذلك الشعور بالوحدة الوطنية، التي ينادي بها صناع القرار السياسي في العراق، خاصة عندما يكون اليمينيون واليساريون والتقدميون والعلمانيون والمثقفون وكذلك الرجعيون والطائفيون، متحدين في الرأي بأن شيئا ما ينقصنا..
نعم.. ينقصنا شيء ما.. ولكن ليس هناك مجال للشك انه مهما يكن حجم ذلك الذي ينقصنا بعد أن يتضح ويُشخص لنا ما ينقصنا بالذات، فان الأمور ستكون على ما يرام في بلادنا المتراجعة إلى آخر صفوف ترتيب البلدان.
صحراء تيه بلا أشواك ولا حدود تلك هي عقولنا حالما نحاول تحديد ذلك النقصان.. ربما لأننا لا نميز نقطة البداية، وربما لأننا نجهل كيف نبدأ، ولكن من دون شك ومن دون تشتت في الرأي، الجميع يعي أهمية الأمن والأمان وإسهامهما في سد بقية النقوصات التي نؤيدها وندركها ونسجلها في عقولنا.
نعم.. للثقافة دورها الكبير في بناء المجتمع، ولكن ماذا يعني المفهوم الثقافي للقائمين على الثقافة في العراق، هل يعني نصاً قصصياً أو شعرياً أو مسرحياً، أو نصباً تذكارياً أو تمثالاً ينصب في عاصمة كلها خراب.. أم انه سلوك وبناء نفسي وسمو روحي وصناعة لقيم الانتماء والوطنية.
كلنا ندرك ما للاقتصاد من أهمية بالغة في ازدهار حال البلد، وانتعاش الدخل اليومي للمواطن الذي صار يشحذ قوته اليومي، ولكن هل يدرك المتخصصون بالشأن الاقتصادي أن فتح أبواب الاستيراد من دون رقابة يعد جريمة مع سبق الإصرار بحق الصناعة المحلية التي صارت شيئاً من الذاكرة.
حتى الحرية والديمقراطية التي ندفع ضريبتيهما كما الثأر والدية في الحكم العشائري الرجعي.. ندفع موتنا المجاني في سبيلهما، وكأننا نملكهما حقاً، موهومين بأن حريتنا تكمن في زعيق لا يسمع صداه في أروقة الحكومة، وتجمهر معترض ومتظاهر يفض في رصاصة واحدة.
أما العدالة القتيلة، فتنوح كمغتصبة فقدت عذريتها بوحشية، وما من أحد يسمع أنين اغتصابها وآلامها المرة.. حتى بيعت في مزاد بنات الليل.
للأسف الشديد نقصنا ممتد على الأصعدة كافة.. ولكن نقصنا الأبرز والأهم في مركز اتخاذ القرار.
من هنا .. يتطلب الأمر شعباً وحكومة يدركان ما ينقصنا حسب الأولوية والأهمية.. ووضع طرق حكيمة عقلانية تنتشلنا من الضياع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800