الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خروج آمن لحماس من معضلة سقوط الاخوان المسلمين

وجيه أبو ظريفة

2013 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خروج آمن لحماس من معضلة سقوط حكم الاخوان المسلمين

أزمة عميقة تواجهها حركة حماس ورفيقاتها من الحركات الاسلامية القطرية المرتبطة سياسيا وتنظيميا مع حركة الاخوان المسلمين في مصر التي سقط حكمها لمصر بصفتها الحركة القائدة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في العالم وأيضا بصفتها المرجعية التنظيمية والسياسية لهذه الحركات القطرية من حركات الاسلام السياسي.
سقوط حكم الاخوان لم يكن بسبب انقلابا عسكريا او مؤامرة خارجية كما يحلو للبعض من اتباع ومؤيدي الاخوان ان يصفونه ,بل جاء بثورة شعبيه حققيه خرج فيها عشرات الملايين من الشعب المصري وناصرت هذه الثورة القوات المسلحة المصرية لرفض استمرار هذا الحكم الذي استمر لمده عام كامل دون ان يحرز اي تقدم للشعب المصري بل بالعكس ساهم بكل الوسائل في عزل الشعب عن الدولة ، ومحاولة اقامه امارة خاصة بالإخوان ومن والاهم، وبالتالي كان خروج الشعب المصري لعزل الرئيس محمد مرسي وإنهاء سياسة الاقصاء التي مارسها الاخوان ضد الجميع بإقصائهم عن الحكم ان لم يكن اقصائهم عن العمل السياسي بأكمله.
ان ارتباط حركة حماس مع حركة الاخوان المسلمين في مصر اوثق من اي ارتباط لحركه من حركات الاسلام السياسي بها لاعتبارات الجغرافيا والتاريخ اضافة لارتباطات الفكر والتنظيم ، فتاريخيا حركه الاخوان المسلمين في فلسطين هي الابن الاول لحركه الاخوان المسلمين عندما اسسها حسن البنا قبل ما يقرب من ثمانين عاما ، وفي فلسطين التأم المقاتلين من الاخوان مصريين وفلسطينيين في مواجهة الحركة الصهيونيه وباسم فلسطين ثار الاخوان على الملك فاروق وبإسم فلسطين ثاروا ايضا في مواجه جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وبإسم فلسطين اكتسبوا قلوب ملايين العرب والمسلمين.
حماس لا توجد فقط في فلسطين -الحدود الشمالية الشرقية لمصر - بل تسيطر على قطاع غزه وهذه السيطرة تعني ايضا ان مصر هي البوابة الوحيدة لها على العالم الخارجي وإغلاقها يعني خنق غزه بكل ما فيها من شعب وحكومة ، كما ان هذه المنطقه يمكن ان تكون شوكه مؤلمه في الخاصرة المصرية في حاله استخدامها من قبل اي طرف كان لمهاجمه مصر لما في غزه من مقومات المواجهه من سلاح ومقاتلين وأفكار متطرفة اضافة لتأييد قوي من حماس للإخوان ولمحمد مرسي.
ان حركة حماس تحاول ومنذ سقوط حكم الاخوان ان تجد طريقة للتعامل مع الوقائع التي صنعها هذا السقوط في الواقع الجيوسياسي المحيط بها، ولكن يبدو ان حالة الارباك التي تعيشها الحركة من جهة وانعدام الخيارات الناجعة امامها من جهة اخري تجعلها تتخبط بين مواقف متشددة تحمل راية الاخوان المسلمين ومواقفها المتصلبة في مواجهة الحكم الجديد في مصر ، معتبرة ان هذا الخيار هو الخط الاخير للدفاع عن وجودها في مواجهة قوي تتهمها بالتآمر والكفر حتى لو وصل الامر الى وضع حماس في سلة الاخوان مهما كلف ذلك من ثمن، وبين مواقف اقل تشددا تعتبر ان هناك وقائع جديدة على الارض تفرض على حماس ايجاد الوسيلة الانسب للتعامل معها دون تفريط بقيم ومواقف الحركة باعتبارها جزء من حركة الاخوان المسلمين العالمية.
ان الموقفين السابقين في حركة حماس لن يؤديا الى مخرج لحركة حماس يجنبها دفع الثمن في معركة ليست معركتها على الاطلاق وليس من مهمتها او حتى واجبها خوضها نيابة عن او الى جانب حركة الاخوان المسلمين في مصر، فالتحديات الموضوعة امام حركة حماس سواء كونها حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي الذي لم ينتهي بعد عن فلسطين بما فيها قطاع غزه التي تسيطر عليه حماس او لكونها حكومة تدير حياة ما يقارب 2 مليون فلسطيني في قطاع غزه يتوجب عليها إيجاد الحلول المناسبة لحياتهم اليومية وعدم الزج بهم في معركة ليست معركتهم وتعريضهم لمخاطر اقلها اغلاق معبر رفح وبقائهم في سجن كبير.
ان الخروج الآمن لحركة حماس من معضلة سقوط الاخوان له معالم واضحة وخارطة طريق ربما تكون الوحيدة امامها للتخلص من اخطاء الماضي والحاضر والتكفير عن الخطايا التي ارتكبتها على مدار السنوات الماضية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية بسبب الانقسام التي تسببت به في 2007 وما تلاه من سياسات خاطئة في الحكم والإدارة والمواقف وحتى في وسائل المقاومه وإبرام الهدنه مرتين مع اسرائيل حيدت بموجبها قطاع غزة عن الصراع مع الاحتلال.
على حماس ان تتخذ خطوات اساسية علنية وواضحة امام الشعب الفلسطيني لتجنيبه اي معاناة جديدة ولتدعيم سبل صموده ، وقبل ذلك كله حماية المشروع الوطني الفلسطيني من الانهيار اكثر وحماية النظام السياسي الفلسطيني والوحدة الجغرافية والسياسية للأراضي الفلسطينية المحتلة وهذه الخطوات برأيي هي:
اولا : تعلن حركة حماس بوضوح انها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري ولا في اي شأن داخلي لأي من الدول العربية وتتوقف كل وسائل التماهي مع مواقف الاخوان المسلمين في مصر مثل اطلاق المسيرات او الخطب في المساجد او الاستعراضات العسكرية المؤيده للإخوان او رفع الشعارات والحملات الكبيره في وسائل الاعلام الخاصة بها والتي بالتأكيد ستفسر انها تدخل في الشأن الداخلي المصري.
ثانيا : تعلن حماس انها حركة وطنية فلسطينية خالصة وليست جزأً من حركة الاخوان المسلمين تنظيميا ولا تتلقي اوامر او توجيهاتها منها وان الرابط فقط معها هو المرجعية الفكرية دون اي التزامات سياسية وتنظيمية اواجرائية.
ثالثا : تعلن حماس انها جزء من النظام السياسي الفلسطيني الموحد في الاراضي المحتلة عام 1967 وان الانفصال الحالي نتيجة سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزه امر مؤقت ينتهي بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.
رابعا : تعلن حماس عن الاستعداد لتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهره والبدء في مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية الواحدة وتحديد موعد اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني حيثما امكن والتوافق على المعايير السياسية التي تؤهل الحكومة بالقيام بمهامها دون تعرضها لأي حصار.
ان حركة حماس مطالبة وأكثر من اي وقت مضي لتغليب مسؤوليتها الوطنية على معتقداتها الحزبية وحتى على ارائها السياسية فلا مجال الان لأنصاف الحلول او للمراوغة مطلوب منها مره جديدة ان تحافظ على فلسطينيتها وتساهم في بناء فلسطين التي تحمل اسمها وتحافظ على بقائها حركة مقاومه اسلامية فلسطينية بعيدا عن اي خوف فالشعب الفلسطيني يدرك متى يحمي نفسه وكيف يحميها.

دكتور وجيه ابو ظريفة
الكاتب والمحلل السياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تتخلى حماس عن حلم تحقق؟؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 9 / 22 - 04:08 )
كلا ثم كلا ثم كلا. بعد وصول حماس الى الخكم وانقلابها على منظمة التحرير ووصفها بالكفر اصبح من المؤكد ان حماس غير مستعدة للمصاحة الوطنية ولقد اثبتت الاحداث بان الاخوان بما فيهم حماس بان هدفهم ليس تحرير فلسطين بل هي وسيلة للتعاطف واستلام السلطة والدليل هو ابرام الهدنة الطويلة مع اسرائيل اذ كيف لمنظمة هدفها تحرير فلسطين تبرم اتفافقيات تكون وسيلة للتوسع الاحتلالي الاسرائيلي؟؟.اخي الكريم: الغاية تبرر الوسيلة.لقد ادركت منظمة التحرير بفكرها الثاقب بان شعار تحرير فلسطين من النهر الى البحر اصبح من الامنيات فقط وهي محقة في ادراكها وان اتفاقيات اوسلو لم تاتي من عبث ولكن البقاء للاقوى وليس هناك شرعية دولية اذا عارضت مصالح الدول الامبرالية.لماذا لا ينصاع الاخوان المصرييون للقبول لصناديق الانتخاب بدل الارهاب لانهم يدركون ان لا شعبية لهم وان شعاراتهم ما هي الا وسيلة لاعتلاء العرش كما اثبتته الاحداث خلال سنة من حكمهم. هل حماس مستعدة لتنفيذ الخطوات المقترحة في تحليلكم القيم؟؟. لا اعتقد والايام الآتية كفيلة بما سيكون.
السلام عليكم.

اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah