الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يصحوا العرب من غفوتهم

بطرس بيو

2013 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ينادي بعض الناشطين في الشرق لاوسط، بفصل الدين عن الدولة اسوةً بالغرب. ففي القرون المظلمة كان رجال الدين المسيحي في الغرب يتدخلون في الحكم و يقوموا باعمال اقل ما يقال عنها انها اعمال همجية كمحاكم التفتيش و بيع صكوك الغفران و التضييق على حرية التعبير و غيرها من الاعمال التسلطية. ثم جاء في القرون الوسطى رجال ثاروا على الكنيسة، من امثال مارتن لوثر و كالفن، الذين طالبوا بالرجوع إلى تعاليم الكتاب المقدس و التمسك بها. الملاحض هنا ان الثورة لم تكن على الدين إنما كانت على رجال الدين. فتدخل رجال الدين في الحكم كان مخالفاً لتعاليم الدين المسيحي حيث ان المسيح قال "اعطي ما لله لله، و ما لقيصر لقيصر" . لذالم يكن فصل الدين عن الدولة في الغرب بالصعوبة التي بجابهها الشرق الإسلامي.
سبب صعوبة فصل الدين عن الدولة في العالم الإسلامي هو كون الحكم الديني متأصل في الدين الإسلا مي. ثم ان نسبة الأمية عالية في الشعوب الإسلامية الامر الذي يجعل تأثير السلفيين على نسبة كبيرة من عامة الشعب بالغ الاهمية،. فإن سألت اي رجل في الشارع في اي بلد إسلامي ايهما تقضل حكم الله ام حكم الانسان، يجيبك حكم الله طبعاً. فهو لا يعلم ان الحكم الديني ينتاقض مع مقررات حقوق الانسان، و لا يساوي بين رعايا البلد الواحد إذا اختلفوا في المعتقد، و غير مؤهل لحل المشاكل الإقتصادية و السياسية و لا يساوي بين الرجل و المرأة في الحقوق و يشرع اساليب قصاص على المتهمين تعتبر همجية في عصرنا هذا و لكنها كانت سائدة في ذلك الحين.
لنتفحص الاحكام الدينية و كيف وجدت. الاحكام الدنية في الدين الإسلامي هي تلك التي انزلت على االرسول، حسب المعتقد الإسلامي، في القرن السابع الميلادي، اي قبل ما يقارب الف و اربعمائة عام على قوم يعيشون في الصحراء، لتلائم عاداتهم و تقاليدهم في ذلك الحين. و لا تحتاج إلى عقل يضاهي عقل اينشتاين لتعلم ان تلك التقاليد و العادات فد تغيرت منذ ذلك الحين و اصبح عالمنا اليوم مختلف تماماً عن ذلك العالم لذا نحتاج إلى شرائع و قونين تلائم هذا العصر.
بعض رجال الدين الاسلامي، ولا اقول جميعهم، يودون الرجوع للقرن السابع الميلادي، و يحلمون ان تعود الفتوحات الإسلامية على عهدها السابق، لينشروا الدين الإسلامي في جمبع انحاء العالم، بينما رجال الغرب ينظرون للمستقبل و ليس للماضي. فبينما يتهمون الغرب لإستعمارهم البلاد الاسلامية، هم غافلون عن ان الفتوحات الاسلامية كانت اسوأ من لإستعمار. فمتى يحصر الشباب الناهض تدينهم في المساجد و يركزون إهتمامهم على العلم و المعرفة ستنهض الشعوب العربية من كبونها.
انا لا اطلب منك ان تكون ملحداً بل يمكنك ان تكون متديناً إلى اقصى درجات التدين، و تحصر تدينك بينك و بين ربك، و لكنك تستعمل عقلك في الامور الدنيوية.
نعم، كان بين العرب علماء و فلاسفة من امثال بن خلد و الرازي و بن رشد و الكثيرين غيرهم و لكنهم كانوا مطاردون من قيل رجال الدين و اسئ معاملتهم من قبل السلطات. ثم جوبهوا برجال من امثال الغزالي و بن تيمية الذين حرمواعلى الناس إستعمال عقلهم و التمسك بتعاليم الدين دون تمحيص او نقد. و بعد ان استنار الغرب من فلاسفة و علماء العرب بعد ان كانوا في ظلام دامس، عاد الشرق العربي إلى رقاده العميق.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال