الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكافحة صحيح الإسلام

طاهر مرزوق

2013 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العاهات والأمراض المزمنة التى تؤدى للموت البطئ فى عصرنا هذا سببها أعتقاد المرضى بها أن هذه هى إرادة ساكن الفضاء ولا يجب التدخل أو نقف ضد مشيئته وإرادته، من هنا يعانى المسلم من غيبة الوعى بما يرتكبه فى حق نفسه وحق أسرته وأولاده ومجتمعه، عندما نلقى بنظرة سريعة على المجتمعات التى أنتشرت فيها ظاهرة الجماعات الإسلامية الجهادية والتى أتخذت لها عدواً كبيراً ينبغى محاربته وجهاده وكان هذا العدو هو أمريكا أو الشيطان الأكبر، وكانت تلك الجماعات الجهادية من الغباء والذكاء فى نفس الوقت أن شغلت شعوب الإسلام بإنتصارات وهمية تمهد لعودة الخلافة الإسلامية، بقتل السياح المواطنين الأبرياء والشيخ الذهبى وفرج فودة فى مصر بأعتبارهم رؤوس الفتنة والكفر، ثم وصلت تلك الأنتصارات الوهمية إلى قمتها بالحادى عشر من سبتمبر التى أظهرت مدى هشاشة العقل الإسلامى وتدينه القائم على المشاعر النازية عندما توجهوا بالتهليل والتكبير والشكر لإلههم الكبير، الذى أتاح لهم الأنتصار على الكفار بل وفى كل فيديو يتم بثه فى الفضائيات الجهادية القطرية ويظهر فيه قطع رؤس المختطفين والرهائن أمامهم وسقوط الدماء على الأرض، كانوا يشعرون بالفرح والأعتزاز بإسلامهم مرددين مع سافكى الدماء: الله أكبر!!!

رغم أن تلك المشاهد من ينظر إليه يشعر بالإشمئزاز والبربرية والسلوكيات الغير إنسانية المعبرة عن أن منفذى تلك الأعمال يملكون قيم وأخلاق تعبر عن عقائد صحيح الإسلام التى خير مثال لها مع مشركى أهل مكة عندما أعطوهم مهلة أربعة أشهر وقالوا لهم: إما المذابحة وإما الإسلام، وهو شرع فى قمة الإنسانية الدموية ثم قال لهم" فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"، وواضح أن الهدف كان تصفية الوجود غير الإسلامى لتصبح جزيرة العرب ملكاً لهم لا يسكنها كافر، وهذه القاعدة الشرعية مازال معمول بها حتى اليوم، لكن المشكلة الأساسية هو التفاخر بصحيح الإسلام هذا من الغالبية التى تجهل عن عمد أنها أعمال ينبغى مكافحتها وإلغاء لغة أهل العلم القائمة على تمجيد تلك المجازر والمذابح فى أيامنا هذه، فالفرد العادى ينبغى توعيته بخطورة التطرف الفكرى والتعليمى وتعريفه بان ما ينادى به البعض من أنه صحيح الإسلام هو مجرد إرهاب نازى يمارسه أفراد أنتزعت الإنسانية من قلوبهم وعقولهم وتحجرت مشاعرهم للدرجة التى يقومون بتصوير مشاهد الرعب والذبح لتمجيد أعمالهم البطولية التى تنبع من صحيح إسلامهم!!

علينا أن نتحد لنبذ العنف والبغض والكراهية التى يمجدها البعض ضد الآخر المسمى الكافر، وصحيح الإسلام يعرفه الجميع لكن البعض يحاول إضفاء عليه الصفة المقدسة التى تجعلهم لا يفكرون إلا فى التطبيق الحرفى، ويحاولون إهانة الآخر حسب مفهومهم الجاهلى النازى بأن يطلقوا على غير المسلم صفة الكافر حيث تغرس فى نفوسهم تلك الآداب والمشاعر والأخلاقيات التى يعتزون وتطالبهم نصوصهم المقدسة بتطبيقها" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم".، إلى هذه الدرجة تحرضهم نصوصهم على القتل والتعذيب ليشفوا صدورهم ويذهب غيظهم، إلى هذه الدرجة مطلوب من الإنسان ممارسة أبشع المشاعر نحو أخيه الإنسان لا لشئ أرتكبه لكن لأنه لا يؤمن بعبادة الآخر وعقيدته؟ إنهم الأقوام والشعوب الوحيدة التى تسعد بكوارث ومآسى الآخرين لهذا نحن الآن فى زمن الرقى الإنسانى الذى تفتحت فيه عقول البشر، وأتيحت لها التعرف على ما كان خفياً ومسكوت عنه من خرافات وأساطير وغيبيات سيطرت على المجتمعات الإنسانية لمئات السنين، وحان الوقت لتنقية أفكارنا ومشاعرنا من أباطيل الماضى.

إن هلاوس المرضى بجنون العظمة الدينية تزيد المسلم إحتقاراً للآخر ومزيداً من عقابه ومحاربته وإرهابه وبث الرعب فيهم لأنهم من القوم الكافرين، إن من الخطر أن يعطى كل إنسان لنفسه الحق فى إدانة الآخرين والحكم عليهم بل وتنفيذه بتكفيرهم وممارسة العنف والإرهاب ضدهم، وبصفاقة قبيحة يقولون أن يطبقون صحيح الإسلام وهى أعمال تتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية الإنسانية، هذه النصوص ليست صالحة لكل زمان ومكان فلا تتمنون وتحلمون بنكاح ما طاب لنا من نساء وملكات اليمين والأستيلاء على أموال وممتلكات الآخرين بأعتبارها غنائم أعداء الإسلام وأسر زوجاتهم وبناتهم وأغتصابهم للتمتع الجنسى بهم، هذه أضغاث أحلام من بقايا الماضى البدائى وأساطيره، أنتهت عصور العبيد وملكات اليمين والتمييز العنصرى على أسس دينية، نعيش الآن فى عصور الحرية والمساواة فالكل أحرار وليسوا عبيداً فى مجتمعات أو دول صحيح الإسلام.

إن بشاعة الجرائم والحروب التى أرتكبتها الأديان المسماة سماوية وهى فى الواقع أديان وضعية، تجعلنا نسأل تلك السماء: ماذا تركت للإنسان من جرائم ولم يرتكبها أتباعها؟

سلام للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا