الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة إسمها دستوراً

سامى غطاس

2013 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


متابعتنا لمواد الدستور و النقاشات المثارة حولها سواء داخل مايسمى باللجنة الخمسينية أو من خلال وسائل الإعلام حقيقة تصيب المرئ بالأسى و الحزن الى الحالة التى وصل اليها العقل المصرى .
لا تستطع الحٌكم على مايجرى هل هو غباء أم إستغباء لكن المؤكد إنة غباء منقطع النظير يقوم به إناس يدعون الفِكر والثقافة وهم أبعد ما يكون عن كليهما.
يتحدثون عن الدستور وكإننا مازلنا فى القرون الوسطى وعلينا إختراع شئ جديداً يٌسمى دستوراً و تناسوا إن كثيراً من الأمم والدويلات المجاورة لمصر سبقتنا الى هذا الإختراع من مئات السنين .

ينبرى البعض ويدعى باطلاً بإن المصريين لهم خصوصيتهم و كإنهم نوعاً أخر من البشر وهذا إدعاء باطل و سبق وأن ذكرت إن الإنسان هو الإنسان يحمل نفس التطلعات وله نفس الإحتياجات المادية والروحية سواء كان مصرياً, صينياً, برازيليا, أو أوربياً . والدستور هدفه هنا هو تنظيم و تحقيق تلك الأمنيات و المطالب الحياتية والتأكيد عليها .
مما يصيب المتابع لما يجرى فى مصر من مهاترات بخصوص الدستور ومواده بالغثيان و الإحباط معاً.ومعهما يفقد المواطن المصرى أي بارقة أمل فى مستقبل أفضل بل العكس هو الصحيح .

تقوم ثوره ويتحمل الناس تبعاتها من سقوط القتلى و إنهيار الإقتصاد و إنعدام الأمن والمواطن المصري يتحمل بكل حب على أمل أن تتحسن ظروفه المعيشية . وتقوم موجة أخرى لتصحيح مسار الثورة الأولى ليقع مزيداً من القتلي و مزيدا من التدهور الإقتصادى و الإنسان المصرى يصبر ويضحى لعل هناك بقعة ضؤ فى نهاية النفق المظلم . ولكن بكل أسف ليس هناك ما يجعلنا نتفائل أبداً طالما إستمر هذا الجدل العقيم بخصوص مواد بعينها فى الدستور .
الدستور لا يضعه إناساً ليسوا ذو إختاص لمجرد إنهم يمثلون أطياف المجتمع بل يضعه فقهاء قانونيون على دراية تامة بقوانين ودساتيير الأمم الأخرى ناهيك عن القوانين الدولية المٌتعلقة بحقوق الإنسان .
يجب إبعاد جميع المواد الخاصة بالأديان نهائياَ سمائية كانت أو غير ذلك , فهم يجب أن يعوا إنهم يضعون دستوراً للمواطن المصرى وليس للمؤمن المصرى والدولة كشخصية إعتبارية ليس لها أبداً أن تقوم بدور الله على الأرض , عليها فقط بالعمل على توفير الحياة الكريمة لمواطنيها من تعليم و أمن و فرصة عمل وصحةا و الأهم الكرامة الإنسانية.
الإنسان المصرى هو حجر الزاوية وهذا المصرى قد يكون مٌسلماً , مسيحياً, يهودياً , بهائياً , شيعياً أو لادينيا
لكل هؤلاء يجب أن يضع المٌشرِع دستوره وغير ذلك ما هو إلا ذرع الطائفية والإنقسام بين أبناء الوطن الواحد. وتلك المواد الدينية فى الدستور ستكون بمثابة قنابل موقوتة تنفجر بين الحين والأخر .

أكتر ما إستشاط غضبى حقاٌ هو إتفاق الأزهر والسلفيين و الكنيسة القبطية على ضرورة بقاء جملة .. من غير المٌسلمين من المسحيين واليهود... بالمادة الثالثة فى هذا الدستور المٌعيب, إتفق هؤلاء جميعا على تلك الجملة رغم إختلافهم فى كل شئ عداها.
وخطورة تبنى تك العبارة بعد إن كان هناك إقتراح إختصار الجملة وجعلها فقط لغير المسلمين الخطوره هنا إنها ترفض الإعتراف بمواطنين مصريين لا ينتموا الى تلك الأديان المسماه زوراً سمائية . فإذ كنت بهائياً أو شيعياً أو لا دينياً فعليك ترك بلدك وبلد أجدادك مصر لإنك ببساطة وبناء على عبقرية القائمون على الأديان فى مصر ليس لك أي حقوق ... أي مهزلة تلك ؟؟؟

كإنسان مسيحى من الممكن أن أتفهم موقف الأزهر و السلفيون فى إنكارهم حق الأخر فى التعايش المٌشترك ورغم إدانتى بشدة لهذا الموقف الادينى والغير أخلاقى إلا إنه ليس بغريب عليهم و هم من يتهمون دائما المختلف معهم عقادياً بالكٌفر و الزندقة ولنا فى الشيعة والبهائية خير دليل ,
لكن ما لا أفهمه أو أستثيغه أن يصدر نفس الموقف عن أحد القادة الروحيين بالكنيسة المصرية . وحتى أكون مٌنصفاً فأنا لا أستطيع نفى أو تأكيد الخبر المتداول على لسان نيافة الأنبا أرميا إنه تبنى نفس موقف الأزهر و السلفيين - والذى أتمنى الا يكون صحيحاً - أما لو صح ذلك ستكون وصمة عار على رأس الأنبا أرميا وعليه التراجع فوراً عن هذا الفِكر الإقصائي و البعيد كل البعد عن تعاليم المسيحية وأيضاٍ يخالف كل الإختلاف عقيدة كنيستنا القبطية . حيث أن قداسة البابا تواضروس هو أول من طالب بشطب عبارة المسحيين و اليهود من الدستور وجعلها لغيير المسلمين وبهذا يؤكد قداسته على حقوق كل إنسان مصرى على أرض مصر أي كان إعتقاده .
ختاماً لتك الجزئية أنحنى توقيرا و إحتراماً لقداسة البابا وأعتب بشدة على الأنبا أرميا - إذ صٌح ماتناقل على لسانه - فحاشا لنا نحن الأقباط أن نساعد أو نشارك فى إضطهاد أي فئة من أبناء الشعب المصري ونحن نعانى بشكل يومى من إضطهاد بغيض .

حفظ الله مصرنا و ساعدها فى عبور تلك المِحنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعب يريد كتابة الدستور
حكيم العارف ( 2013 / 9 / 30 - 02:37 )
الدستور وضع من اجل الناس وليس الناس تعيش لتنفيذ الدستور ..

المفترض ان الدستور يسهل علاقة الناس بالدوله مما لها من حقوق وعليها من واجبات تجاه المواطنين ...والعكس

الناس لن تنفذ الدستور ان لم يتناسب مع متطلبات علاقة الشعب بالوطن (الدستور) ...

الدستور هو القانون او العقد بين المواطن والوطن ..

كل هذا لايعكس اى تداخل للاديان فى الدستور ....

طلب وجود دوله مدنيه يلقى اى علاقه دينيه خارج الاتفاق..

الشعب يريد كتابة الدستور


2 - لعبة سيب وانا اسيب بين الكنيسه والازهر
حكيم العارف ( 2013 / 9 / 30 - 02:42 )
ضقت صدرا بهذه اللعبه السياسيه القذره ...

لادخل للدين بالسياسه ياناس ياللى مابتفهموش ..


الى متى يارب تنساهم غرقانين فى الغباء ده .


لعبة سيب وانا اسيب بين الكنيسه والازهر


3 - سؤال ساذج
Amir Baky ( 2013 / 9 / 30 - 11:52 )
هل يمكن أن يكون مواطن مصرى غير دستورى؟؟؟ الدستور الذى يصر أن يفرز الشعب على أسس دينية وعقائدية يتدخل فى الشئون الشخصية للمواطن بشكل فج


4 - نضحك على أنفسنا بهذا الدستور
Amir Baky ( 2013 / 9 / 30 - 13:39 )
عندما يتم غلق كنيسة لمدة 10 سنوات و بمعلومية كافة المسئولين بسبب أن هناك متطرفين فى قرية سروة بالمنيا بصعيد مصر يرفضون وجود المسيحيين بالقرية و يمنعوهم من فتح الكنيسة للصلاة. فمهما وضعت آلاف المواد بالدستور التى تقر حرية العبادة و المواطنة فسيظل الموضوع حبر على ورق. فإن لم توجد هيبة للدولة بأن تفرض القانون و مبادئ الدستور على المجتمع فلا داعى من كتابة أى دستور. للمزيد من المعلومات عن هذا الخبر.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1274623&SecID=319

اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا