الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محافظ ومتحرر, وفي آن واحد معا ؟

احمد مصارع

2005 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وما لغرابة في ذلك , ومن يقبل بمفهوم تعايش الأضداد , فلن يجد في أي غرابة , والغرابة موقف نفساني أو شبه عقلي , ولكن الحياة ستظل على الدوام هي المقرر الأول للحقائق النسبية , ولها ينحني طلبة العلم , متألمين من لي أذرعهم , ولكن بأمل أن تلمس أياديهم , أهاب الحقيقة المستترة .
لابأس أن نتذكر تعاقب الليل والنهار , والضياء والظلام , والحر والبرد , و....., وحتى الموت والحياة , فالتضاد ليس مانعا حقيقيا لل(تآلفية ) , من الاشتراطات البيئية التحفيزية وجود الأضداد , وليس المقصود هنا في تغليب القدري على الارادوي , فالماضي لا يدرك حتى النهاية , والمستقبل لا يدرك بنفس الطريقة , بينما الحاضر يعاني من أوسطيته الساحقة له , وعبر عنفوان الدماء الهادرة , والجارية في عروق مستنفرة .
لا أود تقرير حقيقة ما , بشكل متزمت , كما يفعل الكثير , وبالتهرب من أداء واجب الانحناء , أمام تقوس المكان , وبعدم الاعتراف بكون الحقيقة ( لائذة ) أو منعزلة , أو متسامية , ومن أين يأتي السمو لمتهالك بليد على عادية الحياة , ونمطيتها الخادعة , بينما يظهر مسار الحياة , ملتويا وحلزونيا بل افعواني الحراك , وحتى لحظة المقتل المريعة .
لفهم ماهو متسام , فالمطلوب عدم التناقض و بل والخوف و من تساير عدة أديان , بل وعمل بإخلاص , في سبيل الحقيقة , ولاشيء أكثر إغراء من الحقيقة .
الله واحد , ولكن أصنام الحقيقة متعددة للغاية , وحين تجتمع في آن واحد معا , فإنها تتخايل أمام الناظر الحائر , ومن خلال عدة التمويه , كما لوكانت متاهات , ومتاهات وحتى آخر الحياة .
المجتمع الإسلامي أو العربي , لم يزل بعد يحتفظ با ( المانيكان ) الأول , انيا وساذجا , جميلا ومن غير روح , فقد كنا جميعا في حلمه الجميل أبناء بررة , ولقد كان يتمنى لنا بصدق لا رومانسية فيه , وبحيث نكون فيه , أمناء , ومسئولون , وهي مسؤولية كونية وبامتياز , حتى وقعت الخيانة ؟
فماهي الخيانة ؟ إنها ضرب من ضروب المجون والتعسف , وتسرع البعض في اعتبار , أن لافرق بين الحديقة , وربما الجنة الموعودة , بل وحياة الغابة , ومعظم جرائم الشرف ,التي تصم الشرق بالعار الإنساني , وتتجاهل التحديات المحلية , وهي من نوع : لك حق الظهور كطائر , ولكن عبر مجموعة من بنادق الصيد المشرعة , بل ورائحة البارود تزكم الأنوف , ويقولون بكل بلاهة : الحق عليكم .
لاشيء يقتل الحرية , قدر القول , بأن شر القول ما يضاد بعضه بعضا , ولكن كيف يحدث ذلك ؟
يمن القول , ومن غير نيابة , بان معظم العالم الإسلامي أو العربي , بل الشرق الأوسط الكبير هو من حيث الجوهر متحرر , وبدون ضمانات فعلية , هو محافظ بالجوهر أيضا , وفيصل العدل الفارق ما بين الضلالة والهدى , هو في توفير الضمانات لعبور آمن نحو طريق السلامة , وهو طريق التحرر المزعوم , وما الضمانات المرجوة سوى عمل صادق , ومنسجم مع الذات ويتمثل بقيام السلطات المخلدة, من العصر القديم , عصر ما قبل الانتداب والوصاية , وشبه التحرير , والميوعة الوطنية , بل وسيادة نمط غريب من الدولة من أجل التسلط , وتهربها الشنيع من القيام بواجباتها المتعارف عليها , على الأقل بمقياس العصر الحديث .
السلطة ( الدينية ) وهي ليست كذلك وبخاصة حين تما هت , كالذئب الأهلي , مع الدولة من أجل التسلط , وخرافة الدعاء للسلطان , وكيفما كان , لم تقم بأدنى الواجبات الأخلاقية , لتحمل مسؤولية العبور والتقدم , والأخذ بمستلزمات العلم , فالعلم فرض عين وليس فرض كفاية , ومن هنا تبدأ المشكلة والتناقض غير العلومي و غير ألضدي , ومعاداة الواقع , والسير بما يخالف سنن الحياة , وهو المفهوم الذي يتفق عليه الجميع , بأنه هو القدر , ولكن المتحرر وهو مستجد وغر , ولذلك فهو متشنج , ويتوخى الحذر , فلذلك , صار قدره أن يكون محافظا ومتحررا في آن معا , فما هو المطلوب ؟
مبدأ التراضي , لم يتم نشره وتعميمه بصفة ايجابية وصحيحة , بل لقد تم تجاهله , وبالتعاون مع دول التسلط , ومن أجل خلود التسلط , ولذلك ضاعت كل الضمانات الشرعية , للخروج الصحيح نحو حياة أفضل و تم استبدال ذلك , بروح المحافظة , بوصفها , بقاء الحال على ماهو عليه , خير من المغامرة التي لا تحمد عقباها , بل والتضحية بالغالي والأنفس , والدخول في طريق المجهول .
المجتمع الشرق أوسطي مازال على عهده الأول , يحب حياة السلام , وينتظر الوئام , ولكنه على فطرته الأولى يخشى بذكاء بالغ : الغدر , وسوء النية , وانعدام الوفاء ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa