الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2013 / 9 / 25
المجتمع المدني


لم نكن نعرف ان هنالك علمٌاً يتمحور حول - لغة الجسم او الجسد - أو الحركات التي نقوم بها سواء كانت على شكل تعابير في الوجه، الفم، اللسان أو اليدين والى أخره من الحركات، حتى انتمائنا للحياة الغربية في الدول المتطورة علمياً وثقافياً وإجتماعيا وحضاريا وأخلاقياً، حيث تعلمنا من خلالها ان للجسد لغة متكاملة، شأنها في ذلك شأن كل اللغات الحية عدا كونها بدون صوت.

ولكننا على الرغم من ذلك ، بقينا نمارس بعض الحركات دون أن ننتبه لما قد تسببه من إحراج للأخرين، أو نفطن إلى انها ربما تؤخذ على محمل الجد، فتنتهي بقضية يطالبوننا فيها برد الإعتبار لمن أنتقص منهم، أو من شخصيتهم أو مكانتهم العلمية أو الإجتماعية وما إلى ذلك.

قبل عام أثيرت ضجة حولي لأنني وضعت سبابتي على فمي، قاصدا من ذلك الإشارة إلى صديق لي بأن لا يتكلم. ولكن هذه الحركة -اللغوية- ترجمت إلى كلمة - إش -. وهي كما تعلمون كلمة عراقية باللغة الدارجة، يقصد بها طلب الهدوء أو السكوت. عندها سقطت تنظيمات وتوقفت أعمال ونشاطات وبحت حناجر صراخاً و - عويلاً - وعقدت مؤتمرات لمناقشة معنى هذه الكلمة الدخيلة على اللغة العربية والعراقية حتى باتت الجالية العراقية في سبات تنتظر من يوقظها منه عن طريق رد الإعتبار.

أنتهت - المعمعة - عندما وقف صديقي أمام مجموعة من ابناء الجالية مكسور الخاطر، لاوياً رقبته تارة يمينا وأخرى يساراً وكانه طالب في مدرسة يشكو صديقه للمعلم لأنه قال له – إش-. حينها صحا ضميري الذي كان في سبات لأكثر من عشرين سنة فقررت أن اقدم إعتذاري عن تلك الجريمة النكراء

ولكن ما أثار ذلك في ذهني بعد مرور زمن غير قصير عليه، هو وقوع حادثة ما زالت موضع كثير من الاستغراب والتساؤل، بطلها شخصية وناشط مجتمع، في ندوة حضرتها مجموعة من أبناء الجالية العراقية، حيث لاحظ المنتدون ان علم العراق لم يكن موجوداً في ندوة – عراقية – بجانب العلمين الكردي والإسترالي على الرغم من الحضور الرسمي الكبير.

يقال ان احد الحضور سأله عن سبب عدم وجود العلم العراقي، فكان رد فعله حركة من يده مع امتعاض واضح على وجهه. يعني بالعراقي – شمر إيده بالهواء – بمعنى : يابه دروح . . .او روح ولّي أو ما إلى ذلك من تعبيرات.

أيا كان المعنى المقصود، فإن هذه الحركة لم تكن فقط تمثل إهانة للشخص المقابل، بل كانت في الواقع اهانة للحضور جميعهم، وللجالية بأكملها بإعتبار ان العلم العراقي يعتبر رمزاً للعراق والعراقيين سواء تضمن تعبير – الله أكبر – أو صورة نخلة عراقية أو علم "أسود – مصخم – نمارس اللطم تحت ظله سواء في الداخل أو في شوارع سدني!

منذ فترة والجالية قامت ولم تقعد ، الجميع يتحدث عن هول الصدمة خاصة وانها صادرة عن مركز معروف على مستوى الجالية ويعمل على ضم كل الفعاليات تحت مظلته.

الحادثة بحاجة إلى تفسير عبر وسائل الإعلام، ليس مهما كيف، ولكن المهم هو أن تقوم الجهة المسؤولة عن الإحتفالية بتفسير لما حدث، وكيف حدث، ولماذا حدث، ومن هو المسؤول عنه، وماهي الإجراءات التي أتخذت من أجل عدم تكرار حدوثه مستقبلاً. هذا التفسير يجب أن يرافقه أعتذار – بشفافية – من أجل إعادة – لحمة – الجالية، التي مازالت تئن من وطأة هذا الخطأ الفادح الذي وجه إهانة على المستوى الوطني للعراق والعراقيين.

ان القيام بالنشاطات – الناجحة – لايتطلب ديكورات فخمة، ولا وسائل إعلام حديثة، ولا بدلات وملابس جديدة، ولا بأن تكون لغة الحديث إنكليزية وليس عربية، بقدر تطلب الأمر توفير كل وسائل الإحترام والتكريم للحضور الذين لولا حضورهم لما تم اتمام الفعاليات أو النشاطات.

قبل عام كنت شجاعاً بإعتراف بعض من - رموزهم - ، ترى، هل هل هناك من سيخطو خطوتي ليقدم أعتذاره عما حدث إلى الجالية كلها؟

لنرَ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م


.. آلاف النازحين يناشدون العالم للتدخل قبل اجتياح إسرائيل مدينة




.. رفح الفلسطينية.. جيش الاحتلال يدعو النازحين إلى إخلائها مرة