الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرهود جديد في العراق ..عشيرة السعدون هذه المرة

ميثم مرتضى الكناني

2013 / 9 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اذكر حادثة عايشها احد اقربائي في فترة الاربعينات من القرن الماضي وتحديدا في ايام الفرهود الذي شهدته بغداد عام 1941 بعد فشل حركة مايس ضد الاحتلال البريطاني , تلك الاحداث التي شهدت موجة جماعية للسرقة والنهب طالت احياء اليهود وكان صاحبنا غلام صغير يعمل عند (تاجر سجادبغدادي يهودي) ويسرد الرجل كيف ان اليهودي المسكين كان خائفا جدا وهو يشاهد العشرات من (الشقاوات ) يقتحمون بيته ويسرقون كل مايستطيعون سرقته وتستعصي عليهم سجادة كاشان كبيرة لم يستطيعوا اخراجها من (باب الحوش) فاصعدوها للسطح وقذفوا بها امام الدار فبادر اليهودي مخاطبا (صانعه) فلان... لماذا لاتاخذ السجادة فهي ثمينة فتعجب الصانع للعرض وقال له باللهجة البغدادية( لا استاذي مااسويهة ابد.. ذولة حرامية ..واني موحرامي) .فيما لم يجد اللصوص. انفسهم الا شجعانا يؤدون واجبا قوميا بحق اليهود اعداء الدين والعروبة .حسرة الصانع لم تتوقف عند فرهود استاذه اليهودي عام 1941بل تجددت مع فرهود الاكراد الفيليين عام 1979-1980 عندما اباح النظام السابق اموالهم ودورهم لتكون نهبا بيد من وجدوا مبررا اخر بان هؤلاء مجرد عجم وافدين ويحل سرقتهم , ومرت الايام وجاء العام 1990 عام غزو الكويت وامتلات بيوتات عراقية كثيرة بالاثاث المنهوب من بيوت الكويتين وبنفس التبرير وجد من سرق اخوانه بالدم والدين ذريعة جاهزة يبرر بها فعلته , ونفس الشئ حصل بعد احداث انتفاظة 1991 والغزو الاميريكي للعراق عام 2003 نهب وفرهود والمبررات جاهزة , اليوم ونحن نطالع ازمة عشيرة السعدون والتي طاب للفضائيات المغرضة توصيفها على انها (وحيدة زمانها في التاريخ العراقي ) محاولة اسقاط ماربها السياسية وتوصيفاتها الطائفية على الحادثة متناسية فعلا جماعيا اشترك به العراقيون من مختلف الطوائف عبر الزمن المعاصر اسمه(الفرهود) ان من يمارس عملية تهجير عشيرة هنا او مكون عرقي هناك فمن المؤكد جدا انه لايعيله ولا يتعبه ان يستحضر من قاموس المبررات واسقاطات التاريخ ما يزين به فعلته الشنيعة والتي لاتخرج عن كونها (سرقة ) فيظيف اليها اقراط وقلائد واكسسوارات من قبيل الحق التاريخي او خيانة هنا او حرصا على المصلحة العليا هناك والجوهر هو هو ...وكلها محاولات لاخفاء رغبة احدما لقضم كعكة او الاستيلاء على اموال واراض وعقارات تعود للغير ...مرة بالذريعة الدينية واخرى بالقومية وثالثة بالمذهبية وكلها واحد هدفها ومرماها واحد ..الحسد والغيرة والتنافس غير الشريف , اتمنى من الاكاديميين العراقيين دراسة ظاهرة (الفرهود التاريخي) كمرض انتقالي في العراق عبر العصور ودراسة جذوره واقتراح الحلول له وعدم تبويب كل مايحصل في العراق على اسس طائفية او عقائدية بشكل سطحي لايلامس جوهر المشكلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات