الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة التربية والتعليم في تونس

جمعية شباب الى الامام

2013 / 9 / 25
المجتمع المدني


سياسة التربية والتعليم في تونس
تعتبر المدرسة من أهم مؤسسات المجتمع لافقط لكونها تمثل البيئة الثانية في تربية النشئ وتكوينه او لكونها تحتضن طاقاته المهيأة لبناء المستقبل ـو لكونها تمد سوق الشغل باليد العاملة المختصة وبالكفاءات الضرورية وانما لكونها خاصة جهازا تمرر عبره الطبقات الحاكمة قيمها وافكارها وتصوراتها خدمة لمصالحها واختياراتها الاقتصادية والثقافية دعما لمؤسسات الدولة القائمة بما ان أحد ادوار المدرسة هو إعادة انتاج نفس التركيبة الطبقية تقريبا في المجتمع.
(1) محتوى البرامج
تتخبط السياسة التربوية في ازمات تتفاقم باستمرار خاصة في السنوات الاخيرة مما جعلها محل رفض ومواجهة من قبل الاولياء والمدرسين والتلاميذ خصوصا.ورغم تعدد محاولات الاصلاح التي كانت دوما مسقطة فانها ظلت في جوهرها مرتبطة بمصالح الاستعمار الجديد في تناقض مع الهوية العربية لتونس ومع الظروف المادية التي تعيشها المؤسسات التربوية بحيث يقع استيراد النظريات والطرق البيداغوجية من كندا او فرنسا وبلجيكيا يستحيل تطبيقها على الواقع المتردي الذي يعيشه التلميذ في المدرسة.
فقد ظلت الفرنسية لغة التدريس السائدة على حساب العربية ولئن تم تعريب بعض المواد كالفلسفة والتاريخ فان التعريب المحدود ارتبط بمضامين سلفية ووقع حذف العديد من المحاور الهامة التي تشجع التلميذ على التفكير والنقد.واصبحت الساحة التعليمية مسرحا للمنافسة بين لغات الدول الاستعمارية تجلت في احداث المعاهد النموذجية التي تعتمد الانجليزية بدل الفرنسية اما البرامج فتعكس الثقافة الاستعمارية التي تروج المفاهيم السلبية الاتكالية وتحتقر دور الانسان وتدعو الى الحرية المزيفة وتقدس الفرد والمال والانانية وتنشر التسيب والميوعة وتعزل الفكر عن الممارسة كما تعكس ما يسود المجتمع من مفاهيم اقطاعية متخلفة حول العلاقات الاجتماعية والمرأة وتطمس التراث العربي التقدمي ولاتستفيد من الثقافات العالمية ذات المضامين العلمية والانسانية وقد وقع تدعيم هذا التوجه الرجعي خاصة بعد تغول النهضة في السلطة وانتشار الجمعيات الاخوانية ومحاولات أسلمة المجتمع.
كما تتسم هذه السياسة التعليمية بتكريس التفاوت بين الجهات بحيث تظل المدارس الريفية مهملة على كل المستوات وفاقدة لابسط التجهيزات و تكرس كذلك التفاوت الطبقي والجنسي اذ أصبح ابناء الشعب ضحية سياسة الانتقاء خاصة في المعاهد والجامعات وهو مايفسر ارتفاع نسبة الانقطاع وتزايد عدد البطالين الشبان بحيث لم تقدر منظومة "أمد" على ربط التعليم بسوق الشغل بل ساهمت في تدهور المستوى العلمي وانتاج العاطلين بالمئات.
(2) تردي ظروف التدريس
لقد تقلصت نسبة ميزانية التجهيزات الخاصة بوزارة التربية مقارنة بميزانية الداخلية والدفاع وانعكس ذلك على حالة المدارس والمعاهد والكليات التي اصبحت تفتقر الى أدنى المتطلبات لتجهيز القاعات والمخابر والورشات والمبيتات والمكتبات والقاعات المختصة بل وصل الامر بالسلطة الى طلب الاولياء بترمير القاعات المتداعية للسقوط ودهن الجدران...وفي المقابل يقع تشجيع التعليم الخاص وتقديم له كل الامتيازات الجبائية ويسمح للاساتذة بالتدريس في المعاهد الحرة والقيام بدروس خصوصية دون مراقبة.
والى جانب تدهور الاوضاع المادية فان المدرسة تشكو من سياسة التسلط والسيطرة على المؤسسة التربوية من قبل النظام الذي يمركز كل القرارات دون تشريك المعنيين بالامر من مدرسين واولياء وتلاميذ او طلبة وعندما يحتج الاساتذة او التلاميذ يقع دوس حرمة المؤسسة والتنكيل بالتلاميذ المنتفضين واهانة الاساتذة كما يقع اجبار الجمهور التلمذي بالاخراط في جمعيات السلطة ومنع الانشطة الثقافية المستقلة.
(3) مقترحات عامة
يتضح مما سبق ان التعليم في الابتدائي هو مجرد رفع امية اما في الثانوي فهو خزان للبطالة وفي العالي اصبح امتيازا لايشمل سوى ابناء الشرائح المرفهة لذلك وجب اعادة الاعتبار لتعليم مجاني واجباري يرتكز على الثقافة الوطنية ويعتمد اللغة العربية ويسير وفق علاقات ديمقراطية يسعى الى تحقيق الاهداف التالية:
- خلق جيل واع وملتزم بالدفاع عن القضايا العادلة ومطلع على تراثه الحضاري النير ومتمسك بما حققه الفكر الانساني من تقدم وذلك من خلال اقرار برامج ذات محتوى وطني تتصدى للمضامين الاستعمارية والمفاهيم الظلامية ويتم ضبطها باشراك المدرسين والتلاميذ ايضا عبر من يمثلهم إذ من حقهم التمتع بالتنظم النقابي.
- جعل التكوين متوازنا يربط بين النظري والعملي وتشجيع ورشات البحوث والابداع وإدراج الخرجات الاستطلاعية والزيارات لمواقع الانتاج في جدول اوقات التلميذ
- تعريب كافة المواد والقضاء على التفاوت الطبقي والجهوي والجنسي وارساء علاقات ديمقراطية عبر الانتخاب في تسيير المؤسسة التربوية ومنحها استقلالية القرار في اطار التوجهات العامة.
- تقنين شعار مجانية التعليم واجباريته تفرض على الاولياء تسجيل ابنائهم وتمنعهم من سحبهم قبل سن 16 سنة كما يمنع ترطدهم وفي اطار مجانية التعليم توفير بعض المواد الاساسية مجانا لابناء ضعفاء الحال وبيع المواد الاخرى باثمان رمزية كما يجب تعميم المنح الجامعية على ابناء الشعب ومنع الدروس الخصوصي وتعويضها بدروس تدارك مجانية في المؤسسة يقع ادراجها في جدول اوقات المدرس.
- تعميم نظام رياض الاطفال وتنظيمها واخضاعها الى نظام مدروس يخدم مصالح الفئات الشعبية عامة ويقضي على السمسرة والمتاجرة غير الشرعية.
......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي