الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدنة مع ..الانتخابات البرلمانية

أماني فؤاد

2013 / 9 / 30
المجتمع المدني


هدنة مع ..الانتخابات البرلمانية

هل خارطة الطريق التي وُضِعت لمصر بعد الموجة الثورية الأخيرة؛ لتنظم الخطوات التي يجب أن تتضمنها الفترة الانتقالية، خُطة لها صفة القداسة أو التنزيل ؟ بحيث لا يمكن تعديل بعض بنودها، أو تغيير توقيتات بعض المراحل التي تم وضع تصور لها ؛ لتسيير السياسة العامة لمصر من الجهة التشريعية، والأمنية، والاقتصادية، ومن ثم الوصول بالبلاد لحالة من الاستقرار؟
لماذا الإصرار علي إجراء الانتخابات البرلمانية، في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد؟
في ظل مجموعة من الظواهر التي عند تكتلها معا في سياق واحد ومتفاعل، تُصبح النتائج المترتبة علي الالتزام بهذه الخطة كارثية، ولغير صالح البلاد:
ــ يعاني الشارع المصري من حالة من الاحتقان الملحوظ ، وجود تيار معارض له ثقله، ولا يمكن التهوين من شأنه، ينادون بعودة الشرعية، ويرفعون شعار رابعة ، يحشدون للمظاهرات ويعرقلون الحركة الاقتصادية والسياحية والتعليمية، وكلنا قد شاهد الاشتباكات الدموية التي تحدث في الجامعات المصرية، بين الطلبة المنتمين لجماعة الأخوان والتيارات السلفية، والطلبة المؤيدين لخريطة الطريق التي تنتهجها مصر بعد 30 يونيو.
ــ هناك خطط تصعيدية اتفق عليها التنظيم العالمي للأخوان، ويتم بمقتضاها إنشاء تحالف يسمي " المجلس الإسلامي العالمي"، ويضم جميع تيارات الإسلام السياسي، والتيارات والجماعات السلفية، تنصب أهدافه علي دعم جماعات الإسلام السياسي بالمال والأسلحة والخطط التخريبية، الموجهة ضد ما يسمونه بالنظم الكافرة التي تتولي شئون مصر.
ــ من المنطقي في هذه الظروف أن تستيقظ كل الخلايا النائمة، وتنشط تحت هذا الدعم، وتطيح بمبدأ التقيَّة الذي يتَّبعونه ، وقتها تشتعل فاعليات الإسلامويين أكثر، سواء تحت مسمي الترغيب والعطايا، والخدمات الضئيلة؛ لكسب أكبر عدد من أصوات الناخبين ، والاستحواذ علي أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب، وكأننا لم نثر ضد سياساتهم، واستحواذهم علي مفاصل الدولة المصرية . ويظل البرلمان غير ممثلا لكل قطاعات وطوائف الشعب المصري، يستحوذ عليه الجماعات الإسلامية أو الفلول التي نفذت صلاحيتهم، وتأتي التشريعات مرة أخري لتخدم فصائل كل مهاراتها تنحصر في تجييش الأتباع، وحشد الأصوات لصالح أطماعهم .
السيناريو الآخر يتمثل في دفع أتباعهم لمواجهات دموية عنيفة؛ لترهيب السلطة والجماهير اتقاءا لشرهم، وحشد المتعاطفين معهم، وقت وقوع ضحايا من صفوفهم .
ــ حتي هذه اللحظة، تداولت الصحف أنباء عن مادة خاصة في التعديل الدستوري،، تحظر قيام الأحزاب علي أساس ديني، وهو ما كان متواجدا من قبل لكنه لم يكن مفعلا، يبقي الأمر معلقا بسياقات الواقع، والتحايل الذي يتم في وضع برنامج حزبي غير ديني، لكن الدعوة والمنطلق الواقعي ديني حتي النخاع، وهم يدركون ضعف الجماهير المصرية أمام كل الشئون التي تأخذ الصبغة الدينية.
أتصور لكل الأسباب السابقة أنه يمكن أن يصدر إعلان دستوري مكمل من الرئاسة، ينص عل إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ، تتم قبل الانتخابات البرلمانية ؛ لضرورة تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في مصر، وتنظيم المرحلة القادمة بعد تهدئة الأوضاع الخلافية، والوصول لدرجة من توعية الجماهير ، وبعد ضمان حيادية خطباء الجوامع سياسيا ، ولتنظيم صفوف الأحزاب الليبرالية والديمقراطية، التي يعوزها فترة كافية للتواجد في الشارع المصري ليشعر بفاعلياتها.
قد يقول توجه مخالف "أننا بهذا الصنيع نمدد فترة الفراغ التشريعي، وبذا تتسع الصلاحيات للرئيس وهو ما يمكن أن يخلق ديكتاتور مرة أخري ، لكنني أتصور أن الرئيس الحالي أو ما ستأتي به الانتخابات القادمة، لابد وأنه قد وعي الدروس السابقة.
نحن في حاجة إلي هدنة من الانتخابات البرلمانية لخلق حالة من الاستقرار الأمني والسياسي، وخلق قاعدة انتاج حقيقية تحتية، تنقذ الاقتصاد المصري الذي أصبح اعتماده الاساسي علي المنح والمعونات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوضي في يوروو 2024 ..اعتقال 50 مشجع إيطالي يحملون عبوات ناسف


.. شاهد: الجنود المثليون في أوكرانيا يتظاهرون تحت المطر للمطالب




.. مصر.. اللاجئون السودانيون يستقبلون عيد الأضحى في ظروف صعبة


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات




.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور