الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حُزني وقد اصبح سرّي

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2013 / 9 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ضوء باهت لا يفشي سرا او سحرا كان حالي معه. الجهد سيمضي عبثا، والبكاء لن يهبني الا التهاب الجفون ونكد العيش، لم تعد تفرحني رسائله الملتهبة حين نكون في حالة خصام، وقد غلّق الابواب خلفي عشر مرات منذ تزوجنا قبل اربعة شهور، انه رقم قياسي في شهور الزواج الاولى معه، ولم تعد مهتمة بعدد المرات التي يتصل بها معي في اليوم الواحد لانني جربت العودة اليه تسع مرات.
توجعني دموع والدتي ليلا ونهارا على نكبتي بهذا الزوج الذي اشبعني ضربا بدلا من ان يشبعني حبا وحنانا ونحن نبدأ توا بتكوين اسرتنا، حتى صرت اخجل من دموعي واخفيها عن اسرتي، افتعل الظروف لابقى وحدي اتحايل على حزني، يا لحظي وقد اصبح حزني هو سرّي!.
بالكاد تعرفت اليها في حفل زفاف وهي قريبة لصديقة لي، حتى اخذت تفيض من الالم وتهدر بصوتها وجعها المتدفق كالنهر، فكانت تقول ولا تخفي شيئا، الوجع حين يفيض عن احتماله لا يمكن للصدور ان تتسع له.
فاجأتني حين اخبرتني ان رحلة البحث عن عريس لها صارت مهمة موكلة لكل قريب وغريب لها، حين اصبحت على مشارف الثلاثين ولم تتزوج، وكونها من مجتمع قروي فأن فُرصها بالزواج ستصبح ضعيفة بهذا العمر، حتى اذا لاح عريس في الافق، فأن الاسرة تقبض عليه بصفة زوج وتضحك بسرها بزوال همومها، ولن يكون من المقبول ان ننتقي بمثل هذه الظروف والخيارات معدومة، لذلك فأن مثل هذه الاسر ستغض الطرف عن كثير من المواصفات المطلوبة بمتقدم الزواج كما هو الحال في الظروف العادية التي لا نكف فيها التحري عن طالب الزواج حتى نفقده!.
لا تنكر صديقتي انها واثناء فترة الخطوبة قد عرفت بأن خطيبها فاقد لوظيفته، وتؤكد انها قد اخبرت والدها المتعلم والذي يشغل وظيفة اكاديمية مهمة بما عرفته عنه، لكنه لم يتخذ موقفا حاسما بانهاء الزواج واصرّ على اتمامه في موعده والنتيجة ان تلك الصديقة صار يذهب راتبها على بيت الزوجية وعلى ذلك الزوج العاطل الذي لم يكن امينا عليها بل ويسمعها كلاما جارحا ليلا ونهارا مهددا لها بالطلاق لوقت تقدره حاجته لمالها.
بانقشاع اسباب السعادة، لا نعود نرضى الا والكلمات على السطر، فنصبح اكثر حكمة، لا نرى الا الحق ولا نريد سواه.
ترى لماذا غفلت تلك الاسرة ولم تكتشف زيف ذلك الزوج وبطالة اخلاقه، حين كانت تحث الخطى وتنقب لانقاذ تلك الابنة من براثن الشائعات والايام تمضي بها من غير زوج، حتى يتغير الحال بها وتصبح حياتها مشاعا تنتقل اخبارها من محامي الى اخر ومن مصلح الى اخر من عائلتيهما.
ربما لا استطيع مساعدة تلك الصديقة في مشكلتها او اكفكف دموع والدتها لكنني ادق الجرس لتبقى المرأة عزيزة بما تملكه سواء اكانت متزوجة او مشروع متزوجة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 9 / 21 - 04:50 )
الحزن هو سر معظم نسائنا، كم هو مؤلم أن أرى الأنثى تسعى بلهفة وشوق للزواج وكأنه سيضفي عليها شرفاً وكرامة
ما أكثر هذه الحوادث .. مسكينة حقاً الأنثى التي تحلم في ليلها ونهارها بالعريس ثم يفاجئها أنها تذوق العسل مخلوطاً بالمر
على المرأة أن تكون قوية مع نفسها، فلا تعتبر الزواج هو القدر الذي خُلقت من أجله
كنت أظن أنها قيم أهل القرى ، إلا أن الحقيقة أنها قيم مجتمع بأكمله، تقف وراءها ثقافة تغذي اتجاه أن الأنثى وجدت لتعمر الأرض فحسب ومهمتها تنحصر في بيتها ومتعة زوجها
تحية لقلمك الواعي عزيزتي الكاتبة المتنورة،وأتمنى حضوراً متواصلاً لك وأنت تكشفين عن نواقص مجتمعنا وسلبياته
احترامي وتقديري


2 - شكر واحترام الاستاذة ليندا كبرييل
عبله عبدالرحمن ( 2013 / 9 / 21 - 18:15 )
صديقتي العزيزة ليندا
اتشرف بمرورك وبقلمك ونقدك الاروع
لا ادري لماذا تستثني المرأة علمها وثقافتها وتحتكم لعادات وتقاليد الجميع بات يعرف بانها اصبحت بالية
ويكون سلوك المرأة المتعلمة كما ولو انها قاصرة في قرارتها الحاسمة
كما قلت سيدتي يجب ان تكون المرأة قوية مع نفسها ولنفسها
صديقتي العزيزة الاستاذة ليندا اشكر تشجيعك لي بمواصلة الكتابة وهذه بعض من صفات المرأة التي نحتاج وجودها في مجتمعاتنا
احترامي ومودتي وتقديري


3 - المجد للمطلقات الضحايا
مجدى زكريا ( 2013 / 9 / 21 - 18:31 )
سيدتى العزيزة عبلة
احييك على موضوعك الرائع , فهو موضوع جديد بامتياز , وقد سلطت الضوء على الاماكن
المعتمة فى مجتمعاتنا المتفردة والمحيرة فى سلوكياتها نحو المرأة
ارى فتاتك يا سيدتى وكأنها وقعت فى فخ اطبق عليها وتريد خلاصا منه , تقف وحيدة فى مهب الريح
صارخة ظلم الدين والتقاليد والعائلة والزوج العاطل المسئ
يشيعها بيتها الذى تربت فيه واحتضنهاعمرها كله , وكأنه يقول لا تعودى , اياك ان تعودى مطلقة وذليلة
فتسمعينا القيل والقال , موتى فى قبر الزوج العاطل والمسئ , لكن لاتعودى
انها حقا مأساة تحتاج الى سنوات كثيرة للتخلص من اضراره وتبعاتها الفادحة
اشكرك مرة اخرى سيدتى ولا تتأخرى كثيرا علينا بتحفك الرائعة


4 - تحية استاذ مجدي زكريا
عبله عبدالرحمن ( 2013 / 9 / 21 - 20:48 )
احييك استاذ مجدي على هذا الرد الجميل والاضافة الرائعة
احيي حرصك وخوفك على المرأة وقدرها الغائب في هذه التقاليد البالية
اؤيد كل ما ذهبت اليه
الحقيقة ان ردك هو الرائع والمبدع
احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. شابات سعوديات يعززن من حضور المرأة السعودية في موسم الحج


.. دعوى قضائية ضد إيلون ماسك تتهمه بالتحرش الجنسي




.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ


.. -لسنا دعاة حرب ولكن سنحمل السلاح للدفاع عن أنفسنا-




.. مرارة الفقد والفراق قصة صمود امرأة أمام التحديات