الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس

يوسف ابو الفوز

2005 / 5 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بحزن بالغ تلقت الحركة الشيوعية والديمقراطية العالمية ، نبأ رحيل واحد من القادة الشيوعيين الذين لعبوا دورا بارزا في نشاط حركة اليسار والحركة الشيوعية العالمية. ففي يوم الاحد 22 ايار 2005 ، وفي اثينا ، وعن عمر ناهز 91عاما ، وعلى اثر نوبة قلبية ، رحل المناضل والقائد الشيوعي ، هاريلوس فلوراكيس ، الذي ولد في قرية راهولا ، في منطقة اغرافا الجبلية ، عام 1914 لعائلة كادحة ، والذي صار قائدا للحزب الشيوعي اليوناني في الفترة 1972 ـ 1989 . واحتشد المئات من الشيوعيين اليونانيين وانصارهم في بناية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني ، ولمدة يومين ، لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان الفقيد ، قبل تشيعه في 26 ايار 2005 الى مثواه الاخير في قريته . تعرف الفقيد فلوراكيس بشكل مبكر وفي سن الخامسة عشرة على الافكار الشيوعية حيث دخل الحلقات التثقيفية التي كان ينظمها الحزب الشيوعي اليوناني انذاك . وفي عام 1929 ومع موجة الاضطهادات التي تعرض لها الشيوعيين اليونانيين على ايدي السلطات الحاكمة تحت ظل القوانين الخاصة ، انضم الفقيد فلوراكيس الى اتحاد الشبيبة الشيوعية اليونانية. ومن خلال عمله كمستخدم في دائرة البريد ، وكقائد نقابي ، اشترك في نضالات عمالية نقابية عديدة عرضته مرارا للاستجواب والاعتقال .عام 1940 اشترك في اعمال المقاومة اليونانية ضد الاحتلال الالماني الفاشي لبلاده وقاد وحدات المقاومة الشيوعية ، وتدرج في المناصب العسكرية حتى نال رتبة لواء. في عام 1941 صار الفقيد عضوا في الحزب الشيوعي اليوناني . كان الفقيد من قادة الاضراب العمالي الذي نظم في اليونان عام 1942 ، وكان اكبر اضراب عمالي في اوربا خلال فترة الاحتلال . في الاعوام 1946 ـ 1949 اشترك في قيادة وحدات الشيوعيين في الحرب الاهلية ، وترك البلاد اثرها الى المنفى في الاتحاد السوفياتي . ويشير سجله النضالي الى كونه سجن ونفي لما مدته ثمان عشر سنة ، اثنا عشر سنة منها في السجن المؤبد ، ومنها ستة سنوات في المنفى ، وخلالها درس في اكاديمية فرونزا العسكرية الشهيرة في الاتحاد السوفياتي وتخرج بامتياز. في 1947 صار عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني ، وفي عام 1972 انتخب سكرتيرا للحزب . وفي عام 1974 صار فلوراكيس نائبا في البرلمان اليوناني وظل عضوا في البرلمان اليوناني لدورات تالية حتى اوائل التسعينات. ويسجل للقائد الشيوعي هاريلوس فلوراكيس انه في عام 1989 كسر التابو السياسي المتعارف عليه في البلاد واتبع سياسة جريئة ، وقاد الحزب الشيوعي اليوناني للاشتراك في حكومة ائتلافية مع الاحزاب المحافظة. بنضاله ونشاطه صار هاريلوس فلوراكيس علما سياسيا بين الاوساط السياسية في اليونان ، وتمتع لنضالاته ونظراته السياسية الواقعية بالإحترامِ الواسع بين مختلف إتّجاهات اليونان السياسيةِ . وكان قائدا ميدانيا بارزا ، وقف بأستمرار ضد العسف والديكتاتورية والى جانب غد اليونان الديمقراطي .اثر وفاته نعاه غالبية القادة السياسين اليونانيين ومن كل الوان الطيف السياسي ، وايضا قادة الدولة ، وامتدحوا بسالته وشجاعته ، واعتبروه واحدا من ابطال اليونان الذي سجلوا في تاريخ البلاد صفحات ناصعة ، فرئيس الجمهورية كارلوس بابوليس كان من اول المعزين ، ممتدحا سيرة حياته ونضالاته ، ووصفه رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارميلس " شخصية سياسية عظيمة ، ساهمت بطريقة حاسمة في تدعيم الديمقراطية والاستقرار " ، بينما اعتبره قسطنطين ميتسوتاكيس رئيس الحزب الديمقراطي الحاكم " مقاتل في الخط الامامي ، كلفه ذلك الاضطهاد واعوام طويلة في السجن في فترات الثورات السياسية في بلادنا " واضاف : " لم يستسلم ولم يفقد شجاعته يوما ، وبقي ثابتا وذو طريقة تفكير هادئة في اصعب الاوقات " . وفي نعي الحزب الشيوعي اليوناني للفقيد ، والموقع من قبل السيدة أليكا باباريغا ، الأمين العام للحزب الشيوعي اليوناني، اشارت الى ارتباط حياة هاريلوس فلوراكيس بتاريخ الحزب الشيوعي اليوناني ، ومنذ كان عضوا بسيطا في الحزب حتى تسلمه موقع المسؤول الكبير، واشارت الى دوره في قيادة الحزب في مرحلة عسيرة وذلك بعد العودة الى العمل العلني بعد 27 عاما من العمل السري.

سماوة القطب









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي