الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس على ذيل وزغة !

محمد الحمّار

2013 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنّ الاتحاد العام التونسي الشغل، بالرغم من أننا نؤيده مبدئيا ودوما، إلا أننا نعتبره متسببا هذه المرة، وبالدرجة الأولى مقارنة بالمعارضة، في تعنت النهضة بخصوص خارطة الطريق التابعة لمبادرة الرباعي الراعي للحوار والذي هو طرف أساس فيه. ويكمن خطأ الاتحاد في إعطاء حجم كبير جدا لحزب سقط اعتباريا يوم سقط نظام الإخوان في مصر.

إنّ حزب النهضة الآن بفكره وبسياسته وبإمكانياته كيان لا جسم له لكنه أشبه ما يكون بذيل الوزغة المعروف عنه أنه يبقى في حالة تحرك حتى لو مات الجسم الأصلي (فكر وإيديولوجيا وتنظيم الإخوان في مصر). لذا أملنا أن يتفطن اتحاد الشغل، والمعارضة أيضا، لهذه الحقيقة تحسبا من أن يؤثر استبعادها من حسابات الفاعلين سلبا على سياستهم. حيث إنه بقدر ما الاتحاد مازال يعتبر الذيل جسما كاملا ما نتوجس خيفة من أن تتسبب هذه العقيدة في أن يعيق ذيلٌ خارطةَ الطريق لبلد ذي 12 مليون نسمة وذي 3000 سنة من التاريخ.

على أية حال، للتدارك، ليس هنالك أفضل من تثمين توحّد المعارضة مع بعضها بعضا من جهة ومع الرباعي الراعي ومع سائر مكونات المجتمع المدني من جهة أخرى، وذلك حول ضرورة قبول حزب النهضة على الفور بخارطة الطريق المقترحة.

وليكن في علم الذين مازالوا متمسكين بالإخوانية أنّ الوحدة التي أشرنا إليها ليست موجهة ضد الإسلاميين، اللهم إلا إذا كانت النهضة بالنسبة لهم هي الممثل الوحيد للإسلاميين والصانع الأوحد لسياسة المسلمين. ثمّ ألَم يَعِ الإخوان بعدُ، من أتباعٍ ومن أنصارٍ للنهضة، وغيرهم، أنّ كل المسلمين إسلاميون بالمعنى النبيل للكلمة لكن شريطة أن لا يتكلم حزب بعينه باسم الإسلام؟ ألَم يدركوا أنّنا كلنا إسلاميون شريطة أن نتوحد، كما توحدت المعارضة اليوم، وأنّ الوحدة المقصودة ، لئن يعتبرونها هُم سلبية فهي في الحقيقة وحدة إسلامية؟

عمّا سيأسف أتباع وأنصار حزب النهضة حين تُبيّن لهم الأحداث أنّ هذا الحزب كان مجرّد ظاهرة لكنها احتوَتهم بشدة وكان سبب الاحتواء كلمة خير تحولت إلى كمين ألا وهي غَيرتُهم المؤكدة على الإسلام وتمسكهم بالانتماء لحضارته؟ سوف لن يأسفوا على أيّ شيء لأنّ الفكر الإسلامي سيلقى سبيله نحو التحرر والتجدد بفضل جيل جديد من المفكرين المسلمين، لا سيما أنّ حرية الرأي والتعبير كمكسب ثابت للثورة سوف تكون ضمانة لاستفاقة الفكر الإسلامي واستجابته لحاجيات وتساؤلات المسلمين ولن يكون هنالك عندئذ حديث عن قمع الإسلام أو أية إدعاءات من هذا القبيل .

إنّ تونس تعوّل على هداية هؤلاء المغرور بهم في حبّ كيان سياسي لا يتناسب مع طموحاتهم الحقيقية ولا يتلاءم مع طبيعة المجتمع المسلم. ولعلّ انقلابهم التلقائي والذاتي على حالهم، اليوم قبل الغد، سيكون انصياعا جميل لواحدة من السنن التي يتضمنها القرآن الكريم بصريح العبارة في قوله تعالى " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، صدق الله العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah