الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضخم الأنا الديني

صليبا جبرا طويل

2013 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خاطرة إيمانية في عالم يصنع موته
باسم الدين. في عالم فقدت الإنسانية
فيه معناها، وقيمها، وأخلاقها. وسقط
الجميع في آتون الموت، والانتقام
والأحقاد. التي وان استطاع الزمن دفنها
يوما ما فلن يستطع محييها من ذاكرة
الشعوب المكتوية بنارها لحظة ما.


معظم البشر يعتقدون أن إيمانيهم قوى كالفولاذ ، وصلب كالصخر، وعظيم كالرعد وتلاطم موج البحار والمحيطات، وكبير كالكون اللامتناهي ارتفاعا وانخفاضا وامتداد، وان بإمكانهم صنع المعجزات....
سائرا أنا مع الجموع الغفيرة المكتنزة بالمحبة العمياء، والرحمة الخرساء، والتواضع الممزوج بالكبرياء وبخمر الخبث والخداع، وجدت الجنس البشري مندفعا في هذا العالم متباهيا معتزا بشعلة الحب الإلهية المتقدة في أعماق قلبه حاضنة الشر، والنفاق، والكبرياء، وكل وباء نفسي، ومرض اجتماعي وكذب سياسي، وعهر ثقافي.....

بعنف هزّتني نفسي، وصدمني واقع الإنسانية الأليم المرير، والكراهية البشرية الأخذة بالاتساع ........مرارا وبعدد نجوم السماء رجوت ربي لرفع هذه المعاناة...طال انتظاري لتوسلاتي، ولم اسمع صدى لصلواتي بعد عدت ملايين المرات لمعجزة من رب السماء ، لوقف شلال الدماء المتدفق عنفا وإرهابا بين عباده الورعين الأتقياء.....
..
أخيرا قررت البدء في تنظيم حمية إيمانية لأقلص إيماني حتى يصل إلى حجم مثل "حبة الخردل".... تبعت فكرة المسيح عيسى ابن مريم القائل: " الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم “.( متى 17: 20).....

فهمت قصده، واستوعبت فكرته، وأيقنت أن الإيمان لا أبعاد له، لا طول، لا عرض، لا ارتفاع، ولا يقاس بمقاييس صممها واخترعها وسوقها اللاهوتيين الفقهاء. ..... وان البشر واحد وكلهم سواء ومن اظهر تقواه تيها كطاووس فهو مريض نفسي يعاني من نشوة قدسية سوداء.ومن لا يتواضع يقتل نفسه وغيره بالكبرياء.

منذ ذلك الحين وأنا أحاول أن أتنازل عن غروري وعن الأنا الديني المتضخم الذي زرعوه في عقلي وقلبي، الذي كنت أتباهى به أمام الناس كي يصبح بحجم حبة الخردل...

قد تمر أجيال وأجيال قبل أن تصل الإنسانية إلى مرادها أو قمة هدفها في المساواة، والعدل ........ لأن مثلي كثيرون من المؤمنين المغرر بهم في هذا العالم يسيرون كموتى وهم أحياء. يسيطر عليهم أناس يزرعون فيهم تعاليم تضخم الأنا الديني عندهم وتأسر ألبابهم .

فالإيمان بدين يعنى محبة، وعمل، وأخلاق. هكذا علاقات تنتهي بأفضل ثواب ... فالبشر جميعهم سواء.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع
AIG ( 2013 / 10 / 2 - 09:41 )
موضوع شيق

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في