الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح ثائرُا (مقدمة)

باهر عادل نادى

2013 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثرين كتبوا عن حياة السيد المسيح وكثيرون أحبوا و أعجبوا بحياته حتى من غير المؤمنين به (وكثرين من أصدقائى اللادنين يحبوا ويحترموا حياة وتعاليم المسيح الرائعة)فكل شخص محايد ولديه فطرة سليمة لا يستطيع إلا أن يعترف بسمو تعاليم المسيح .ولكن بلا شك يوجد البعض ممن انتقدوا شخصية السيد المسيح بل شككوا فى وجود المسيح تاريخيا أصلاُ!! .
وكتب كثرين عن حياة المسيح من زوايا كثيرة منها : التاريخية وتشمل حياة السيد المسيح ،واللاهوتية والفكرية:التى تشمل أثبات لاهوت المسيح، ودراسة اقوال المسيح ومعجزاته وامثال المسيح ويوجد كثيرة كتب عن اسبوع الالام والصليب والقيامه ...
، و تكدست وأكتظت المكتبة العربية بالكتب اللاهوتية التى تشرح لاهوت المسيح – مع العلم بقناعتى بأهمية هذه الدراسات اللاهوتية الثمينة التى لاغنى عنها - وأعتقد أن السبب فى ذلك هو أننا فى وسط عربى وثقافة أسلامية تهاجم فكرة الوهية السيد المسيح وجاء ذلك برد فعل عكسى فى شرح وكتابة كتب ومجلدات فى لاهوت السيد المسيح والرد على الأعتراضات والتشكيكات الموجهة للمسيحية عمومُا وللاهوت المسيح خصوصُا.
ولذلك ندرت الكتب التى تناقش أنسانية السيد المسيح ..وشخصيته الانسانية الفريدة (هذا لا يعنى عدم وجود كتب بل موجوده ولكنها قليلة)
يقول القس صموئيل حبيب: "اشنغل مجتمعنا بشخص المسيح .وقد استولى على التفكير "لاهوت المسيح" أكثر من أنسانيته.ورغم اهمية لاهوت المسيح " إلا ان "إنسانينية المسيح" لها أهمية مماثلة.فكلما تحدثنا عن إنسانيته ،أحسسنا باهمية الأنسان ومكانته ودوره.بل إن قضية إنسانية المسيح ،تعبر عن معانى عديدة،منها تقارب الله مع الإنسان.قضية التجسد تدعو الله "أباُ" للبشرية ،فهو قريب من البشر.وهذا المفهوم يعطى معنى هاماُ للبشرية كلها." (1)
ومن أعظم من عبر عن حياة المسيح بكلمات قليلة ومعانى كثيرة الشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران فى كتابه "العواصف " يقول: " الانسانيّة ترى يسوع الناصري مولودا كالفقراء عائشا كالمساكين مهانا كالضعفاء مصلوبا كالمجرمين فتبكيه وترثيه وتندبه وهذا كل ما تفعله لتكريمه. منذ تسعة عشر جيلا والبشر يعبدون الضعف بشخص يسوع، ويسوع كان قويّا ولكنّهم لا يفهمون معنى القوّة الحقيقيّة. ما عاش يسوع مسكينا خائفا ولم يمت شاكيا متوجعا ،بل عاش ثائرا وصلب متمردا ومات جبارا. لم يكن يسوع طائرا مكسور الجناحين ، بل كان عاصفة هوجاء تكسر بهبوبها جميع الاجنحة المعوجة. لم يجيء يسوع من وراء الشفق الأزرق ليجعل الالم رمزا للحياة بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحق والحريّة. لم يخف يسوع مضطهديه ولم يخش أعداءه ولم يتوجّع أمام قاتليه...
لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى ليهدم المنازل ويبني من حجارتها الاديرة والصوامع، ويستهوي الرجال الاشداء ليقودهم قسوسا ورهبانا... لم يجيء يسوع ليعلّم الناس بناء الكنائس الشاهقة والمعابد الضخمة في جوار الاكواخ الحقيرة والمنازل الباردة المظلمة, بل جاء ليجعل قلب الانسان هيكلا ونفسه مذبحا وعقله كاهنا. هذا ما صنعه يسوع الناصري وهذه هي المباديء التي صلب لأجلها مختارا،20ولو عَقُل البشر لوقفوا اليوم فرحين متهللين منشدين أهازيج الغلبة والانتصار... إن إكليل الشوك على رأسك هو أجلّ وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفّك أسمى وأفخم من صولجان المشتري، وقطرات الدماء على قدميك أسنى لمعانا من قلائد عشتروت. فسامح هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك لأنّهم لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأنّهم لا يعلمون أنّك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور."
هنا أنتهت كلمات جبران الرائعة البديعة المبدعة التى تعبر عن حال الانسانيه التى فسرت حياة المسيح واقواله ورسالته بطريقه خانعه ولم يدركوا ولم يفهموا مغزى حياة المسيح على الأرض وهدف مجيئه إلى هذه الدنيا التعيسة!
فنحن نحتاج الى أن نصيغ لاهوت أنسانى ،وخطاب لاهوتى يركز على الانسان ومشكلاته ..منطلقين من أساس لاهوتى وهو أنسانية شخص السيد المسيح.
ويمكننا أن نعتبر هذا المقال بمثابة مقدمة لبحث صغير فى حياة المسيح والغوص فى الجانب الأنسانى من شخصيته الفريدة وثورية المسيح . فى محاولة لفهم مغزى ومعنى حياة المسيح على الارض.
فأعتمدنا فى هذه المقالة وسنعتمد فى دراستنا هذه فى هذا الموضوع بالأكثر على كتاب "المسيح ثائر "للقس صموئيل حبيب.
وللحديث بقية إن عشنا وكان لينا كتابة ....
والله من وراء القصد


..............................................................
(1)صموئيل حبيب -الدكتورالقس-المسيح ثائرُا (قراءة جديدة فى الإنجيل) ص14








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثاىر الذي فعل ماقال ؟
س . السندي ( 2013 / 10 / 2 - 22:14 )
بداية تحياتي ياعزيزي باهر وتعليقي ؟

فعلا لياتي كل ذي عقل وضمير بشخصية اظطهر واقدس وانبل منه ثاىرا قولا وفعلا لنعبده ، كل فكر لايعترف بلاهوته كما قال الكتاب فهو من الشيطان ، وأعمال الشيطان سيفعلون ، سلام ؟

اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا