الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحيح الإسلام التسامح

طاهر مرزوق

2013 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التسامح كلمة معانيها كثيرة منها: غض النظر عن خطأ الآخر، العفو عن خطأ أرتكبه آخر، التساهل مع الآخر الذى قد يكون أهانك أو أخطأ إليك، من معانى التسامح الأخرى أن يتهاون ويصفح الإنسان عمن يخطئ إليه والزهد فى الأنتقام منه، فالخلاصة النهائية لمعنى التسامح أنه نتيجة لإرتكاب أحدهم خطأ فى حقك لذلك تقوم بمسامحته كالعبارة المشهورة: سامحك الله، والآخر فى لغة البشر العاديين والطبيعيين هو أخوهم فى البشرية الذى يشكل معهم المجتمع البشرى، لكن فى لغة المسلم الآخر هو كل من لا يؤمن بإسلامه ووفقاً لعقيدة وتفسيرات أهل العلم للنصوص الإسلامية فالآخر هو الكافر بالإسلام، ومع كل هذا الوضوح والبساطة وسهولة تطبيق كلمة التسامح على أفعالنا وأفعال الغير، نجد أن البعض بإصرار ليؤكد لنفسه ويقول:" نعم صحيح الإسلام هو التسامح والدليل هذا النص: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم"، ثم يتساءل: هل أكل الطعام مع أناس من غير دينك , بل والتزاوج معهم يعتبر تسامح أو العكس ؟".

واضح أن كاتب النص قال: اليوم أصدرت لكم أمراً بالأكل من ذبائح أهل الكتاب والتزوج من نسائهم كما يقول أهل العلم المسلمين فى تفسير ذلك النص بقولهم" وطعام الذين أوتوا الكتب حل لكم ) قال ابن عباس وأبو أمامة ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والحسن ومكحول وإبراهيم النخعي والسدي ومقاتل بن حيان : يعني ذبائحهم، وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء، أن ذبائحهم حلال للمسلمين -;- لأنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله"، وأسأل: هل يحق تصديق أى كلام يقوله أحد المعلقين أو تصديق هؤلاء الذين عاصروا كتابة تلك النصوص وتفسيرها؟
وأعود إلى تساؤل المعلق الذى يعتبر أكل لحوم ذبائح أناس من غير دينه بل والتزاوج معهم" من النساء فقط" هو تسامح، وأقول أى خطأ وأى فعل سيئ أو شائن أرتكبوه فى حق المسلمين يستحقون عليه التسامح؟ أليس هذا الأمر الموجه للمسلمين هو قمة العنصرية التى تزرعها شرعنة وتقديس النصوص فى نفوس تابعيها؟

معنى كل هذا أن التسامح فضيلة أخلاقية لا علاقة لها بما جاء فى النص السابق، والتسامح لا علاقة له أيضاً بالنص الذى ذكره أخونا المعلق فى المقال قبل السابق للبرهان على أن الإسلام دين التسامح حيث قال: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". أنتهى، كل قارئ يستخدم ما لديه من قدرة على التفكير سيقول دون الرجوع إلى أساتذة أو علماء بأن هؤلاء البشر لم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من ديارهم أى بشر أبرياء لم يرتكبوا ذنباً أو خطيئة ضد المسلم حتى يستحقوا عليها التسامح أو الغفران والعفو عنه ولا حاجة لهم به، ولتأكيد ذلك قال صاحب الكتاب" إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون". أنتهى، ويستمر كاتب تلك النصوص فى نفيه لمن يقومون بتحسين كلامه وإضفاء معانى لا وجود لها مثل صفة التسامح حيث يقول" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين"، أين التسامح فى هذا الكلام الواضح والجلى المعانى؟ إنه الرفض والعزل العنصرى الصريح للبشر الغير مسلمين!!

عندما يفكر أحدهم بهذه الأفكار النازية تجاه الآخر فلا أعتقد أنه يفهم معنى أن تكون إنساناً ولك أخوة فى الإنسانية، لأنه لا يحق لأحد بسبب الإختلاف الدينى أو الفكرى أو السياسى أن يسحق ويمحو الآخر عن وجه البسيطة، لكن أخونا المعلق النابه يضيف وبكل إبتذال لفظى ومعنوى يتجرأ ويتجرد من إنسانيته ويستكمل دليله الثانى على تسامح الإسلام فى عالمنا المعاصر ويقول: " الواقع المعاصر , فلو لم يكن هنالك تسامح بين المسلم و غير المسلم , لما وجدنا مسيحي أو يهودي أو صابئي في البلاد الإسلاميّه" أنتهى، بعبارة أخرى نفهم أنه يريد توصيل رسالة فى غاية الخطورة دون أن يدرى أخونا المسلم النابه أى أنه لولا تسامح المسلم نحو الآخر لكان المسلمين قد أهلكوا وأبادوا غير المسلمين، أى منطق وأى فكر إنسانى يصل به الإنحطاط إلى درجة مثل هذه؟ تتفاخر بنازيتك وعنصريتك وتعتبرها تسامحاً وفضلاً منكم أنكم أبقيتم على غير المسلمين؟ إنها فعلاً العقائد التى تشوه الفكر الإنسانى وتخلق من الإنسان ديناصور كبير يلتهم من يختلف عن عنصره الديناصورى لذلك يؤكد على تلك المعانى بعبارة مانعة قاطعة قائلاً" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".!!!!

أين إذن أعزائى القراء أخوتى فى الإنسانية ذلك التسامح الذى يقول عنه أخونا كاتب التعليقات الذى يؤكد بعناد الواثق عن جهل أن: صحيح الإسلام هو التسامح؟

أترك القارئ يستخلص ما يراه منطقياً ومطابقاً لواقع ومضمون الكلمات ومعانيها الحقيقية ومدى مطابقتها لما يحاول البعض إسقاط معانى معينة لتجميل تلك النصوص الغيبية، ومن أراد أن يفهم كلماتنا البسيطة فليفهم ومن أراد أن يفهم أن صحيح الإسلام هو التسامح فليفهم، فالجميع لهم حرية الأختيار ولا إكراه فى الفهم والتسامح ليس من صحيح الإسلام.
وسلام للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة