الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفعة العلم

صادق الريكان

2013 / 10 / 3
المجتمع المدني


وأنا اصطحب ابنتي "آيه" لمدرستها اليوم وفي طريقي رحت اراجع تاريخ يوم الخميس الدراسي وأتذكر (رفقة العلم) وما تحمله من احتفاليات ومشاهد عشتها لازالت راسخة في ذهني إذ في صباح كل يوم خميس من ايام الدراسة ومنذ زمن بعيد الاحتفال يبدأ بأناشيد، وقصائد، وفعاليات، ورفع العلم، وتكريم يسري على الطلاب قبل البدء والتوجه للحصَص الدروس، حيث في مرور الوقت سرعان ما اخذت تلك الطقوس تأخذ منحى أخر وصارت القصائد تلقى في حب القائد، والأناشيد تصدع تزلفاً للبعث، وفعاليات وطقوس يعم عليها اللون الزيتوني حيث لا انسى لحظات الرعب التي كنت اعيشها عندما تختتم الاحتفال الست "اقبال" بطلاقات ناريه

وقلت في نفسي إن واقع تجمهر الطلاب في هذا اليوم من المؤكد قد تغيير وأصبح افضل حالا بعد زوال البعث ورحت اتوق تشوقاً لمشاهدة ابنتي في اصطفاف يوم الخميس، علّي اجدها يوماً تشارك في هذا الاحتفال بأحد الفعاليات، وأنا اراجع شريط ذاكرتي لأمزجه بهذا الواقع، وصّلت للمدرسة حيث اصطفت "آيه" مع زميلاتها في فناء المدرسة المترب حيث لم يدم سوى دقائق بسيطة لا يحمل اي شيء سوى تجمهر الطلاب في مكان واحد، بعدها سارع الاطفال متوجهين لصفوفهم

استغربت من عدم وجود (رفعة العلم) أو اي فعاليه تذكر ورحت أسأل المديرة عن السبب، اجابتني بواقعية جهلتها شخصياً حيث قالت : الوقت لا يسعفنا لمثل هكذا اشياء حيث إن الدوام في هذه البناية "ثلاثي" أي ان ثلاث مدارس تتواجد هنا، حيث تبدأ المدرسة الاولى من الساعة 8 صباحاً حتى 11 ظهراً، والثاني من 11 ظهراً حتى 2 ظهراً، والثالث من 2 ظهراً الى 5 عصراً !!

حينها ادركت ان الاجيال تنقاد لواقع مخزي خالِ من الابداع، العمل، الحب، التطور، حيث الاشياء العظيمة تبدأ من الاشياء الصغيره التي كنت اتمنى ان تتطور لكن الواقع يحدثنا عن تراجع مخيف في قطاع التربية يحتاج لوقفة تربوية لا سياسيه ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية