الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر/ عبد الناصر والسادات وحرب اكتوبر73 / الحلقة الاخيرة 3/3

حامد الحمداني

2013 / 10 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر

عبد الناصر والسادات وحرب اكتوبر 73
الحلقة الثالثة والاخيرة 3/3
حامد الحمداني 3/10/2013

حكام العراق وحرب اكتوبر:
لم يُبلّغ حكام العراق بقرار الحرب، فقد كانت العلاقات العراقية المصرية، والعراقية السورية على أسوأ حال، فعلى الجانب العراقي السوري كان الصراع بين جناحي البعث في البلدين قائماً ومستمراً، والعلاقات مقطوعة، كما أن العلاقات على الجانب المصري كانت قد وصلت إلى أسوأ حال بسبب تهجم حكام العراق على عبد الناصر بسبب موقفه من مشروع روجرز عبر الإذاعة والتلفزيون والصحافة، ولذلك فقد فوجئ العراق بوقوع الحرب عند ما أعلنت وكالات الأنباء أندلاعها، وكان العراق آنذاك في شبه حرب استنزاف مع إيران، بعد إقدام حكامه على إلغاء معاهدة عام 1937 مع إيران حول اقتسام مياه شط العرب.

كما أن أوضاع الحرب في كردستان قد أخذت جانباً كبيراً من الجيش العراقي، ومع ذلك أرسل العراق عدداً من أسراب طائراته الحربية إلى مصر، حيث شاركت منذُ اليوم الأول من الحرب فوق قناة السويس، واستشهد عدد من الطيارين العراقيين في المعركة.

كما سارع العراق إلى الاتصال بالاتحاد السوفيتي طالباً منه الضغط على إيران لكي لا تستغل سحب قطعات من القوات العراقية وإرسالها إلى سوريا، وبالفعل وجه الاتحاد السوفيتي تحذيراً إلى إيران من مغبة استغلال الظروف، والاعتداء على العراق، وحرك السوفييت بعض قطعاتهم الحربية نحو الحدود الإيرانية.

وهكذا تسنى لحكام العراق إرسال المزيد من القوات العراقية إلى سوريا، ولعبت تلك القوات دوراً مشهوداً في إيقاف زحف المدرعات الإسرائيلية نحو دمشق، وأمنت لها الحماية، بعد أن تعرضت لخطر كبير.

غير أن الذي حدث بعد ذلك هو أن السادات أعلن قبوله وقف إطلاق النار من جانب واحد، ودون استشارة سوريا، وحتى دون إعلام الرئيس السوري حافظ الأسد بقراره المفاجئ، متخطياً قرار التنسيق بين الجبهتين الذي قامت على أساسه الحرب، مما جعل سوريا بموقف صعب للغاية، إذ لم يعد بإمكانها الاستمرار بالحرب لوحدها لعدم وجود توازن للقوى بينها وبين إسرائيل، مما أضطر الرئيس الأسد إلى القبول بوقف إطلاق النار مرغماً، فقد كان الاستمرار في الحرب، بعد خروج مصر منها، لا يعني سوى الانتحار لا غير.

بادر حكام العراق حال موافقة سوريا على وقف إطلاق النار، إلى شن الهجوم على القرار، متهمين القيادة السورية بالتخاذل، وقرروا على الفور سحب قواتهم العسكرية وأعادتها إلى العراق معرضين سوريا لخطر جدي، حيث كان وقف إطلاق النار هشاً، وكانت إسرائيل قد خرقت قرار وقف إطلاق النار مع مصر، وأخذت قواتها تتوسع إلى ابعد مسافة ممكنة، حتى تمكنت من تطويق مدينة السويس، وبذلك اصبح الجيش المصري الثالث في سيناء مطوقاً، وبلغت القوات الإسرائيلية على مسافة 110 كم من القاهرة، ولولا موقف الاتحاد السوفيتي الحازم من إسرائيل، الذي وصل إلى درجة استعداده لإرسال قواته العسكرية إلى سوريا ومصر لردع الهجوم الإسرائيلي، وإرساله على عجل 280 دبابة خلال 48 ساعة، عن طريق ميناء الإسكندرية للدفاع عن القاهرة، في وقت لم يكن لدى مصر سوى 72 دبابة فقط غرب القناة.
كما أعلن الرئيس اليوغسلافي[ تيتو ] عن إهداء مصر لوا ء مدرع كامل فوراً، وسارعت الجزائر إلى إرسال لواء مدرع آخر إلى مصر فوراً، وهكذا أصبح لدى مصر غرب القناة حوالي 800 دبابة مما خلق توازناً مع القوات الإسرائيلية التي عبرت القناة .

قرار مجلس الأمن بوقف الحرب:

في 22 تشرين الأول، صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف القتال، وإجراء مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، وتم ذلك بعد مشاورات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، حيث وصل هنري كيسنجر إلى موسكو وتباحث مع القادة السوفيت وتم الاتفاق على صيغة القرار المذكور.

إلا أن إسرائيل أخذت تخرق القرار وتحاول التوسع واحتلال المزيد من الأراضي حتى تمكنت من تطويق مدينة السويس، وعزل الجيش الثالث المصري في سيناء، مما أثار غضب السوفيت، حيث سارع الرئيس السوفيتي [ برجنيف ] إلى الاتصال بالرئيس الأمريكي [ نيكسون ] طالباً منه على الفور وخلال ساعتين إيقاف العمليات الحربية الإسرائيلية، والعودة إلى خطوط 22 تشرين الأول مهدداً بالتدخل العسكري.

استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية وتوسعها ضاربة عرض الحائط بقرار مجلس الأمن، مما اضطر الرئيس السوفيتي [ برجنيف ] إلى إرسال إنذار شديد اللهجة إلى الرئيس الأمريكي نيكسون جاء فيه:
{ إن استمرار العدوان الإسرائيلي سوف يسفر عن عواقب وخيمة إذا لم يتوقف على الفور، ونظراً لأن إسرائيل لم تلتزم بقرار مجلس الأمن، ونظراً لما يبدو من أن الولايات المتحدة تنقصها الرغبة في التعاون بفرض تطبيقه، فإن الاتحاد السوفيتي سوف يقرر بنفسه منفرداً اتخاذ الخطوات الضرورية العاجلة لتأكيد احترام وقف إطلاق النار، فلا يمكن لإسرائيل أن تفلت من مسؤولية انتهاكها له}.

وعلى الفور أمر [ برجنيف ] 3 فرق محمولة جواً بالتهيؤ للطوارئ، وتحرك أسطولهم في البحر الأبيض المتوسط .
وفي 25 تشرين الأول تقدم السادات بطلب لإرسال قوات سوفيتية وأمريكية مشتركة لفرض وقف إطلاق النار، وإعادة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها يوم صدور قرار مجلس الأمن في 22 تشرين الأول، وقد أيد الاتحادالسوفيتي الطلب لكن الولايات المتحدة رفضته.

وبنفس الوقت أخذت القطعات البحرية السوفيتية تتحرك بسرعة نحو البحر المتوسط والبحر الأحمر، ووضعت القوات العسكرية في ألمانيا الديمقراطية في حالة الإنذارالقصوى، وعلمت المخابرات الأمريكية بأن 22 طائرة نقل عسكرية من طراز[انطونوف] تحمل كل منها 200 جندي قد وصلت إلى [بودبست] في طريقها إلى مصر، وكان ذلك دليلاً على أن الاتحاد السوفيتي يعني ما يقول.

ورداً على التحركات السوفيتية أعلنت الولايات المتحدة حالة التأهب القصوى في القوات المسلحة لدرجة 3، ووضعت القوات الإستراتيجية في حالة الإنذار، وأخطرت الفرقة 82 المحمولة، والمتواجدة في ألمانيا الغربية بالاستعداد للحركة، وتم توجيه حاملة الطائرات [روزفلت ] في إيطاليا، وحاملة الطائرات [ اندرس ] في كريت، وحاملة الطائرات [ جون كندي ] في المحيط الأطلسي، بالتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط، وأعلن كيسنجر أن أخبار تحرك قواتنا سوف تصل السوفيت قبل وصول ردنا عليهم، مما يعني تحدي الولايات المتحدة للاتحاد السوفيتي.

وهكذا بلغ التوتر بين المعسكرين أقصى درجاته مهدداً في أي لحظة بنشوب حرب لا يعرف أحدٌ مداها، ولاسيما وأن الترسانة النووية لكلا الطرفين باستطاعتها تدمير كوكبنا الأرضي تدميراً كاملاً .

وفي 1 كانون الأول جرى لأول مرة منذُ بداية الحرب لقاء بين الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس المصري أنور السادات في الكويت، وجرى عتاب شديد من قبل الأسد على قرار السادات بوقف القتال دون استشارة سوريا، وعدم قيام التنسيق المنشود والمتفق عليه بين الجبهتين، وكذلك تقديم السادات مشروع السلام مع إسرائيل في 16 تشرين الأول.

وبالنظر للظروف الخطيرة التي كانت تمر بها سوريا ومصر قرر الرئيسان الاتفاق على فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما.

وفي طريق عودته مرّ السادات بالسعودية والتقى بالملك فيصل، وأقنعه بضرورة استقبال [هنري كيسنجر]!!، حيث رفض الملك استقباله من قبل لكونه يهودياً يقف بكل قوته إلى جانب إسرائيل، وكان حقد كيسنجر يغلي في صدره، وأضمر للملك فيصل الانتقام المناسب، فكان تدبير خطة اغتياله، عقاباً له على تخفيض إنتاج النفط، ورفض مقابلته له.

وفي 6 كانون الأول وصل وزير الخارجية الأمريكية [هنري كيسنجر] إلى القاهرةوبصحبته وفد كبير كان في طريقه إلى الصين، وأجتمع على الفور بالسادات وتباحثا حول الوضع الراهن، وفي المقدمة من ذلك تطورات الحرب.

وفي اليوم التالي ، 7 كانون الأول، اختلى كيسنجر بالسادات لوحدهما لمدة ثلاث ساعات تم خلالها ترتيب الأمور مع السادات، وجرى الاتفاق على إقامة علاقات إستراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة، وتنسيقاً كاملاً معها في الشرق الأوسط وأفريقيا، والاتفاق على قيام الولايات المتحدة بحماية نظام السادات، وحمايته شخصياً.

كما جرى الاتفاق على خمس نقاط ، فيما يخص الحرب مع إسرائيل طرحها هنري كيسنجر على السادات، وتبين فيما بعد أن هذه النقاط الخمس كانت من وضع رئيسة وزراء إسرائيل [ كولدا مائير].

طلب السادات من كيسنجر أن تكون المقترحات مقدمة بأسم مصر، وليس بإسم إسرائيل، أو أمريكا !! لكي لا يحرج أمام الشعب المصري وبقية الشعوب العربية !!، كما طلب منه عدم التحدث عن موافقته على عبور السفن المتوجهة إلى إسرائيل من مضيق باب المندب الذي كانت مصر قد أغلقته عند بداية الحرب.

ويروي الأستاذ محمد حسنين هيكل عن اللقاء الذي جرى بين السادات وكيسنجر في الاجتماع المغلق كما يلي :
{ قال الرئيس السادات لهنري كيسنجر { إنني مندهش من المسائل التي بدأت في إثارتها في الاجتماع الموسع الذي جرى يوم أمس، فأنت شغلت نفسك بمسائل من نوع فك الاشتباك، وخطوط وقف إطلاق النار، وغيرها من التفاصيل، وأنا لأريد أن أناقش الأمور بهذا المستوى. إنني أعرض اتفاقاً تاريخياً بين مصر والولايات المتحدة، فأنا على استعداد لإجراء تغير كامل في السياسة المصرية في مقابل حل شامل لأزمة الشرق الأوسط !!، إنكم تظنون أنني أحب السوفييت، وقد أرسلت لكم رسالة عندما طردت خبراءهم، وعساكرهم في العام الماضي، ومعنى ذلك أنني أكرههم أكثر منكم ولكنكم لم تفهموا الإشارة، ولم تردوا عليّ، ووصلت الأمور الى ما وصلت إليه يوم } .

وقد رد عليه كيسنجر وسأله عما يعنيه، فكان جواب السادات:
{أنا على استعداد لتغير توجهات السياسة المصرية 180ْ، إذا كنتم لا تريدون الروس في المنطقة، فأنا لا أريدهم أكثر منكم، وإذا كنتم تريدون إخراجهم، فأنا أستطيع تحقيق هذا الهدف أحسن منكم، وسوف أخرجهم عرايا، كما ولدتهم أمهاتهم !!}.

وسكت السادات منتظراً رد فعل هنري كيسنجر على عرضه، وكانت المفاجئة أن أجابه كيسنجر:
{ سيادة الرئيس إنني لا أستطيع أن أفكر في سياسة مشتركة بعيدة المدى مهما بدت مغرية لنا، بينما سيف الحظر البترولي معلق فوق رؤوسنا، ومضى يقول إن الضرر البالغ الذي أحدثه فرض حظر على تصدير النفط العربي إلى الولايات المتحدة على هيبة هذا البلد الكبير أولاً ، وعلى مصالحه الاقتصادية ودوره القائد في الاقتصاد العالمي ثانياً}.

وكان لكيسنجر ما أراد، فقد سارع السادات بالطلب من الملك فيصل بإلغاء قرار فرض الحضر لصالح المعركة!!، وقد أجابه الملك فيصل بأن عليه أن يقدم له طلباً كتابياً رسمياً يشير إلى أن إلغاء حضر البترول هو في صالح المعركة!!، وكان له ما أراد، حيث تم إلغاء الحضر، وإلغاء قرار تخفيض الإنتاج فيما بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الحمداني المحترم
أحمد ( 2013 / 10 / 2 - 22:01 )
لا ادري كيف ولماذا تمجّد بعبد الناصر وهو ارسل الاسلحة وجهاز أذاعة للعقيد الشواف في الموصل ودعمه وتحريضه للقيام بتمرده العسكري والدموي ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم وقبل اعلان تمرده ارسل ضابط ركنه الى الشام واجتمع مع المجرم ( عبد الحميد السراج ) لوضع اللمسات الاخيرة لتنفيذ التمرد ووضعت تفاصيله وحصل ما حصل ..


2 - سيد أحمد
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 3 - 05:40 )
كان الشيوعيون هم أول من تصدى لمؤامرة علد الناصر على قاسم وأدانوا ناصر بقوة
إلا أن الحقائق التاريخية تقول أيضاً معاني أخرى ..
الدول الغربية العظمى فرنسا وبريطانيا والولايات التحدة ومعها اسرائيل شنت حربين كبريين على ناصر 56 و 67 وفشلت في زحزحته عن موقعه في مقاومة الاستعمار
وفي المقابل أعلن قاسم استسلامه لحفنة من العسكر انقلبوا عليه بتخطيط من أميركا وبريطانيا، العسكر الذين أعدموه، هو نفسه من كان قد أعادهم للخدمة لمقاومة الشيوعية
ثورة التحرر الوطني في العالم كله قادها عبد الناصر وهذا حقيقة سيسجلها التاريخ في صفحة مشرفة خاصة بعبد الناصر
أما قاسم فلن يذكره التاريخ أكثر ن ضابط صغير حاول أن يقيم نظاما على قده

ناصر قبل أن يرحل اعترف بأنه كان قد أخطأ أخطاء كبيره مقابل القاسميين الذين لم يعترفوا بخطأ لقاسم مع أن ثورة تموز ما كانت لتنهار إلا بسبب أخطاء قاسم
كان لدى قاس شعب يتفجر وعياً وجيش موالي وعراق غني ومع ذلك انهارت الثورة لماذا ؟
الجواب الوحيد هو أن قائد الثورة لم يكن على مستوى الثورة
كل المآسي الفظيعة التي تكبدها شعب العراق نتيجة لانهيار الثورة هي من مسؤولية قاسم بالتحليل الأخير


3 - الاجابة بالنيابة !
أحمد ( 2013 / 10 / 3 - 20:02 )
كاتب المقال السيد حامد الحمداني لا يدافع عن مقالته تجاه الاراء المضادة علما انه من ابناء مدينة التي حصل التمرد فيها وعايش الاوضاع قبل واثناء وبعد حدوثها وهو على علم بالاسلحة التي تدفقت من سوريا ( الاقليم الشمالي ) سابقا عبر محطة ( تل كوجك ) واعود الى المعلق ( سيد فؤاد النمري ) وهو يقول : (أما قاسم فلن يذكره التأريخ أكثر من ضابط صغير حاول ان يقيم نظاما على قده ) لذا اقول له ان قاسم كان برتبة عميد ركن وكان قائد للواء اما عبد الناصر فقد كان برتبة ( بكباشي ) يعني مقدم وكان قائد كتيبة ولو كان ثورة قاسم صغيرة ( وعلى قده ) كما تزعم لما تحرك الاسطول السادس الامريكي وانزل قواته وجنوده في بيروت ولما نزلت القوات البريطانية في الاردن عند قيام انقلاب او ثورة الزعيم قاسم ( بغض النظر عن مجزرة الرحاب المؤسفة والحوادث الاخرى )..وكذلك ان هذه الثورة الصغيرة ( على قد الزعيم ) !هي التي قصمت ظهر حلف بغداد وغيرت خارطة التحالفات وزلزلت المنطقة اما عبد الناصر فهو اغلق مضايق تيران وطرد القوات الدولية من المنطقة وصفّ طائراته المقاتلة والقاصفة في العراء صيدا سهلا للاسرائيليين يوم 5 يونيو فيالها من ثورة !!


4 - الشهيد عبد الكريم قاسم قائد وطني شجاع
حامد الحمداني ( 2013 / 10 / 3 - 20:35 )
الأح احمد : في البداية يؤسفني انني لم استطع الرد على مقالكم لظرف صحي طارئوقد قرأت بإمعان تعليقين لكم وتعليق للاخ فؤاد النمري، واود أن اقول لكم انني انا وحدي من يرد على مقالاتي وبحوثي من دون ان احجز حق الاخرين أن يدلوا بدلوهم ويناقشوا فهذا حق مكفول للجميع، انا لم يتناول موضوع بحثي مدحاً ولا قدحاً لعبد الناصر، وتناولي للموضوع كمؤرخ وليس كسياسي، وكل إنسان له سلبياته وإيجابياته ولا يمكن أن ننظر للأمور اما ابيض أو اسود . حقاً إن موقف عبد الناصر من قيادة عبد الكريم قاسم كان خطأً جسيماً لا يغتفر،لكن المسألة تتعلق اكثر بالقوى القومية والبعثية التي انقلبت على ثورة 14 تموز وارادت سرقة الثورة ، وركبت قطار عبد الناصر واتخذته سلماً لانتزاع السلطة بدعوى كاذبة اثبتها التاريخ وهي شعارهم بالدعوة للوحدة الفورية مع العربية المتحدة آىنذاك والجميع يعلم انهم تآمروا مع امريكا وبريطانيا على ثورة 14 تموز في انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 ،وبتعاون من القيادة الكردية ، وبدعم من عبد الناصر وبان زيف دعوى البعثيين حيث تنكروا للوحدة ولعبد الناصر، وبعد انقلاب عبد السلام عارف عليهم في 17 تشرين من نفس العام[يتبع]


5 - تكملة عبد الكريم قاسم قائد وطني
حامد الحمداني ( 2013 / 10 / 3 - 21:04 )
وهكذا تنكر عبد السلام والقوى القومية للوحدة وعبد الناصر الذي خدعوه وصوروا انفسهم ناصريون يهدفون تحقيق الوحدة كذباً
ولا شك ان عبد الكريم قاسم ليس كما صوره الاستاذ النمري [ضابط صغير على أدة] بل هو قائد وطني شجاع قام بثورة هدمت اركان حلف بغداد، وحققت انجازات عظيمة للعراقيين كان في مقدمتها قانون الاصلاح الزراعي وقانون رقم 80 الذي سحب بموجب . من المناطق النفطية، وحرر المرأة واقام العديد من المشاريع الصناعية ، وقد ذكرت بالتفصيل انجازات ثورة 14 تموز في كتابي [ ثورة 14 تمنوز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها] لكن عبد الكريم قاسم وقع باخطاء كبيرة دفع حياته وحياة شعبه ثمناً لها حيث عفا عن اعداء الثورة وابعد وسجن الكثير من المخلصين للثورة وله بالذات، ومع انني اعتقلت في عهده وعُذبت ابشع تعذيب على يد الجلاد الزعيم صديق مصطفى لكنني اقدس الزعيم عبد الكريم قاسم كشخصية وطنية معادي للإستعمار ونظيف اليد قل مثيله. وبالنسبة لعبد الناصر قلت في القسم الأول من الموضوع كان الاجدى بعبد الناصر أن يمد يده لقاسم لدفع حركة التحرر العربي الى الأمام، لكن رغم اخطائه فقد كان له دور اساسي في حركة التحرر العربي [ يتبع


6 - نكملة عبد الكريم قاسم قائد وطني
حامد الحمداني ( 2013 / 10 / 3 - 21:20 )
ارى من الاجدر العودة للقسم الاول والثاني قبل ان تحكم عليَّ وعلى البحث، فحامد الحمداني لا ولن يتغير ، كاتب ماركسي وطني ملتزم بنقل الحقيقة سواء كانت حلوة أم مرة ، وسواء اتفق معها أم اخالفها ،ولذلك فانا اخالف تماماً ما جاء بتعليق الأخ النمري حيال الشهيد القائد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار، فعبد الكريم قاسم لم يخطئ وحده بل كل القوى السياسية آنذاك من اقصى يمينها إلى اقصى يسارها اخطأت ، البعثيون والقوميون العرب والكرد انقلبوا على الثورة وتآمروا عليها، واليسار لم يحسن التعامل مع عبد الكريم قاسم ، بل لقد ارعبته مسرة الأول من أيار 1959 بحيث بات قاسم على قناعة أن الحزب الشيوعي أصبح قاب قوسين اوادنى لانتزاع السلطة منه، وخاصة بعد انكشاف محاولة مجموعة الشهيد فاضل البياتي الانقلابية، واعتقال المجموعة في وزارة الدفاع، فصمم قاسم على تقليم اظافر الحزب ، وهكذا عالج قاسم الخطأ بخطأ افضع حيث بات منعزلا عن الجماهير اليسارية مما مهد الطريق لتنفيذ جريمة اغتيال الثورة وقادتها وقادة الحزب الشيوعي واغراق العراق بالدماء.


7 - الاستاذ حامد الحمداني
أحمد ( 2013 / 10 / 3 - 21:54 )
تحية واحتراما ..نرجو ان تكون الوعكة الصحية التي المت بكم قد زالت وان تكون متمتعا بالعافية وأأسف على ذلك وبعد اخي الكريم انا كردي وغير متحزب لا للاحزاب الكردية ولا اليسارية ولا الدينية واتا سبق لي وأن قرأت مذكراتك واحييك على شجاعتك وعلى ثباتك وفق المبادىْ التي تؤمن بها ولكن تعليق سيد نمري اغاظني بعض الشيْ ونسيت ان اذّكره ايضا بأن الزعيم قاسم كان من صفاته الحميدة ايضا انه كان عفيف اللسان بعكس خصومه ! ..تقبل تحياتي ومزيد احترامي ..


8 - السيد المحترم أحمد
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 4 - 06:51 )
أنا آسف إذ أغضتك قليلاً !
ولا أدري ما الذي أغاضك وأنت عدت تقول ما قلته أنا
كانت ثورة تموز أكبر من عبد الكريم قاسم ولذلك فشلت
أنا لم أقل أن قاسم لا يمتلك صفات حميدة
ومع ذلك ليس هناك أصغر منه وهو يستقل دبابته ويتوجه للإستسلام إلى صعاليك البورجوازية الوضيعة المتقومنين في الإذاعة ليعدموه
قارن أخي أحمد بينه وبين الرئيس التشيلي أليندي الذي لم يمتلك في قصره الأسلحة التي امتلكها قاسم في وزارة الدفاع لكنه ظل يحمل بندقيته يطلق النار بنفسه على الانقلابيين بقيادة بينوشيه حتى استشهد
لماذا يتجاهل العراقيون الفرق بين قاسم وأليندي وما زالوا يتغنون بالخصال الحميدة لقاسم ؟
الخصال الحميدة لا تصنع ثورة


9 - أخي ورفيقي العزيز حامد الحمداني
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 4 - 07:22 )
أنا يا رفيقي أحترمك كثيراً لأنك مؤرخ أمين للتاريخ وذو عين ماركسية لكن مع ذلك أسمح لنفسي أن أختلف معك في بعض المواقف والتحاليل
أنت تقول ..
لكن عبد الكريم قاسم وقع باخطاء كبيرة دفع حياته وحياة شعبه ثمناً لها حيث عفا عن اعداء الثورة وابعد وسجن الكثير من المخلصين للثورة وله بالذات، ومع انني اعتقلت في عهده وعُذبت ابشع تعذيب على يد الجلاد الزعيم صديق مصطفى لكنني اقدس الزعيم عبد الكريم قاسم كشخصية

كيف لك أن تفسر تقديسك لشخص قاسم وهو كما تقول دفع حياة شعبه ثمناً لأخطائه وأنت تعلم هول ما تحمله شعب العراق وما زال يتحمل بسبب أخطاء قاسم

معاناة شعب العراق لا توازيها إلا معاناة شعب ألمانيا بسبب تهوّر هتلر وأخطائه
ومع ذلك نجد ألمانيا تحرّم رسمياً مجرد ذكر اسم هتلر بينما نجد ماركسيين وشيوعيين يقدسون قاسم
نعم الفرق كبير بين شخص قاسم وشخص هتلر لكن نتيجة أخطائهما هي واحدة ومتساوية
كانت أخطاء الحزب الشيوعي العراقي أكبر من أخطاء قاسم وأنا أدين الحزب الشيوعي كما أدين قاسم، أدينه بسبب ذيليته آنذاك للمرتد خروشتشوف ولأنه حتى اليوم لم يعترف بأخطائه الكارثية وينقلب اليوم لحزب البورجوازية الوضيعة


10 - استدراك
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 4 - 09:41 )
بل إن عواقب أخطاء قاسم أعظم هولاً بكثير من أخطاء هتلر حيث أن الشعب العراقي ما زال يعاني بعد خمسين عاماً من هزيممة ثورة تموز بينما لم يعد
شعب ألمانيا يعاني بعد عشرين عاماً فقط
لدى انفجار كل سيارة مفخخة ومقتل عشرات العراقيين المدنيين من نساء وأطفال أتذكر استسلام عبد الكريم قاسم لعصابة القتلة
يا لهول سقوط ثورة تموز !!!
سيظل التاريخ يستهول ذلك السقوط مهما تناساه العراقيون


11 - الاخ فؤاد النمري المحترم
أحمد ( 2013 / 10 / 4 - 18:17 )
تعقيبا على ما ذكرته في مداخلاتك فأنني اود ان ابين بأنك لا تمتلك المعلومات الكافية عن الزعيم وهذا شيْ طبيعي لمن لم يعايش الاوضاع واود ان اصحح بعض المعلومات فانك بالاضافة اللا تصغيرك لشان قائد الثورة بعبارتك ( على قده ) ! وقارنت ذلك مع قائد ثورتكم الرئيس عبد الناصر ولا داعي للاعادة ولكني اريد ان اوضح مسألة اخرى وهي مقاومته للانقلابيين فلقد قاوم الزعيم دبابات وطائرات الانقلابيين مدة تزيد على 24 ساعة واسقط خلال مقاومتة جنوده احدى الطائرات المغيرة على مقرة ودمر العديد من الدبابات وقتل من المهاجمين 6- 7 ضباط برتب مختلفة عدا الجنود وهو ايضا قدم تضحيات في مقاومته ومنهم قائد الشرطة العسكرية ( الانضباط العسكري ) العميد عبد الكريم الجدّة فهل قاوم الملك غاروق او ملك اليمت ام حكام سوريا عند الانقلاب عليهم وهل قاوم عبد الحكيم عامر وكان موجودا في دمشق عند وقوع الانقلاب الذي حرر سوريا من التبعية ومن ايدي الجلاد والسلطان الاحمر (عبد الحميد السراج ) والمقاومة الوحيدة للانقلابيين في سوريا ابداها الفريق امين الحافظ ولمدة ساعتين او ثلاث وبعدها اضطلر للاستسلام ..ونحن بانتظار الاستاذ الحمداني ودمت بخير.


12 - رد على تعليق الأخ احمد
حامد الحمداني ( 2013 / 10 / 5 - 09:28 )
عزيزي الاخ احمد: بودي ان اقدم لكم جزيل شكري وتقديري على تواصلكم ومتابعتكم لما نُشر حلول البحث ، وانا لست متفقاً مع ما جاء به السيد النمري حول تشبيه الشهيد عبد الكريم قاسم بهتلر!!!!، أي تشبيه هذا لا يعقله اي انسان ، هتلر مجرم قضى على 52 مليون إنسان في حربه الاجرامية، ودمر مئات المدن، وآخر التطور لعشرات السنين ، واستنفذ الثروات الهائلة للشعوب ، ويكفي أن اشير إلى كتاب الأقتصادي الأمريكي فكتور بيرلو [ أقتصاد السلم والحرب] الذي درس اقتصاد دول العالم المشاركة في الحرب العالمية الثانية وخرج بالخلاصة التالية: [لو صرف ما تم صرفه في تلك الحرب لخير وسعادة البشرية ، وقسم سكان العالم إلى عوائل تتالف من خمسة اشخاص لنالت كل . عائلة فيلا جميلة وسيارة] أن تشبيه عبد الكريم قاسم بهتلر ظلماً واجحافا لا يقبله أي انسان ، هذا الرجل كان رحيماً يحب الفقراء، وكان أميناً على ثروات البلاد ، ولم يكسب شيئاً له ولعائلته ولم يمتلك دارا ، بل مستاجراً لداره . ولا اتفق معه فيما ذكر عن الزعيم قاسم ، وأود ان ترسل لي ايميلك الخاص لكي ارسل لكم كتابي [ ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها] فيه كل ما تحب أن تعرفه عنها


13 - رد على تعليق الأخ فؤاد النمري
حامد الحمداني ( 2013 / 10 / 5 - 09:37 )
أخي الاستاذ فؤاد النمري المحترم: بودي أن اقول أن تشبيهكم للشهيد عبد الكريم قاسم بهتلر ظلم فادح، وجحاف بحق ثورة 14 تموز وقائدها الوطني البارز الشهيد عبد الكريم قاسم ، ولا أود الاسترسال اكثر من هذا حول الموضوع، ولكن ارجو الاطلاع على كتابي [ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها] ففيه تقف على حقيقة الثورة وقائدها الوطني الأمين الشهيد عبد الكريم قاسم، وإن شئتم ارسل لي عنوان بريدكم الألكتروني كي ارسل لكم الكتاب ، مع شكري وتقديري لتواصلكم ومتابعتكم للموضوع


14 - ما بين قاسم وهتلر
السيد حامد الحمداني المحترم ( 2013 / 10 / 6 - 07:00 )
لماذا تجاهلت وأنت المؤرخ الأمين ما قلت لافي تعليقي رق 9

- نعم الفرق كبير بين شخص قاسم وشخص هتلر لكن نتيجة أخطائهما هي واحدة ومتساوية-ومع ذلك اتهمتني باطلاً بأنني أساوي قاسم بهتلر
مرة أخرى أستطيع أن أؤكد أن رزايا أخطاء قاسم على الشعب العراقي أمرّ وأقسى من رزايا أخطاء هتلر على الشعب الألماني

لعلمك والسيد أحمد ..
فقد أجريت لي عملية جراحية في 12 تموز 58 وفي 14 تموز حال إعلان الثورة هربت من الستشفى والجرح ما زال نازفاً ولازمت راديو بغداد ليل نهار حتى اعتقلت في 25 تموز 59 ولذلك أدعي أن لا أحد يعرف تطور الأحداث في السنة الأولى لثورة تموز أكثر مني
كيف لشيوعي أن ينسى أن قاسم رفض تسليح الشيوعيين الذين هبوا للدفاع عنه وعن الثورة وفضل الإستسلام لأعداء الثورة !!!
ليفسر لي أحد الشيوعيين ذلك الأمر وإذا ما كان صحيحاً أم غير صحيح
يقول رفيقنا الحمداني أن ذلك كان من أخطائه ولعل أحد النازيين يقول المقابل أن غزو بولندا كان من أخطاء هتلر التي استجرت كوارث الحرب العالمية الثاني أما أخطاء قاسم فقد استجرت كل الكوارث التي ما زال الشعب العراقي ريعاني منها بعد مرور تصف لقرن
أنا أدين قاسم والشيوعين


15 - اعتذار
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 6 - 19:37 )
التعليق تسلسل 14 هو لي سهوت أن أكتب إسمي
إعتذاري من الجميع

اخر الافلام

.. تزايد الضغط على بايدن للانسحاب مع انهيار جدار الديمقراطيين ح


.. تصعيد المعارك بين حزب الله وإسرائيل وتحويلها إلى حرب شاملة ا




.. مجلة -الإيكونوميست-: الحرب بين إسرائيل وحزب الله ستكون مرعبة


.. كارثة غزة -جنة- مقارنة بما سيحدث.. سيناريو مرعب لحرب لبنان!




.. دعوة لقادة في الجيش الإسرائيلي لإنهاء الحرب في غزة تثير سجال