الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف

إدريس نعسان

2013 / 9 / 25
القضية الكردية


كانت هنالك توجهات مسبقة لدى بعض الأطراف الكوردية السورية إلى حضور مؤتمر جنيف2 بصفة وفد كردي مستقل بموجب ضمانات ربما مُنحت لهم عبر هيئة التنسيق الوطنية، و قد تأكدت صدقية هذه الضمانات من خلال تصريح كلاً من "كيري و لافروف" اللذين أكدا على ضرورة تمثيل الكورد السوريين بوفد مستقل في المؤتمر المزمع عقده في جنيف.

لكن ما هي مبررات الاطراف التي تصر على المشاركة عبر الائتلاف الوطني السوري؟ ما هي المكاسب التي سيجنيها المكون الكوردي جراء ذلك؟ هل سيتحقق الصالح السوري العام إذا أنخرط قسم من الكورد في الائتلاف و سار القسم الآخر بمفرده إلى المؤتمر؟

هنا يكمن مربط الفرس! و هنا يجب أن توضع النقاط على الحروف! إذا كانت الحجج تفند عدم قبول الأطراف الدولية الكورد ككتلة مستقلة، فقد ثبت بطلانها بعد التصريحات الأخيرة! و إذا كانت الخشية الكوردية من ردات أفعال الشارع السوري، فأعتقد أن الشارع السوري الحقيقي يبحث عن خيمة سياسية توقف هطول القذائف على رأسه و تلجم الموت المسعور عن النهش في جسده! أما إذا كانت المصالح الشخصية و الأجندات الحزبية، فأعتقد و بوضوح الشمس أننا آيلون إلى لوزان جديد إذا بقينا بهذه العقلية و احتفظنا بحالتنا التشرذمية، و سيتمكن الآخرون من إخراجنا من مولد سوريا بلا حمص و بلا عدس حتى، و بعدها لن يبقى لنا سوى لعنات الأحفاد و شتائمهم على ضياعنا لفرصة قلما يجود التاريخ بمثيلاتها.

أتمنى على عقلاء القوم من ساسته و مثقفيه الأرتكان إلى لغة الصالح الكوردي العام و تأجيل حيثيات المصالح الحزبية و الشخصية إلى مرحلة لاحقة،سنرتب فيها بيتنا الداخلي بعد أن نضمن اساسياتنا القومية في وطن يستعد لأرتداء حلته الجديدة، و أتمنى أن نحطاط للتهديدات الجسيمة و المخيفة التي تحدق بنا من كل حدب و صوب و ألا ينطبق علينا مثل حمار "عزيز نيسين" الذي سمع عواء الذئاب فلم يعر لها اهتماماً معللاً نفسه بأنها بعيدة، منصرفاً إلى ألتهام الحشيش و عندما دنت الذئاب منه ولم يبقى للفرار سبيل فطر الندم قلبه، لكن هيهات للندم أن يعيد إليه حياته مجدداً!

فالوحدة الكوردية مصدر قوة و مبعث تأثير في رسم القرار السياسي السوري، أما أنقسامهم بين معسكرين متناقضين تقزيم للقضية و تناثر للثقل الكوردي و لن يجني الكورد منه إلا الغبار، و هو خدمة مجانية لمن لا يريدون وحدة الصف الكوردي سواءاً داخل أسوار الوطن أو في الجوار المتربص، و الحل الأمثل يكمن في تفعيل الهيئة الكوردية العليا بعلاتها و التموضع فيها لتشكل سفينة الامان نحو البر العالمي الآمن الذي لا بد أن يسمع الصوت الكوردي المخنوق منذ أمد بعيد بقوة هذه المرة ليسهم في ترسيم خارطة حقوقه في سوريا الجديدة و يمنحها ضمانات تكفل إحياءها في الدستور و مؤسسات الدولة الحديثة، و إلا لن نجني إلا مزيد من الصراع الأخوي و ربما يترجم إلى صراع حامي برائحة البارود و الدم و ستتمزق القضية بين الأقدام المتعاركة لتنتهي الثورة السورية بإخراج كوردي - كوردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية