الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-العلمانية- على الطريقة المسيحية الأرثوذكسية المصرية

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2013 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(أولاً):

حين ينتقد أي مسيحي مصري سلوكيات غير سوية لأي شيخ مسلم من أي تيار ديني بدءا من شيخ الأزهر إلى أصغر شيخ مبتدئ يعد هذا في مصر حرية رأي وتعبير، لكن أن ينتقد مسلم مصري بعض سلوكيات قد يراها غير سوية للكنيسة أو لتصرفات ومواقف بابا النصارى أو أي شخص مسيحي يعد هذا في مصر تحريضاً على الفتنة الطائفية. والأمر هكذا أنا أشجع على هذا اللون من الفتنة الطائفية.

(ثانياً):
"العلمانية والليبرالية والمدنية" على الطريقة المسيحية الأرثوذكسية المصرية:

كنت في الكويت عام 2006م ونشرت مقالا على موقع "شفاف الشرق الأوسط" فأرسل لي أحد القراء من الأسكندرية رسالة إلكترونية يثني فيها على مقالي، وعرفني بنفسه وهو الأستاذ: "منير صلاح الدين"، وأرسل لي برقم هاتفه، ثم أخبرني أنه يعرف بعض المصريين المستنيرين _حسب وصفه_ ومنهم المهندس "كمال غبريال"، وأرسل لي برقم هاتفه طالبا مني أن أتعرف عليه وعلى كتاباته، وبالفعل قمت بالاتصال بالمهندس "كمال غبريال" تليفونيا وتعارفنا ورحب بي ورحبت به وكانت هي المكالمة الوحيدة بيني وبينه حتى هذه اللحظة، ومن يومها وبدأت أتابع مقالات المهندس "كمال غبريال" على موقع "إيلاف" وموقع "الحوار المتمدن"، ومنذ ذلك اليوم وأنا في حيرة من أمري تجاه كتابات وأفكار المهندس "كمال غبريال"، هل هذا الرجل بالفعل هو رجل "علماني ليبرالي" كما يصنف نفسه ويدعي؟؟، أم أنه رجل دين مسيحي أرثوذكسي طائفي عنصري متطرف يتخفى في ثوب "علماني ليبرالي مدني"؟؟.

المهم، منذ عدة أشهر كتب السيد "كمال غبريال"مقالا ينتقد فيه الواقع المصري فأعجبني المقال جداً فأرسلت له رسالة أحييه فيها على مقاله ذلك، وقمت بنشر رابطه على صفحتي في الفيس بوك، وبعدها بدقائق وصلني منه طلب إضافة على "فيسبوك" فقمت بأضافته كصديق على الفور، وبعدها بعدة أيام قمت بنشر فيديو للراحل "شنودة الثالث" يقول فيه:
(إن الرجل الذي تعلمه امرأة هو غير مكتمل الرجولة).
الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=aaqQubmNJv0
وبعدها بدقائق فوجئت أنه قام بإلغاء الصداقة دون أي مقدمات أو ابداء أي أسباب، فاستغربت كثيرا من تصرفه هذا، وبعدها نسيت الأمر ولم أراجعه ولم أهتم، ولكني ظللت كالعادة أتابع مقالاته وبوستاته على صفحته في "فيسبوك".

ومن خلال متابعاتي لكتابات هذا الرجل منذ سنوات يتأكد لي يوما بعد الآخر أنه ليس شخصا سويا على الإطلاق، وتكون لدي تصور أنه ليس علمانيا ولا ليبراليا على الإطلاق، ولا يمكن أن يكون كذلك، وما هذه الانتماءات الفكرية إلا محض شعارات جوفاء ولافتات كاذبة مخادعة يختبيء خلفها للتمويه وإخفاء حقده وكراهيته وعنصريته وطائفيته البغيضة تجاه كل ما هو إسلامي وكل من هو مسلم في مصر، وفي الحقيقة المهندس "كمال غبريال" ليس حالة متفرده في هذا الشأن بل هناك العشرات بل المئات من النصارى الكتاب والمثقفين والمفكرين الذين يتخذون من شعارات وادعاء العلمانية والليبرالية والمدنية وحتى الإلحاد كديكور وطلاء يختبؤن خلفه لبث عنصريتهم وطائفيتهم البغيضة ضد كل ما هو إسلامي في مصر تحت ذريعة محاربة أفكار (التيارات المتأسلمة) الإرهابية المتطرفة كما يدعون.

وقد حاول بعض من الأصدقاء على مدار السنوات الماضية أن يقنعوني عنوة وغصبا وجبرا أنه شخص "علماني ليبرالي مدني"، وأنه يحمل لنا "حلوى وعسل" العلمانية والليبرالية والمدنية، فكنت أقول لهم يا جماعة اقرءوا مقالاته وبوستاته ستجدونه ما هو إلا شخص طائفي عنصري متطرف حاقد مملوء بالكراهية تجاه كل ما هو إسلامي في مصر، ولا يوجد مقال واحد من مقالاته إلا ويصف فيه المسلمين المصريين بأنهم "حشرات" صراصير" "هوام" "ذئاب" "ثعالب" "كلاب" وغيرها من الأوصاف التي يعف اللسان عن ذكرها، وإنه وفق ظني _والظن لا يغني من الحق شيئا_ أحد معتنقي أفكار جماعة "الأمة القبطية" الإرهابية المتطرفة التي من أولى مهامها القضاء على الإسلام والمسلمين في مصر وتحريرها من "الغزو العربي" وإقامة الدولة القبطية على أنقاض القضاء على مسلمي مصر، فكانوا يقولون لي: كلا كلا، إنه شخص "مدني علماني ليبرالي" "مستنير".

والآن سأقدم للقارئ الكريم مقتطفات من بوستات المهندس "كمال غبريال" وكتاباته وشيئا من تعليقات بعض مريديه وتلامذته من الشباب المسيحي الذين هم إفراز ونتاج كتابات وأفكار المهندس "كمال غبريال" الذين رباهم وصنعهم على عينه وغرس فيهم قيم "المدنية والعلمانية والليبرالية" على الطريقة "الأرثوذكسية" المصرية، وسأترك للقارئ أن يحكم بنفسه ويرى هل هذا الرجل حقاً هو شخص "مدني علماني ليبرالي" أم ما هو إلا شخص طائفي عنصري متطرف؟.

اقرءوا أسفار "العلمانية والليبرالية والمدنية" التي يدعونا لها ويبشرنا بها المهندس (كمال غبريال) على الطريقة الأرثوذكسية المصرية:

هذا بوست له قبل فض اعتصامي "رابعة والنهضة" يقول فيه:
‏‎ Kamal Ghobrial: (الموجود في ميدان النهضة ورابعة العدوية ليس اعتصامات لمتظاهرين سلميين، هي بؤر تهديد للدولة المصرية وإرهاب للمواطنين، وبالتالي فسرعة تصفيتها ضرورة وطنية حالة.)

وهذا بوست له عن "الإخوان" يقول فيه:
Kamal Ghobrial: (اعتبار الإخوان فصيل وطني كغيرهم لمجرد وجودهم بالساحة، مماثل لوضع سم فئران مع التوابل في الطبيخ لمجرد وجود علبة السم على الرف بجانب التوابل.).

وهذا بوست له يوم مجزرة "رابعة والنهضة" يبارك فيه ويحيي رجال الشرطة المصرية ويطالب بأن يجعل من يوم المجزرة يوم عيد للشرطة المصرية:

Kamal Ghobrial: (ما يبدو حتى الآن يستحق تحية لقوات الشرطة المصرية على أدائها الكفؤ والراقي. . قلوبنا معكم يا أبطال مصر. كل التحية لرجال الداخلية الأبطال، والخلود لذكرى شهداء الشرطة، وتحية لأصحاب القرار الشجاع الوطني، والنصر دوماً لمصر. "اليوم 14 أغسطس ينبغي أن يكون عيداً للشرطة، نقدم لرجالها فيه الورود وآيات الشكر والعرفان والامتنان!!" لا أخشى على الكنيسة المصرية، فلقد صمدت أمام نوائب أربعة عشر قرناً، ولن تهزها هجمات الهاموش الإخواني الإجرامي. . مصر تطهر نفسها!! على الأقباط حماية أنفسهم وممتلكاتهم، وللكنائس رب يحميها).

وهذا بوست له يقارن فيه بين الاحتلال الأمريكي وحكم "الإخوان" يقول فيه:
Kamal Ghobrial: (شخصياً أفضل الموت بالصواريخ الأمريكية وأنا أحارب الإرهاب الإخواني، عن الحياة صاغراً في ظل القدر الذي تريد أمريكا فرضه علينا بالحياة تحت حوافر الإخوان).

وهذا بوست له يعلق فيه على صورة للدكتور"محمد مرسي" يجلس على الأرض ويتناول الطعام مع بعض المشايخ من التيارات الإسلامية في السعودية لكنه ظنها أنها كانت في مصر في قصر الرئاسة، فيقول:
Kamal Ghobrial: أكيد مع الأيام سوف تخف مرارة ما ارتكبه محمد مرسي من جرائم منذ دخوله القصر الجمهوري، لكنني لن أنسى صورة، وقد جمع حثالة القوم، ليأكلوا على الأرض داخل قصر رئاسة مصر!!
فرد عليه أحد أصادقائه قائلاً:
Mamdouh Mohamed : الصورة كانت فى السعودية قبل انتخابه رئيسا.
فالتزم السيد "كمال غبريال" الصمت ولم يعقب.

ثم يكشف المهندس "كمال غبريال" أكثر وأكثر عما بداخله تجاه الدين الإسلامي نفسه وشعائره ومظاهره فيقول:
Kamal Ghobrial: مسيرة هذا البلد مرتهنة بالحجاب والخمار والنقاب، وليس بحبر على ورق يسمى دستور.

وهذا بوست لصديق مسيحي "ملحد" يوم مذبحة "رابعة والنهضة" وهو أحد مريدي المهندس "كمال غبريال" يقول فيه:
(كل التقدير لكل جندي أو طابط أُصيب أو قتل اليوم. تعزياتي ومحبتي لأهالي هؤلاء الأبطال).

وهذا تعليق شخص نصراني من التلاميذ والمريدين على أحد بوستات الأستاذ "كمال غبريال" التي يهاجم فيها التيارات الإسلامية دون أي امتعاض أو اعتراض منه، يقول فيه:
Morris Ghally : (المتأسلمين ولاد الزواني طلعوا من النهضة وعاملين مظاهرة في جامعة الدول العربية وحواليها اعدادهم 5000 بالعافية اشكال الستات من الحوامدية وارياف الجيزة اللي بيتناكو ب 5 جنية في الشارع ولاد المتناكة دول مش هيتهدوا الا لما يأخذوا الطريحة اياها يعني هتك اعراض نساؤهم الشراميط وعصي المقشات في اشراج رجالهم الخولات اتفووووووووووووووووووووو عليكم يا اسلاميين اتفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو).

وهذا تعليق لشخص نصراني آخر من التلاميذ والمريدين على أحد بوستات الأستاذ "كمال غبريال"، يقول فيه:
Saber Salib : (شهود عيان مظاهرة ضخمة للااخوان 20 الف تقريبا من ولاد الزني من سرسجية و اريافية الجيزة تجوب شوارع المهندسين في طريقها لمسجد مصطفي محمود ومعهم سيارات ملاكي واجرة انضف واحد فيهم يمكن اخره العمرانية الغربية يعتي بيئة وسخة بنت دين كلب لماذا يتظاهروا في احياء اسيادهم لكي يتسلط عليهم الاضواء وحب الظهور لماذا لايعتصموا في العمرانية مثلا لاانها ستكون بدوت صدي يبقي الحل نوسخ الاحياء الراقية بوساخات ارياف الجيزة ولاد الزواني المهم لم يفتح احد لهم بابا و لا شباك ولا قدم لهم التحية الا بعض البو ابين الوسخين بيئتهم القذرة الله يلعن دين ابو الاخوان واللي مش عاجبة يشرب من المجاري).

وبالتأكيد لا يفوت الأستاذ "كمال غبريال" أن يدلي بدلوه في موضوع قرية "دلجا" ليبث سمومه تجاه العرب المصريين فيقول:
Kamal Ghobrial: تشكل القبائل العربية جزءاً كبيراً من سكان قرية دلجا. . مشكلة العرب ليست بالتأكيد في الجنس، ولكن في الثقافة.

ثم تكون التعليقات من تلاميذه ومريديه على موضوع "القبائل العربية" في مصر على النحو التالي:
Emile Ba-dir- : للاسف ان امثال هولاء المدعون قبائل عربيه و ان كنت اشك في ذالك و ارجح تشبههم بالمستعمر طمعا في رضي و كرامات الوالي ... الا انه ان صحت فمن العار السماح بتواجدهم و الحصول علي الجنسيه المصريه و قد رفضوا التمصر و يجب معاملتهم معامله الاجنبي المقيم في مصر .....

Wally Mostafa : ولماذا تواجد القبائل العربية بمصر يجب ترحيلهم

ويتدخل الأستاذ "سليمان شفيق" ويحاول تلطيف الموضوع فيقول:
Soliman Shafik : الاقباط 12% والذين من اصول عربية "رغم انهم مصريين" لايشكلون نسبة تذكر ولكن بالقرية 53مسجد و23زاوية و6 كنائس و52 قهوة و42%نسبة تسرب من التعليم ولا توجد مستشفي ولا جمعيات اهلية ولا مدرسة ثانوي ولا مدرسة بنات وانسي العنصرية ياعمنا لان المواطنين المصريين الذين من اصل عربي 17 مليون وهم مصريون اقحاح الا لو حضرتك شكلت حزب فاشي يطالب بترحيلهم للجزيرة العربية

إلا أن أحد تلاميذ المهندس "كمال غبريال" لم يعجبه كلام الأستاذ "سليمان شفيق"، فرد عليه قائلا:
Emile Ba-dir- Soliman Shafik .... : لو كان حزب نازي هو طريق تطهير الوطن من الحثالات و استعاده الهويه فاهلا بالحزب النازي ........ فقط للتذكره عندما اندلعت الحرب ضد المانيا و ايطاليا قامت كل من امريكا و كندا باعتقال الكندين و الامريكان من اصول المانيه و ايطاليه بدون امر قضائي و احتفظت بهم في المعتقلات حتي نهايه الحرب ........ كذالك بعد الاعتداء علي ابراج نيويورك قامت السلطات الامريكيه و الكنديه احصر ذو الاصول الشرق اوسطيه تحسبا لاعتقالهم في حاله تطور الحرب علي افغتنستان .... هكذا يتم التعامل مع الاجانب المشكوك ولائهم للدوله المضيفه حتي و ان تجنسوا بجنسيتها ....

وفي تعليقه على التويتة الأخيرة "للبرادعي" التي يقول فيها "وطن يتسع للجميع" يغضب السيد "كمال غبريال" وينتفض ضد "البرادعي" إذ كيف تسول له نفسه أن يتحدث عن "وطن يتسع للجميع" فيقول مهاجما "البرادعي":
Kamal Ghobrial: يتحدث د. البرادعي في تويته حديثة عن: "وطن يتسع للجميع"، ولا أظنه بالطبع يقصد وطناً يتسع كل الكائنات، فيتحول إلى خرابة، عامرة بالثعابين والعقارب، التي تمرح على هواها!!
Kamal Ghobrial: هي مشكلة عقلية يعانيها البرادعي وأمثاله، والذين ينطبق عليهم المثل: "كله عند العرب صابون". . كله عند البرادعي فسيل وطني، حتى لو كان فسيل ابن قحبة!!

وقبل كل هذا وأثناء كل هذا وبعد كل هذا لا يجد المهندس "كمال غبريال" في نفسه أدنى شعور بالحياء أو الخجل فيحدثنا عن الإنسان والإنسانية ويريدنا أن نصدقه، فيقول:

Kamal Ghobrial: (البعض يحتاج لمن يذكره أنه أولاً وأخيراً "إنسان ).
Kamal Ghobrial: (العلمانية هي خيار الإنسان الذي يثق ويعتز بإنسانيته).

فرد عليه صديقه العلماني الأستاذ "خالد هلال" في تعليق قائلا له:
Khaled Helal : (عن أي إنسانية تتحدث يا صديقي وأنت لسة مُطالب بالديكتاتورية من ساعات ألا تراجع ما تكتب !! الإنسانية تألق الروح وأسأل عنها سيدنا المسيح وأعرف أننا ضللنا طريقه ..).
فرد عليه الأستاذ "كمال غبريال" قائلا:
Kamal Ghobrial: (سيبك من النغمة دي. . مش هتاكل معايا!!).
فرد عليه الأستاذ "خالد هلال" قائلا:
Khaled Helal : (هل أصبح التذكير بالحقيقة نغمة ..! شوف يا صديقي أنت وكثير مثلك ترون في خصومك السياسيين أعداء ولا علاقة لما تكتبوه بالإنسانية ولا بالفكر ولا السياسة ولا العلمانية فقط أحقاد وتصفية حسابات هذا من الآخر وأرجع لما تكتبه وأخرج منه شىء فيه إنسانية ...).

ويرد عليه صديق آخر له قائلا:
Wagih Jacoub : (وحضرتك كمان زيك زي السلفيين الوهابين الذين اعطوا لانفسهم الحق في محاسبة من يدخل الجنة ومن يدخل النار.......من انت حتي تصنف من متسامح ومسالم ومن غير ذلك!!!!!!!....انصحك بعلاج نفسي مكثف شامل علي جلسات كهرباء علها تعيد لك بعض _وليس كل_ بعض من العقل الذي ذهب مع الشيخوخة).

أقول:
يبدو أن تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية المصرية قد سقطت ببعض أتباعها إلى هذا الحضيض العنصري والطائفي والعرقي والطبقي المقيت والمقزز والمتمثل واقعا حياً ونموذجياً في شخص المهندس "كمال غبريال" وتلاميذه ومريديه المتخفون تحت عباءة "العلمانية والليبرالية والإلحاد"، وأصبح كل هذا جزءاً من التركيبة النفسية للشخصية الأرثوذكسية المصرية و أصبحت دماءاً تسري في أوردتهم وشرايينهم.

المهندس "كمال غبريال" له أصدقاء كثر من المسلمين الذين يدعون "العلمانية والليبرالية والإلحاد" لكنهم يلتزمون الصمت تجاه كتاباته العنصرية الطائفية الفجة هذه ولا يجرؤن على نقده أو مراجعته خشية أن يتهمهم بأنهم "إخوان" أو "خلايا إخوانية نائمة".

والسؤال الآن:
إذا كانت كتابات وآراء وأفكار المهندس "كمال غبريال" وتلاميذه ومريديه هذه هي تعبير عن أفكار أشخاص يدعون أنهم يعتنقون "العلمانية والليبرالية والمدنية" فكيف تكون إذاً تعبيرات أشخاص يعتنقون أفكاراً "دينية كنسية طائفية عنصرية متطرفة"؟؟؟!!!.

والسؤال الأهم: هل هذا كان نفس رأي وشعور السيد "كمال غبريال" في قوات الجيش المصري حين دهست مدرعاته المتظاهرين من النصارى أمام مبنى ماسبيرو في مجزرة ماسبيرو الشهيرة عام 2011م؟؟ هذا ما سنعرفه ونجيب عليه في التالي.

ثالثاً:
(مذبحة النصارى في مصر):

هذا كان عنوان مقال كتبه المهندس "كمال غبريال" في اليوم التالي لمذبحة ماسبيرو الشهيرة عام "2011"، وقد دون المهندس "كمال غبريال" في هذا المقال شعوره وردة فعله عقب "مذبحة ماسبيرو" التي قامت بها مدرعات الجيش المصري وراح ضحيتها حوالي (27 شابا مسيحياً).
سأترك للقارئ أن يقارن بين شعور وردة فعل المهندس "كمال غبريال" على مذبحة ماسبيرو وبين شعوره وردة فعله على مجزرة "رابعة والنهضة" الذي ذكرته في البوست السابق، رغم أن مرتكب المجزرتين ""واحد"" "قوات الجيش والشرطة"، إلا أن المهندس "كمال غبريال" يصر على إقحام الإسلاميين عنوة في الموضوع، لماذا؟ لا أدري!!!.

إليكم نص المقال:

مذبحة النصارى في مصر
كمال غبريال
الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 08:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• مبروك نصر أكتوبر 2011، قتل 23 نصرانياً وإصابة أكثر من 200، فاضل 10 مليون إلا 223 نصرانياً!!. . إنهم يقتلون شبابك يا مصر. . إنهم يقتلون الحياة والأمل والحرية. . لكنك أقوى من ظلامهم واستبدادهم وغدرهم!!. . كنا نعتمد على المجلس العسكري لحمايتنا. . كنااااااااااااااااااااااا. . كنا وياليتنا ما كنا، وإن كان لا حيلة لنا إلا أن نكون!!. . كنا نتوقع هذا بالتأكيد بعد حضور الظواهري وإعلان إمارة مصر الإسلامية. .يبدو أنهم يرشون الأرض بالدماء تمهيداً لتشريفه!!. . ماحدث اليوم في ماسبيرو واحدة من الجرائم ضد الإنسانية. . المحاكمة للقتلة. . المحاكمة للقتلة. . المحاكمة للقتلة. . مدرعة مصرية تدوس شباب مصري بيتظاهر؟. . معقول ده حصل في مصر؟!!. . أنا مش مصدق إللي بيحصل ومش فاهم ليه كده. . ليه. ليه. ليييييييييييه؟!!. . هو العار يا شعبنا المصري. . العار يا مجلسنا العسكري. . العار والخزي لمن أصدر أوامر دهس الشباب بالمدرعات، والعار والخزي لمن نفذ أوامر تشكل جريمة ضد الإنسانية.
• الذين سقطوا اليوم هم شهداء مصر الجديدة. . سقطوا من أجل مصر حرة وحديثة لجميع أبنائها، لم يسقطوا من أجل بناء كنيسة، لكن من أجل العدالة والحرية. . من أجل ثورة تقتلع جذور الاستبداد والتخلف والتعصب والظلامية. . سبق وقدمت ثورة مصر شهداء من أجل مقاومة الاستبداد والفساد والحرية، وتنضم إليهم باقة شهداء اليوم، هو عناق الدم المصري المسال من أجل غد أفضل. . الدماء الزكية التي شربتها أرض مصر اليوم هي شموع ستظل منيرة حتى يشرق فجر مصر الجديدة. . لا أعتقد أن الأقباط سيبخلون بالدم لتحرير وطنهم من عفن التعصب والطائفية والظلم. . الدم غال لكن الوطن أغلى، والحرية والكرامة أغلى من الجميع.
• أرى مذبحة اليوم مقدمة ضرورية لتمهيد الأرض لسيطرة تنظيم القاعدة على مصر. . هي خطوة موفقة بالتأكيد!!
• أسمع دم الشهيد/ مينا دانيال يصرخ من الأرض، لاعناً كل الجبناء والمتواطئين والمدلسين. . دم مينا دانيال الزكي لن يضيع هباء، فنبتة الحرية سوف تنمو وتثمر في وادي النيل، مهما كانت أقدام الطغاة والمجرمين غليظة. . كلما اشتدت الظلمة فاعرف أن الفجر قريب!!
• صار المرضى النفسيين وأصحاب الهلاوس قادة ينحني الشعب المصري أمامهم، وينتظر كلمة من أفواههم التي تبخ سموماً!!. . مبروك حصول توكل كرمان على جائزة نوبل بجدارة، أما المصريون فيجعلون من أبطالهم أنذالاً، ومن أقزامهم أبطالاً على رأي نزار قباني!!
• ماذا فعلت بنا يا مجلسنا العسكري، أطلقت علينا الإرهابيين من السجون ليتحكموا في الشارع المصري، والأغلب أنك عاجز الآن عن ردعهم، ماذا دبرت وتدبر لنا؟!!. . لقد أخرجت لنا من السجون من يفعل بمصر ما يجعلنا نعتبر العسكريين هم ملاك الرحمة الذي نتطلع إليه لينقذنا!!. . لا أستطيع إزاء ما فعلتم وتفعلون وستفعلون بمصر إلا أن أقول لكم شكراً يا مجلسنا الأعلى للقوات المسلحة المصرية. . شكراً فما نملك الآن سوى انتظار القدر!!
• أين تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث المريناب، وأين توصياتها ومنها إقالة محافظ أسوان، هل سيدفن في أدراجكم يا محترمين كتقرير لجنة العطيفي أيام السادات؟!!. . اللعنة
• الإخوان المسلمون والسلفيون هم الجزء الأخطر من تركة عصر مبارك، وانشغال الثوار بمن يسمونهم فلول حيلة لصرف النظر عن الخطر الحقيقي على مصر الجديدة.
• إذا كان لابد من تفعيل قانون الغدر فيجب أول ما يطبق على الغادرين الذي حاولوا الغدر بثورة يوليو 52، ثم تسللوا عن طريق السادات، ويحاولون الآن الغدر بثورة 25 يناير، ومعهم الذي حاربوا الشعب المصري وقتلوه في الثمانينات والتسعينات. . دعاة الظلام هم أول من يستحق العزل. . استند مبارك إلى حزبه غير الوطني وإلى فزاعته من الظلاميين الذين يخوف منهم الشعب والعالم، ولابد أن يشمل تفعيل قانون الغدر كلا الجناحين، المنافقين الفاسدين والظلاميين الإرهابيين معاً.
رابط المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=278916

(رابعاً)
في ذكرى مذبحة ماسبيرو

في الذكرى الأولى لمذبحة ماسبيرو يكتب المهندس "كمال غبريال" مقالا مقتضبا يصف فيه مذبحة ماسبيرو بأنها "جريمة القرن"، وبالطبع لا ينسى السيد "كمال غبريال" الزج بالإخوان في الموضوع بمناسبة وبدون مناسبة لأنهم فيما يبدو عدوه الأساسي والرئيسي، ويتقدم السيد "كمال غبريال" ببلاغ إلى "المحكمة الجنائية الدولية" ضد "المجلس العسكري" و"مسئولي التليفزيون المصري"، ويقول في ختام مقاله: " لابد أن يأتي اليوم الذي يمثل فيه مرتكبو مذبحة ماسبيرو ضد شباب الأقباط أمام المحكمة الجنائية الدولية مادامت العدالة في مصر غائبة".
في حين أننا نراه الآن يبارك وبشدة مجازر ومذابح الجيش والشرطة ضد المسلمين المتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان والمعترضين على الانقلاب العسكري!!!.

إليكم نص المقال:

في ذكرى مذبحة ماسبيرو
كمال غبريال
الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
هي جريمة القرن. . جريمة ضد كل معايير الإنسانية الغائبة عن مصرنا المحروسة. . مذبحة الشباب القبطي في قلب القاهرة عند ماسبيرو في 9/10/2011 ، حيث تم قتل 27 شاباً قبطياً مسالماً، دهست عدداً منهم مجنزرات الجيش المصري، كانت بداية تجرؤ المجلس العسكري على الجماهير وشباب الثورة، فقد اختار في البداية الأقباط، الذين سلط عليهم الإعلام للتحريض ضدهم، معتمداً على الروح الطائفية السائدة، وبعدها تلتلها أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء، لكنه فشل أخيراً بعد أن دهسه الإخوان بأقدامهم الغليظة.
لا ينبغي أن ننسى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت متضامنة بالتأييد لموقف المجلس العسكري الذي قام بمذبحة الأقباط في ماسبيرو، ولم يصدر عن رموزها أي استنكار لما حدث، بل صدر عنها ما يغذي الحملة الإعلامية القذرة على الأقباط، والتي صورتهم وكأنهم يهاجمون الجيش المصري.
هذا بلاغ للمحكمة الجنائية الدولية ضد كل من: المجلس العسكري- مسؤولي التليفزيون المصري- البلطجية الذين استعان بهم أمن الدولة، هؤلاء هم المسؤولين عن مذبحة شباب الأقباط في ماسبيرو في 9/10/2011، ونتعشم أن يأتي اليوم الذي يوضع فيه هذا البلاغ محل الاعتبار، ومرفق طيه لينك لفيديو يصف الجريمة
http://www.youtube.com/watch?v=kb7ubXaG1Co&feature=share
المجلس الذي أفرج عن الإرهابيين القتلة وأطلقهم علينا، هو ذات المسؤول عن دهس شباب الأقباط في ماسبيرو. . هو العار الذي يجب على العسكرية المصرية التبرؤ منه. . سيظل دم الشباب الذي أهرق في ماسبيرو تحت جنازير المدرعات لعنة تطارد مجلس طنطاوي على مر الزمن. . لا نقول غابت الإنسانية عن الدولة والكنيسة فقط، لكنها قد غابت بالأساس عن روح وعقل الإنسان المصري. . تلك هي الحقيقة المُرَّة.
لابد أن يأتي اليوم الذي يمثل فيه مرتكبو مذبحة ماسبيرو ضد شباب الأقباط أمام المحكمة الجنائية الدولية مادامت العدالة في مصر غائبة.
رابط المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=327723


(خامسا وأخيراً):

ليس لدي أي إشكال أو اعتراض أو مشكلة مع المهندس "كمال غبريال" ومن يسيرون على دربه في أن يحملوا صليبهم ويعلنوها حربا مقدسة ضد المسلمين المصريين هكذا في وضوح وجرأة، لكن عليهم قبل هذا أن ينزعوا عنهم عباءة "العلمانية والليبرالية والمدنية"، حتى يستطيع الناس أن يفرقوا بين ما هو "علماني وليبرالي ومدني" حقيقي وبين ما هو "عنصري وطائفي واستئصالي" حقيقي، لأنني أرى أن عباءة "العلمانية والليبرالية والمدنية" أصبحت عباءة مهترئة للغاية ولم تعد تخفي أو تستر شيئا وراءها.

كم أحترم وأقدر أمثال هؤلاء:
قلت يوما لصديق لي: كم أحترم هؤلاء النصارى من أمثال "زكريا بطرس" و"موريس صادق" و"عصمت زقلمة" و"شنودة الثالث" و"تاوضروس الثاني" و"فلوباتير جميل" و"متياس نصر" و"بيشوي" و"يوتا مرقص عزيز" و"مكاري يونان" و"عدلي أبادير".
وكم لا أحترم ولا أقدر أولئك "النصارى" الذين يدعون "الإلحاد والعلمانية والليبرالية والمدنية".

فقال لي متعجباً: لماذا؟؟!!

قلت له: لأن الفئة الأولى الجديرة باحترامي هم فئة من "النصارى" المتوافقين مع ذواتهم المتصالحين مع أنفسهم الصادقين مع أفكارهم المخلصين لمعتقداتهم المتسقين مع ما تكن صدورهم. أو بالمصري كده: (بيجيبوا من الآخر ومعندهمش لف ودوران).

بينما الفئة الثانية هم نفس الفئة الأولى شبراً بشر وسطرا بسطر وخطوة بخطوة وأثراً بأثر لا فرق بينهم على الإطلاق إلا أنهم يدخلونك في متاهات ودهاليز إدعاء "الإلحاد والعلمانية والليبرالية والمدنية" وادعاء محاربتهم للتيارات المتأسلمة التي تتاجر بالدين _على حد وصفهم_ وبعد أن تسير في ركابهم أياماً وشهوراً وسنيناً في دروب ومغارات وشوارع وخنادق وكهوف تكتشف في نهاية المطاف وبعد كل هذا المشوار الشاق الطويل وبعد أن تنقطع أنفاسك أنهم هم أنفسهم بشحمهم ولحمهم: "زكريا بطرس" و"موريس صادق" و"عصمت زقلمة" ووو....إلخ، لكنهم يرتدون ثوب إلحادي أو علماني أو ليبرالي أو مدني زائف مخادع.

فرد علي صديقي قائلا: (صدقت).



نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك:
https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
كتابات ومقالات: نهرو طنطاوي على فيسبوك:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ نهرو عبد الصبور طنطاوي المحترم
جان نصار ( 2013 / 9 / 21 - 09:57 )
عنوان المقال شئ والمحتوى شئ اخر.لو كتبت علمانية المهندس كمال كبريل كان اصح.لن ادافع عنه لاني بالاصل اختلف مع علمانيته مع اني علماني.نحن نمر باحتقان ثقافي اجتماعي والاهم ديني.هناك من يهاجم الاسلام ومن يهاجم المسيحيه في هذا الموقع ولن اذكر اسماء.ان مصر واي دوله عربيه هي لكافة مواطنيها.يجب ايجاد قواسم مشتركه وتسامح ديني بين الفرقاء. لا اتفق مع الاخوان ولن اتفق اذا لم يتغير نهجهم تجاه الاقليات.في هذا الموقع كتبت مقال قبل شهور عن اعطاء الاخوان فرصه في الحكم واقترحت مشاركةكل اطياف العمل السياسي. الا ان نهجهم كان التفرد بالسلطه والاقصاء.لازلت اعتبرهم جزء هام جدا من الشعب المصري الذي يجب نحترم قراراته بعيدا عن تغيب اي فصيل من ابناء الشعب المصري الحبيب.مصر لكل المصرين وهي قلب العروبه النابض ام الدنيا.نتمى ان تخرج من كبوتها.
مع التحيه والموده


2 - اعتقد ان توجهاتك تطغى على
مجدي محروس ( 2013 / 9 / 21 - 12:22 )
حكمك كثيرا وخير دلالة لذلك استخدام مصطلح -نصراني- وتحاشا استخدام
مصطلح -قبطي- لأن هذا المصطلح له معاني كثيرة تجرح الاسلاميين والعرب
علمانية الكثير من الاقباط بالفعل محل شك-لأنه توجد الكثير من ثقافة التخلف
تسري في دمائنا رغما عنا...
وقد قام الاستاذ كمال من قبلا بحذفي من لستة اصدقائه لبسبب انني كنت ضد
غلق اية قنوات تليفزيونية بدون حكم قضائي ولأنني ارفض ايضا اي اية محاولات
للألتفاف على اليات الديموقراطية والقضاء المستقل

بالرغم من هذا احترم وجهة نظر كمال غبريال ولابد ان نعي ان فكر العلمانيين
في مصر هو اقصائي لأية افكار هدامة متخلفة
تحياتي


3 - اصبحنا جميعا متعصبون واقصائيون
مروان سعيد ( 2013 / 9 / 21 - 21:24 )
تحية لك وللجميع
اني فهمت من مقالك بانك مع اعتصام رابعة ومع الهجمات الاسلامية على الجيش المصري ومع القتل والحرق
وفي مقالك تتلون متنتقل على الحبال مثل البهلوان مرة تدعي العلمانية ومرة تدعي انك مع المخربين والمجرمين
يااستاذ يجب ان تضع النقاط على الحروف عندما استنكر الاستاذ غبريل هجوم الارهابيين على الجيش وعظم عمل الجيش لحماية الوطن والمواطن دون الرجوع لدينه او معتقده
وسؤال هل الجيش مسيحي او قبطي اليس 90 بالمئة او اكثر منهم مسلمين اليس قتلهم حرام اليسوا هم ابنائكم واخوتكم
التعصب اعمى عيونكم ولن تروا سوى نفسكم وعلى هذا ستظلوا تتقاتلون حتى الرمق الاخير لاانكم تتبعون ايات القتل والسلب والنهب لتنعموا بجنة الحور والغلمان
اصحوا ارجعوا لصانع السلام ولملك السلام لكي تسلم بلدكم من نير العبودية هذه التعاليم الشيطانية
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah