الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة من وجهة نظر بيضة

محمد النعاس

2013 / 9 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ماذا أقول؟، صراحة.. لا شيء، حياتنا نحن البيض مملة جداً ورتيبة جداً في بعضها، تخرج من الظلمة إلى النور دون أن تدري كيف ومتى أتيت، تقول الأساطير أنّ آلهةً بريش يكسو جسدها تخلقنا في الليل ثم ترحل، سمعت ذات مرة بيضتان تتشاجران، إحداهما كانتا تقسم بالآلهة أنها رأت إحداها وهي تضع بيضة إلى الأرض، الأخرى – كما اعتقدت- كانت تكذب قصة الآلهة بل حتى عندما كانت البيضة المؤمنة تقسم بالآلهة كانت تسخر منها قائلة:
- أعلم من أين أتيت، ويمكنني القول أن لا آلهة هناك، نحن البيض أتينا من الظلام!

أنا كبيضة، لا أهتم كثيراً من أين نأتي، ما يخيفني هو إلى أين نحن ذاهبات، الأمر مخيف جداً، كل تفكيري يمتد إلى ما بعد قشرتي وأحشائي إذ سمعت قصصاً مأساوية على ما هو الآتي، كان هناك بيضة تدّعي القِدم في المكان بين مجموعتنا، أسميها " الحكيمة" تحكي لنا دائماً وسط صلصلة الأفاعي في البعيد، وخيالات الجرذان التي دوما ما تفزعني، عمري بعمر البيض هما يومان وهذه مدة طويلة بالنسبة لنا نحن البيض، بعضنا – قالت الحكيمة- يعيش لمدة 21 يوماً ثم يختفي، قالت لنا الحكيمة ذات ساعة أنها صحت على عويل إحدى البيضات، قالت أنها كانت مريضة جداً في أيامها الأخيرة، بالكاد تتحدث، ويمكن لأي بيضة أن تسمع أحشاءها تتقطع وكأن كائناً ما بها، قالت أيضاً أنها عندما رأت تلك البيضة المسكينة تتألم، كانت قشرتها وكأنها تتفجر، شبهت الحادثة بعود ينقسم ظهره، صوت الانشقاق وكل شيء كان مفزعاً، ثم وفي لحظة ما، يخرج أحد الكائنات الأسطورية بعد تفجر البيضة، تقول لنا الحكيمة أنه يشبه الآلهة لكنه من دون ريش، قاطعتُها حينها قائلة :-

- أنحن آلهة الآلهة أم هم ؟

حدجتني المؤمنة وكأني قد كفرت، بينما ضحكت الأخرى من سؤالي.

المشكلة، أن الحكيمة سكتت بعد ذلك ولم تنهي القصة، قالت أنها لم تعد تتذكر باقي القصة وأنها نسيت ذلك حقاً، ثم تنام لباقي الساعة وتصحو ورائحة فمها يمكنها أن تقتل جرذاً جائعاً، قالت لنا أنها أيضاً شهدت وفاة إحدى الكبيرات في زمانها، كانت تتحلل من الداخل، هكذا قالت، كان ذلك بعد أسبوع من وجودها هي، البيضة الكبيرة كانت تخرج منها رائحة نثنة، صحا الجميع في صباح اليوم التالي والبيضة الكبيرة كانت قد غادرت الحياة، جثتها كانت هناك لمدة يومين ولم يستطع أحد أن يحركها حتى، الحكيمة الآن تتوقع مصيراً كسابقتها لكن تمني النفس أن يلتقطها ذاك الكائن الشرير المسمى " ابن آدم" قبل أن تنتهي حياتها وتتعفن، يسافر بها إلى ذلك المكان المقدس الذي لم تعد منه بيضة حتى الآن، بعد البيض يقولون أنه مكان حار جداً، بينما البعض الآخر يذكر أنه بارد جداً، ورغم أنه لم يعد أحد من الذاهبين إلا أن البيضتان المؤمنة والأخرى ظلتا لدقائق تتحاجان حوله، تقول المؤمنة: البيض المؤمن حتماً سيذهب للمكان البارد، أما الأخرى تقول: إن كان هناك مكان مثل هذا، فإننا جميعاً سنحترق فيه.

ناهيك عن قصص غزوات الجرذان والأفاعي، وعن الكائن الشرير " ابن آدم" وعن تعفن البيض، أتمنى فعلاً أن أصبح من الآلهة، هذه في رأيي أكمل النهايات وأحسنها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج