الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام التسامح والذبح

طاهر مرزوق

2013 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعروف لقراء مقالات الحوار المتمدن أن هناك كتيبة أطلق عليها أسم: نصرة الإسلام هدفها التعليق على أى مقال ينتقد أقوال وأفعال وسلوكيات الإسلام وأتباعه فى عصرنا الحاضر، ويعتقدون أن تعليقاتهم الغريبة والخارجة عن جوهر المقالات هو أنتصار عظيم على كاتب المقال وأنتصار على عقلية القراء بأعتبارهم ليسوا أهل علم ولا يفهمون ولا يعقلون نصوص مكتوبة بلسان عربى مبين، بل سيقف القراء الغلابة مثقفين أو جهلة مثلى عاجزون عن فهم تلك النصوص الإسلامية، والسبب واضح كما يردد هؤلاء الذين لا يريدون العيش فى الواقع هو أننا لا نملك علم وثقافة وتقوى الدعاة والشيوخ والفقهاء والأئمة، لذلك يعتقدون أننا سنتقبل أى كلام يتجاهلون به نقد المقال أو التعليق عليه ويخرجون به على قواعد المنطق والعقل البشرى، فأجد التعليق الأول على مقالى السابق: صحيح الإسلام الأكثر دموية، تعليق يستخف بعقول القراء وأنا منهم وكأننا طائفة من الأغبياء ومعذرة لجميع القراء، لأننى أحاول الأقتراب من فهم أصحاب تلك التعليقات التى تخط أقلامهم المبدعة وثقافتهم العبقرية فى اللف والدوران بأن يبدأ تعليقه على مقالى السابق بقوله: " الإسلام دين التسامح , قال تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.".!!!!

القارئ الذى يقرأ كلمات المقال ويريد كتابة تعليق فكلماته وتعبيراته ورأيه ينحصر فى موضوع وجوهر المقال، وأن يكون من السهل على القارئ إيجاد علاقة منطقية بين تعليقه وبين نص المقال، وإلا فقد الجميع الخيط الذى يربطهم بحرية الحوار مع الإلتزام بالقيم والمبادئ التى من أجلها يكتب الكاتب ويقوم القراء بالتعليق ونقد المقال، وعندما أكتب مقالاً واقعياً ومن الأحداث الجارية فى محيطنا الإنسانى عن صحيح الإسلام الذى تمثله تلك الجرائم التى ترتكب بأسم جماعات صحيح الإسلام، فأقل القليل الذى أنتظره من القارئ والذى يسعدنى كثيراً أنه قد أضطلع على المقال، لكن أن يقوم القارئ بالتعليق على المقال فمعنى ذلك أن لديه شيئاً مهماً يريد إشراك القراء معه يبدى فيه رأيه على نقطة معينة فى المقال موضوع المناقشة، لكن بعملية أسميها أستغباء كاتب المقال عن طريق كتابة تعليق وكما يقولون أول القصيدة كفر، فهذا شئ غير مقبول وأستحمار للعقل الإنسانى الذى يقرأة ويكتب ويفكر ويناقش ويتحاور ليخرج الجميع بأفكار جديدة.

أقول هذا بعد قراءتى للتعليق الأول الذى أتحفنا بعبارة أعتقد صاحبها أن جميع القراء يقرأونها لأول مرة ولم يكتشفها أحداً من قبله وكأنه من العلماء الجدد الذين أكتشفوا علاج جديد للسرطان والزهايمر والصرع والجنون، لذلك جاءنا صاحب التعليق بعبارة " الإسلام دين التسامح"، شئ غريب حقاً أن تلك العبارة التى قتلها أهل العلم تفسيراً وبحثاً شمالاً ويميناً، وما من مسلم إلا ويرددها بكل ثقة ويقين رغم أن صحيح الإسلام يقول عكس ذلك تماماً ونصوص صحيح الإسلام هذه لا تدع مجالاً للتأويل أو الأستخفاف بعقول البشر فى عصرنا الحاضر، لكن المشكلة التى تواجه عقل المسلم أنه يخاف أن يعترف بأنه لا يوجد ما يسمى فى صحيح الإسلام شئ أسمه تسامح، فصاحب التعليق لم يجيبنا على ما جاء فى المقال من صحيح الإسلام الذى يمارس الذبح بدون رحمة ولا أقول تسامح، فالموضوع هنا لا علاقة له بالتسامح وإنما كان من الأذكى لصاحب التعليق أن يشرح لنا علاقة ذبح البشر بصحيح الإسلام فى الماضى والحاضر حتى تعم الفائدة.

عندما تلجأ لكتب المفسرين وشيوخ المساجد والفضائيات لتسأل أو لتبحث عن تفسير كلمة أو آية، فالرد الحاضر والسريع للخروج من مأزق التفسير المنطقى والفطرى والطبيعى هو: " وقد أختلف أهل العلم فى تفسيرها"، فإذا كان أهل العلم من المسلمين على مدار ألف وأربعمائة سنة من عمر الإسلام لم يستطيعوا وهم بالآلاف بل وأكثر، كانوا على الدوام مختلفين فى تفسير كلام وصفه صاحبه بأنه" إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" فإذا كان كلمات وعبارات ونصوص بلغتهم العربية لعلهم يعقلون، فكيف يعقل أنه حتى اليوم لم يتفق كل تلك الملايين من المسلمين وعلمائهم على تفسيرات واحدة؟ والبرهان الفطرى والمنطقى على بشرية تلك النصوص أن كاتبها يذكر أكثر من مرة أنها" بلسان عربى مبين" يعنى ليس بلغة أعجمية يصعب عليهم فهمها، بل لغة عربية أصيلة كما ذكر فى مكان آخر أنه " قرآناً عربياً غير ذى عوج لعلكم تتقون"، أى ليس فيه إعوجاج فى المعانى والألفاظ أى من السهل واليسير فهمه لعلكم تتقون ومع ذلك أختلف أهل العلم فى التفسير منذ عصر الصحابة وحتى اليوم.

نعود لتعليق القارئ العزيز ونسأل: هل صحيح الإسلام هو التسامح؟ أكرر فالسؤال بالعربية وليس أعجمى الألفاظ: هل صحيح الإسلام هو التسامح؟
سيكون ذلك حديثنا فى المقال المقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية