الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرذولة

ديفيد عادل صادق

2013 / 9 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


نشأت الفتاة في طبقة متوسطة اجتماعية و كانت أخت لولدين و بنت و توفي الاب و الام و اخذ كل منهم يخرج الي الحياة و يدرس و يعمل و تزوج الولدين و استقل كل منهم بشقته و اصبح هناك الاختين مازالوا ينتظرون ان يرسل الله لهم أزواجاً تناسبهم.
و بعد فترة تزوجت أختها و لم يتبقي سوي تلك الفتاة في وحدها بالمنزل ...
كان المنزل في منطقة راقية و بالرغم من انه قديم و لكن كان سعر المنزل باهظ جداً ..
فقال الاخ الاكبر لاخته .. نحن الان ليس بحاجة الي هذا البيت فما رأيك ان نبيع هذا البيت و نقسم الاموال علينا و انت تأتي و تجلسي معي في شقتي و سيأتي لك عريس قريباً و نفرح جميعا و تذهبي معه الي بيتك ...
فلم تقول الفتاة الا انها موافقة طالما هذا سوف يرضي الجميع و يسعدهم ..
و بالفعل تم بيع المنزل و تم توزيع المال علي كل منهم (( الولدين و البنتين ))
و لكن قالت الفتاة لاخوها الاكبر .. يا اخي انت لديك الكثير من المسئوليات و المشغوليات في حياتك خذ مالي ليساعدك علي معيشتك و انا لا احتاجه الان و حينما احتاجه أطلبه منك ..
رفض في الاول الاخ و لكنه وافق بعدها ...
طالت المدة و لم يأتي احد ليتقدم لخطبة الفتاة .. و هي جالسة عند اخوها الكبير
بدأت تستاء زوجة أخوها من الفتاة .. و بدأت المشاكل و المعاملة القاسية من زوجة أخيها ..
و كان الاخ الاكبر دائما يسمع لزوجته ... و فكرت الزوجة في اي عريس لاخت زوجها (( المهم نخلص منها و من قاعدتها معانا )).
تأخر عمر الفتاة و اصبح عمرها 30 عاماً ... بدأت حالتها النفسية تضيق ليس من عدم الارتباط بمقدار معاملة زوجة اخيها لها ...
و اخيراً جاء العريس و لكن لا مانع من تقديم بعض التنازلات (( تعليم متوسط و لكن المهم انه تاجر - يدخن السجائر و لكن المهم انه كسيب - عائلة متوسطة في المستوي الثقافي و لكن المهم انه جاهز - عدم التوافق النفسي و لكن كله بعد الارتباط - انسان غير روحاني و لكن انتي و شطارتك تقربيه من ربنا ))
اصبحت الفتاة تهاجم و لكن زوجة اخيها تدافع و تقنعها و الاخ الاكبر مع زوجته و اقنعها بل الزم عليها الارتباط ..
تم الزواج .. و سرعان ما بدأت المشاكل .. الفتاة لا تجد راحة معه .. و الاصعب انه بدأ بمد اليد عليها و اهانتها ..
تعبت الفتاة جداً و طلبت من اخيها التدخل و لكن ... لم يسأل فيها أحد !!
مرت اكثر من سنة و لم تنجب لعل ذلك من حب الله لها ... و بدأت الاهانات تكثر و تزيد عليها حتي تدمرت نفسياً بطريقة تستدعي الي وضعها في (( دار لذوي الاحتياجات الخاصة ))
و بالفعل تم ذلك .. و بطريقة أو بأخري استطاع الزوج الحصول علي بطلان زواج لانه اثبت انها كانت تعالج نفسياً و لم يعلن له الموضوع من البداية ..

و اصبحت .. المرذولة
مرذولة من اخوتها (( ينكرونها ))
مرذولة من اقاربها و معارفها (( لانها غشاشة ))
مرذولة من المجتمع (( فهي في دار لوحدها ))

و الله يري من فوق كل هذا ..
و لايمانها القوي تعلم (( انها ستتألم الان و لكن ستتمجد مع المسيح )) ...

عزيزي انها قصة في مجتمعنا تحدث كل يوم ..
هل انت في يوم فكرت ان تسأل عن .. المرذولين
تقول لهم مازال هناك من يحبكم رغم رفض المجتمع لكم ...
هل فكرت في ان تتراءف علي اي متهم و لا تتعجل في اصدار الاحكام علي الناس و ان تستمع اليهم و تعلم اننا جميعاً تحت الضعف ...

"صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 22)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسرحية إدمان الإنترنت


.. ابتسام بوزايدي




.. دليلة شرعبي


.. نساء الجنوب اللبناني مأساة لا تنتهي ولكل امرأة حكاية




.. التدريب وسيلة لتوعية النساء وتعريفهن بتاريخهن وحقوقهن