الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في توضيح رؤية اليسار – الحالة المغربية- 6/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 5 / 25
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


ضرورة الفصل الجدلي بين السياسي والجماهيري:3

لست متفقا مع الذين يعتبرون أن علاقة اليسار بالجماهير قد تفككت، بل العكس هو الصحيح فمواقع اليسار المغربي أصبحت أكثر تنظيما، عبر المنظمات الجماهيرية التي تعمل بشكل يومي في الدفاع عن مصالح الناس وتحسين شروط حياتهم، وذلك عبر النقابات والمنظمات الثقافية والنسائية وجمعيات حقوق الإنسان و منظمات الأحياء والمداشر والدواوير...

واعتقد أن المشكل لا يكمن في حقيقة الارتباط أو عدمه بالجماهير، بل في التحول الذي يعرفه العمل مع الجماهير من حيث الأشكال والأسبقيات والاستراتيجيات.

لذلك نلاحظ أن العديد من المنظمات النقابية والنسائية والحقوقية استطاعت أن تنجح في أن تلتف حولها الجماهير، في الوقت الذي لم تستطع أخرى أن تتجاوز وضعها الانعزالي.

بل إن بعض المنظمات استطاعت أن تتبوأ موقعا جماهيريا خلال مرحلة معينة، ثم أخذت في فقدان الزخم الجماهيري بفقدان بوصلة الفصل الجدلي بين السياسي من جهة والثقافي أو النقابي أو الحقوقي.......من جهة أخرى، (وهذا ينطبق على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مثلا).

لن نعرض لأطروحات اليسار بكل تجاربه فيما يخص علاقة السياسي بالجماهيري، لكننا نرى ضرورة أن نذكر ببعض ملامح التصور اليساري الذي نعتقده صحيحا في التعامل مع هذه المسألة:
- استقلالية المنظمات الجماهيرية عن السلطة وعن الأحزاب برنامجيا وتنظيميا وفي القرار.
- ديموقراطية العلاقات التنظيمية الداخلية والعلاقات مع التنظيمات الأخرى سياسية أو غيرها، وفي اتخاذ القرار.
- جماهيرية الفعل والممارسة باعتبار أن المنظمة الجماهيرية تستهدف تحقيقا للمصالح المباشرة لجماهير المنظمة وللذين في أوضاعهم.
- تقدمية المطالب والمطامح والأفق، لأن حاجات الناس تتحقق وتتطور بتقدم المجتمع وبتحول بنياته نحو الأفضل والأكثر تقدما.

وهذه الملامح تمت بلورتها وصياغتها في خضم تجربة نضالية غنية لليسار المغربي، وبلورتها التجارب اليسارية في مجال النقابات العمالية والطلاب والنساء.....وبوأت اليسار موقعا أساسيا داخل المجتمع لا سبيل لاستئصاله إذا ما تمت الممارسة الحالية والمستقبلية بناء على فهم دقيق للعلاقة الجدلية بين السياسي والجماهيري.

ولقد أثبتت التجارب أن العمل الجماهيري حين يصبح رهينة للسياسي سواء من موقع اليساري الإصلاحي أو اليساري الثوري ينتج شروط تفسخه، من حيث:

- تواري المطالب الحقيقية أمام المطالب السياسية.
- سيادة البيروقراطية والأوامر والتعيين بديلا عن الممارسة الديمقراطية.
- تشكل مجموعات حول الموقف السياسي لتحقيق المصلحة الخاصة بدل الموقف لذاته.
- انفضاض الجماهير من حول المنظمة مع ما ينتج ذلك من يأس وانحسار للمد الجماهيري.
-
ولنا في تجربة الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل الأمثلة الواضحة في هذا السياق. سواء في الاستعمال السياسي الذي مارسه الخط الانتخابي داخل الاتحاد الاشتراكي، إلى أن استقل بنقابته الخاصة أو في الاستغلال "الشعبوي" الذي مارسته القيادات النقابية لضمان مواقع قدم لها في توزيع السلطة والثروة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا