الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة علي الثقافة المصرية

أماني فؤاد

2013 / 9 / 30
المجتمع المدني


في العمق
مؤامرة علي الثقافة المصرية
اللحظة التي نعيشها الأن من تاريخ مصر تتطلب من مثقفيها التخلي عما اتصف به بعضهم من التحول والتلون، فلقد بدأت ماكينة التبرير تنطلق من بعضهم، والتأجيل لإتخاذ موقف جماعي، و استمر مسلسل الانسياق وراء مطامع ومكاسب زائلة لا غناء فيها. فنحن بإزاء مؤامرة يتم نسج عناصرها بذكاء إن لم ننتبه ونتجمع من أجل مواجهتها.
في مواقف متعددة شعرت أن للكثير من النخب المصرية سمة "الضجيج بلا طحن"، وهو ميراث متراكم زائف يند عن مفهوم وقيمة المثقف الحقيقي ، طبيعة تلبستهم مع انخراطهم في مؤسسات الدولة المصرية منذ العهد الناصري، واستمر معظمهم علي هذا النهج ، إلا من عصم نفسه، وفكره، وكرامته، وحرية إبداعه.
منذ أيام خرجت علينا حكومة الإخوان المسلمين بتعيين وزير للثقافة المصرية لا يعرفه المثقفون ، وأكثرهم كان يسمع عنه لأول مرة ، أي انه بلا منتج إبداعي أو فكري أو حتي إداري يعتد به ويؤهله لهذا الاختيار.
كانت مقالته بجريدة "الحرية والعدالة" جواز مروره لهذا المنصب الحساس، علي رأس القوة الحقيقية الناعمة لمصر: من فنون وأداب وسينيما وثقافات متنوعة ، في هذا المقال أعلن د."علاء عبد العزيز" فساد الإعلام المصري والقائمين عليه، وتعمدهم إشعال التناحر بين كل الطوائف، و سخطه علي كل التيارات الفكرية المصرية، ووصفهم بالمتآمرين مناصري الثورة المضادة ، وتحيزه الواضح للرئيس ــ المندوب عن المرشد في قصر الاتحادية ــ ، كما أعلن اعتراضه علي صنيع كل مستشاري الرئيس الذين استقالوا، ووصفهم بأنهم "منظروا مكاتب وليسوا من نوعية المنظريين الحركيين الذين يحسون بالشارع ويعرفون اتجاهه"، وعلي الفور بمجرد أن اعتلي المنصب تحرك بطشا وتعسفا وعشوائية، فأدلي بتصريحات لا يملك تنفيذها بشأن تغيير مسمي مكتبة الأسرة إلي مكتبة الثورة ، ليته مثلا غادر ثقافة المسميات إلي منهجية تنظيم الإدارة ، ومحاربة أشكال الفساد والتنطع التي تكبل أداء الوزارة ، في اليوم التالي مباشرة تراجع عن أقواله شأنه شأن الإخوان، أعقب ذلك مباشرة إقالته رئيس هيئة الكتاب، وبغض النظر عن شخصنة الأمور وتقييم الأشخاص، إلا أنه من الواضح أن هناك خطة مرسومة لإقصاء المثقفين المخالفين في الرأي والتوجه، والإستحواذ علي الوزارة وإعادة هيكلتها بما يحقق أحادية التوجه الإسلاموي، وتهميش إن لم نقل إلغاء كل التيارات الفكرية والإبداعية الأخري، ثم التقييد علي حرية التفكير والإبداع المعتمد في جوهره علي الفردية وتجاوز الكائن، لا الذوبان في مفهوم السمع والطاعة ،وعصا القطيع.
المؤسسة الثقافية الرسمية في ذاتها لا تحمل وصمة عار، وملك لجميع دافعي الضرائب من المصريين بكل طوائفهم، وهي حقنا ، ومن العبثي في بلد يعاني تدني المستوي الإقتصادي،وارتفاع نسبة الأمية أن نعوَّل فقط علي الثقافة الحرة الموازية التي لا تُدعم من الدولة، لذا لا ينبغي الرضوخ لمخططهم، ولا ترك الساحة الثقافية الرسمية يترعون فيها.
ووسط كل الضجيج في العهود السابقة والحالية في أداءات وزارة الثقافة كان هناك شرفاء المثقفين، الذين رفضوا الإملاءات السياسية أو الاحتفالات الكرنفالية، وساهموا بدور ثقافي حقيقي في دعم الوجود الإبداعي غير المدجن، بغض النظر عن بعض المواقف الحيادية التي كان يتخذها بعض من اعتلي المناصب القيادية.
وسط كل هذه المعارك والاختيارات العشوائية من قبل السلطة والقائمين عليها، علينا ألا نسمح بدفعنا دفعا إلي معارك هامشية وشخصية، علينا أن ندرك إن لم نقف موقف واضح ورافض إزاء تقليص الحضارة المصرية في فترة زمنية محددة، ونسيان التراكم الحضاري الذي ميز الشخصية المصرية علي مدي الاف السنين سنضيع ونتلاشي في غياهب التطرف والرجعية، واجبنا القبض علي تعدد هويتنا واندماجها، فلا ينبغي أن تطرف أعيننا بعيدا عن هذة المؤامرة التي تحاك بليل كعادتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن